السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجهاد في سبيل الله
المقدمة:
1؛ الجهاد هو السعي وبذل الجهد في سبيل إعلاء كلمة الله ونشر الدعوة الإسلامية وقتال الكفار, ويشتمل قتال العدو الظاهري وجهاد النفس, ويكون باليد والمال واللسان والقلب,
قال الله تعالي: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هـم الصادقون }.[سوره الحجرات الأية 15].
وفي الحديث عن أنس بن مالك عن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: (ثلاث من أصل الإيمان , الكف عمن قال لا اله إلا الله ولا نكفره بذنب ولا نخرجه من الإسلام بعمل, والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل, والإيمان بالأقدار ).[سنن أبي داود ].
وفي الحديث عن أبي موسى :قال سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء , أي ذلك في سبيل الله,فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا, فهو في سبيل الله).[صحيح مسلم].
2؛والجهاد فرض من فرائض الله على عباده المسلمين بربوبيته, وهو ذروة سنام الدين, وبه تحفظ الكرامة الإنسانية والبلاد والعباد من كيد الأعداء والمجاهد في سبيل الله ينال الفوز والرضا من الله عز وجل والمرتبة العالية بالآخرة,قال الله تعالي: {ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجراً عظيماً}.[سورة النساء أيه 74].
وفي الحديث الشريف عن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: (تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي وأيمانا بي وتصديقا برسلي فهو على ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة , والذي نفس محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم لونه لون دم وريحه ريح مسك,)[رواه البخاري ومسلم]..
دوافع الجهاد:
3؛أن دوافع المسلم إلى الجهاد في سبيل الله والأسباب الداعية إليه هي ما يلي:
أ-الأيمان بربوبية الله عز وجل .
ب- الخشية والخوف من عذاب الله تعالي.
ج-تحمل المسؤولية وأعداد العدة.
د- الشعور بأن الجهاد وسيلة لحفظ الكرامة ودفع الأذى عن الأرض والعرض.
من أنواع الجهاد:
4؛ أن الجهاد كلمة جامعة شاملة تشمل جميع أنواع السعي وبذل الجهد في سبيل ا علاء كلمة الله عز وجل في الأرض ومن أصناف الجهاد في الإسلام ما يلي:
أ-الجهاد جهاد النفس قبل جهاد الأعداء.
ب-الجهاد بالنفس والمال.
ج-الجهاد باللسان والقلم والقلب .
دور المرأة في الجهاد:
5؛ لقد قدر الإسلام المرأة حق قدرها وأنزلها المكانة اللائقة بها وحفظ لها حقوقها وخصها بما يصونها ويحفظ كرامتها , وقد راعى الدين الإسلامي الحنيف ما خصت به فطرة الله تعالي كلا الجنسين من استعداد جسمي وطبيعة مختلفة عندها, والإسلام أباح للمرأة المسلمة أن تشارك في أعمال الجهاد بما يتلائم وطبيعتها الأنثوية, كتضميد الجرحى ونقل القتلى وحراسة البيوت وصيانتها ونقل المياه وصنع الطعام وتشجيع المقاتلين في سبيل الله ودليل ذلك ما ورد في الحديث عن الربيع بنت معوذ قالت: ( كنا نغزو مع رسول الله صلي الله عليه وسلم,نسقي القوم ونخدمهم ونرد الجرحى والقتلى إلى المدينة).[ رواه البخاري]
وفي الحديث أيضاً عن أم عطية الأنصارية قالت: (غزوت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم سبع غزوات اخلفهم رحالهم واصنع لهم الطعام وأداوي الجرحى وأقوم على الزمنى)[ واه مسلم].
حقيقة الجهاد في الإسلام:
6؛ الجهاد من الكلمات التي اصطلح عليها الإسلام لأداء مهمته إعلاء كلمة الله في الأرض وتبين تفاصيل دعوته في نشر العقيدة الإسلامية السمحاء ,والإسلام تجنب لفظة الحرب التي تؤدي معنى القتال لذات القتال واستبدالها بكلمة ابلغ منها تأثيراً وأكثر شمولاً في المعنى المقصود وهي كلمة جهاد التي تؤدي معنى بذل الجهد والسعي أما لفظة الحرب فتطلق على القتال الذي ينشب بين الدول والشعوب لمآرب ذاتيه وأغراض دنيويه وأسباب هذه الحرب لا يعدوا أن تكون أسبابا اقتصادية أو اجتماعية وأيديولوجية أو حتى شخصية والقتال المشروع في الإسلام ليس من قبيل هذه الحروب لأن رسالة الإسلام للناس عامة فلا ينظر إلى مصلحة أمة دون أخرى ولا يتحدث عن قوم دون قوم ولا عن زمان دون زمان ,قال الله تعالي: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً}.[سورة الأعراف 158]
وقال الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام: (وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة)متفق عليه.
وغاية الإسلام إٍعلان فكرته وتعميم مناهجه العملي وإقامة الحكومات وتوطيد دعائمها على أساس النهج الإسلامي حتى يتمتع الجنس البشري كافة بفكرة السعادة البشرية ومناهجه العملي الذي فضله الله به على سائر الأديان والشرائع السماوية السابقة..
والله أعـلم
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
21-Mar-2009, 10:52 AM
الجهاد في سبيل الله
العرض العادي
