[محمد بن غازي]

((نبذه تاريخيه عن العقيلات))


تعريف العقيلات: جماعات انفردت بهذا اللقب لأنهم تميزوا بلبس العقال عن بقية أهالي نجد ,ولصحة هذا التعريف نذكر بعض مقولات بعض الشعراء منهم :


يشير إلى ذلك الشاعر علي الحميدة بقوله:

ما لقينا غير سمر العصــــايب = يوم جا العســـكر بزمارها سمر

كذلك الشاعر صالح بن عبدالله السعيد المنفوحي:

عاداتهم لبس الشٌهر جدّيٌة = وشمغ وعقل كنها غربانها

كذلك الشاعر إبراهيم اللاحم :

لابسين العقل ضافين الشليله= مكرمين الضيف مرهبة العداتي

العقيلات : واحدهم عقيلي والجمع عقيلات ويقال عنهم عقيل وهم فئة من قبائل عربية متحضرة من نجد - فالعقيلي هو الذي يسوق الإبل من القصيم إلى بلاد الهلال الخصيب لبيعها في الأسواق الجيدة (أذا كانت الإبل موجودة في القصيم ) - العقيلي هو الذي يشتري الإبل من أنحاء الجزيرة العربية ويسوقها إلى بلاد الكويت والعراق والشام والأردن وفلسطين وتركيا ومصر لبيعها في الأسواق الجيدة - العقيلي هو الذي يشتري الإبل من جنوب أفريقيا وبالتحديد( الصومال والسودان) ويسوقها إلى الأسواق الجيدة في البلاد العربية - تطلق البادية والحاضرة عقيل على تجار الإبل من القصيم دون أي تاجر اخر .

ومن عادة أمير الكويت مبارك الصباح إذا جلس في الصباح الباكر بالقصر سأل من قدم من أهالي نجد فأجيب بقدوم أهل بريدة (العقيلات) فقال: بشر أهل البعير ....


العقيــلات هم : تجار من نجد وبالأخص القصيم ( بريدة ،عنيزة, الرس ،البكيرية ، الخبراء ، البدايع ،عيون الجواء ،قصيباء ،المذنب ،القرعاء ، الشقة ، الطرفية ،الشماسية, الربيعية ، اوثال ،) لا ينتمون إلى قبيلة أو عائلة معينه ، وهم من الحاضرة ، يتاجرون بالإبل بالدرجة الاولى والخيل والتجارة العامة ، يصدرون الإبل و الخيل والأغنام والسمن إلى بلاد الكويت والعراق والشام والاردن وفلسطين وتركيا ومصر ويستوردون الملابس والاسلحه والقهوة والشاي والسكر والتمن وجميع الاشياء الذي يفتقدونها في بلادهم ، فأقاموا الصلوات الخمس بأوقاتها وجهروا بالأذان عملوا مايقارب من أربع مئة سنة بهذه التجارة وحتى عام 1368هـ حين انقرضت هذه التجارة تمكنوا من ربط الدول العربية والإسلامية اقتصاديا وتجاريا وسياسيا ، وضع العقيلات ماضياً مجيداً مشرفاً لبلادهم في الخارج مثل الامانه والشجاعة والصبر والتعاون و معرفة الطرق والإيثار و المروءة وحب الوطن والإخلاص و الصدق في المعاملة وكان العقيلات يضرب بهم المثل بالامانه والصدق ، يقولون في المعاملة في البيع والشراء في بلاد الشام وغيرها من البلاد, مثالاً:

( خلك عقيلى )


وبريدة أشهر أسواق العقيلات التي ينطلقون منها قال داوتي : (بريدة انشط بلاد العقيلات) قال امين الريحاني في كتابه ملوك العرب ص617 (بريدة هي أكبر سوق لبيع البعارين بالمزاد في البلاد العربيه ) وقال في ص611 : (هي - بريدة - محط رحال البدو من مطير وهتيم وعتيبه وحرب وغيرهم ،يجيئونها للبيع والشراء )
ذكرة المخابرات الأدميرالية البريطانية في تقرير أن العقيلات من أهل نجد ومن القصيم بصفة خاصة نقلاً من كتاب نجديون وراء الحدود ص 23
وفي تقرير اخر أن شيخها دائماً من مواطني بريدة القاطنين في تلك البلد ، وتنتضم العقيلات تحت رايته
نقلاً من كتاب نجديون وراء الحدود ص 23 يقول الرحاله محمد شفيق أفندي مصطفي الذي زار نجد في عام 1926م فيقول بأن أهل القصيم سيما سكان بريدة وعنيزة أغنى أهل نجد جميعاً وأكثرهم تحضراً وأنشطهم حركة وأعرفهم بأساليب التجارة نقلاًمن نجديون وراء الحدود ص 181
قال صاحب كتاب شيم العرب: التغرب عن البلاد واقتحام الشدائد بالنسبة لأهل القصيم يعتبر شيئاً طبيعياً ، فهم أصبر أهل الجزيرة العربية على الغربة ، وأطولهم باعا بهذا الشأن ، فغياب الرجل منهم عشرة أيام عن أهله وغيابه عشرين سنة شيئاً طبيعياً ، مادام في سبيل الكدح وطلب الرزق عن طرق شرعية مثل الأمانة والصدق في المعاملة والوقوف مع المحتاج بينهم ، وأغلب اثريائهم عصاميون اكتسبوا الثروة ونموها بفضل الله ثم اغترابهم عن بالدهم وهم العقيلات )) اهـ ص183


وللعقيلات علاقة جدا مشرفه وقوية مع أمراء القبائل التي يمرون بها في الطريق على رأسهم ، أمراء الشعلان ، ولأمراء الشعلان مواقف شهامة وبطوله وكرم وتعاون ومودة كذلك أمراء شمر وأمراء حرب واغلب شيوخ القبائل ....

الفرق بين (العقيلي وبين الرحيلي والجمال وراعي الشداد)

يختلف عمل العقيلي أختلافاً جذرياً عن عمل ألرحيلي وعن عمل الجمال وراعي الشداد .

(العقيلي): تاجر ابل يسوق الرعايا من أنحاء الجزيرة العربية إلى العراق والشام وتركيا والأردن وفلسطين ومصر لتباع في الاسواق الجيدة منها ويشترون الإبل من جنوب إفريقيا ويسوقونها للبلاد العربية ، ثم يشترون أنواع البضائع ويجلبونها إلى نجد ، وأمير الرحلة يكون معه الخويا ، والطباخين ، والقهوجية ، والرعاة ، والملاحيق

(الرحيلي): هو شبيه بالجمال يذهب بقصد الأجرة اوشراء البضائع وبيعها من نجد إلى العراق الكويت والبحرين و الإحساء حمل الحمول وما شابه ذلك

(الجمال): فإنه يستخدم الجمل لقضاء مستلزماته كالأجرة وحمل الماء والحطب وما شابه ذالك ...


(راعي الشداد): هو الذي يمتطي ذلوله في المغازي يقول الشاعر ناصر البخيت :
(عليه عقيلين ماهوب أشداد جمال)

وقال الشاعر اللاحم:

عليه عقيلين ماهوب جمــــال = ولأهو باسه مثل باس الرحيلي
هذا العقيلي يملك العزم والمال = دربه بعيد لنتوا للرحيلي

((مصطلحات عقيلية))

أفراد رحلات العقيلات هم :
العقيلي: وهو التاجر صاحب المال، والراعي : يتولى الرعي للإبل والمحافظة عليها،
الملحاق : يقوم بخدمة الرحلة،
القهوجي : مسؤول عن القهوة والشراع الذي يعرف حالياً بالخيمة،
الطباخ : مسؤول عن الطبخ،
الخوي : يكون من أفراد القبيلة التي تمر القافلة على أراضيها.
غربوا : سفرهم إلى الشام والأردن وفلسطين ومصر شرقوا: عودتهم إلى بلادهم مشرقين عدوا : عبروا وادي الأردن معديه: يعدون أي (يمررون) الإبل من الجهة الشرقية من القنطرة إلى الجهة الغربية وإيصال الإبل إلى الأسواق في جميع البلاد لخبرتهم في الطرق وهم يقيمون في هذه البلاد شراع: مجموعه من العقيلات فيقولون (سافر أمير العقيلات فلان إلي الشام أو إلى العراق ومعه كذا شراع أي كذا تاجر من العقيلات مضحَّي: مكان الاستراحة والإقامة ضحى لتناول الغداء معشَّي: وتعني الاستراحة والإقامة مساء لتناول طعام العشاء ....


من امراء العقيلات - حجيلان بن حمد ال أبو عليان ( أمير من أمراء العقيلات) الذي تولى إمارة مدينة بريدة عام 1190هـ و محمد بن علي العرفج ال أبو عليان (أمير من أمراء العقيلات ) هو الأمير الفارس الشاعر الذي تولى إمارة مدينة بريدة عام 1243هـ ........

الحديث ذو شجون عن رحلات العقيلات ولكن نكتفي بهذا القدر على أن نعود في موضوع آخر يجسد بعض رحلاتهم التاريخيه ....

هذا والسلام عليكم ،،،،،،،،

المصدر/ مصادر متعدده .....