فقدان عطف الأبوين

[أبوثنتين]

أعجبتني قصة وقصيدة نشرت في أحد الصحف المحلية وهي تخص أحد الأبناء والذي فقد عطف الأبوين هو وأخوانه وكان ذلك بسبب أنفصاله عن أمه بعد زواج والده من أخرى ووجود أمه عند أهلها وكان وجود الأب مثل عدمه لحيث أهماله وكذلك أخوانه الأخرين وتركه يعاني معاملة زوجة أبيه القاسية وغير العادلة وحيث أن هذه الحالات للأسف الشديد موجودة في مجتمعنا بالرغم بأنه مجتمع أسلامي محافظ ولكن نقول أن شاء الله أنها قليلة وسوف ينظر لها بشيء من الحلوك الجادة والفاعلة لتلافي المشاكل والأنقسامات الأسرية التي تؤدي الى الانحرافات ووقوع المشاكل والجرائم لا سمح الله , علماً بأن بطل القصة طالب مثالي ولكن قسوة الظروف قلبت حياته رأساً على عقب .

وإليكم القصة وبعدها القصيدة ( منقولة ) :
معلم يروي هذا الموقف الطريف مع أحد طلابه فيقول : كان طالبي هذا هاديء الطبع , دمث الأخلاق , دائم الحرص والاهتمام بنظافته وهندامه , والى جانب ذلك تراه حريصاً على مذاكرة دروسه , الا أني لمست عليه تغيراً عجيباً في إحدى الفترات , فعجبت من تغير حاله , وشرود ذهنه عن متابعة الدرس , وعللت ذلك التغير في داخلي , بانه قد يكون نتيجة طبيعية لتذبذب المستوى الدراسي لأي طالب , الا أني تراجعت عن ذلك التفسير بعد ان تأكدت من أن التغير لم ينصب على المستوى التعليمي فقط , بل حتى على مزاجه ونفسيته ومظهره , وبما اني اقابله طوال أيام الدوام المدرسي , فحرياً بي أن المس هذا التغير , وفكرت أن انتهز الفرصة المناسبة للجلوس معه ومناقشته في أية صعوبات قد تواجهه , الا أن ازدحام جدولي الدراسي وأنشغالي في وضع الامتحانات الشهرية قد أجل هذه الرغبة لدي كثيراً , وذات يوم طلبت من الطلاب كتابة موضوع أنشائي بعنوان ( رسالة الى والدي ) وأخبرتهم بأن المجال مفتوح أمامهم للكتابة كيفما حلق بهم الخيال , وكانت المفاجأة التي لم أتخيل أن أجدها في كراسة التعبير لأحد من طلابي , إذ كتب هذا الطالب قصيدة شعبية كرسالة الى والده - لا زلت أحتفظ بها - وقد كشفت لي القصيدة سر ذاك التغير الذي طرأ على سلوك وتصرفات طالبي هذا , ولكني لست متأكداً إذا ما كانت القصيدة من نظمه أو أنه تمثل بها , الا انه في كلتا الحالتين نجح في التعبير عن كتابة رسالته وباقتدار , والقصيدة كما جاءت في كراس الطالب :

يا بوي بدلت أمنا بابعد الناس ........................ تركتها بعد السنين الطوالي

بعد أمنا العيشة ترى ما لها ساس .................... يعل عيشة دونها للزوالي

بعت أمنا عقب السعادة والاوناس .................. حملتنا يا بوي حمل الجبالي

يا بوي قاسينا المرارة والاتعاس ................ وتركتنا بالشمس دون الظلالي

البيت بعدها ما لنا فيه مجلاس ................ وراح العمر بينك وبين الخوالي

وطعامنا ومشروبنا صار بقياس ............. ومن عقب عز النفس صرنا ذلالي

وملبوسنا جرد يجينا من الناس ................. اللي قصير الردن واللي طوالي

واليا طلبنا زوجتك غسلها لباس ............ صاحت باعلى الصوت منتم عيالي

يا بوي تعطي أولادها دون مقياس ................. وحنا عطتنا ثوب جرد وبالي

كرامة عيالك عليها القدم داس ................ وعاشوا عقب ذيك المعزة ذلالي

واحسرتي للي تولونه الناس ........................... أمه وأبوه بكل بيتاً لحالي

أنصف لنا يا بوي من عازة الناس ........... وارحم وخاف الله عزيز الجلالي