عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 11-Dec-2010, 05:23 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو محمد الدعجاني
عضو مميـــز

الصورة الرمزية ابو محمد الدعجاني

إحصائية العضو






التوقيت


ابو محمد الدعجاني غير متواجد حالياً

افتراضي

تكمله :


أكثر غضب الناس اليوم من أجل الأثرة


ومما يؤسف كثيرا أن الناس إذا غضبوا فعامة غضبهم من أجل الدنيا وبسبب استئثار الخاصة بالمال دون العامة. ولا شك أن هذا الفعل تقصير من الحاكم أو الحكومة إذا وقع ولكن ما الموقف الشرعي الصحيح الذي يجب علينا حينئذ؟

أقول: لقد ذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم الداء والدواء، فقد أخرج البخاري (5/13) ومسلم (1472/3) عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها» قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: «تؤدون الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم»، فهكذا أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما نرى «أثرة» وهي الانفراد بالمال ونحوه عمن له فيه حق.

وعندما نرى أمورا منكرة مخالفة للشرع علينا أن نسلك المسلك السليم والمعاملة الحسنة التي يبرأ صاحبها من الوقوع في الإثم وهي إعطاء الأمراء الحق الذي كتب لهم علينا من الانقياد لهم وعدم الخروج عليه وسؤال الله الحق الذي لنا في المال العام بتسخير قلوبهم لأدائه أو بتعويضنا عنه.

قال اصبروا ولم يقل اخرجوا ولا افضحوا ولا شهّروا

أخي القارئ الكريم تدبر هذا الحديث الصحيح الصريح الذي أخرجه البخاري (5/13) ومسلم (1474/3) عن اسيد بن حضير أن رجلا من الأنصار خلا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا تستعملني كما استعملت فلانا؟ فقال: «إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض». ففي هذا الحديث وهو نص في هذا الواقع أمر النبي صلى الله عليه وسلم بـ «الصبر» عند استئثار الولاة بالحقوق وغيرها لهم دون غيرهم وعندما نرى من الأمور المخالفة للشرع التي يفعلها الولاة. فلم يأمرنا بالخروج عليهم ولا التشهير بهم ولا باستجوابهم ولا بتحريض الناس عليهم وإسقاط هيبتهم لأن كل ذلك ونحوه سيؤدي إلى فساد الدين والدنيا وفساد العباد والبلاد.

(ليبلوا بعضكم ببعض)


إن من حكمة الله تعالى أن يبتلى الناس بعضهم ببعض فالدنيا كلها بلاء واختبار قال تعالى " الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً" (الملك: 2). وقال تعالى: "ولكن ليبلوا بعضكم ببعض"(محمد: 4). فيبتلى الحاكم بالمحكومين فيتولى عليهم وهو مسؤول عن رعيته يوم القيامة ويبتلى المحكوم بالحاكم وقد يتسلط الحاكم على رعيته ويمنعهم حقوقهم وحينئذٍ يجب عليهم ان يطلبوا حقوقهم فإن اعطوا الذي لهم اخذوه وان منعوه تركوا وصبروا. وهذا الصبر فيه خير كبير ومصالح كثيرة. ففيه درء المفاسد العظيمة التي تترتب على عدم الصبر، ومنها الاجر العظيم الذي يحتسبه الصابرون ومنها تكفير السيئات ومنها مراجعة النفس، إذ غالباً أن البلاء لا يقع إلا بذنب كما قال تعالى: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير" (الشورى: 30) وقال تعالى: "وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون" (الانعام: 129)، فعلينا الاجتهاد في الاستغفار والتوبة وإصلاح العمل.

وفي التاريخ عبرٌ فاعتبروا يا أهل السنة


لله در من قال:

ومن حوى التاريخ في صدره ... أضاف اعمارا إلى عمره

ذكر بعض اهل العلم ان من اهل البدع والاهواء من كان يعتقد في الله تعالى عقيدة التمثيل اي انهم تأثروا باليهود القائلين «يد الله مغلولة» و«ان الله فقير» ونحو ذلك فشبهوا الخالق بالمخلوق، فلما كانت الصولة والجولة والحكومة في بني العباس واعتنق خلفاؤهم عقيدة الاعتزال القائمة على النفي والتعطيل لصفات الرب جل وعلا تحولوا بعقائدهم من التمثيل الى التعطيل وذلك لاستمالة قلوب الخلفاء والولاة وتقربا اليهم.

فلو تأملنا في هذا الحدث التاريخي لاستفدنا فائدة كبرى وهي الحذر من استيلاء اهل الاهواء على قلوب الولاة بإظهار السمع والطاعة لهم بينما نجد بعض اهل السنة قد يخسر ودَّ الحاكم بتصرفاته وفلتاته عليه وذلك بالسب والتشهير ونحوهما.

أصبح فرعون رجلاً رشيداً


ذكر الله تعالى لنا في كتابه ان الطاغية فرعون قال: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ) الى ان قال: «اي فرعون» ".. مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ " (غافر الآيات:26-29) هنا قال بعض اهل العلم .. اصبح فرعون رجلا رشيدا!!

وهكذا نجد بعض اهل الاهواء يثيرون القلاقل ثم يزعمون ان اهل السنة يريدون اثارة الفتنة!! وهنا يجب على اهل السنة ان يتنبهوا لذلك حتى يفوتوا الفرصة على اولئك الذين يصطادون في الماء العكر.

من نصائح شيخنا محمد بن صالح العثيمين

في ذات يوم حضرت احد دروس شيخنا محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - فاعجبتني كلمة حكيمة يا ليت اهل السنة يعونها حيث قال فيما معناه: «يا اخوان قرأت خطابا لبعض دعاة الفساد وهو يخاطب فيه ولاة الامر قد اشتمل على بعض الكلمات والعبارات الرقيقة والمشتملة على كلمات الاحترام والتقدير ما يستميلون به قلوب الولاة. فنحن اولى ان نخاطب ولاتنا بالكلمة الطيبة فولي الامر بشر تعجبه الكلمة الطيبة ونكسبه بها»، انتهى كلامه بمعناه. فيا لها من نصيحة عجيبة لو اخذ بها اهل السنة.















رد مع اقتباس