لا فرق بين عربي عجمي ،هذا حق ، إلا أنه في الناحية الدينية ، وفي التكليف والإيمان ، وفي الأجر على العمل ، وفي الجزاء يوم الحساب ، وأما في النعم الدنوية ؛ فالله تعالى فضّل بعض الخلق على بعض ؛ ففضّل الرجل على المرأة ، وفضّل القوي على الضعيف ؛ كما فضّل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على كل البشر في القدر ، مع فضله عليهم كذلك في الناحية الدينية ـ عليه الصلاة والسلام ـ وقريش على قبائل العرب ، وأمة العرب على سائر الأمم من العجم .. وهذا من نعم الله الدنوية وتفضيله بعض الخلق على بعض .. ولا يخفى أن الله تعالى قبل الإسلام ومبعث خير الأنام ـ عليه الصلاة والسلام ـ قد ذكر في كتابه الكريم تفضيله بني إسرائيل ، وهم أمة تقابل أمة العرب ، بل أبناء عمومتهم على العالمين ، إلا أنهم بعد مبعث خاتم الرسل من العرب أصبح الفضل للعرب عليهم ، بل على سائر الأمم (( وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم )) .
وعلى هذا الكلام ؛ فلنحمد الله نحن أمة العرب ، وكلنا عرب على تفضيله لنا سبحانه على سائر الأمم .
هذا . والله أعلم .
آخر تعديل أبو عبد الملك الرويس يوم 16-Jul-2013 في 07:57 AM.