الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتديات العامة > مجلس الهيلا العام

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ياطيب راسك يالحافي (آخر رد :@ـايل)       :: نسأل الله السلامه والعافيه (آخر رد :@ـايل)       :: فيحان بن تركي بن ربيعان في ذمة الله (آخر رد :@ـايل)       :: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (آخر رد :@ـايل)       :: ترا الخوي لاصار طيب ومحمود (آخر رد :ابو طارق الشمري)       :: اصحاب اللنميمه (آخر رد :ابو طارق الشمري)       :: مدح في قليلة شمر (آخر رد :ابو طارق الشمري)       :: منهم العرب الان هم السعودية (آخر رد :أبن ســنيّن)       :: نسب بعض الاسر من شتى القبائل العربيه (آخر رد :أبن ســنيّن)       :: معجم اللهجات المحكية في المملكة العربية السعودية (آخر رد :أبن ســنيّن)      

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 10-Dec-2003, 07:24 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ناصر العصيمي
عضو ممـــيز

الصورة الرمزية ناصر العصيمي

إحصائية العضو






ناصر العصيمي غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى ناصر العصيمي
افتراضي جدار الذكريات... فمن يستطيع هدم جدار الذكريات في ..

قال تعالى ( و اذكروا إذ كنتم قليلا فكثّركم ).

قديما قالت الخنساء :

يذكّرني طلوع الشمس صخرا و أذكره بكل غروب شمس

و يقول عنترة العبسي:

و لقد ذكرتك و الرماح نواهل مني و بيض الهند تقطر من دمي

و الذكريات عالم عجيب لا يكاد الإنسان يهتدي إلى مساربه و مخارجه ... فكيف يبقى المخ محتفظا بهذه الصور و الروائح و الأحداث و الكلمات القديمة رغم مرور الأزمان و تعاقبها ؟

ثم أليس عجيبا أن يتذكّر الإنسان حتى الرائحة ؟!

تعصف بأنفك رائحة ما فتلهب فيك الحنين أو الحزن أو تكدّر صفوك و ترجع بك إلى ذكرى سيئة ...ذكرى الروائح ... رائحة عزيز مضى أو غاب ، تماما كما ذكرها القرآن الكريم على لسان يعقوب الملتاع المفجوع بفلذة كبده : ((إني لأجد ريح يوسف )) يتذكر الرائحة رغم مرور عقود ، و رائحة تراب الوطن عند البعيدين عنه ، رائحة التراب حين تداعبه حبات المطر في صباح خريفي أو مساء شتوي ، و يفتح الغريب نافذته فتتناهى إليه رائحة التراب تذكّره بالوطن ...

و حين يضيق بالإنسان مجال الحاضر أو يسودّ المستقبل في عينه فإنه يلجأ إلى الماضي ، يتذكر لحظاته السعيدة و يعيش مع أطياف الأحبة منتشيا ...

غير أن الذكرى قد تتحول مع إدمانها إلى مرض ، و الذي يسميه البعض بالهلاوس ، إذ أن الله تبارك و تعالى خلق في النفس البشرية حاجزا دقيقا و برزخا مكينا بين الحاضر و الماضي و المستقبل ، و لهذا الحاجز من الدقة ما يجعل الدقيقة الماضية ذكرى و يفصلها عن الدقيقة الحاضرة ، كما يجعل الاطلاع على الدقيقة الآتية غيبا محجوبا ... و بعض الناس تراه يتذكر أمرا فيضحك أو يبكي ، و قد يكون في جمع من الناس في البيت أو المسجد أو العمل فيتذكّر ذكرى ماضية مرعبة لها في نفسه أثر فيتلبسه تذكّرها حتى تراه ينسى نفسه و يصرخ ، كأنه في حلم ...و هذه هي الهلاوس أو الهوس ، و هي اختلاط الذكريات بالواقع ، و تحولها من ماض انتهى إلى حاضر يعيشه صاحبه مرة أخرى ، فتراه يكلّم نفسه أو باكيا أو ضاحكا ...و هذا يعد عيشا في عالم آخر هو عالم الذكريات و هو قريب من الجنون لأن للمجنون عالمه الآخر أيضا الذي يعيش فيه ، و يخالط أناسا يتصورون له لا يراهم العقلاء .

إن الذي يتأمل عالم الذكريات و كيفية استحضار المخ لتلك الدفاتر استحضارا يصل إلى حد التفصيل الدقيق أحيانا لا يملك إلا أن يهتف ( سبحان الله ).

و قد يحدث أن تتراكم أحداث السنوات ، فتذهب الذكريات بعضها ، و ينسخ اللاحق منها سابقها ، لكن ما هي إلا حادثة مشابهة حتى تنبعث أحداث قديمة نسيها صاحبها ، تنبعث من تحت رماد الذكريات متوهجة ...فكم في جمجمة الإنسان الصغيرة من الأفكار و المعلومات و الذكريات ...
[/poet]

و يتساءل البعض : هل الطفل أقدر على تذكّر ما يحدث حوله أم أنه حين يكبر و يصير كهلا يكون أقدر منه و هو طفل على استذكار تلك الأحداث ؟

و الحقيقة أن قرب عهد الحادثة عند الطفل لا يعني أنه يتذكرها أكثر مما يتذكرها حين يكبر و يبتعد زمانها ، إذ كلما كبر الإنسان كلما كانت عنده قوة أكبر للتذكر و الفهم و الاستنتاج ، لذلك قد تنوّم في عقل الطفل ذكرى و تنسى عنده ، لكنه حين يكبر و تكتمل مداركه و قدراته العقلية يعود إلى تذكّرها..فسبحان محيي الذكرى و هي رميم.

أوليست الذكرى جزء من عمر الإنسان ؟ من يستطيع التخلي عن جزء من عمره؟ ثم أليست الذكرى جدارا عليه خربشات قديمة يرجع إليها الإنسان بين الحين و الحين بكثير من الحنين ، يتهجى حروفها و يستعيد صورها و يمرّر أصبعه عليها مستحضرا دفء أنامل مررت هنا ذات يوم ...؟ أليست الذكرى هي اشتياق الكهل لنفسه طفلا ...و اشتياق الحزين لنفسه حين كان سعيدا ...و اشتياق الغريب لنفسه حاضرا ...؟! فمن يستطيع هدم جدار الذكريات في داخله؟!!















رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »01:14 AM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي