إلغاء الاختبارات في المرحلة الابتدائية مطلب ولكن!!!

[الديوان]

إلغاء الاختبارات في المرحلة الابتدائية مطلب ولكن!!!
منيرة ناصر آل سليمان (*)





أسعدني توجه وزارة التربية والتعليم لإلغاء الاختبارات خاصة في المرحلة الابتدائية، والاستعاضة عنها بالتقويم المستمر طيلة العام الدارسي وهذا ما تنتهجه الدول المتقدمة في مدارسها ذلك لأنه يقيس المستوى الحقيقي للتلميذ والتلميذة خاصة إذا ما تم تنفيذه بدقة من قبل معلمين ومعلمات تمرسوا وتدربوا وأصبحوا أقدر على القياس والتقويم! قد لا يكون الأمر محددا بالبعد عن شبح الاختبارات على أهميته.. لكنه أيضا يبعد شبحا متخفيا ومخيفا!!حين يتحول الطالب إلى أداة تسجيل لمدة أسبوع واحد فقط تنقطع صلته بكل ما لفه شريط عقله بعد أن يلقيه على ورقة الاختبار أو في أذن المعلم!!

في حين كان عابثا ومهملا طيلة العام الدراسي!!

ولعل المعلمين والمعلمات يتفهمون جيدا هذه المقولة.. فقد لذعتهم حرقتها كثيرا..!!

الآن هناك معلومة ومهارة ينبغي أن تتمثل حقيقة أمام المعلم والمعلمة ليتمكن التلميذ والتلميذة من التحصيل أولا والاستيعاب ثانيا..

مهارة تقدم وتقاس بيسر، بعيدا عن التشنج السنوي، وتقوي صلة المدرسة بالبيت طيلة العام الدراسي، كما يعطي التقويم فرصا أكثر أريحية بعيدا عن التقريع والتأنيب السنوي الذي يحطم نفسية الطفل ويلغي شخصيته تماما!

ولكن ما ينبغي الاهتمام به والتأكيد عليه ليصبح التقويم سليما دقيقا هو تدريب المعلمين والمعلمات على فهم وتطبيق وطريقة تنفيذ التقويم بعيدا عن العشوائية والأهواء!!

ومعرفة واستيعاب الأهداف الحقيقة للتقويم بعيدا عن مجرد اختبار سنوي يضمن الانتقال لسنة دراسية جديد تالية!

لا بد أن يُعتنى بتدريب المُقيِّم تدريبا مكثفا دون الاكتفاء بمرور المشرف والمشرفة بضع ساعات في اليوم؟؟ أو حتى إرسال الشرح والتفصيل عبر التعاميم؟؟

لا بد من عقد دورات مكثفة لعدة أسابيع في مقرات التوجيه أو المدارس التي تستوعب الاجتماعات الكبيرة على أن يكون ذلك بعد عودة المعلمين والمعلمات وقبل بداية العام الدارسي بالنسبة للطلبة.. هذه الفترة التي تحمل ذات الرتابة والملل والفراغ كل عام!

لعلكم تتذكرون حجم العشوائية واختلاف الآراء وتباين التطبيق في بداية تطبيق التقويم على الصفوف الأولية ليس بين مَدرسة وأخرى بل بين المعلمين والمعلمات أنفسهم!؟

أيضا من الأمور المهمة لنجاح التقويم معالجة مسألة الغياب خاصة لدى المعلمات فتقويم المهارات يكون بشكل يومي واعتياد التلميذات على معلمة مادة بعينها وقدرتها مع الاستمرار على فهم تلميذاتها ومعرفة كوامن النقص والتميز فيهن يجعلها أقدر على التقييم فكيف يكون لها ذلك وهي كثيرة الغياب؟؟

هذا يؤدي الى الارتباك والخلل في التقويم خاصة اذا أسندت المادة بشكل متكرر لأكثر من معلمة.. الضحية في كل هذا التلميذة سواء من ناحية قدرتها على اكتساب المهارة أو قدرة المعلمة على قياس مهارتها؟؟

بقى أن أقول: هناك بعض الهمسات أوحتى نداءات بضرورة الاختبارات فالجميع ينجح بالرغم من أنه لا يستحق!!

هنا لا بد أن هناك قصورا ما!!

ثم في دولة كأمريكا مثلا حين يقصر الطالب في مادة ما يوجه بدراسة المادة خلال الإجازة الصيفية من جديد، ومعالجة قصوره فيها، وبالتالي انتقاله للسنة التي تليها إن حقق تقدما فيها.. هذا الى جانب دروس التقوية أثناء اليوم الدراسي.

وقد سمعت عن حمل الطالب للمادة التي لا يحقق فيها المستوى المطلوب معه للسنة التي تليها!!

المعنى أن هناك حلولا كثيرة حتى لا تضيع سنة كاملة من عمر الطالب والطالبة لأجل مادة واحدة وقديما كان لأجل درجة واحدة فقط؟؟

المرونة مطلوبة ولكن بالقدر الذي ينتج عقولا متميزة وشخصيات واثقة نقدمها لمستقبل الأمة الإسلامية المبهج.

السؤال الأخير الذي سمعته من أكثر من أم:

لماذا تبقى مدارس البنين أكثر مرونة من مدارس البنات التي تنتهج التعقيد والمبالغة المنفرة؟؟ في حين أن مستوى التلاميذ يفوق مستوى التلميذات أحيانا