الأخ ماجد ، لتعلم أنّني :
1-لستُ عدوًّا لحماس ، ولا لأيّ حركة أو حزب أو قطر أو بلد أو حاكم أو رجل يرفع نصرة الإسلام ويدعو إلى تطبيق شرعه على نفسه وعلى غيره أيًّا كان ؛ لأنّه ـ ببساطة ـ هذا ما أريده أنا ، وهو في صالحي أنا ، ولكن في حال واحدة أن يكون صادقًا في دعواه هذه يشهد له القول الناطق ، و الواقع المشاهد ، والفعل الممارس ، وأمّا الدعاوى ؛ فما أكثر مَن يقولها :
فكلّ يدعى وصلاً بليلى ... وليلى لا تُقر لهم بذاكا
ولقد كنتُ ـ حقيقةً ـ محبًّا لحماس خاصّة أحمد ياسين ، و ريّان ـ رحمهما الله ـ ، وفرحًا بفوزها في الانتخابات الفلسطينية في حينه ، ولم يهمّني رأيي غيري فيها المخالف لي فيها آنذاك ؛ لأنّني كنتُ أعتقد أنّها منهج صائب وقصده جميل ؛ فقد بهرتني الزخارف ، وخدعتني العواطف ، ولكن بعد ذلك خاصّة بعد تنحيتها من حكم الضفّة الغربيّة وحصرها في غزّة تبيّنت حقيقتها في ساستها ، وهي أنّهم ـ يا للأسف ـ عملاء لإيران ، ومساعدون له في مشروعه التوسّعي السياسي والمذهبي ـ قصدوا أم لم يقصدوا ـ غاضّين الطرف كليّةً عن خطر ذلك وسوئه على المسلمين والعرب ، والواقع خير شاهد من مواقف ساسة حماس أنفسهم ، ولقد ورد منه ما يكفي ؛ فما فائدة في إعادته !
2- أنّني مع كلامك بعاطفتي ولكنني أخالفه بعقلي ؛ لأنّني أقدّم فيما أعتقد وأقول العقل والواقع لا العاطفة أو الأمنيّات ؛ لأنّ هذين الأمرين هما مِن أهمّ ما يحجب الحقيقة معشوقتي ـ فيما أعتقد من تجربتي مع نفسي ومع غيري ؛ فصدقني أنني أتمنّى أن أكون أنا المخطئ ، وأنت المصيب فيما اختلفنا فيه هنا في وضع حماس ؛ لأنّ سلامتها ممّا قلتُ أنا فيها هنا ناقلاً لا منشئًا ، وتلبسها بما قلتَ أنت فيها إذا أيّده الواقع وأكدته الحقائق أعدّه ـ والله ـ مِن دواعي سروري ، ومنه استبشاري ، ولك عليه البشارة ، ولكن هيهاتَ هيهات ؛ فقد أذنب المذنب ، و العين والناس تراه ، واعترف بلسانه بجرمه ، والأذن والناس تسمعه ؛ فلا مجال لتكذيب ما رأته العين ، وشهد عليه الناس ، وتكذيب ما سمعته الأذن وشهد عليه الناس خاصّة إذا كان الدليل المطروح في صالح هذا التكذيب جاء ـ بعد اعترافه الأوّل ـ مِن المذنب نفسه وعلى لسانه هو في موقف دفاعه عن نفسه !
3- ما ذكرتُه مِن مواضع سابقة عن حركة حماس ليست من جيبي سواء أكانت صلعاء ، أم شعراء ( عليها شعر ) ، بل ممّا صرّح به غيري ممّن أجد الثقة به وبما يقول أكثر من الثقة بساسة حماس وبما يقولونه ؛ لأنّه ـ من الواقع ـ غير مستفيد بما قاله في حماس حينه ؛ وللتمثيل ما جاء من تصريحات سعودية ويمنية وغيرهما إبّان حربهما مع الحوثيين العملاء لإيران الصفوية بوصول مساعدات إليهم عن طريق فلسطينيين ينتمون إلى حماس يقيمون في اليمن للعمل أو الدراسة ؛ فما فائدة ذلك للسعودية أو لليمن في ظرف تلك الحرب الفتنة ؟ وما مصلحتهما بإدخال حماس عدوّة لهما في وقت هم أحوج إلى الصديق منهم إلى العدو ؟!
*وهنا أعقّب على كلامك ما يحتاج إلى تعقيب منه بما يأتي :
1-أراك تفخّم الكلام ، وترفعه إلى فوق ما يحتمله ؛ فحديثي في الرابط المذكور ، وحديثي هنا ـ كذلك ـ عن حماس أعني به ( ساسة حماس ) المؤثّرين ؛ كمشعل ونحوه ، وهم معدودون على الأصابع فيما أظنّ ، ولا أعني عامّتها ، ولا حتى ساستها الأوائل ، ومع وضوح ذلك تأتي أنت وتجعله عامًّا على حماس كلّها سابقين ولاحقين ، وأموات وأحياء ، وساسة وعامّة ، وهذا ليس من الإنصاف فيما أعتقد، بل يدفع المناقش إلى الردّ على أمر كان الأحرى بأن لا يُذكر من الأصل . وهذا أمر والآخر : أنّك تجعل مِن العبارة النقديّة تكفيريّة ؛ فقد جعلتَ قولي عن ( ساسة حماس الحاليين ) بأنّهم ( عملاء لإيران ، وعامل هدم للإسلام وللقضية الفلسطينية والعروبة مثلهم مثل حركة فتح بالتمام ، ولكن من جانب آخر ، ولصالح جانب آخر ) تكفيرًا لهم بالكليّة ، وهذا أمر لم يرد في خلدي ، وجاء منك تفخيميًا وتهويليًا ؛ فهل حينما يقال لمهرّب المخدرات ، أو لناشر صور الفساد : إنك تهدم الأخلاق والإسلام بعملك هذا يكون تكفيرًا له ؟!
والحقيقة أنّ الإجابة لا ـ أبدًا ، لا عند القائل ، ولا عند الموجّه إليه هذا القول من مهرّب مخدرات أو ناشر فساد ، وقس على هذا كلامي عن ساسة حماس ؛ فهم يهدمون الإسلام والعروبة من واقع حالهم ؛ وهذا يصدق قول مَن قال إنهم يهدمون الإسلام ، وهم ـ كذلك في الوقت نفسه ـ يعتقدون ـ فيما نظنّ بهم ـ أنهم ينصرونهما ؛ وهذا يبعد عنهم احتمال تكفيرهم لا من حيث قصد القائل فيهم ، ولا من حيث تطبيق الكفر عليهم !
2- حينما ذكرتُ عن ساسة حماس مشعل وجماعته إنّهم يلبسون مثل لبس الإيرانيين الصفويين مَن ليسوا علماء خمس ومتعة عندهم ، لم أبني كلامي هذا بقصد الإضحاك ـ مع أنّني لا أمانع ولا أهتمّ أن يكون مضحكًا عند بعض الناس ـ بل بنيته على قاعدة إسلامية مهمّة ومتسقة ومناسبة لما نحن فيه ؛ وهي : ( مَن تشبّه بقوم فهو منهم ) ، ولكن يبدو أنّك لم تستحضرها عند قراءتك لكلامي ، ولعلّك قد استحضرتها الآن !
وحتّى أبيّن مقصدي أكثر ؛ فلقد كان أحمد ياسين ـ رحمه الله ـ يلبس الزيّ السعوديّ ، وكان لهذا الأمر منه ـ حينئذٍ ـ دلالات ومعاني معيّنة محدّدة ، ولكن طيّبة ، إلا أنّ مَن جاء بعده ترك التزيي بالزيّ السعودي مثله ـ ولا ندري ما السبب ؟! ـ مبدلاً إيّاه بزيّ آخر ـ وليس زيّ بلد عربيّ آخر ـ بل بالزيّ الإيراني وحده الذي له هو الآخر دلالات ومعاني معيّنة ومحدّدة ، ولكن سيئة !
*وهنا أسألك : هل تؤمن في نطاق الفكر بصحّة مقولة : قل لي مَن يدعمك ، أقل لك مَن أنت ؟
وعلى فرضية أنّك تؤمن بصحتها ؛ نقول لك ـ أخي الكريم ـ ، وللقارئ الكريم ـ كذلك ـ للحقيقة ـ : اسأل ـ الآن ـ مَن يدعم حماس ؟
وستجد الإجابة أنّهم ثلاثة :
1-حكومة إيران الصفوية
2- حكومة سورية النصيرية
3- حزب اللات الصفوي !
وهنا سؤالان ـ لعلّ الأخ ماجد أو مَن يشاطره في رأيه ـ إن وجد ـ يجيب ـ مشكورًا ـ عنهما :
س1- لماذا ساسة حماس ، مشعل ومَن معه منهم ، يعيشون في سورية تحت جناح الحكومة النصيرية مكرّمين ومقرّبين، هذه الحكومة النصيرية التي تحارب أهل السنة ، فتسجنهم وتقتلهم علنًا ، وهي المناصرة ـ علنًا ـ لإيران ، ولحزب اللات في لبنان ؟
س2-لمَ أيّد مشعل ثورة تونس ومصر وليبيا واليمن بالفمّ المليان ، هذه الثورات التي أيّدتها إيران نفسها ، بل جعلتها ـ زعمًا منها بالكذب والدجل ـ امتدادًا لثورتها الخمينية العنصرية ، وسكتَ ( خرس ) كلية عن ثورة عن ثورة إيران ، ومن بعده عن ثورة سورية نفسها ولو اعتُذر له عن سكوته عن ثورة سورية ؛ فبمَ يُعتذر له في سكوته عن ثورة إيران ؟!
وأمنياتي الطيبة لك وللجميع ،،،
التوقيع |
الآراء كثيرة مُتباينة .. وتبقى الحقيقة واحدة .. تراها العين التى ترَى بالعقل من منظار النقل و الهُدى ، لا العين التي ترَى من منظار الفِسق والهَوى !؟
.
.
|
آخر تعديل عـاشـق الحقـيـقـة يوم 08-Apr-2011 في 04:09 AM.