هذه القصة عن الشاعرة منيرة الأكلبي على الشبكة الإلكترونية وهي الرواية الأقرب للصحيح وفيها أن جماعتها كانوا ينزلون في أسفل وادي بيشة على حدود (رنية سبيع)، وكان البدو في ذلك الزمان يتنقلون من مكان إلى آخر لطلب الرعي فإذا كان المكان المراد الانتقال إليه بعيدا فإنهم يأخذون الإبل فقط ويتركون الغنم لأن الغنم لا تستطيع أن تصل الى المكان المراد الوصول إليه في نفس الوقت، وكان في تلك السنة أن رحلوا جماعتها بالإبل وتركوها مع الغنم هي ومن معها، وكان من عادة أهل البادية إذا كان سيغادر أحدهم مدة من الزمن أن يوصي من يتكفل أهله في غيابه. وقد أوكل أبو الشاعرة برعاية عائلته إلى أحد أبناء قبيلته وعندما نزل على هذا الرجل كان عندهم رجل يضوي إليهم بعد ما يظلم الليل ويرحل بعد صلاة الفجر، وظل على هذه الحال مدة طويلة وكانت الشاعرة تلحظة اغلب الأحيان وكم تمنت لو أن تكون مكانه لأنه كان مرتفعا ويكشف المنطقة كلها ولم تستطع الطلوع على رأس هذا الجبل إلا بعد رحيله من القبيلة.
وعندما سألت شاعرتنا عن قصة هذا الرجل قالوا لها ان هذا الرجل (جالي) والجالي عند البادية هو الشخص الذي عليه (دم) وقصة هذا الشخص أنه قتل اثنين من أبناء عمومته وهم يبحثون عنه للأخذ بثأرهم منه. وقد قالت هذه القصيدة :
رقيت في مرقب ٍ عالي
وعَدّيت في عالي القمّه
لي مُدّةٍ ضايق ٍ بالي
هءموم ٍ على القلب ملتمّه
والدمع من حاجري سالي
شهرين والدمع ما اضمّه
والنوم ما عاد يحلا لي
كنـّي قريص ٍ مشى سمّه
أبكي على صاحبٍ غالي
ما جاني اخبار من يَمّه
أتلى العهَد ذكـءر نزالي
متعدّي ٍ واديَ الرمّه
يا طير خبّرءه عن حالي
معاك يا طير في الذمّه
يا وا هنيّ الذي سالي
ماهوب متقاربٍ هَمّه
يا ونتي ونـّة الجالي
اللي جلى من بني عمّه
من أوّل ٍ عندهم غالي
واليوم مطلوبهم دمّه
هنا كانـــ مروريـــ
معــ كلــ الودــ
التوقيع |
دنيــــا ومــن يـــــدري كلــــ شــــئ يصـــير فيهــــا |