الهيـــــــــــــلا   *** منتدى قبيلة عتيبة

الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة (http://www.otaibah.net/m/index.php)
-   مجلس الهيلا العام (http://www.otaibah.net/m/forumdisplay.php?f=4)
-   -   تـأثُّـرُ التِّـلميذ بشيخه ! ( موازنة أخلاقيَّة ) ! (http://www.otaibah.net/m/showthread.php?t=124713)

أبو الهمام البرقاوي 12-Apr-2011 02:39 PM

تـأثُّـرُ التِّـلميذ بشيخه ! ( موازنة أخلاقيَّة ) !
 
( تأثرُ التلميذ بشيخه ) .

الحمدُ لله الذي أنزلَ على عبده الكتاب ، تبصرةً لأولي الألباب ، مودعا بالعلوم والحِكَم العجب العجاب .
وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله من أشرف الشعاب ، بعث لخير أمة بأفضلِ كتاب ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأنجاب ، صلاة وسلاما دائميْن إلى يوم المآب !
وبعد :
فالعلمُ أنصعُ المراتب ، وأرفعُ المناقب ، وألذُّ المشارب ، وأسهلُ المآرب ، خضْ في أزهاره ، واشرب من ينابيعهْ ، شرابا لا تظمأ بعده أبدا ، فتزال نهما عطِشا للنيلِ منه مدَدا .
- لا أجملَ من أنْ تعملَ بعلمك ، وتنتفع بعملك ، حتى تذادَ عن أولِ من تسعَّرُ بهم النار ، ويلتحق بهم الخزي والعار ، وحتى يكون حجة لك ، لا عليك .

- تخلَّقْ بمن بُعثَ بمكارم الأخلاق ، وفضُل على غيرِه وفاق ، ومنْ كان خلقُه القرآن ، فكانتْ أفعاله أهدى من أقواله ، وأعمالُه أبلغَ من رسالاتِه .

هذا القرآن أمَامك فيه النصائح ، وفيه المفاضح ، فاخترْ أيَّهما شئت / طريقَ العفو والعرف والإعراض عن الجاهلين ، أو طريقَ من عاهدتُم من المشركين .

وهذه السنة أمامَك فيها الصفات الحميدة ، والرذائل المميتة ، فاختر أيًّا شئت / طريقَ حياء العذراء في خدرها ، أو طريق الفاجر اللئيم في مُهجتِها .

وثُلَّـةٌ من السلف ، وقِلَّـةٌ من الخلف ، قد خاضوا البلاد ، وعاثوا في التلاد ، هذه أخلاقهم منثورة ، وسيئاتهم مبتورة ، غاصتْ في لجِّ حسناتهم ، وبارت في أجِّ صفحاتهم .

( موازنة )
وهذا شيخُك الأريب ، الفطنِ اللبيب // ذو الخلُقِ الحسن ،-أو- شِرَّةِ اللسن ، ذو المناقب الرفيعة ، -أو- المثالب الدنيئة، ذو خِصالٍ وضيعة ، -أو- خصائلَ مقيتة .
ليت شعري !!، من على سيره أنتهج ، ومن على ممشاه أبتهج ، -أو- بطريقه أطِّعج ، وعلى منوَاله أنعرج!.!.!

كنتُ في جِنازة ممن نحسبهم على خير ، وقد عُفوا من الفجور والمَيْر ، فبصُرتُ أحد الشيوخ ، مَنْ على أخلاقهم أنوخ ! إشارتُه حكمٌ ، وطاعتُه غنمٌ ، عفيفُ اللسان ، عن الحدَّة والطغيان ، فقلَّما سلم مكثار ، من دحرجةٍ أو عثار ، إلا ثرثارًا في طيبِ الكلام ، ومشنِّفا لآذان الأنام .

فأقبلتُ عليه ، وكلِّي إليه ، ورفعت رجلاي مقبلًا رأسه ، فأبى واستنكر ، وغضب وزمجر .
ثم ذهب إلى أحد شيوخه مسلِّما ، مستبشرا فرحا مستسلما ، فرفع رجلاه مقبلًا رأسه ، فرضي وأذعنْ ، وقبل واستكنْ ، ذاكَ أنه مطبوعٌ على المنفعه ، ومِطواعٌ في الضيق والسَّعة ! السخيُّ بموجوده ، السميُّ عند جوده !


( هنا توقف القلم ، فاللهم أعوذ بك من التكلف )
وأقبل على شيخ شيخي أحدُ شيوخه ، مفشي الإحسان ، ومنشئ الاستحستان ! ويكأني أنظر إليه جالسا جلسة التلميذ ، والطالب للعلم الذليل ، فكبُر أمرُه ، وعظُم خطبه .
وإذا بهذا العلم العالم الكبير يتحدَّثُ عن معلمه وناصحه ، ورفيق دربه وأمره ! بكلماتٍ راقيةٍ واقيةٍ باقيةٍ !


فدلفتُ لهذا الخطب الجلل ، لأقتبس من فوائده ، وألتقط بعض فرائده ، فلم أرَ موقفًا نُسج على مِنواله ، ولا سمحتْ قريحةٌ بمثاله !!


فخلُصت إلى مقال أسميتُه ( تأثر التلميذ بشيخه !! ) .


ابذلِ الوصال -أيها الشيخُ - لمن صال ! لا تظلِم - أيها العالِمُ - حينَ تُظلم !
دارِ من جهلَ مقدراك ، وصافِ ممن يأبى إنصافك ، وأغمرْه جميلا ، وإن لم يكن خليلا !
الصدقُ نباهة ، والكذبُ عاهة ، الجوعُ شعارُ الأنبياء ، وحِلية للأولياء .
أنتم أولوا الألبابِ ، والفضلِ اللباب ، لا يجرمنكم شنآن قوم أن تحاسدوا وتباغضوا وتدابروا !
السهر في الخرافات ، من أعظم الآفات ، آآهٍ كم فيه من افتآت ، وبُعْدٍ عن القربات ، وتنفيسٍ للكربات .


سوءُ الطمع ، يبايِنُ الورع - - تطلُّبُ المثالبِ ، شرُّ المعايب !
تحاشي الرِّيَب ، تُرفع به الرٌّتب - تعدِّي الأدب ، يُحبط القُرب !
عند الأوجال ، يتفاضل الرجال !



ختامًا أقول :
هذه موازنة بين الشيخ الدمث الخلوق ، والشيخ الخلِق المتخلِّق .
فمن أيِّ الصنفين أنت ؟ ومن أي الطريقين كنت ؟

اتقِ اللهَ في تلاميذك ، وربِّهم تربية حسناء ، بعيدة عن التربية الحمقاء الخرقاء .

اللهم اغفر لكاتبِ هذه المقالة ، ولمن قرأها ، واتعظ بها ، وغفر لوالديه ، ولجميع المسلمين .

بقلم :
أبو الهُمام البرقاوي

عـاشـق الحقـيـقـة 21-Apr-2011 02:23 PM

اقتباس:

اللهم اغفر لكاتبِ هذه المقالة ، ولمن قرأها ، واتعظ بها ، واغفر لوالديه ، ولجميع المسلمين .
آمين .



ولك الشكر على هذا المقال اللذيذ بسجعه ونفعه ، الذي لي ـ مع ذلك ـ ملحوظة على بعض ما جاء فيه من تعبير قد يشكل على القارئ ، وهو ما تحته خطّ فيما يلي :
اقتباس:

هذا القرآن أمَامك فيه النصائح ، وفيه المفاضح ، فاخترْ أيَّهما شئت / طريقَ العفو والعرف والإعراض عن الجاهلين ، أو طريقَ من عاهدتُم من المشركين .

وهذه السنة أمامَك فيها الصفات الحميدة ، والرذائل المميتة ، فاختر أيًّا شئت / طريقَ حياء العذراء في خدرها ، أو طريق الفاجر اللئيم في مُهجتِها .
فلا ينبغي إيراد هذا الوصف في مثل هذا السرد ؛ لأنّه قد يوهم الوصف للمخبر عنه ( القرآن ، السنة ) بما ذُكر من وصف ( المفاضح ، الرذائل )لا أنّه يحمل هذا الوصف ( المفاضح ، الرذائل ) لسواه عمّا يُخبر عنه ويُحذر من فعله . والله أعلم .


وبارك الله فيك .


الساعة الآن »08:58 PM.

 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd