وصيه قبل اكثر من الف سنه

[واصل]

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد

فهذه وصية نبويه اذكر فيها نفسي واياكم

عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: اوصني, قال (لا تغضب) رواه البخاري

نص شرح الشيخ محمد العثيمين رحمه الله رحمة واسعه من الاربعين النوويه..

لم يبين هذا الرجل وهذا ياتي كثيرأ في الاحاديث لا يبين فيها المبهم وذلك لان معرفة اسم الرجل او وصفه لا يحتاج اليه, فلذلك تجد في الاحاديث: ان رجلا قال كذا, وتجد بعض العلماء يتعب تعبأ عظيمأ في تعيين هذا الرجل, والذي ارى انه لا حاجة للتعب مادام الحكم لايتغير بفلان مع فلان.

(يارسول الله اوصني) الوصيه:هي العهد الى الشخص بأمر هام, كما يوصي الرجل الرجل مثلا على ثلثه او على ولده الصغير او ما اشبه ذلك.

(قال لا تغضب) الغضب:بين النبي صلى الله عليه وسلم انه جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم فيغلي القلب, ولذلك يحمر وجهه وتنتفخ اوداجه وربما يقف شعره.

فهل مراد الرسول صلى الله عليه وسلم لاتغضب اي لايقع منك الغضب او المعنى لا تنفذ الغضب؟
لننظر اما الاول فان ضبطه صعب لان الناس يختلفون في هذا اختلافأ كبيرأ, لكن لا مانع ان نقول اراد قوله (لاتغضب) اي الغضب الطبيعيبمعنى ان توطن نفسك وتبر الامر على نفسك.

واما المعنى الثاني وهو ان لا تنفذ مقضى الغضب فهذا حق, فينهى عنه.

اذأ كلمة (لا تغضب) هل هي نهي عن الغضب الذي هو طبيعي او هي نهي لما يقتضيه الغضب؟
ان نظرنا الى ظاهر اللفظ قلنا: (لا تغضب) اي الغضب الطبيعي, لكن هذا فيه صعوبه, وله وجه يمكن ان يحمل عليه بان يقال: اضبط نفسك عند وجود السبب حتى لاتغضب.

والمعنى الثاني لقوله(لاتغضب) اي لا تنفذ مقتضى الغضب, فلو غضب الانسان واراد ان يطلق امرأته, فنقول له: اصبر وتأن.

(فردد الرجل مرارا) اي قال اوصني, قال (لا تغضب) انتهى.

نفعني الله واياكم بهذا والصلاة والسلام على رسول الله

[ابو ضيف الله]

اخـي واصل جـزاك الله كل خيـر وبارك فيك

ورحـم الله الشيخ بن عثيمين وجمعنا به في جنات النعيم

التوقيع

قال الشافعي رحمه الله: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة. قال الخليل ابن أحمد: التواني إضاعة, والحزم بضاعة, والإنصاف راحة, واللجاجة وقاحة. اللهم أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين

[مروي العطاشا]

جزاك الله خير الجزاء