عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 06-Aug-2016, 08:04 AM رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
القارظ العنزي
عضو نشيط
إحصائية العضو





التوقيت


القارظ العنزي غير متواجد حالياً

افتراضي

قال أبو عبد الرحمن : ولما لفتُّ النظر إلى هذا الأمر ، وأنه مخالف النصوص الشرعية ، ومخالف مذهب محققي النسابين من العلماء الذين جزموا بأن العرب كلهم من ذرية إسماعيل عليه السلام ، أثار ذلك بعض الاستغراب عند بعض المثقفين ، كأنني أتيت بأمر جديد زز على أن المحققين سابقاً كان مذهبهم هو الذي تابعتهم عليه عن تدقيق ، وبعض المحققين لاحقاً أيّدوا ما أخذت به ، ولكن بعضهم تجاوز إلى إنكار جد أسمه عدنان أو قحطان ، لأن الآثار والحفريات لا يوجد فيها ما يدل على ذلك .. وهذا لم أتطرق له ، بل الجدّان من التواتر التاريخي ، وإنما ذكرت أنهما معاً من ذرية إسماعيل عليه السلام ، ولهذا تعقبهم الشيخ الجاسر وغيره .
وبما أنني حققت الموضوع غاية التحقيق في مسودات كتابي (العرب نسباً وشرفاً) ضمن مجموعة أعمالي التاريخية ، فإنني مكتف بموجز كاف في الدلالة إن شاء الله ، وذلك من وجوه :
أولها : نقديم النصوص الشرعية على روايات الأخباريين .
وثانيها :
أن تقديم النصوص الشرعية ـ ومن أصدق من الله حديثاً ـ هو المصحّح لما أولّه أهل الكتاب أو أفتروه ابتداً ، فمن ذلك الدلالة القاطعة على أن العرب الباقية هي عرب عرق واحد ، (عدنانيهم ، وقحطانيهم) في الآية الكريمة التي خاطبت المهاجرين والأنصار القحطانيين ، بقوله تعالى (ملّة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين) سورة الحج 78 .
فهل بعد هذا البيان المعصوم مجال للخلاف ، ومنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم نسب قبيلاً من الأزد وقال : ((إن أباكم إسماعيل كان رماء)) .
ومن ضرورات النصوص الشرعية دلالتها على فضل للعرب في أنفسهم ، وأن القرآن بلسان عربي مبين ، وأنه ذكر له ولقومه ، فإذا زعم زاعم أن قحطان ليس من ذرية إسماعيل عليه السلام ، فقد سلب بني قحطان الفضل بأنهم من قومه صلى الله عليه وسلم ، وأن القرآن ليس ذكر لهم ، وأنه خارج عن لسانهم ، وأن العرب الباقية طائفتنا متباعدتان ، فهذا افتراء على الشرع ، وجحد للفضائل المكتسبة عرقاً ـ وتعمد تدليس لزرع الفرقة بينهم .
وثالثها :
أن جعل (عابر) الوارد في العهد القديم هو نبي الله (هود) عليه السلام محض افتراء من اليهود ، إذ زعموا في كتبهم ، فليس في العهد القديم ذكر لعاد وثمود ولا لهود وصالح عليهما السلام ، وليس هناك دلالة لغوية تجعل عابراً نبي الله (هوداً) فهم بترويجهم أن قحطان بن عابر يريدون إبعاد القحطانيين أن يكونوا من ذرية (إسماعيل) عليه السلام ، فأخرجوهم عن إسماعيل حتى لا تكون العرب أمة واحدة .
قلت : فمن اراد الاستزادة من ذلك فيراجع مقدمة الشيخ ابو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري لرسالة دكتوراه قدمها الباحث الدكتور ـ غالب بن عباس بن بجران العصيمي بعنوان قبيلة هوازن نسبها ودورها السياسي والاجتماعي حتى نهاية العصر الاموي .

قلت أنا : عندما أجاب النبي الكريم على سؤال الرجل أسبأ إمرأء أم رجل أم جبل ؟ : ذكر الرسول الكريم أبناء سبأ العشرة ولم يذكر جرهم بينهم ، وهذا دلالة على أن جرهم من الامم البائدة والتي صاهرة الى اسماعيل عليه السلام وأخذ العربية الأولى منهم .

هناك دراسة قيّمة جداً للباحث ـ أحمد بن مسعود بن سعيد آل أشوية العبيدي ، بعنوان دراسات تاريخية (درر العقود الفريدة في تاريخ جنب وعبيدة) فهي عبارة عن مبحث ودارسة مطولة تبدأ في أساس تاريخ قحطان وهل هو من ذرية اسماعيل عليه السلام ام لا وأورد جميع الأدلة التي تثبت اسماعيليت قحطان ، فمن أراد الاستزادة فلقيتني ذلك الكتاب الجيد .
فسوف نورد منه بعض الدلالات على اسماعيلية اليمن منها : في صفحة 128 قال المؤلف :
ولدينا هنا تساؤل لأهل هذا التقسيم يعني به قحطان وعدنان ، : لماذا يخرج المؤرخون اليهود أبناء إسحاق بن ابراهيم من العرب وهم أقرب للعدنانيين أبناء ـ اسماعيل بن ابراهيمعليه السلام ، ـ من القحطانيين على رأي من يقول عاربة ومستعربة .
لن يستطيع هؤلاء إقناع البشرية أن غسماعيل عليه السلام ، أصبح عربي لأنه تزوج من بنات العرب ولانه أخذ منهم ـ حسب الزعم ـ اللغة العربية ؟
فهل ننساق خلفهم ونهرول ونرمي بآيات كتاب الله وبأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف ظهورنا ؟ .
والصواب هو : عرب بائدة وعرب باقية : أبناء اسماعيل بن ابراهيم وهي من تجمع ابناء سبأ الذي يطبق عليهم المؤرخين : القحطانيين ، والشطر الآخر الذي يعرّفهم المؤرخين بالعدنانيين .
وقال في صفحة 147 : ولهذا نجد ان البخاري يستشهد بيمانيتهم وعلى أن العرب اليمانية من ذرية اسماعيل عليه السلام .
الى ان قال في الصفحة التي تلتها :
ويوجد أيضاً حديث من البخاري له ما يقويه / يقول : بان العرب من ذرية اسماعيل عليه السلام ، والحديث هو : (كل العرب من ولد إسماعيل بن ابراهيم) .شرح البخاري لابن الملقّن .
نختتم حتى لا نطيل النقل ببيتين لجد حسّان ابن ثابت رضي الله عنه وه من شعر المنذر بن عمرو جد حسّان يقول :
ورثنا من البهلول عمرو بن عامر ** وحارثة الغطريف مجداً مؤثلا
مواريث من ابناء نبت بن مالك ** ونبت بن اسماعيل ما ان تحولا















رد مع اقتباس