الهيـــــــــــــلا   *** منتدى قبيلة عتيبة

الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة (http://www.otaibah.net/m/index.php)
-   شريعة الإسلام (http://www.otaibah.net/m/forumdisplay.php?f=22)
-   -   حديث (http://www.otaibah.net/m/showthread.php?t=119068)

مبارك مسفر الرقاص الحافي 28-Nov-2010 09:49 AM

حديث
 
بسم الله الرحمن الرحيم




أيها الناس اتقوا الله تعالى و فكروا في دنياكم و آخرتكم ، في حياتكم و موتكم ، في حاضركم ومستقبلكم

، فكروا في هذه الدنيا فيمن مضى من السابقين الأولين منهم والآخرين ، ففيهم عبرة لمن اعتبر ،

عمروا في هذه الدنيا فعمروها و كانوا أكثر منا أموالا و أولاداً و أشد منا قوة و تعميراً ، فذهبت بهم

الأيام كأن لم يكونوا و أصبحوا خبراً من الأخبار ، و أنتم على ما ساروا عليه سائرون و إلى ما صاروا

إليه صائرون سوف تنتقـلون عن هذه الدنيا إلى القبور بعد القصور ، و سوف تنـفردون بها بعد

الاجتماع بالأهل و السرور ، سوف تنـفردون بأعمالكم إن خيراً فخير، وإن شراً فشر ، إلى يوم النشور

و حين ذلك ينفخ في الصور فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين ، حفاة بلا نعال و عراة بلا ثياب و

غرلا بلا ختان ، حدَّث النبي صلى الله عليه و سلم بهذا الحديث فقالت عائشة : يا رسول الله الرجال و

النساء جميعا ينظر بعضهم إلى بعض ، فقال صلى الله عليه وسلم : إن الأمر أشد من أن ينظر الرجل

إلى النساء أو النساء إلى الرجال ، إنه أعظم من أن تسأل الأم عن ولدها و الابن عن أبيه ( فإذا نفخ

في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ و لا يتساءلون ) (المؤمنون: ) ، ( إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم

ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت و تضع كل ذات حمل حملها و ترى الناس سكارى و ما هم

بسكارى و لكن عذاب الله شديد ) ( الحج )، هناك قلوب واجفة و أبصار خاشعة ، هناك نشر الدواوين و

هي صحائف الأعمال ، فيأخذ المؤمن كتابه بيمينه ، و يأخذ الكافر كتابه بشماله، و من وراء ظهره ،

فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول فرحاً و مسروراً : ( هاؤم اقرءا كتابيه ) ( و أما من أوتي كتابه

بشماله ) فيقول حزِناُ غماً : ( ياليتني لم أوت كتابيه ) و يدعو ثبوراً و هناك توضع الموازين فتوزن

فيها أعمال العبـاد من خير( فمن يعمل مثقال مثقال ذرة خيراً يـره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)، قال

الله تعالى : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً و إن كان مثقال حبة من خردل

أتينا بها و كفى بنا حاسبين) (الأنبياء)* و في ذلك اليوم يموج الناس بعضهم في بعض ، و يلحقهم من

الغم و الكرب مالا يطيقون فيقول الناس ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم فيأتون آدم ثم نوحا ثم

إبراهيم ثم موسـى عليهم الصلاة و السلام و كلهم يقدمون عذراً ، ثم يأتون إلى عيسى رضي الله عنه

فيقول : لست لها و لكن ائتوا محمداً عبداً غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر، فيأتون إلى النبي

صلى الله عليه و سلم فيقول مفتخراً بنعمة الله : أنا لها ، فيستأذن من ربه عز و جل و يخر له ساجداً و

يضع الله غليه من محامده و حسن الثناء عليه ما لم يفتحه على أحد قبله فيدَعُهُ الله ما شاء الله أن

يدعَه ثم يقول يا محمد : ارفع رأسك و قل تسمع و اشفع تشفع و سل تعطه ، و في ذلك اليوم ينزل الله

للقضاء بين عباده و حسابهم ، فيخلو بعبده المؤمن وحده و يضع عليه ستره و يكلمه ليس بينه و بينه

ترجمان ، فيخبره بما عمل من ذنوبه حتى يقر و يعترف فيظهر الله عليه فضله فيقول : قد سترتها عليك

في الدنيا و أنا أغفرها لك اليوم، و في ذلك اليوم الحوض المورود لمحمد صلى الله عليه وسلم ، ماؤه

أشد بياضاً من اللبن و أحلى من العسل و أطيب من ريح المسك طوله شـهر و عرضه شهر و آنيته

كنجوم السماء كثرة و إضاءة لا يَرِدُه إلا المؤمنون به المتبعون لسنته ، من يشرب منه شربة لا يظمأ

بعدها أبداً ، و أول الناس وروداً عليه فقراء المهاجرين ، في ذلك اليوم تدنو الشمس من الخلق حتى

تكون فدر ميل ، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ، ومنهم من

يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمهم العرق إنجاماً، و يظل الله من يشاء في

ظله يوم لا ظل إلا ظله .


في ذلك اليوم يقول الله ياآدم : فيقول لبيك و سعديك و الخير كله في يديك ، فيقول أخْرج بعثَ النار من

ذريتك ، قال : و ما بعث النار ؟ قال من كل ألف تسعمائة و تسعة و تسعون ، فعند ذلك يشيب الصغير.

و في ذلك اليوم يوضع الصراط على متن جهنم أدق من الشعرة و أحد من السيف و ترسل الأمانة

والرحم فيقومان جنبتي الصراط يميناً و شمالا ، فيمر الناس عليه على قدر أعمالهم تجري بهم أعمالهم

، فمنهم من يمر كلمح البصر و منهم من يمر كالبرق ، و منهم من يمر يزحف ، و منهم ما بين ذلك ، و

نبيكم صلى الله عليه و سلم قائم على الصراط يقول : يا رب سلم سلم ، و في حافتي الصراط كلاليب

معلقة مأمورة تأخذ من أمِرَتْ به فمخدوش ناج و مكروس في النار في ذلك اليوم يتفرق الناس إلى

فريقين ، فريق في الجنة و فريق في السعير ( و يوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون فأما الذين آمنوا و

عملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون و أما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا و لقاء الآخرة فأولئك في

العذاب محضرون ).

فاتقوا الله عباد الله : و خذوا لهذا اليوم عدته فإنه مصيركم لا محـالة و موعـدكم لا ريب فيـه، و إنه

على عِظمِه و شدته و هوله لَيَكون يسيراً على المؤمنين المتقين لأن الله يقول : ( و كان يوما على

الكفرين عسيراً). فآمنوا بالله و اعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه .

اللهم فاطر السماوات و الأرض عالم الغيب و الشهادة ، نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت

الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد ن ياذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم خفف عنا

أهوال ذلك اليوم و اجعلنا فيه من السعداء و ألحقنا بالصالحين يا رب العلمين .



بقلم » الإمام إبن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة

السراح الروقي 28-Nov-2010 09:06 PM

جزاااااااااك الله خير الجزاء ونفع بك

الصويت الثبيتي العتيبي 29-Nov-2010 08:09 AM

جزاك الله خير الجزاء ونفع بك الله في الدين والدنياء

دلبحي الشمااال 12-Jan-2011 08:04 PM

الله يجزاك خير

محمد العتيبي 12-Jan-2011 08:30 PM

رحمه الله رحمة من عنده ..



جزاااك الله خير ونفع الله بما قدمت ..



تحيتي
..


الساعة الآن »07:31 PM.

 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd