عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 29-Jun-2008, 06:43 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قريش البطاح
موقوف لمخالفة الأنظمة
إحصائية العضو





التوقيت


قريش البطاح غير متواجد حالياً

افتراضي أيّام بني فراس الكنانية و سليم الهوازنية

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



يـــوم الـكـديــد


وقع نزاع بين نفر من سُليم ، ونفر من بني فراس بن مالك بن كنانة ، فقتلت بنو فراس رجلين من بني سُليم ، ثم انهم ودوهما – أي فعوا ديتهم – ثم ضرب الدهر ضربته ،فخرج نبيشة بن حبيب السلمي غازياً ، فلقي ظغناً – نساء الهوادج - من بني كنانة بالكديد ، ومعهن قومهن من بني فراس ، وفيهم عبد الله بن جذل الطعان ، والحارث بن مكدم ، فلما رآهم الحارث قال : هؤلاء بنو سُليم يطلبون دماءهم ، فقال أخوه ربيعة : أنا أذهب حتى أعلم علم القوم ، فآتيكم بخبرهم ، وتوجه نحوهم ، فلما ولا قال بعض الظغن : هرب ربيعة، فقالت أخته عزة بنت المكدم : أين ترة – نفرة ـ الفتى ؟ فعطف – وقد سمع قول النساء - فقال :

لقـد فـرقـن أنني غـيـر فـرق =لأطـعنـن طـعـنــةً وأعــتـنـق
أصبحهم صاح بمحمر الحدق =عضباً حساماً وسناناُ يأتـلق

ثم انطلق يعدو به فرسه ، فحمل عليه بعض القوم ، فاستطرد – تقهقر- له في طريق الظغن ، وانفرد به رجل من القوم فقتله وتبعه ، ثم رماه نبيشة أو طعنه ، فلحق باظعن يستدمي حتى انتهى إلى أمه أم سيار فقال : اجعلي على يدي عصابة ، وهو يرتجز :

شدي على عصب أم سيار =فـقد رزيت فارساً كالدينار
يطعن بالرمح أمام الأدبار=-

فقالت أمه :

إنا بنــو ثـعـلبـــة بـن مـالـك= مـــرور أخـبــــار لـنا كذلـك
من بيـن مقتول وبين هالـك= ولا يـكـون الـــــرزء إلا ذلـك



وشدت عليه عصابة ، فاستقاها ماءاً فقالت : إن شربت الماء مت !، فكر راجعاً يشتد على القوم ، وظل ينزف دمه حتى اثخن ، فقال للظغن : أوضعن ركابكن – أي احثثن ركابكن على السير السريع – حتى ينتهي إلى أدنى البيوت من الحي ، فإني لمآبي سوف اقف دونكن لهم على العقبة ، فأعتمد على رمحي فلا يقدمون عليكن لمكاني ، ففعلن ذلك … وهكذا حمى ربيعة بن مكدام الأظعان حياً وميتاً ، ولم يفعل ذلك غيره فيما قاله عمرو بن العلاء ، وإنه يوم إذن غلام له ذؤابة ، وقد اعتمد على رمحه – كما قال – وهو واقف لهن على متن فرسه ، حتى بلغن مأمنهن ، وما يقدم القوم عليه .

ورآه نبيشة بن حبيب وهو على وضعه ذلك فلاحظ انه مائل العنق ، فأبدى ملاحظته هذه الذكية ، وعطف عليه بقوله : (وما أظنه إلا قد مات ) ، وأمر رجلا من خزاعة كان معه أن يرمي فرسه ، فرماه ، فقصمت - رفعت يديها ، وطرحتهما معاً – فمال عنها ميتاً.

ثم لحق بنو سُليم ، الحارث بن مكدم الكناني فقتلوه ، وألقوا على أخيه ربيعة أحجاراً ، فمر به رجلاً من بني الحارث بن فهر (من قريش ) ، فنفرت ناقته من تلك الأحجار التي أُهيلت على ربيعة ، فقال يرثيه ويعذر أن لا يكون عقر ناقته على قبره ، وعَيّّر من فــر من قومه :

مرت قلوصي مـن حـجـارة حــرَّةٍ =بنيـت عـلى طـلق اليدين وهـوب
لا تنــــفـــري يـانـاق مـنـه فـإنـه =سبا خـمـر مـسـعــر للــحــــروب
لولا السفار ، وبعد خرق مهــمـهٍ =لتركـنهـا تـحـبـو على العـرقـــوب
فـر الفـوارس مـن ربيع بعـــدمـــا =نـجـاهـم مـن غـمـــرة المكــروب
لا يـبتعــدن ربـيـعـة بـن مـكـــدم =وسـقـى الغـوادي قـــبـره بذنوب



وقال عبد الله بن جذل الطعان ، متوعداً بني سُليم :

ولأطلبن ربــيـعـة بـن مـكـدم =حتى أنال عـصية بن معـيص


يـــوم بـــرزة


كان يوم برزة يوم نصر لبني فراس (من كنانة ) على بني سُليم ، وبرزة اسم موضع ، وقد ذكر الـرواة أنه بعـد أن قتـلت بنو سُليـم ، ربيـعة بن مكــدم فـارس كنانة ( بيوم الكديد ) ، رجعوا وأقاموا ما شاء الله ، ثم إن مالك بن خالد بن صخر بن عمرو بن الشريد – وكان بنو سُليم توجوه ثم ملكوه عليهم – بداء له أن يغزو بني كنانة ،. فأغار على بن فراس بالبرزة ، ورئيس بني فراس يومئذ عبد الله بن جذل ، ومن بني فراس هؤلاء ربيعة بن مكدم قتيل سُليم .

ولما التقى الجمعان دعا عبد الله بن جذل إلى البراز ، فبرز إليه هند بن خالد بن صخر ، فقال لـــــــه عبد الله : من أنت ؟ فقال أنا هند بن خالد بن صخر ، فقال عبد الله : أخوك أسن منك – يريد مالكاً المتوج ، فرجع وأحضر أخاه ، فبرز عبد الله ، وجعل يرتجز ويقول :

اقـتـربـوا قــرف الــقــمع= إنـي إذا الـمـوت كــــنــع
لا أتـــــوقــى الـــجــــــزع=-

وشد على مالك فقتله ، فبرز إليه أخوه كرز بن خالد بن صخر ، فشد عليه عبد الله فقتله أيضاً ، فخرج إليه أخيهم عمرو بن خالد ، فتخالفا طعنتين ، فجرح كل واحد منهم الآخر وتحاجزا .

منقول.















رد مع اقتباس