عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 03-Jun-2009, 08:30 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الفراتي
عضو فضي
إحصائية العضو






التوقيت


الفراتي غير متواجد حالياً

افتراضي سلطـان الطيـّار .. والنضـال العربـي !!

الشيخ سلطان بن سطام بن جضعان الطيار, شيخ شمل قبيلة (وِلْد علي) من عنزة .
ولد الشيخ سلطان في البادية السورية عام (1895م-1312هـ) ووفاته (1979م-1399هـ)،
اغتيل والده الشيخ سطام الطيار وكان عمره لايتجاوز السادسة ،
وأمه خزنة الملحم ولعائلتها المشيخة على المنابهة من عنزة .

والده سطام الطيار زعيم قبائل (ولد علي) كان أثرى أثرياء البادية ، كان يمتلك
العديد من القرى حول مدينة (حمص) وقطعان لاتحصى من الأغنام
والمواشي و الإبل و بعد وفاة و الده قام عدد من سكان حمص وعن
طريق دفع الرشاوي لموظفي الدولة ، بتحويل ملكية القرى إلى
أسمائهم ، أما الماشية فقد تناقصت كثيراً ، وبعد فترة ترك ما تبقى
منها لسلطان ،


أما عائلة الطيار و تتمتع بأعلى إحترام عبر صحراء العرب قاطبة وتعتبر
في المقام الأول و لها الأهمية الأولى ، وقد أشتهرت بأنها من أسخى
وأكرم الأسّر .وقد نشأ الشيخ سلطان الطيار في طفولته عند أخواله الملحم


جهاده ضد المحتل العثماني و الفرنسي :
أجرى الشريف حسين (حاكم مكة والقائد العام للثورة العربية الكبرى) مراسلات مع القبائل العربية ،
وعلى رأسهم الشيخ سلطان الطيار ووصل مع عدد كبير من أفراد عشيرته (وِلْد علي) إلى مكة المكرمة
فاستقبله الشريف حسين وأطلقت أول رصاصة في الثورة العربية الكبرى بحضور الشيخ سلطان الطيار ،
وكان بجانب (الأمير فيصل بن الحسين) عندما توجه شمالاً إلى دمشق التي إقتحمها قبل وصول قوات
الجنرال (اللمبي) ..

ويذكر المستشرق الروسي (فاسيلييف) في معرض حديثه عن دخول القوات العربية دمشق وانسحاب
القوات العثمانيه منها .. فيقول :

[ في 30 سبتمبر 1918م(ذو الحجه 1336هـ) دخلت جماعة من المحاربية من قبيلة عنزة إلى دمشق ،
وجالت في ساحاتها الرئيسية حاملة العلم العربي ، وبعد يوم كامل دخلت وحدات (اللمبي) الإنكليزية المدينة
وصار فيصل ملكاً مؤقت لسورية ]
. انتهى

وشارك سلطان الطيار أيضاً في معركة ميسلون (1920م-1338هـ) الذي انهزم فيها العرب ضد القوات الفرنسيه.
وبعدها دخلت القوات الفرنسية المدججة بالأسلحة الحديثة دمشق في 24 تموز عام (1920م-1338هـ)

وبعد سقوط الحكم العربي في دمشق (1918م-1920م)(1336هـ-1338هـ) ..
بدأت تتشكل نواة ثورة عربية في كل أنحاء سورية ضد المستعمر الفرنسي عام (1925م-1343هـ)
على رأسها (سلطان الاطرش)..التي شملت معظم مناطق سورية ولبنان حيث أنزلت بالفرنسيين خسائر
فادحة خلال عامين متتاليين(1925-1927م/1343-1345هـ).
كما ربطته علاقة وثيقة مع زعماء الثورة السورية (سلطان باشا الأطرش) و(شكري القوتلي) وغيرهم ..
وقامت ثورة المجاهد سلطان الطيار الذي كان على رأس قوات خاصة من أبناء قبيلة عنزة ومن أبناء
المناطق السورية وأعلن الجهاد ضد الفرنسيين وكبدهم خسائر فادحة
بالأرواح والعتاد، وكان مسرح عملياته المنطقة الجنوبية من سورية ،


وفي 2 تموز عام (1926م-1344هـ) انطلق بعض
زعماء الثورة لمواجهة الملك فيصل على الحدود السورية العراقية ومنهم
(الزعيم عبد الرحمن الشهبندر ، سلامة الأطرش ، حسن الأطرش وغيرهم)
بينما بقي رفاقهم متوارين عند الأمير سلطان الطيار . وفي هذه الفترة
اكتشف الفرنسيون أمر مشروع اتفاق زعماء الثورة ومكان وجودهم،
فحاصرت القوات الفرنسية مناطق وجود الثوار
في نزل بعض قبائل (ولد علي) وبعد أن رفض شيخ قبائل (ولد علي)
تسليم رفاقه زعماء الثورة لجأت القوات الفرنسية إلى قصف خيام
النزل الأمر الذي أرغم زعماء الثورة وأبناء بعض قبائل ولد علي بزعامة
الأمير سلطان الطيار على مجابهه هذا القصف الاستعماري الغاشم
والغير متكافئ وبعد المقاومة الشديدة التي أبداها زعماء الثورة و أفراد
قبائل ولد علي اضطرت القوات الفرنسية إلى استخدام سلاح الطيران
ضد الثوار العرب الأمير الذي أجبر الأمير سلطان إلى الاستسلام بعد
أصابته برصاص الفرنسيين في ساقه مع بعض زعماء الثورة حيث
سيقوا جميعاً إلى سجن القلعة في دمشق وحكهم عليهم بالإعدام


وبينته الوثيقة الفرنسية التالية وقد تمت ترجمتها
من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية بوساطة قسم اللغة الفرنسية
في كلية الآداب ،
جامعة دمشق :

المحكمة العسكرية في بيروت التاريخ : 10/ 8 / 1926 الرقم 161 .
قسم الضبوط


(في الساعة الخامسة من مساء يوم الاثنين الواقع
في 15/تموز سنة 1926 أصدر الكوامندان كراتزر قائد اللواء الخامس
من الفيلق الفرنسي الرابع إلى الكابتان لاندريو ، قائد كوكبة الفرسان
الفرنسية الرابعة ومعاونة الملازم روبير ، وإلى قادة بعض الوحدات
العسكرية الفرنسية ، لملاحقة بعض العصاة (الإرهابيين) (وهم الثوار
زعماء الثورة السورية) الذين عرف الفرنسيون مكان وجودهم في نزل
شيخ بدو ولد علي سلطان الطيار في مناطق جنوب غرب دمشق .
وعند وصول قواتنا الفرنسية إلى المكان المطلوب ، تمركزت القوات
حول النزل وأصدر الكابتان لاندريو إنذاراً وجهه إلى شيخ النزل سلطان
الطيار لتسليم نفسه مع العصاة الآخرين وكان فيهم : مصطفى الخليلي
وضيف الله الصالح ، وسالم العبد ومحمد رجا المسالمة وصادق حمزة .
وبعد انتهاء مدة الإنذار بدأت قواتنا الفرنسية بقصف خيام النزل للقبض
على هؤلاء العصاة وعند الظهيرة من اليوم التالي ألقت قواتنا القبض
على شيخ النزل المدعو سلطان الطيار ومن معه من هؤلاء العصاة
المخربين ، وأثناء التحقيق معهم في السجن العسكري بدمشق تبين
أن قاتل رامي المدفع الفرنسي المنصوب فوق تلة المانع هو شيخ النزل
سلطان الطيار وقد أصيب بساقه بثلاثة رصاصات أثناء هجومه على ظهر
فرسه على رامي المدفع وأن محمد رجا المسالمة هو قاتل الضابط
الفرنسي برصاصة في صدره)
. انتهى

*يُسمون سكان تلة المانع في جنوب دمشق هذه المنطقة :
بمقبرة البدو نسبة لهذه المعركة ولكثرة ماقتلهم الفرنسيون فيها من البدو.

فتدخل بعض رجال الحكومة السورية وبعض
القساوسة من مسيحيي سورية لدى سلطات الإنتداب الفرنسي
وأقنعوهم بأن إعدام الشيخ سلطان الطيار سيؤدي إلى نتائج كارثية
وتداعيات لاتحمد عقباها ، وكان للشيخ (طراد الملحم) شيخ المنابهه
الدور الأكبر في عدول الفرنسيين عن تنفيذ حكم الإعدام مقابل دفع
مبلغ مالي كبير ونفي الشيخ سلطان الطيار إلى خارج مناطق
الإنتداب الفرنسي وأطلق صراحه.


وتوجه إلى أرض آبائه و أجدادة في شبه جزيرة العرب ، فاستقبله جلالة الملك عبدالعزيز
بن عبدالرحمن آل سعود إستقبالاً يليق بالمجاهد الكبير سلطان الطيار
وأقام خيامه بالقرب من الرياض في منطقة تسمى (حلّة العنوز) ..
وأراد أن يقطعه الملك عبدالعزيز (منطقة أم سليم) بالرياض إلا أنه فضل منطقة الجوف
واستقر بالجوف حيث يملك أراضي ومزارع نخيل ذات مساحة واسعة ،


غير أنه عاد من جديد إلى سوريا ليواصل جهاده ضد المحتل الفرنسي ،
إلى أن نالت سورية إستقلالها عام (1946م-1366هـ)
وأمضى الشيخ سلطان الطيار سنوات طويلة
في عاصمته (البطمي) . في بادية بلاد الشام ،
وفي العام (1967م-1387هـ) إستقر في مدينة جدة في السعودية ..
فـ وافاه الأجل في العام (1979م-1399هـ)
بعد أحداث طويلة من الجهاد في سبيل الله والوطن وأمة العرب.
ودفن بالبقيع بالمدينة المنورة تنفيذا لوصيته رحمه الله رحمة واسعة .


عسى ان ينال اعجابكم
















آخر تعديل الفراتي يوم 03-Jun-2009 في 08:41 PM.
رد مع اقتباس