عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 17-Aug-2007, 09:36 AM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
كلاشينكوف
عضو فعال
إحصائية العضو





التوقيت


كلاشينكوف غير متواجد حالياً

افتراضي

قتال قيس وخندف:
وكانت بينهم عدة وقعات، أقدمها قد حدث عندما ثارت قيس لمقتل غزّية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن.
وكان غزيّة بن جشم الهوازني جليساً لربيعة بن حنظلة التميمي، فشربا حتى ثملا، فقتل ربيعة غزيةّ، فطلبت قيس من خندف الدية، فامتنعت خِندِف، فاقتتل الفريقان فهُزِمت قيس فكان ذلك سبباً في تفرق مضر، فقال فراس بن غنم الكناني:
أقمنا على قـيس عشيّة بارق @@ ببيض حديثات الصّقال بواتِكِ
ضربناهم حـتى تولوا وخُليت @@ منازلُ حِيزت يـوم ذاك لمالكِ

ثم التقت قيس وخندف في حرب الفجار الأولى، ثم الفجار الثانية وهو يوم نخلة، وكان بعد عام الفيل بعشرين سنة، وسمي الفجار لما استحلت قيس وكنانه من المحارم.

وسببها أن النعمان بن منذر أراد أن يبعث بضاعة إلى عكاظ ليبيعها، فأجازها لعروة بن عتبة القيسي المعروف بالرحال لكثرة تجواله بين الملوك، ومنعها عن البراض بن قيس الكناني، وكان رجلاً كثير شر وخلاعة، فغضب وكاد للرحال فقتله.

وعندما وصل الخبر حرب بن أمية اجتمع بسادة قريش ممن كانوا في عكاظ وتشاوروا، فاتفقوا على أن يأتوا عامر بن مالك أحد سادة قيس فيقولوا له: انه كان قد حدث بين نجد وتهامة، وأنه لم يأتنا علمه فأجز بين الناس حتى نعلم وتعلم، فقام نفر من قريش وقالوا: يا أهل عكاظ أنه قد حدث في قومنا بمكة حدث أتانا خبره ونخشى إن تخلفنا عنهم أن يتفاقم الشر فلا يروعنكم تحملنا.
ثـم ركبوا متوجهين إلى مكة. فلما علم عامـر بن مـالك ملاعب الأسنة سيد قيس غضب وقال: غدرت قريش، وخدعني حرب بن أمية، والله لاتنـزل كنانة عكاظ أبدا، فذهب في طلبهم وتلاقى القوم فاقتتلوا حتى دخلت قريش الحرم. فقالت قيس: يامعشر قريش إنا لانترك دم عروة وميعادنا عكاظ في العام المقبل وانصرفوا.

ثم اجتمعت قبائل قيس من بني عامر، وبني نصر، وسعد، وثقيف، وغطفان، وسليم، وفهم، وعدوان. وخرجت قريش، وكنانة، وبطونهم من بني هاشم، ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعمامه، وبني أمية، وبني عبدالدار، وأسد، ومخزوم، وتميم، وجمح، وبني سهم، وبني عامر، وبني فهر، والأحابيش، وبني بكر، وبني فراس. فتلاقوا عند عكاظ، واقتتل الناس قتلا شديدا فكان النصر أول النهار لقيس وانهزم كثير من كنانة وقريش، فلما انتصف النهار كان الظفر لقريش وكنانة، وقتل من قيس الكثير حتى قال أبو السيد النصري: يامعشر كنانة أسرفتم في القتل، فرد عليه ابن جدعان قائلاً: إنّا معشر يسرف. فقام سبيع بن ربيع وكان على بني نصر وسعد وثقيف وعقل نفسه واضطجع وقال: يامعشر بني نصر قاتلوا عني أو ذروا، فعطفت عليه بنو نصر وجشم وسعد وفهم وعدوان وانهزم باقي قبائل قيس. فقاتل هؤلاء أشد قتال رآه الناس، ثم أنهم تداعوا للصلح فاصطلحوا وانتهت الحرب بينهم وتعاهدوا على أن لايؤذي بعضهم بعضا .
وقد شهدت عكاظ أربعة وقائع بين قيس وخندف، في أربع سنين متوالية.

فالأول يوم شمظة وكان النصر فيه لقيس، قال خداش بن زهير العامري:
فأبلـغ إن مـررت به هشامـا @@ وعبـدالله أبلـغ والوليـدا
بأنّا يـوم شمظـة قـد أقـمنا @@ عـمود الـدين إن له عمودا

والثاني يوم العبلاء وكان أيضا لقيس، وفيه يقول خداش بن زهير:
ألـم يبـلغكم أنَّـا جدعنـا @@ لدى العبْـلاء خِنْـدف بالقـياد
ضربناهم ببطن عُكـاظ حتى @@ تولوا ضـالـعـين من النـجاد

والثالث يوم شرب وكان أعظمها وصارت الدائرة على قيس، وفيه يقول أمية الكناني:
ألا سـائل هـوازن يوم لاقوا @@ فـوارس مـن كنانـة معلمينا
لدى شرب وقد جاشوا وجشنا @@ فأوعب في النفـير بنـو أبيـنا

والرابع يوم الحريرة وكان لقيس، قال شاعرها مفتخراً:
وقـد بلـوكم فأبلوكم بلاءهم @@ يـوم الحـريرة ضربا غير تكذيب















رد مع اقتباس