الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتديات العامة > مجلس الهيلا العام

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)      

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 07-Sep-2012, 02:31 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو ضيف الله
مشرف عـام

الصورة الرمزية ابو ضيف الله

إحصائية العضو





التوقيت


ابو ضيف الله غير متواجد حالياً

افتراضي مذهبي في الحـيـاة



مقال للأديب والكاتب المصري الكبير أحمد حسن الزيّات رحمه الله
من كتابه "وحي الرسالة" بتصرف


مذهبي في الحياة يتميز بالاستقامة والوضوح. وبفضل هاتين الميزتين بلغت الغاية التي قصدتها منذ وعيت، لم أبلغ عليه الثراء الضخم، ولا الجاه العريض، ولكني بلغت عليه العيش الرخي، والبال الرضيَّ، والذكر الحسن. والسعادة الحق أقرب إلى الرضا والسكينة منها إلى المال والمنصب.حرصت على أن يكون مذهبي مستقيماً، حتى كانت العقبة الضخمة تعترضني فأقف دونها طويلاً، أفتِّتها بمعولي الصغير حصاةً حصاةً إلى أن تذلَّ وتزول. وحرصت على أن يكون مذهبي واضحاً، حتى كانت المشكلة الصعبة تعرض لي، فيكون حلُّها يسيراً بشيء من النفاق، وقليل من المصانعة، ولكني كنت أنفر من ذلك كله، وأحاول أن أعالجها بالصدق والصبر والصراحة، وفتنحلُّ بعد أن تترك في النفس من الأثر ما يتركه الجرح في الجسد من الندوب. ولكنَّ هذه الندوب ستظل على الزمن مثاراً للذة من لذات الروح تشيع فيها العزة والحرية والكرامة.نهج لي هذا المذهب وألزمني إيَّاه طبع حر مسالم، فأنا منذ حملت نصيبي من عبء الحياة أحاول أن أستقلَّ في عملي عن إرادة الغير، وأستغني بقدرتي عن معونة الناس، فلم أضع يديَّ ولا عنقي في أغلال الوظائف الحكومية، ولم أصعد صعود العُلِّيق على أكتاف الطُّوال من ذوي السلكان والحكم، وإنما اضطربت في مجالي الحيوي طليقاً من كل قيد إلا قيد الخُلق، مشتقلاً عن كل عونٍ إلا عون الله.بذلك سَلِمَت نفسي من رذائل الوظيفة، فلا جُبنَ ولا رياء ولا ملق، وبَرِئَت حياتي من نقائض التبعية، فلا خضوع ولا إغضاء ولا ذلّة.

من مذهبي أن أدع الخلق للخالق، فلا أنتقد ولا أعترض، ولا أمدّ عينيَّ وراء الحُجُب، ولا أُرهِفُ أُذُنيَّ خلف الجُدُر، ولا أدسُّ أنفي بين الوجوه، ولا أزحم بمنكبي من يمشي عن يميني أو عن يساري مادام الطريق مفتوحاً أمامي إلى الوجه الذي أقصده. لذلك عشت ليِّن الجانب، سليم الصدر، لا أدخل في جدل، ولا أشارك في مراء، ولا أَلِجُ في منافسة، وكان من جدوى ذلك عليّ أن الله وقاني عذاب الحسد، وكفاني شر العداوة، وجعل ما بيني وبين الناس قائماً على المحاملة والمساهلة والود.

ومن مذهبي أن أُسقط الماضي من حساب الحاضر فور انقطاعه؛ فلا أحزن على ما فاتني فيه، ولا آلم لما أساءني منه، وتصيبني الخسارة فلا أجزع، وإنما أطرحها من ربح الصحة والنجاح والأمن، ثم أدبر أمري على اعتبار أنّها لم تكن. ويسوءني الصديق فلا أبتئس، إنما أحمل إساءته على حيوانيته وأَثَرَته، فإذا عاد إلى الإحسان لا أعاتبه على ما كان، ولا أذكّره بما فعل، وأيُّ نفع أرتجيه من تعكير ما راق، وإشعال ما خمد؟ إنِّي لا أصادق إلا من أحب، واللذة التي أجدها في حب الإنسان، تعوّضني عن الألم الذي أجده في لؤم الحيوان.

للإيثار جانب عظيم من مذهبي في الحياة؛ فأنا أُوثر صاحبي على نفسي في المجلس والحديث والهوى، وقد أُوثره أحياناً بالمنفعة؛ لأن شعوري بأن أُدخِل السرور عليه، أو أجلب الساعادة إليه أجمل في نفسي من شعوري بأن أتصدّر في الجلوس، أو أنفرد بالكلام، أو أتغلب في الإرادة، أو أختص بالفائدة.

ومن مذهبي أن أكره الظهور، وأمقت الدّعوى، وأجتنب الفضول؛ فأنا أعيش في عزلة، وأعمل في صمت، وأمشي في قصد. وهذه الخلال قد تعوق عن الوصول في عصر كهذا العصر، أعماله تظاهر، وأقواله هتاف، ووسائله إعلان، وغاياتع شهوة، ولكن الذين يندفعون إلى الأمام بهذه الدوافع لا يلبثون أن يفقدوا الأجنحة المصنوعة، والمحرّكات المستعارة، فيقفوا حتى يفوتهم أولئك الذين يسيرون هَوناً على أقدامهم الطبيعية، أو على مراكبهم الخاصة من غير أن ينالهم خزيٌ، أو يمسهم لغوب. ومن أجل ذلك لم أدخل في حزب، ولم اقف على مِنصّة، ولم أظهر في جريدة.ومن مذهبي أن أجعل الجمال سبيلاً إلى الخير، ودليلاً على الحق؛ فأنا أتوخَّاه في اللباس، والطعام والمسكن والأثاث، كما أتوخّاه في النفس، والفن والطبيعة.والمذهب طريق تذهب فيه، فإذا لم يكن له من الجمال شجر يحنو على جوانبه بالظّل، وزهر ينسم على أفيائه بالعطر، وحادٍ يرفِّه على سالكيه بالنّغم، كانت الحياة بأساء من غير نعيم، وصحراء من غير واحة.

هذا مذهبي سننته على هدى الفطرة التي فطرني الله عليها، وسلكته منذ ابتدأت حياتي، وسأسلكه إلى أن تنتهي. ولو كان في الإمكان أن أورثه ولدي لسعدت به حياً وميتاً، ورضيت عنه دنيا وأخرى















التوقيع
قال الشافعي رحمه الله: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة.

قال الخليل ابن أحمد: التواني إضاعة, والحزم بضاعة, والإنصاف راحة, واللجاجة وقاحة.


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

اللهم أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »01:16 AM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي