الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتدى الإسلامي > شريعة الإسلام

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: سهيله (آخر رد :ياسر محمد العتيبي)       :: المواهب من الله (آخر رد :ياسر محمد العتيبي)       :: راحتي (آخر رد :ياسر محمد العتيبي)       :: عتيبه (آخر رد :عبدالله القثامي)       :: البطاقة الشخصيّة ( الكل يشارك ) (آخر رد :الذيب)       :: ياطيب راسك يالحافي (آخر رد :@ـايل)       :: نسأل الله السلامه والعافيه (آخر رد :@ـايل)       :: فيحان بن تركي بن ربيعان في ذمة الله (آخر رد :@ـايل)       :: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (آخر رد :@ـايل)       :: ترا الخوي لاصار طيب ومحمود (آخر رد :ابو طارق الشمري)      

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 07-Feb-2006, 09:16 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
غشام نجد
مشرف سابق
إحصائية العضو







غشام نجد غير متواجد حالياً

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا منقله الاخ فواز الشيباني
فى الصحافه الاعلام
مفكرة الإسلام: انضمت صحيفة سويدية إلى جريمة الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلنت عن إقامة مسابقة لرسم صور النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، وذلك دعمًا لحرية التعبير بزعمها ولموقف الصحيفة الدانماركية 'يولاندس بوستن' التي كانت أول من اقترف تلك الجريمة.
وقالت صحيفة 'sd-kuriren' السويدية في مقال كتبه رئيس التحرير 'ريتشارد جومشوف': حرية التعبير في السويد تتجاوز الحظر الإسلامي بشأن النبي محمد، صلى الله عليه وسلم.
وأشارت الصحيفة إلى قيام صحيفة 'يولاندس بوستن' الدانماركية بنشر 12 رسمًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، في 30 سبتمبر، واعتبرت الصحيفة تلك الجريمة التي اقترفتها 'يولاندس بوستن' بأنها محاولة لتسليط الأضواء على التهديدات والمخاوف المتزايدة تجاه الإسلام، إضافة إلى دعم الكلمة الحرة – بزعمها - والنقاش المفتوح, والتأكيد على أن حرية التعبير تتجاوز الحظر الإسلامي بشأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم أشار رئيس التحرير في مقاله إلى الاحتجاجات والتظاهرات التي أقامها المسلمون احتجاجًا على ما قامت به الصحيفة الدانماركية وما تبع ذلك من مقاطعة اقتصادية والمطالبة بمحاكمة المسئولين عن هذه الجريمة.
وبعد ذلك أعلن رئيس تحرير الصحيفة عن دعمه لموقف الصحيفة الدانماركية وعزم صحيفته مواصلة حرية التعبير، ثم دعا كل من وصفهم بالمهتمين بحرية التعبير للمشاركة برسومات عن رسول الله محمد صلى الله عليه سلم، كما يتخيلونه.
وأوضح رئيس التحرير أن الصحيفة تستقبل هذه الرسومات على البريد الإلكتروني وعلى البريد العادي، مشيرًا إلى أن هذه الرسومات سوف تنشر في أعداد الصحيفة في شهر مارس.
هذا، وقد نشرت الصحيفة في موقعها على الإنترنت رسمًا زعمت أنه يمثل النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم، وقالت الصحيفة: إن هذه هي أول الرسومات التي تتلقاها بعد دعوته تلك, وحثت الرسامين والفنانين على مزيد من المشاركة.
منقول
وحبيت انقل نفس الموضوع لكن برابط
كلنا فِداء لك يا رسول الله


صحيفة سويدية فتحت مسابقة جديدة مماثلة للمسابقة

التي عملتها الصحيفة الدنماركية لارسال كراكتيرات ساخرة بنبينا

محمد عليه أفضل الصلاة و السلام

و حتى الأن وصلها فقط كاركتير واحد

و هذا هو موقع الجريدة http://www.sd-kuriren.info/

فسارعو في نشر هذه الرسالة الى كل من تعرفوهم لوقف الجريدة عند حدها

لا حول ولا قوة الا بالله

اللهم ان نسالك نحن عبادك ان تعدب هؤلاء المكتبرين والمتجبرين اشد تعديب

وان تحشرهم مع هامان وفرعون

اللهم يا شديد يا قوي يا عزيز ارنا في هؤلاء القرود والخنازير عجائب قدرتك

اللهم ارنا فيهم يوما اسودا يتعظ به جميع عبادك

حسبنا الله ونعم الوكيل

بارك الله فيك اخي الفاضل

واتمنى ان هدا الموضوع يشارك بفعالية الاعضاء وجميع المشرفين

لكم مني كل التحية والتقدير















رد مع اقتباس
غير مقروء 08-Feb-2006, 10:55 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو ضيف الله
مشرف عـام

الصورة الرمزية ابو ضيف الله

إحصائية العضو






ابو ضيف الله غير متواجد حالياً

افتراضي

ثمرات الانتصار للنبي المختار
د. علي بن عمر بادحدح




لحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن استن بسنته واهتدى بهديه واقتفى أثره وسار على نهجه إلى يوم الدين. أما بعد:

فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصورة العملية التطبيقية لهذا الدين، وجميع الطرق الموصلة إلى الله تعالى ثم إلى الجنة موصودة ومغلقة إلا طريقه صلى الله عليه وسلم، ويمتنع أن تعرف دين الإسلام ويصح لك إسلامك بدون معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف كان هديه وعمله وأمره ونهيه ومنهجه وسنته؟.

لقد سالم وحارب، وأقام وسافر، وباع واشترى، وأخذ وأعطى، وما عاش صلى الله عليه وسلم وحده، ولا غاب عن الناس يوماً واحداً، ولا سافر وحده.

وقد لاقى صنوف الأذى، وقاسى أشد أنواع الظلم، وكانت العاقبة والنصر له.

بعث على فترة من الرسل، وضلال من البشر، وانحراف في الفطر، وواجه ركاماً هائلاً من الضلال والانحراف والبعد عن الله، والإغراق في الوثنية. فاستطاع بعون الله أن يخرجهم من الظلام إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى ومن الشقاء إلى السعادة، فأحبوه وفَدَوْهُ بأنفسهم وأهليهم وأموالهم، واقتدوا به في كل صغيرة وكبيرة، وجعلوه نبراساً لهم يستضيئون بنوره، ويهتدون بهديه فأصبحوا أئمة الهدى وقادة البشرية.

وما أصيب المسلمون إلا بسبب الإخلال بجانب الاقتداء به، والأخذ بهديه، واتباع سنته، وقد قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.

حتى اكتفى بعض المسلمين من سيرته بقراءتها في المنتديات والاحتفالات، ولا يتجاوز ذلك إلى موضع الاهتداء والتطبيق....

وبعضهم بقراءتها للبركة، أو للاطلاع على أحداثها ووقائعها، أو حفظ غزواته وأيامه وبعوثه وسراياه.

وهذا راجع إما لجهل بأصل مبدأ الاتباع والاهتداء والاقتداء، وعدم الإدراك بأن هذا من لوازم المحبة له صلى الله عليه وسلم، وإما لعدم إدراك مواضع الاقتداء من سيرته صلى الله عليه وسلم؛ نظراً لضعف الملكة في الاستنباط، أو لقلة العلم والاطلاع على كتب أهل العلم.

إن سيرته صلى الله عليه وسلم رسمت المنهج الصحيح الآمن في دعوة الناس، وهداية البشر، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ومن الشقاء إلى السعادة. وما فشلت كثير من المناهج الدعوية المعاصرة في إصلاح البشر إلاّ بسبب الإخلال بهديه والتقصير في معرفة سنته، ونقص في دراسة منهجه صلى الله عليه وسلم في هداية البشر وإصلاحهم















التوقيع
قال الشافعي رحمه الله: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة.

قال الخليل ابن أحمد: التواني إضاعة, والحزم بضاعة, والإنصاف راحة, واللجاجة وقاحة.


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

اللهم أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين
رد مع اقتباس
غير مقروء 11-Feb-2006, 07:15 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
غشام نجد
مشرف سابق
إحصائية العضو







غشام نجد غير متواجد حالياً

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن استن بسنته واهتدى بهديه واقتفى أثره وسار على نهجه إلى يوم الدين. أما بعد:
إن سيرته صلى الله عليه وسلم رسمت المنهج الصحيح الآمن في دعوة الناس، وهداية البشر، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ومن الشقاء إلى السعادة. وما فشلت كثير من المناهج الدعوية المعاصرة في إصلاح البشر إلاّ بسبب الإخلال بهديه والتقصير في معرفة سنته، ونقص في دراسة منهجه صلى الله عليه وسلم في هداية البشر وإصلاحهم .
حتى اكتفى بعض المسلمين من سيرته بقراءتها في المنتديات والاحتفالات، ولا يتجاوز ذلك إلى موضع الاهتداء والتطبيق....
وبعضهم بقراءتها للبركة، أو للاطلاع على أحداثها ووقائعها، أو حفظ غزواته وأيامه وبعوثه وسراياه.
تكلم المشرف ابوضيف الله فى الموضوع اكثر من مرة وهو يحث على قراة السيرة النبويه وخاصه عن طريق الكتب وانا اويدة على ذالك .
فافيه كتب قيمه لم اجدها على الانتر نت مثل الرحيق المختم .
او كتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب الامام المجدد فاله كتاب السيرالنبويه من اقيم الكتب فى السيرة النبويه

سيرة الرسول الأكرم محمد (ص)

بطاقة الهوية:

الإسم: محمد (ص)

اللقب: المصطفى

الكنية: أبو القاسم

اسم الأب: عبد الله بن عبد المطلب

اسم الأم: امنة بنت وهب

الولادة: 17 ربيع الأول

الشهادة: 28 صفر 11ه

مدة النبوة: 23 سنة

الولادة المباركة:
في السابع عشر من شهر ربيع الأول عام (570م) المعروف بعام الفيل أشرقت شمس مكّة بولادة النور والهدى. ليعمّ اشعاعها كافّة أرجاء المعمورة.
وكان ميلاده المبارك في شهر ربيع الأول بعد حادثة هلاك أصحاب الفيل المشهورة (سورة الفيل) ـ التي أرخها القرآن الكريم بسورة منه كاملة ـ بشهر أو أكثر، ولد (صلّى الله عليه وآله) فأرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياماً بلبن ولدها مسروح، انتظاراً لقدوم المرضعات من نساء البوادي، إذ كان من دعاة أهل مكة أن يسترضعوا لأولادهم نساء أهل البادية، طلباً للفصاحة والفروسية.

وكالمعتاد قَدِمتْ على مكة عشر مرضعات من قبيلة سعد بن بكر فأصبن الرضاع، إلا واحدة منهن، وهي حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله، فعرض عليها الوليد محمد (صلّى الله عليه وآله) فتبرّمت لكونه يتيماً، وما ينجم عن اليتم عادة من قلة ذات اليد، فاستشارت زوجها الحارث الذي كان يصحبها، قائلة: أنها تكره العودة بغير رضاع ولم يبق أمامها إلا هذا الطفل اليتيم، فأشار عليها زوجها أن تأخذ الطفل عسى الله أن يجعل لهما فيه خيراً. وما أن ألقمته ثديها حتى درّ لبنُها غزيراً، في حين كان ولدها يتضور جوعاً بسبب قلة لبنها قبل ذلك.

ومن ثمّ تجلّت بركة الوليد المصطفى (صلّى الله عليه وآله) في الحي قاطبة، حتى عادت المرابع ممرعة خضراء، بعد أن كانت قاحلة مجدبة.

وبعد أن أكمل تمام السنتين، وفطم من الرضاع عادت به حليمة إلى مكة لزيارة أمه وذويه، فحدثتهم عن آثار عظمة الطفل، ومظاهر الخير فيه، ثم عادت به إلى الحي مجدداً.


ومن أكرم بيت من بيوت العرب انحدر رسول البشرية وخاتم الأنبياء من الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة. ليحظى بولادته أبوان كريمان هما: عبد الله بن عبد المطلب وامنة بنت وهب. ولم يتسنّ لهذا المولود الكريم أن ينعم بالرعاية والحنان الأبوي. حيث توفي والده وهو جنين في بطن أمه. وقيل: بعد ولادته بشهرين. وقد تشرّفت بإرضاعه حليمة السعدية. حيث أمضى في بادية (بني سعد) زهاء خمسة أعوام.


مرحلة الطفولة:

في السنة السادسة من عمره الشريف توفيت والدته، فأولاه جدّه عبد المطلب كامل الرعاية. وكان يقول: "إن لإبني هذا لشأناً" لِما توسّم فيه من البركات التي رافقته منذ ولادته. وفي السنة الثامنة من عمره الشريف توفي جدّه عبد المطلب. فانتقل إلى كفالة عمه أبي طالب بناءً على وصية جدّه.وما أن بلغ الخامسة من عمره وعادت به حليمة إلى أمه، وذويه في مكة ـ كما ذكرنا ـ حتى وجد في جده عبد المطلب خير راع له إذ وفّر له كل ما يتطلب من حنان فياض وعطف أبوي غامر، فكان يأكل معه، ويدخل عليه في خلوته، ويجلس على فراشه، ويدنيه منه في مجلسه، ويشدد على العناية به من لدن أهله.

كل ذلك كان يؤديه عبد المطلب لا بدافع عاطفي، باعتبار أن محمداً (صلّى الله عليه وآله) وديعة فقيده عبد الله فحسب، ولكن لتوسّمه في أن لابنه هذا شأناً لابد أن يصير إليه.

ومن أجل ذلك كان يوصي به ابنه أبا طالب، وأم أيمن.

ولما بلغ السادسة من عمره الشريف، ذهبت به أمه آمنة بصحبة أم أيمن، لزيارة أخواله بني عدي بن النجار في المدينة، وبعد أن مكثوا هنالك شهراً، قفلوا راجعين إلى مكة، وفي الطريق لاقت أمه آمنة منيتها، فدفنت في الأبواء، وهي قرية بين مكة والمدينة، فعادت به أم أيمن إلى جده، حيث اضطلعت بدور الأمومة كما كان جده مضطلعاً بدور الأبوة، على أن عبد المطلب قد اختطفته يد المنون، والمصطفى في السنة الثامنة من عمره الشريف
فكان أبو طالب خير كفيل له في صغره وخير ناصر له في دعوته فتولى رعايته عمه أبو طالب الذي عامله بالحدب والعطف والرعاية الأبوية الفائقة، بشكل لم يحض به أحد من أبنائه قط، فكان ينام في فراشه، ويجلسه في جنبه، ويأكل معه، ويخرجه إذا خرج من داره.. إلى غير ذلك من ألوان الرعاية .


مرحلة الشباب:

لم يبلغ محمد سنّ الشباب حتى اشتهر بين الناس بالصدق والاستقامة وكرم الأخلاق فلقّب ب"الصادق الأمين" وتميّز بالوعي والحكمة.
وما أن استقبل الرسول (صلّى الله عليه وآله) مرحلة الشباب حتى شمّر عن ساعدي الجد لممارسة العمل لكسب قوته، فرعي الغنم أول عمل مارسه الرسول (صلّى الله عليه وآله) كما حدث بذلك جابر بن عبد الله (رضي الله عنه)، قائلاً: كنا مع النبي (صلّى الله عليه وآله) نجني الكباث ـ وهو ثمر شجر الأراك الناضج ـ فقال (صلّى الله عليه وآله): عليكم بالأسود منه، فإنه أطيبه، فإني كنت أجنيه إذ كنتُ أرعى الغنم، قلنا: وكنت ترعى الغنم يا رسول الله؟

قال: نعم وما من نبي إلا وقد رعاها. (أمين دويدار، صور من حياة محمد، ص76، ط دار المعارف بمصر)

وقال (صلّى الله عليه وآله) يوماً: كنت أرعى الغنم على قراريط لأهل مكة.. (الفروع من الكافي، كتاب المعيشة، ج4، ص65)

فبالرغم من أن الله سبحانه قادر على كفاية عبده ورسوله مشقة العمل، غير أنه تعالى أراد لرسوله أن يكون قدوة للناس، في الاجتهاد في العمل وعدم الاتكال على الناس.

وقد شدد الإسلام الحنيف على ضرورة العمل وأهميته على لسان رسوله (صلّى الله عليه وآله) حيث قال (صلّى الله عليه وآله): (ملعون من ألقى كلّه على الناس). (نفس المصدر)
حلف الفضول

ولا يفوتنا أن نشير هنا إلى أن المصطفى (صلّى الله عليه وآله) قد شارك في حلف الفضول الذي عقد بين زعماء القبائل العربية المشتركة في حرب الفجار المفجعة، حيث حقق الحلف المذكور، نصراً للمظلومين بعد الاتفاق بين الأطراف المتنازعة على درء المظالم، والتعاون على نصرة الحق، والدفاع عن المظلوم.

وقد ورد عن الرسول (صلّى الله عليه وآله) ثناء جميل على ما حققه ذلك الحلف بقوله (صلّى الله عليه وآله): (ما أحب أن لي بحلف حضرته في دار ابن جدعان حمر النعم (الإبل)، أعذر به هاشم وزهرة وتيم، تحالفوا أن يكونوا مع المظلوم ما بلّ بحر صوفه، ولو دعيت به لأجبت، وهو حلف الفضول). (محمد رسول الله، محمد رضا ص37- دار الكتب العربية بيروت، 1975، وتهذيب سيرة ابن هشام عبد السلام هارون ط3، 1964، القاهرة، ص41)
وقال (صلّى الله عليه وآله): (العبادة سبعون جزءاً أفضلها طلب الحلال).
وقال كذلك: (نعم العون على تقوى الله: الغنى).



في بيت الزوجية

وفي الخامسة والعشرين من عمره الشريف، ذهب بتجارة إلى الشام لخديجة بنت خويلد (رضي الله عنها)، حيث كانت خديجة امرأة ذات جمال وشرف وثروة، وقد اعتادت أن تضارب الرجال، بأجر تجعله لهم، وحين ذاع صيت المصطفى (صلّى الله عليه وآله)، بين الناس، وعرفت بصدقه وأمانته وكرم أخلاقه، واستقامة سلوكه، عرضت عليه خديجة أن يخرج لها بتجارة إلى الشام وضاربته بأجر أكثر من سابقيه من الرجال، فخرج في قافلة لها بصحبة غلامها ميسرة، فباعا وابتاعا وعادا وافرين، (عاد وافرا: عاد وقد ربح) وراح ميسرة يحدث خديجة عن شمائل محمد (صلّى الله عليه وآله)، وسمو أخلاقه، فوقع في نفسها حب الرسول (صلّى الله عليه وآله) وأنه أهل لأن يكون لها زوجاً، فأرسلت إليه نفيسة بنت منبه فقالت:

ـ ما يمنعك أن تتزوج؟

ـ ما بيدي ما أتزوج به.

ـ فإن كُفيتَ ذلك، ودُعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ألا تجيب؟

ـ فمن هي؟

ـ خديجة!

ـ كيف لي بذلك؟

ـ عليّ ذلك.. فأجابها بالقبول.

ثم أرسل عمّه، حمزة بن عبد المطلب ـ أو عمّه أبا طالب (على قول) ـ إلى خطبتها من عمها، حيث كان أبوها قد مات، فوقع الاتفاق، وتزوّجها المصطفى (صلّى الله عليه وآله) وكان عمره خمساً وعشرين سنة، وعمرها أربعين سنة ـ إذ كانت أرملة ـ وذلك بعد عودته من تجارتها من الشام بشهرين.

وقد انتقل بعد زواجها إلى دارها. وحققا بذلك أروع تلاحم عاطفي، معطر بالود، والوفاء.

وكانت إلى جانب حبها له، امرأة شريفة، ذات بصيرة تُحسِن تصريف الأمور، في روية، تشد من أزره، وتعينه على النوائب، وتخفف من أعبائه.

ثم كانت أول من صدّق رسالته، وبذلتْ كلّ ثروتها من أجل دعوته، وقد قابلها وداً بود، فلم يتزوج سواها حتى لحقتْ بالرفيق الأعلى. وقد ظل طوال حياته يثني عليها، ويذكر مآثرها.

وقد اتسمتْ حياة محمد (صلّى الله عليه وآله) بالمثابرة والجد منذ صباه، وإن كان زواجه من خديجة (رضي الله عنها) قد منح حياته (صلّى الله عليه وآله) بعض الاستقرار والراحة، ووجد (صلّى الله عليه وآله) فيما غمرته به زوجته خديجة (رضي الله عنها) من حنان وعاطفة صادقين ما يعوضه عن عاطفة الأبوة، وحنان الأمومة، اللذين فقدهما في مرحلة الصبا، من حياته الكريمة.

وفي هذه الفترة بالذات بدأت إرهاصات النبوة تتجلى في حياته، ومن أجل ذلك راح يستجيب لمتطلبات هذه المرحلة، فها هو، ينقطع في غار حراء أياماً معلومة، وشهراً متواصلاً في كل عام يقضيه بالعبادة، والتأمل والانقطاع لرب العالمين، بعيداً عن أجواء الجاهلية ومفاسدها، في جو خاص من الإعداد الإلهي، لحمل الرسالة العظمى.

واستمر هذا اللون من الممارسة حتى بلغ الأربعين من العمر حيث أشرق الوحي المقدس على روحه وقلبه حاملاً له أول بيان من الرسالة الخاتمة: (اقرأ باسم ربك الذي خلق..).


المكانة الاجتماعية

على أنه (صلّى الله عليه وآله) طوال الخمسة عشرة سنة، أو العشرين من عمره قبل الدعوة تركزت شخصيته الاجتماعية، فاشتهر بسمو الأخلاق، وكرم النفس والصدق والأمانة، حتى صارت ميزة له دون سواه، كما أسلفنا.

وقد تجلّت قوة شخصيته الاجتماعية في بناء الكعبة المشرفة، فالكعبة قد تعرضت، لسيل جارف، بعد حريق أصابها ممّا سبب ضرراً فادحاً ببنائها، فرأت قريش أن تعيد بناءها، فخرج الوليد بن المغيرة، في نفر من قريش وابتاعوا خشب سفينة كانت قد تحطمت عند جدة، وعدّوه لتسقيفها، وكان بمكة نجار يدعى (باقوم) وهو مولى لسعيد بن العاص، فأمروه أن يمارس البناء.

وقد اشتركت قريش بجميع قبائلها بالبناء، فلما أرادوا وضع الحجر الأسود في موضعه، دبّ النزاع في قريش، حول من يضطلع بشرف وضع الحجر الأسود في موضعه المعلوم، وودّت كل طائفة أن تنال ذلك الشرف دون سواها.

وتأزم الموقف، وكاد أن يفلت الزمام، لولا أن أبا أمية بن المغيرة ـ وكان أسنهم ـ قد اقترح عليهم، أن يحكّموا بينهم، أوّل من يدخل عليهم من باب بني شيبة، فاستجابوا لمشورته وانتظروا طلعة المنقذ، وطلع عليهم المصطفى (صلّى الله عليه وآله)، فلما بصروا به، قالوا: هذا الأمين، رضينا به. هذا محمد..!

فلما انتهى إليهم وأخبروه خبرهم، قال (صلّى الله عليه وآله): هَلُمَّ إليّ ثوباً. فأتى به، فبسطه على الأرض، ثم وضع الحجر فيه، ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بطرف من الثوب ثم ارفعوه جميعاً. ففعلوا، حتى إذا بلغوا موضعه حمله بيده الشريفة ووضعه في مكانه الخاص


البعثة:

نبذ النبي محمد (ص) كل مظاهر الحياة الجاهلية. وكان يتردد إلى غار حراء. يتعبّد فيها. وفي الأربعين من عمره المبارك هبط عليه جبرائيل (ع) في غار حراء بالوحي: "إقرأ باسم ربك الذي خلق.." وبذلك ابتدأ الدعوة الإلهية إلى الناس كافة لتخرجهم من الظلمات إلى النور، وكانت زوجته خديجة أول من صدق به من النساء.

وكان أول من امن بالدعوة من الرجال علي بن أبي طالب (ع)وكانت البعثة

حين نتتبع حياة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) نجد أنه لم يفاجأ بالرسالة أبداً وإنما كانت حياته تمر بإعداد خاص، فمنذ مطلع حياته كان يتعهده ربّه الأعلى بالعناية والإعداد، كان يصنع شخصيته على عينه كما ذكر ذلك الإمام علي (عليه السلام) في خطبته القاصعة، وكما أشار الإمام الباقر (عليه السلام) في حديث له بهذا الصدد.

ومع استمرارية ذلك الإعداد الإلهي، بدأ انقطاع الرسول (صلّى الله عليه وآله) في غار حراء، للعبادة والتأمل ـ غار حراء كهف صغير بأعلى جبل حراء في الشمال الشرقي من مكة ـ وهو لا شك لون من ألوان الإعداد، أو مظهر من مظاهره، وقد كان أقصى انقطاع له في الغار شهراً كاملاً، وهو شهر رمضان من كل سنة.

على أنه كان ينقطع كذلك في الليالي ذوات العدد، ثم بدأ يسمع الصوت، ويرى النور، ويرى الرؤيا الصادقة التي تأتي كفلق الصبح. (إعلام الورى بأعلام الهدى، ص36)

الدعوة إلى الإسلام:

ثم أن الرسول (صلّى الله عليه وآله) دعا قريشاً إلى الإسلام، حين أمره ربه الأعلى سبحانه بذلك: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ...) (الحجر: 94) حيث صعد على الصفا وصاح: (يا صباحاه يا صباحاه) ـ وكان ذلك من عادة العرب، إذا أرادوا الاجتماع لأمر مهم ـ فاجتمعت إليه قريش فقالوا: ما لك؟

فقال: أرأيتم إن أخبرتكم أنّ العدوّ مصبحكم أو ممسيكم، أما كنتم تصدقونني؟

قالوا: بلى.

قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، يا بني عبد المطلب، يا بني عبد مناف، يا بني زهرة.. انقذوا أنفسكم من النار، فإنني لا أغني عنكم من الله شيئاً، إن مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو، فانطلق يريد أهله أن يسبقوه إليهم.

فقاطعه أبو لهب بقوله: تباً لك، ألهذا دعوتنا؟

فأنزل الله تبارك وتعالى فيه: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ).

بيد أن إعلان الرسول (صلّى الله عليه وآله) ذلك لم يذهب سدى، فقد كان له أثره البالغ في إسلام الكثير وانضوائهم تحت راية (لا إله إلا الله) لكن الإعلان المذكور ذاته قد كان فاتحة عهد صراع مرير بين دعوة الله الفتية وكبرياء الجاهلية. وقد اتخذت سياسة الاضطهاد من الجاهلين مظهرين:


1ـ ما استهدف منها شخصية الرسول (صلّى الله عليه وآله) بالذات حتى قال (صلّى الله عليه وآله): (ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت...) وقد تلقى ذلك بالصبر وكان يحتسبه عند الله تعالى.

2ـ اضطهاد الصفوة المؤمنين من أنصاره، فقد عاملتهم منذ البداية بالإرهاب، والاضطهاد، والإيذاء، والتشريد، والقتل، فما أن عرفت قريش أتباع محمد (صلّى الله عليه وآله) حتى صبت عليهم العذاب صباً. وكان الرسول (صلّى الله عليه وآله) إزاء ذلك العذاب الأليم، يحث أتباعه على الصبر واحتمال الأذى، ويشجهم على الصمود حتى يأتي نصر الله.
تحمّل النبي مسؤولية الدعوة والتبليغ فاستجاب له حوالى (40) شخصاً. خلال السنوات الثلاث الأُوَل المعروفة بالمرحلة السرّية للدعوة. عمل فيها على بناء النواة الأولى للدعوة. وتركيز الدعائم لها. وبعد ذلك دعا عشيرته الأقربين.

ثم جهر النبي بالدعوة العلنية على الملأ أجمعين. يدعوهم إلى الإقرار بالشهادتين. ونبذ الأصنام والشرك.الرسول الداعية

وحين بلغ الأربعين من عمره المبارك، نزل عليه جبريل (عليه السلام) بالرسالة الخاتمة تالياً عليه أوّل بيان سماوي:

(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) فعاد المصطفى (صلّى الله عليه وآله) إلى داره حاملاً مشعل الخير والهدى للعالمين.

ولابد أن يكون جلال الموقف، وعظمة المشهد اللذين تجليا له قد أثرا في نفسه العظيمة، فاضطجع في فراشه ليأخذ قسطاً من الراحة، وفي هذه اللحظات بالذات كان الاتصال العلوي الثاني: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ...).

وهكذا أمر الله تعالى رسوله (صلّى الله عليه وآله) بحمل الدعوة الإلهية إلى الناس..

اضطهاد قريش:

إستقبل زعماء قريش الدعوة إلى التوحيد بالإضطهاد والتنكيل بأصحابها. مما دفع النبي إلى اتخاذ إجراء وقائي فأمر المسلمين بالهجرة إلى الحبشة. وازداد أذى قريش فعمدوا إلى مقاطعة بني هاشم في البيع والشراء والزواج. ودام الحصار الاقتصادي في شعب أبي طالب ثلاث سنوات. ولم تثنِ هذه المقاطعة من عزيمة المسلمين رغم المحنة الفادحة التي أصابتهم بوفاة أبي طالب حامي الرسول وخديجة أم المؤمنين( في عام الحزن. وبوفاتهما فقد النبي سندي الرسالة في مكّة. فانتقل إلى الطائف في سنة (11) من البعثة ليعرض عليهم الدين الجديد. فردّوا عليه بغلظة ورجموه بالحجارة فرجع إلى مكة غير يائسٍ من رحمة ربه
..وحين فشلت خطة قريش في إفشال هجرة الحبشة، صبت حقدها على الدعوة في مكة، واتخذ رؤوس الشرك فيها قراراً، مفاده: إن لم يخل أبو طالب بين قريش ومحمد (صلّى الله عليه وآله)، فلابد من مقاطعة قريش كلها لبني هاشم جميعاً.

ولما لم يستجب أبو طالب لمطالب قريش، وأصرّ على حماية الرسول (صلّى الله عليه وآله) مهما كان الثمن كتبت قريش صحيفة فيما بينها، تضمنت مقاطعة بني هاشم جميعاً في البيع، والشراء، والمخالطة، والزواج، ووُقّعت من لدن أربعين زعيماً، من زعماء قريش، وعلقوها داخل الكعبة، وحصروا بني هاشم جميعهم إلا أبا لهب لشدة خصومته لرسالة الله ورسوله (صلّى الله عليه وآله) في شعب أبي طالب.

فحصن أبو طالب الشعب وأمر بحراسته، ليلاً ونهاراً، وصار بنو هاشم لا يخرجون من الشعب إلا من موسم إلى موسم، موسم العمرة في رجب وموسم الحج في ذي الحجة، ونظراً لتفاقم الموقف بينهم وسائر قريش.

وقد قطعت قريش عنهم التموين، إلا ما يصل إليهم سراً وهو لا يسد حاجتهم من الغذاء.

وبلغ بهم الضيق كل مبلغ بسبب ذلك، حتى مضى على المقاطعة ثلاث سنين.. فأرسل الله تعالى دودة الأرضة على صحيفتهم فأكلتها جميعاً غير (باسمك اللّهم).

وأنبأ الله رسوله (صلّى الله عليه وآله) فأخبر عمه أبا طالب بالأمر فصدق قول ابن أخيه. وخرج أبو طالب إلى القوم وأخبرهم.. (.. إن ابن أخي أخبرني: أن الله قد سلط على صحيفتك الأرضة فأكلتها غير اسم الله، فإن كان صادقاً نزعتم عنه سوء رأيكم، وإن كان كاذباً دفعته إليكم..)

قالوا: قد أنصفتنا، ففتحوها، فإذا هي كما قال.

ووقع بين قريش نزاع حاسم بعد ذلك تمخض عن تمزيق الصحيفة وانتهاء المقاطعة.

وكان لفشل المقاطعة القريشية وإحباطها الأثر الكبير في كسب الأنصار والمؤيدين للدعوة داخل مكة.


عام الحزن

وقد تعرضت الدعوة لأخطر محنة، في مسيرتها في مكة، وذلك عندما توفي أبو طالب، سندها الاجتماعي الأول، وبعده بأيام توفيت خديجة أم المؤمنين سندها الثاني.

ولشدة تأثير الحادثتين في سير الحركة التاريخية للإسلام سمى الرسول (صلّى الله عليه وآله) ذلك العام، بعام الحزن، وصرح مرة بقوله: (ما زالت قريش كافة عني حتى مات أبو طالب). (محمد رسول الله، محمد رضا أمين، مكتبة جامعة القاهرة ص111، وكتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة ج1، ص16، وتاريخ الطبري، ج2، ص222، وتاريخ ابن عساكر ج1، ص284، ومستدرك الحاكم ج2، ص622، وتاريخ ابن كثير ج3، ص122 وغيرها)
وحين تحجرت مكة في وجه الدعوة إلى ذلك الحد المؤلم، رأى الرسول (صلّى الله عليه وآله) أن يأذن لعدد من أتباعه، بالهجرة إلى الحبشة، ليوفر لهم حماية، ومنجى من الاضطهاد على الأقل، وقد هاجر منهم فعلاً أحد عشر رجلاً، وأربع نسوة، وخرجوا متسللين حتى إذا بلغوا البحر، وجدوا سفينتين للتجار، فاستأجروهما إلى الحبشة.
إلى الحبشة

وحين تحجرت مكة في وجه الدعوة إلى ذلك الحد المؤلم، رأى الرسول (صلّى الله عليه وآله) أن يأذن لعدد من أتباعه، بالهجرة إلى الحبشة، ليوفر لهم حماية، ومنجى من الاضطهاد على الأقل، وقد هاجر منهم فعلاً أحد عشر رجلاً، وأربع نسوة، وخرجوا متسللين حتى إذا بلغوا البحر، وجدوا سفينتين للتجار، فاستأجروهما إلى الحبشة.

وحين بلغ قريشاً أمرهم، تبعتهم إلى البحر فلم تجد لهم أثراً.

ووصلوا أرض الهجرة. وبقوا فيها ثلاثة أشهر، فبلغهم أن قريشاً أسلمت، فعادوا إلى مكة.

ولم تكف قريش عن ملاحقتهم، بالعذاب، والأذى.

هجرةالحبشة.

فأمرهم الرسول (صلّى الله عليه وآله) بالهجرة إلى الحبشة مجدداً، فهاجروا، وكانوا ثمانين رجلاً، وثماني عشرة امرأة، وفي طليعتهم جعفر بن أبي طالب وزوجته أسماء، وحين وصلوا الحبشة أحسن النجاشي جوارهم، فاطمأنوا بشكل لم يجدوا له مثيلاً في وطنهم.

وقد أقلق قريشاً أمر الهجرة إلى الحبشة، فخشيت العاقبة، وساءها أن يطمئن حملة الدعوة هناك، فأرسلت عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد إلى النجاشي، وحملتهما الهدايا للنجاشي وحاشيته محاولة منها لإقناعه بالتخلي عن جوارهم، وإعادتهم إلى مكة. ولكن خطتهم فشلت في إرجاع المهاجرين، وبقي المهاجرون في الحبشة.

وحين بلغ قريشاً أمرهم، تبعتهم إلى البحر فلم تجد لهم أثراً.

ووصلوا أرض الهجرة. وبقوا فيها ثلاثة أشهر، فبلغهم أن قريشاً أسلمت، فعادوا إلى مكة.

ولم تكف قريش عن ملاحقتهم، بالعذاب، والأذى.

فأمرهم الرسول (صلّى الله عليه وآله) بالهجرة إلى الحبشة مجدداً، فهاجروا، وكانوا ثمانين رجلاً، وثماني عشرة امرأة، وفي طليعتهم جعفر بن أبي طالب وزوجته أسماء، وحين وصلوا الحبشة أحسن النجاشي جوارهم، فاطمأنوا بشكل لم يجدوا له مثيلاً في وطنهم.

وقد أقلق قريشاً أمر الهجرة إلى الحبشة، فخشيت العاقبة، وساءها أن يطمئن حملة الدعوة هناك، فأرسلت عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد إلى النجاشي، وحملتهما الهدايا للنجاشي وحاشيته محاولة منها لإقناعه بالتخلي عن جوارهم، وإعادتهم إلى مكة. ولكن خطتهم فشلت في إرجاع المهاجرين، وبقي المهاجرون في الحبشة.


أبو طالب يحمي النبي:

امن أبو طالب (ع) ووقف الى جانب النبي (ص) في دعوته الى الاسلام سنداً قوياً وركناً وثيقاً فحال دون إيصال قريش الأذى الى النبي (ص). وكان يقول له: فامضِ لما أمرت به، فوالله ما أزال أحوطك وأمنعك.

واشتهر عنه قوله:

والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا

الطائف ترفض الدعوة

ولما اشتد إيذاء قريش للرسول (صلّى الله عليه وآله)، ولاقى منهم ما لم يجده قبل ذلك، اتجهت نيته (صلّى الله عليه وآله) شطر الطائف لعلها تكون منطلقاً للدعوة المباركة بعد أن تحجرت مكة، في وجهها، وبعد أن وقفت الحبشة في حدود إيواء المهاجرين من أتباعه فحسب، حيث أن تفشي الدين المسيحي هناك ووجود الدولة التي ترعاه، فرضاً أن لا يمارس الدعاة نشاطاً دعوتياً واسعاً فاكتفوا بما توفر لهم من حماية واطمئنان.

وإذ اتجهت أنظار الدعوة إلى الطائف، سار الرسول (صلّى الله عليه وآله) إليها لا يصحبه غير زيد بن حارثة، وأقام فيها شهراً، اتصل خلاله بزعمائها، وأصحاب التأثير فيها، ولكن الطائف بدت، كما لو كانت مقاطعة من مقاطعات مكة، تحجراً وفظاظةً، فكان رد أكبر رجالاتها عبد ياليل ومسعود، وحبيب أبناء عمرو بن عمير، يتسم بالخسة وسوء الأدب.

فبعد أن ردوا على دعوته بفاحش القول، أغروا به صبيان الطائف، وسفهاءها، وعبيدها، فانهالوا على الرسول (صلّى الله عليه وآله) سباً واستهزاءً، ورجماً بالحجارة حتى أدموا رجليه، وشجوا رأسه، فالتجأ إلى بستان لعتبة، وشيبة، ولدي ربيعة.

ولما تفرق الغوغاء عنه اتجه الرسول إلى مصدر القوة والأمل والرجاء فدعا ربه تعالى بنبرة خاشعة: (اللّهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمري؟! إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك). (الوفاء بأحوال المصطفى ج1، ص311، لابن الجوزي، وسيرة ابن هشام ج3، ص60، وما بعدها)

وحين رأى ابنا ربيعة ما لقي الرسول (صلّى الله عليه وآله) أخذتهما الرحمة عليه، فدعيا غلاماً لهما يعمل في بستانهما، يدعى عداساً، فقالا له: خذ قطعاً من هذا العنب وضعه في ذلك الطبق، ثم أذهب إلى ذلك الرجل فقل له يأكل منه.

ففعل الغلام، وحين وضع الطبق بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومد (صلّى الله عليه وآله) يده في الطبق، قال: بسم الله.

فنظر إليه عداس مندهشاً، ثم قال: والله إن هذا الكلام، ما يقوله أهل هذه البلاد!

قال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ومن أهل أي بلاد أنت يا عداس، وما دينك؟

قال: أنا نصراني، وأنا رجل من أهل نينوى.

قال (صلّى الله عليه وآله): من قرية الرجل الصالح يونس بن متى؟!

قال له: وما يدريك ما يونس بن متى؟!

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ذلك أخي كان نبياً، وأنا نبي.

فما كان من عداس إلا أكبّ على يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ورأسه يقبلهما، وأعلن إسلامه.

وهكذا عاد (صلّى الله عليه وآله) إلى مكة بعد أن أجاره مطعم بن عدي حين دخولها خشية قريش.

ثم أن الرسول (صلّى الله عليه وآله) بدأ يعرض رسالته على القبائل، واحدة تلو الأخرى، يدعوهم إلى الله سبحانه.

عرض رسالته على كنده، وبني حنيفة، وبني عامر بن صعصعة وغيرهم، وكلهم رفضوا دعوته، حتى صار يتبع الناس في منازلهم ويقول: من يؤويني؟ من ينصرني؟ أو يقول: ألا رجل يحملني إلى قومه، فإنّ قريشا قد منعوني أن أبلّغ كلام ربي. (محمد رسول الله، محمد رضا ص113، دار الكتب العلمية)


بشائر الأمل

وفيما كان يعرض (صلّى الله عليه وآله) رسالته على القبائل في مواسم الحج، التقى سنة إحدى عشرة من البعثة المباركة، بجماعة من الخزرج، فطلب منهم أن يجلسوا حتى يكلمهم، فاستجابوا لطلبه، فعرض عليهم الإسلام، ودعاهم إلى الله، وتلا عليهم كتابه، فقال بعضهم لبعض: (.. والله إنه للنبي الذي تعدكم اليهود، فلا يسبقنكم إليه..). (إعلام الورى بأعلام الهدى)



فاستجابوا للدعوة، وأسلموا، وانصرفوا إلى يثرب يدعون إلى الإسلام حتى فشا في قومهم.

وفي العام التالي قدم من أهل المدينة اثنا عشر رجلاً فاجتمعوا بالرسول (صلّى الله عليه وآله) في العقبة وبايعوه على أن لا يشركوا بالله شيئاً ولا يزنوا، ولا يقتلوا أولادهم، ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم، ولا يعصوه في معروف، فإن وفوا فلهم الجنة، وإن غشوا من ذلك شيئاً، فأمرهم إلى الله، إن شاء عذب وشاء غفر...

وقد أرسل الرسول معهم مصعب بن عمير ليشرف على تعليمهم الإسلام وأحكامه، وراح مصعب ـ وهو يومذاك في مقتبل دور الشباب من حياته ـ يدور في المدينة على الناس يدعوهم إلى الله ورسالته، يسنده في ذلك، من أسلم من قبل من أهل المدينة، حتى استجاب لدعوته، سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وهما أبرز رجالات المدينة، حيث فتح إسلامهما الباب واسعاً لدعوة الله تعال لتدخل نفوس أهل المدينة.


بيعة العقبة

وبعد أن مضى على مصعب عام واحد، وهو يدعو إلى الإسلام ويعلم من آمن أحكام الدين ويقرئهم القرآن، جاء في موسم الحج في وفد إسلامي كبير يضم سبعين رجلاً وامرأتين، وذلك في السنة الثالثة عشر من البعثة المباركةوكان الله عند حسن ظنّه إذ لقيت الدعوة في مواسم الحج استجابة من بعض الوفود القادمة من يثرب الذين التقوا بالنبي سرّاً وبايعوه على السمع والطاعة فيما عرف ببيعة العقبة الأولى التي حصلت في السنة الثانية عشرة للبعثة، وبيعة العقبة الثانية التي حصلت في
العام التالي.
فبدأت الدعوة مرحلة الانفراجات وانحسر عنها ضغط قريش واضطهادها ووجدت لها متنفساً في المدينة.
وقد اتفقوا على لقاء رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سراً عند العقبة، حتى إذا مضى ثلث الليل ونام الحجيج، توافد المؤمنون إلى مكان اللقاء، وجاءهم الرسول (صلّى الله عليه وآله) بصحبة عمه العباس ابن عبد المطلب، فتكلم العباس أولاً: (.. إن محمداً منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا، وهو في عز من قومه، ومنعة في بلده، وقد أبى إلا الانقطاع إليكم فإن كنتم ترون أنكم وافون بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه، فمن الآن فدعوه في عز ومنعة من قومه). (الوفا بأحوال المصطفى ج1، ص334 وما بعدها، وتفسير الميزان ج9، سورة الأنفال)

فقالوا: قد سمعنا ما قلت.

فتكلم يا رسول الله وخذ لنفسك وربك ما أحببت، فتلا (صلّى الله عليه وآله) القرآن.. ودعا إلى الإسلام ثم قال: (تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة، في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافون لومة لائم، وعلى أن تبصروني، فمنعوني إذا قدمت عليكم ممّا تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم، وأولادكم ولكم الجنة..). (المصدر السابق)

فأجابوه إلى ذلك، وبايعوه عليه بالإجماع.

وقد كان لبيعة العقبة الثانية أثرها البالغ في نفوس المؤمنين حيث شعروا بتباشير النصر، تبدو لرسالتهم في الأفق، وانفتحت أمامهم، أبواب الأمل على مصارعها بعد طول كبت وضيق وإرهاب دام ثلاث عشرة سنة في مكة..

أما قريش، فقد أفزعها نبأ البيعة، وطار صواب زعمائها فقرروا البحث عمن عقد البيعة من أهل المدينة مع الرسول (صلّى الله عليه وآله) فألقوا القبض على المنذر بن عمرو، ولكنه فر من أيديهم، وألقوا القبض على سعد بن عبادة، فربطوا يديه إلى عنقه وسحبوه من شعر رأسه حتى أدخلوه مكة بالضرب الأليم، فخلصه من أيديهم مطعم بن عدي، والحارث بن حرب بن أمية لعلاقة تجارية له معهما..



الهجرة الكبرى

وحين توفرت الأرض الجديدة التي أصبح بمقدور الدعوة أن تقف عليها لأداء رسالتها العظمى، أمر الرسول (صلّى الله عليه وآله) المؤمنين بالهجرة إليها، هرباً بدينهم من فتنة المشركين ومكائدهم.

وهكذا راحت مواكب المهاجرين تتوافد إلى دار الإيمان سراً، وتحت جنح الظلام، تاركين أموالهم ودورهم من أجل دين الله. (إعلام الورى بأعلام الهدى ص59)

وقد حاولت قريش أن تمنع بعض المؤمنين من الهجرة، لخشيتها عاقبة الهجرة، وما سيترتب عليها من تقوية للإسلام، وضعف لمعسكر الشرك والضلال، وقد نجحت في منع البعض فعلاً..

وأخيراً أذن الله سبحانه لرسوله بالهجرة إلى الأرض المباركة، وذلك على أثر اجتماع قريش في دار الندوة، للوصول إلى رأي في موضوع الرسول (صلّى الله عليه وآله)، وبعد مداولات بشأنه، قال أحدهم: أثبتوه بالوثائق، واقترح آخر قتله وقال آخر: أخرجوه من مكة..

واتفقوا على رأي رابع، يقضي بأن يجمعوا من كل بطن من بطون قريش رجلاً ـ بما فيهم بنو هاشم ـ فيضربون رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بسيوفهم، ضربة رجل واحد، فيذهب دمه هدراً، فلا يستطيع بنو هاشم المطالبة بدمه.

وحين تم إجماعهم على رأيهم السالف الذكر.. نبأ الله رسوله (صلّى الله عليه وآله) بمكرهم: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال: 30). (الميزان، ج9، ص79، طبعة بيروت)

وبادرت قريش لتنفيذ ما اتفقت عليه ليلاً، لكن أبا لهب اقترح عليهم قتله عند الصباح.. وقد اخضعوا دار رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لحراسة شديدة، حتى لا يفلت الزمام من أيديهم.

وفي الأثناء أمر الرسول (صلّى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) أن ينام في فراشه ويلتحف ببردته، وخرج هو (صلّى الله عليه وآله) من بينهم، وهو يتلو قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ) (يس: 9).

وقد كان على موعد مع أبي بكر بن قحافة. (الميزان بحث روائي ج9، ص81) في مكان ما، حيث التقيا، واتجها للاختفاء في غار جبل ثور، وعندها بعث الله سبحانه العنكبوت فنسجت على باب الغار، وعند الصباح هجم القوم على مخدع الرسول (صلّى الله عليه وآله) فوثب علي (عليه السلام) في وجوههم قائلاً:

ما شأنكم؟

قالوا: أين محمد؟

قال: أجعلتموني عليه رقيباً؟! ألستم قلتم نخرجه من بلادنا، فقد خرج عنكم. (المصدر السابق ص80)

فأقبلوا على أبي لهب يضربونه، قائلين: أنت تخدعنا منذ الليل! ثم تفرقوا في الجبال بحثاً عنه (صلّى الله عليه وآله) مستصحبين معهم أبا كرز الذي اشتهر بتقصي الأثر، فعرف أثر الرسول حتى أوصلهم إلى الغار، وقال: ما جاوز هذا المكان.. فإما صعد إلى السماء أو دخل تحت الأرض! (المصدر السابق ص80)

وبعد أن مكث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في الغار ثلاث ليال واطمأن بأن قريشاً قد كفت عن طلبه، سار نحو المدينة بصحبة دليل استأجره من مكة.

وبعد أيام وصل الركب قبا خارج المدينة حيث نزل على كلثوم بن الهدم شيخ من بني عمرو بن عوف. (بحار الأنوار ج9، ص107-109، وروضة الكافي ص 339)

وأقام (صلّى الله عليه وآله) مسجد قبا، وبقي ينتظر قدوم علي بن أبي طالب، حيث كتب إليه أن يلحق به، بعد أن يفرغ من رد الودائع إلى أهلها وتنفيذ الوصايا التي أوصاه بها قبل الهجرة.

وحينئذ ابتاع علي (عليه السلام) ركائب حمل عليها فاطمة أمه، وفاطمة بنت محمد (صلّى الله عليه وآله) وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب، ثم أمر ضعاف المؤمنين بالهجرة، وأن يتسللوا ليلاً. (أعيان الشيعة ج3، ط3، ص155)

وحين وصل الركب قبا، استقبلهم الرسول (صلّى الله عليه وآله) وعانق علياً وبكى رحمة به لما أصابه من إرهاق وأذى، كانا باديين على جسمه الشريف.

وبقي الرسول (صلّى الله عليه وآله) بعد مقدم علي (عليه السلام) يومين في قبا، ثم ركب راحلته متجهاً نحو المدينة.. فاجتمع إليه بنو عمرو بن عوف، فقالوا: يا رسول الله، أقم عندنا، فإنا أهل الجد والجلد والحلقة والمنعمة.

فقال مشيراً لناقته: خلّوا عنها فإنها مأمورة (بحار الأنوار ج19 وروضة الكافي ص339) حتى إذا بلغ الأنصار نبأه أقبلوا يسرعون للالتفاف حول الراحلة، والرسول (صلّى الله عليه وآله) يصر على إخلاء سبيلها حتى مر ببني سالم عند الزوال من ذلك اليوم، وكان يوم جمعة فاستماحوه بالنزول عندهم، فبركت ناقته عند مسجدهم ذاك الذي بنوه قبل قدوم الرسول (صلّى الله عليه وآله) إلى المدينة، فنزل (صلّى الله عليه وآله) وأقام الصلاة، وخطب أول خطبة بعهد الهجرة، ثم ارتحل والناس محتفّون به أيما احتفاء.

فكانت النسوة يقفن على السطوح تكبر الله، تعبيراً عن الفرحة، والصبية يهتفون: الله أكبر.. جاء رسول الله.. ترحيباً بمقدم الرسول، والناس يتسابقون للقائه.

وكان لا يمر بدار إلا اعترضوا طريقه: (هلمّ يا رسول الله إلى القوة والمنعة والثروة). ورسول الله يبتسم شاكراً وهو يقول ـ مشيراً إلى ناقته ـ (خلّوا سبيلها فإنها مأمورة) حتى بركت في موضع المسجد النبوي المبارك ـ إذ لم يكن مسجداً يومذاك ـ على باب أبي أيوب، خالد بن زيد الأنصاري، فنزل (صلّى الله عليه وآله) عنها فوثبت أم أيوب (رضي الله عنها) إلى الرحل فحلته، وأدخلته منزلها، ثم أنه (صلّى الله عليه وآله) نزل عند أبي أيوب (رضي الله عنه) حتى أقيم المسجد الشريف في بقعته المعلومة الآن، وأقيمت الدور حوله..


الهجرة إلى المدينة:

إزاء هذا الأمر الخطير اجتمع زعماء قريش وقرّروا اغتيال النبي في محاولة منهم لخنق الدعوة قبل أن ينتشر أمرها في البلاد. وفي هذه الحالة المصيرية إقتضت حكمة الله سبحانه أن يبيت علي في فراش النبي دفاعاً عن الرسالة الإلهية. وبهذه المناسبة نزل قوله تعالى: "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" ولم ينتبه المشركون إلى حقيقة الموقف إلاّ وقد غادر النبي محمد مكّة "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" والتحق علي بن أبي طالب (ع) ومعه الفواطم بالنبي ودخلوا المدينة جميعاً لِتُطوى بذلك صفحة مؤثرة ومؤلمة من صفحات الدعوة الإسلامية.

وشكلت قضية مبيت الإمام في فراش النبي أروع نموذج لعملية التضحية بالنفس في سبيل الدفاع عن الدعوة وحمايتها، والذود عن القائد النبي محمد
.حيث استقبلوه استقبالا يليق بمن نذر نفسه من أجل هداية قومه وانتشالهم من مستنقع الجهالة والعمى ، وهم يرددون هذا النشيد الخالد







النبي (ص) في المدينة:

وكان الله عند حسن ظنّه إذ لقيت الدعوة في مواسم الحج استجابة من بعض الوفود القادمة من يثرب الذين التقوا بالنبي سرّاً وبايعوه على السمع والطاعة
فبدأت الدعوة مرحلة الانفراجات وانحسر عنها ضغط قريش واضطهادها ووجدت لها متنفساً في المدينة.

وكان الله عند حسن ظنّه إذ لقيت الدعوة في مواسم الحج استجابة من بعض الوفود القادمة من يثرب الذين التقوا بالنبي سرّاً وبايعوه على السمع والطاعة فيما عرف ببيعة العقبة الأولى التي حصلت في السنة الثانية عشرة للبعثة، وبيعة العقبة الثانية التي حصلت في العام التالي.

فبدأت الدعوة مرحلة الانفراجات وانحسر عنها ضغط قريش واضطهادها ووجدت لها متنفساً في المدينة.
في منتصف شهر ربيع الأول دخل رسول الله (ص) إلى المدينة. وهناك عمل على ترسيخ الوجود الإسلامي تمهيداً لمرحلة المواجهة والجهاد ضد جميع قوى الكفر والإلحاد المتمثّلة بالمشركين واليهود والمنافقين.. وقام بعدّة إجراءات أهمها:

1- بناء المسجد الذي يشكّل الدعامة الأولى للدولة الإسلامية.

2- المؤاخاة بين المسلمين وتوثيق عرى التعاون بينهم.

3- إبرام المعاهدات مع بعض القوى الفاعلة في المدينة وحولها.

4- إرسال المبعوثين إلى خارج الجزيرة العربية للدعوة إلى الدين.

5- إعداد النواة الأولى للجيش الإسلامي.
نزول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دار أبي أيوب الأنصاري

توجه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بعد قباء ، إلى المدينة المنورة ، فأدركته الجمعة في وادي بني سالم بن عوف ، فصلاها بهم ، وخطب فيهم أول خطبة له ، ثم وبه انتهائه من صلاة الجمعة ، ركب ناقته وتابع سيره ، وكان كلما مر بحي من أحياء الأنصار ، طلب منه أهلها النزول والمقام عندهم . فقد جاءه رجال من بني سالم بن عوف ، وقالوا : يا رسول الله ، أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " خلو سبيلها ، فإنها مأمورة {1} " فانطلقت الناقة حتى تلقاه رجال من بني بياضة . فقالوا : يا رسول الله ، هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " خلو سبيلها ، فإنها مأمورة " . فانطلقت ، إلى أن مرت بدار بني ساعدة ، فاعترضه سعد بن عبادة وغيره من رجال بني ساعدة ، فقالوا : يا رسول الله ، هلم إلينا ، إلى العدد والعدة والمنعة ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " خلو سبيلها ، فإنها مأمورة " . كذلك دعاه غير هؤلاء إلى الإقامة عندهم ، وكان يقول لهم مثلما قال لغيرهم ، إلى أن أتت الناقة دار بني مالك بن النجار ، فبركت على مبرد {2} يملكه غلامان يتيمان من بني النجار حتى استقرت في هذا المكان ، عندئذ نزل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فحمل أبو أيوب واسمه خالد بن زيد ، رحله ، فوضعه في بيته ، ونزل عليه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم سأل عن المبرد لمن ؟ فقال له معاذ بن عفراء : هو يا رسول الله لسهل وسهيل ابن عمرة ، وهما يتيمان . فأمر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يبني في المربد مسجد ، وذلك بعد أرضى صاحبيه اليتيمين ، وساهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بنفسه في بناء المسجد ، ليرغب المسلمين في العمل ، فعمل فيه المهاجرون والأنصار حتى أتموا بناءه . عندئذ انتقل ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى مساكنه التي كان بعضها مبنيا بالطين ، وبعضها مبنيا بالحجارة ، وكلها كانت مسقوفة بالجريد {3} أما سريره فقد كان من الخشب المشدود بالليف

حب رسول الله الأنصار

كان الأنصار يحبون رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو يحبهم ، حتى كان صغارهم يضربون بالدفوف {4} ، فلما سألهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عن سبب فعلهم هذا ، قالوا : لحبنا لك يا رسول الله . فقال لهم : " وأنا والله أحبكم " . وقال : " خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحارث ، ثم بنو ساعدة ، وفي كل دور الأنصار خير " . وقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، في الأنصار : " لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم " . وقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، مادحا الأنصار : " الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ، ولا يبغضهم إلا منافق ، فمن أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله " . وقال : " آية الإيمان حب الأنصار ، وآية النفاق بغض الأنصار " وقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " اللهم اغفر للأنصار ، ولأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار " . وقد أنزل الله سبحانه وتعالى آياته الكريمة في الثناء على الأنصار إذ يقول عز وجل

والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم 5
المدينة المنورة

جعل الله سبحانه وتعالى لكل نبي حراما يأوي إليه ، وقد جعل الله تعالى لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، المدينة حرما آمنا ، مدينة اشتعلت نورا وضياء يوم دخلها رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، مهاجرا إليها ، وجعل فيها من البركة أضعاف ما جعل في مكة المكرمة ، فالمدينة سيدة البلدان ، وهي دار الهجرة والسنة ، وهي دار الإيمان ، حرسها الله سبحانه وتعالى بالملائكة الكرام فلا تدخلها الخبائث ، فهي تنفي عن نفسها الخبث ، كما ينفي الكير خبث الحديد . ولمدينة رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أسماء عديدة مما يدل على زيادة شرفها وفضلها فمن أسمائها : المدينة ، وقد سماها بهذا الاسم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عند دخولها . فعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم: " أمرت {1} بقرية تأكل القرى {2} ن يقولون يثرب ن وهي المدينة ، تنفي الخبث ، كما ينفي الكير خبث الحديد " . ومن أسائها طيبة وطابة وسميت كذلك لطهارة تربتها ، وقد سماها بهذا الاسم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بقوله : " هذه طابة ، وهذا أحد وهو جبل يحبنا ونحبه " . ومن أسمائها الأخرى : البحرة ، والدرع الحصينة ودار الهجرة وذات النخل ودار الإيمان والقرية والمحفوظة وغيرها من الأسماء . أما اسمها قبل مجيء رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم فهو : يثرب وهو اسم مستقج ، لأنه من التثريب الذي هو التوبيخ والملامة ، أو من الثرب ، وهو الفساد ، لذلك نهى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عن إطلاق هذا الاسم على المدينة المنورة ، فعن البراء بن عازب ، رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " من سمى المدينة يثرب ، فليستغفر الله عز وجل ن هي طابة ، هي طابة " . أما ورودها في القرآن الكريم باسم يثرب ، فهو من قول المنافقين ، وذلك كما في قوله

وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا 3

وتقع المدينة المنورة في سهل خصب ، يحيط بها النخيل والمزروعات ، التي تسقى من الآبار ذات المياه الغزيرة ، وأعذب المياه هناك ، مياه أبار العتيق ، أما المسجد النبوي فيقع في وسطها ، وقبر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، شرقي المسجد ، وإلى جانب قبره قبر أبي بكر وعمر بن الخطاب ، رضي الله عنهما ، وكان يسكن المدينة بعض اليهود الذين هاجروا إليها من فلسطين وأشهرهم : بنو النضير ، وبنو قريظة ، وبنو قينقاع ، الذين أقاموا فيها أقاموا فيها الحصون والقصور ، وعملوا مع أهل الحجاز في التجارة على ربا يأخذوه منهم ، أما يهود خيبر وتيماء ووادي القرى ، فإنهم هاجروا من بلاد اليمن ، فبنوا أيضا القلاع والحصون ، أما الأوس والخزرج فهما من أسرة واحدة ، فارقت الغساسنة والناذرة ، بعد خراب سد مأرب ، ونزلت مدينة يثرب ، ثم اختلطت هذه الأسرة مع اليهود ، وتعاملوا معهم وتحالفوا ، إلى أن من الله سبحانه وتعالى عليهم بالإسلام ، بعد أن دبت الخلافات فيما بينهم ، وثارت المعارك ، وكان آخر حروبهم يوم بعاث ، وكان اليهود دور كبير في إشعال نار الفتنة بين أولاد العم ، حتى ملوا الحرب والقتال وتنادى الطرفان لوقف القتال وإعلان الصلح ، واتفقا على تتويج عبد الله بن أبي ملكا عليهم وذلك قبيل دخول رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، المدينة المنورة ، ولكن التتويج لم يحصل ، مما أثار حقد وغضب عبد الله بن أبي ، على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي منع تتويجه ، فدخل في الإسلام كارها حاسدا ، حاملا الحقد والبغي للمسلمين ، يكيد لهم المؤامرات ، ويسعى للفتنة فيما بينهم حتى لقب برأس المنافقين ، كما ابتلى الله المسلمين في مكة بالمشركين ، كذلك ابتلاهم في المدينة باليهود ، الذين كانوا على خلاف دائم مع العرب ، والذين كانوا يهددونهم بقرب ظهور بنبي جديد ، يؤمنون به ، حيث إنهم كانوا أهل كتاب ، والعرب وثنيون ، فلما جاء رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى المدينة كفروا به ولم يؤمنوا برسالته حسدا وبغيا ، فكيف تكون الرسالة في ولد إسماعيل عليه السلام ؟ فأنزل الله سبحانه وتعالى في حقهم

وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين 4

ولكن الأوضاع في المدينة انقلبت رأسا على عقب ، بعد دخول رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، واتشار الإسلام فيها ودخول الأوس والخزرج في الإسلام والذي وحد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، اسمها ولقبها بالأنصار ، فانتشر الأمن والأمان ، وتآخى المهاجرون والأنصار ، وبدأ عهد جديد ، قويت فيه شوكة الإسلام ، وأقام رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، الدعائم المتينة لبدء انطلاق الإسلام وانتشاره في كافة أنحاء الجزيرة العربية ، حتى إن بعض اليهود دخلوا في الإسلام ومن أشهرهم عبد الله بن سلام القينقاعي ، الذي هب إليه مسرعا ، عندما سمع بمقدمه إلى المدينة وقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله . وكانت وفود المسلمين تتتالى من مكة هاربة بدينها سرا ، لتلحق رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن جملة هؤلاء الذين لحقوا رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ابنتاه: فاطمة الزهراء وأم كلثوم ، رضي الله عنهما وزوجتاه : سودة بنت زمعة وعائشة بنت أبي بكر ، رضي الله عنهما ، وأمها أم رومان وآل أبي بكر ومعهم أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين ، وكان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، قد بعث زيد بن حارثة وأبا رافع ، ليأتيا بهم من مكة ، والذين غادروها ليلا خشية المشركين

مشروعية الآذان

لما اطمأن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بالمدينة واجتمع أمر الأنصار ، استحكم أمر الإسلام ، فقامت الصلاة ، وفرضت الزكاة والصيام ، وقامت الحدود {5} ، وعرف الحلال والحرام ، وتمكن الإسلام في قلوبهم وقد كان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، حين قدم المدينة ، يجتمع إليه الناس للصلاة لحين مواقيتها ، بغير دعوة ، فأراد النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يجمعهم بعلامة تكون لهم ، فأشار بعضهم عليه أن يتخذ البوق فكرة ، وأشار آخرون بالناقوس فكرهه أيضا ، وأشار غيرهم برفع راية أو بإشعال النيران ، فكره هذه أيضا لأنها لا تفيد النائم أو الجالس في بيته ، فبينما المسلمون على ذلك في حيرة من أمرهم ، إذ أتى عبد الله بن زيد فقال : يا رسول الله ، مر بي رجل وأنا نائم عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوسا في يده فقلت له : يا عبد الله ، أتبيع هذا الناقوس ؟ قال : وما تصنع به ؟ قلت : ندعو به إلى الصلاة ، قال : أفلا أدلك على خير من ذلك ؟ فقال : الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا اله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله . فلما سمع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم قال : " إنها لؤيا حق ، إن شاء الله " ثم أمره رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم أن يقوم بلال الحبشي ، ليؤذن بها ، لأن بلالا رضي الله عنه ، كان أجمل صوتا من عبد الله بن زيد ، وكان لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : مؤذنان وهما: بلال الحبشي ، وعبد الله بن أم مكتوم الفهري القرشي ، وكان بلال يزيد في أذان الفجر بعد حي على الفلاح : الصلاة خير من النوم مرتين ، فأقره رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك ، وأمر عليه الصلاة والسلام بأذانين في شهر رمضان ، الأول لإيقاظ النائمين ، وتذكير الغافلين ، والثاني لدخول الوقت وأداء الصلاة بعده
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

ترك المهاجرون مكة المكرمة فرارا بدينهم وهربا من العذاب الذي لحق بهم ، بعد أن خلفوا كل شيء وراءهم ، فقد تركوا أموالهم ، بل ومنهم من افتدى نفسه بالمال ، وتركوا أهليهم ، وانتقلوا إلى مكان غريبين عنه ، فنظر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ورأى ما أحل بأصحابه من الكآبة والحزن ، وما أصيبوا من وحشة ووحدة ، فهم قد نزلوا ضيوفا على الأنصار ، فإلى متى يحلون ضيوفا عندهم ؟ ولهذا كله ، فقد جمع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أصحابه من المهاجرين والأنصار ، في بيت أبي طلحة الخزرجي ، وآخى بينهم ، لتذهب عنهم وحشة الغربة وليؤنسهم عن مفارقة الأهل والوطن والعشيرة ، ويشد بعضهم أزر بعض ويتوارثون بعد الممات دون الأرحام ، وبهذا وصل الرسول الكريم ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى مجتمع متعاون متكافل متضامن ، تسوده المحبة والأثرة ، وتنتفي منه الضغينة والأنانية ، هذا وقد آخى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بين أبي بكر رضي الله عنه ، وخارجة بن زيد ن فأصبحا أخوين ، وبين عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، وأوس ابن ثابت ، وبين طلحة بن عبيد الله وكعب بن مالك ، وبين الزبير بن العوام وسلمة بن سلامة ، وبين سعيد بن زيد وأبي بن كعب ، وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع ، وبين أبي عبيدة بن الجراح وأبي طلحة الأنصاري ، وبين مصعب بن عمير وأبي أيوب ، وبين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة ، وبين جعفر بن أبي طالب وهو بالحبشة وبين معاذ بن جبل ، وبين عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان ، وبين سلمان الفارسي وأبي الدرداء وغيرهم ، ثم دخل علي بن أبي طالب ، كرم الله وجهه ،فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد ؟ فأخذ رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بيده ، وقال له : " أنت أخي في الدنيا والآخرة " . وقد رضي الأنصار عن قناعة وإطمئنان ، بما فعل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فأكرموا المهاجرين إكراما عظيما ، حيث آثروهم على أنفسهم ، وضربوا بذلك أروع الأمثلة في التضحية والإيثار فهم قد رفضوا أن يشاركوا المهاجرين في الغنائم ، عندما عرض عليهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ،أن يقسموا للمهاجرين في دورهم وأموالهم لهم ، ويقسم الغنائم بين الجانبين بالتساوي ، أو تبقى دور الأنصار وأموالهم لهم ، ويعطي الغنائم للمهاجرين . فما كان رضهم رضي الله عنهم ؟ أجابوه بقولهم : يا رسول الله ، نقسم لهم ي ديارنا وأموالنا ، ولا نشاركهم في الغنائم ، فأنزل الله سبحانه وتعالى في مدحهم قوله

والذين تبوؤا الدار (1) والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا تجدون في صدورهم حاجة (2) مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة (3) ومن يوق (4) شح نفسه فأولئك هم المفلحون 5

ومن صور الأثرة والتضحية بالمال ، ما فعله الأنصاري سعد بن الربيع مع عبد الرحمن بن عوف ، رضي الله عنهما ، فقد انطلق سعد ، بعد أن آخى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بينه وبين عبد الرحمن بن عوف ، إلى داره وقال له : يا عبد الرحمن ، أنا أكثر أهل المدينة مالا وأقلهم عيالا ، فانظر إلى أي شطر {6} من مالي فخذه ثم انظر إلى امرأتي هاتين ، أيتهما تعجبك حتى أطلقها فتتزوج بها ، فقال عبد الرحمن بن عوف : بارك الله لك في أهلك ومالك ، دلوني على السوق ، فدلوه ، فذهب إليه وباع واشترى حتى ربح ربحا وفيرا فأثرى واغتنى . أما التوارث بين المهاجرين والأنصار ، فقد نسخ بعد معركة بدر في السنة الثانية بقوله تعالى

وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم 7

وبقيت فيما بينهم المودة والمحبة والإخاء والتعاون على الحق والنصر ، والأخذ على يد الظالم . وكان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يؤاخي بين المهاجرين والأنصار ، كلما أتى إلى المدينة بعض المهاجرين ، فالمؤاخاة لم تقع دفعة واحدة ، إلى أن عز الإسلام واجتمع شمل المهاجرين ، وذهبت الوحشة عنهم . لكن صفاء الجو هذا بين المهاجرين والأنصار ، لم يكن يخلو من كدر أو هم وحزن ، سببه اليهود المقيمون في المدينة ن والذين حسدوا محمدا ، صلى الله عليه وآله وسلم ، حسدا عظيما فأضمروا الشر والخديعة ، وحاولوا بعث الفتنة من جيدي بين الأوس والخزرج لولا أن تداركهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بقوله لهم : " الله الله يا معشر المسلمين ن اتقوا الله ، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام ؟ " كما أسلم بعضهم نفاقا ليعيثوا فسادا في جسد المسلمين ، وساعد هؤلاء اليهود جماعة من عرب المدينة المنورة ، الذين أظهروا إسلامهم ، وأضمروا كفرهم وعداءهم للإسلام ولرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وعلى رأس هؤلاء : عبد الله بن أبي الخزرجي ، لكن الله عز وجل كشف زيف إيمانهم ، وعراهم على حقيقتهم ، بقوله تعالى

إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقون لكاذبون اتخذوا إيمانهم جنة (8) فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون 9
الإذن بالقتال ومشروعيته

لم يكن القتال قبل هجرة رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة وذلك إن الله تعالى أراد أن يمهل المشركين ، ويتيح الفرصة لهم ، عسى أن يرعووا ويعودوا إلى رشدهم وصوابهم ، ويدعوا عبادة الأوثان والأصنام ، إلى عبادة الواحد الأحد . ولهذا نزلت آيات كثيرة تذكر المشركين وتخوفهم من عذاب يوم آت لا محالة ، كقوله تعالى

وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد 1

كما نزلت آيات تدعو رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى الصبر وعدم العجلة ، كقوله تعالى

فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم 2

ولما طلب عدد من صحابة رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، كسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف ، وغيرهم بعد أن ازداد عددهم في مكة ، أن يؤذن لهم بقتال المشركين ، رد عليهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم بقوله : " كفوا أيديكم عنهم فإني لم أومر بقتالهم " . فلما هاجر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى المدينة المنورة ، وكثر المسلمون وازدادوا ، ودخل الأنصار في الدين الجديد ، الذين عاهدوا رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، على النصرة والعون ، وبقي المشركون على عنادهم وكفرهم وعادتهم للأوثان ، واستمرارهم في ملاحقة المسلمين وتعذيبهم ، أذن الله تعالى للمسلمين أن يقاتلوا المشركين ، ليردوا عن أنفسهم كيدهم وشرهم . بقول الله سبحانه وتعالى

أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير 3

كما أباح الله تعالى للمسلمين أن يقاتلوا المشركين في أي مكان شاؤوا حيث يقول جل جلاله

وأقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل 4

إلا أن الله عز وجل نهى المسلمين عن قتال المشركين عند المسجد الحرام إلا إذا قوتلوا حيث يقول سبحانه وتعالى

ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين 5

أما اليهود ، فقد لجؤوا إلى الدسيسة والفتنة ، وخانوا العهود التي قطعوها على أنفسهم وساهموا مع المشركين في الإيقاع بالمسلمين والمكر بهم ، ولهذا أمر الله تعالى المسلمين أن يقاتلوا اليهود حتى يدخلوا في الدين الجديد أو يدفعوا الجزية حيث يقول سبحانه وتعالى بحقهم



وتمّ بذلك إقامة مجتمع إسلامي متماسك مثّل فيه الرسول دور القائد والمشرف والمدير وتحوّل بذلك من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم.


أهم الغزوات والحروب:

بدأ رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بعد أن استقر في المدينة المنورة ، وجعلها قاعدة لانطلاق جيوشه ، باعتراض قوافل قريش التجارية ، سواء تلك التي تخرج من مكة ، أو تلك التي تقدم من الشام ، فيعمل على مصادرتها ، وذلك عقابا لهؤلاء الذين نكلوا بالمسلمين وعذبوهم ، ولإضعاف قوتهم الملية وليوض للمهاجرين بعض ما تركوه في مكة من مال ، ففي السنة الأولي من الهجرة ، وفي شهر رمضان المبارك ، بعث النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عمه حمزة بن عبد المطلب ، رضي الله عنه ، على رأس ثلاثين رجلا من المهاجرين في سرية {1} ليعترضوا قافلة لقريش عائدة من الشام إلى مكة وعلى رأسها أبي جهل عمرو بن هشام ، لكن السرية تلك عادت إلى المدينة دون قتال ، بعد أن حجز مجدي بن عمرو الجهني بين الفريقين ومنع قتالهم ، فشكر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، صنيع مجدي بن عمرو ، وذلك لقلة عدد المسلمين وكثرة عدد المشركين الذين كانوا يبلغون ما يزبد عن ثلاثمائة رجل . وبعد شهر واحد ، بعث النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عبيدة بن الحارث بن المطلب في ستين رجلا من المهاجرين لملاقاة قافلة تجارية للمشركين كان على رأسها أبو سفيان بن حرب الأموي ، وتتألف من مئتي رجل ، وأخذ الطرفان يتبادلان رماية السهام والرماح ، حتى انهزم المشركون خشية أن يكون للمسلمين كمين ، وفي هذه المعركة كان سهم سعد بن أبي وقاص أول سهم أطلق في الإسلام ، وعاد المسلمون إلى المدينة سالمين ، بعد أن التحق بهم : المقداد بن الأسود الكندي ، وعتبة بن غزوان المازني ، واللذين أسلما فرضي الله عنهما ، كما بعث رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بعد شهر واحد أيضا سرية بقيادة سعد بن أبي وقاص ، في عشرين من المهاجرين ، لاعتراض قافلة تجارية لقريش ، إلا أن هذه السرية عادت إلى المدينة دون قتال وذلك لأن القافلة التجارية قد فاتتهم . وفي السنة الثانية للهجرة ن تابع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، تصديه للمشركين وقوافلهم التجارية ، فكان أن قاد بنفسه أربع غزوات {2} ، ما عدا سرية واحدة أعطى قيادتها لعبد الله بن جحش الأسدي رضي الله عنه . ففي شهر صفر من السنة الثانية للهجرة ، عقد النبي ن صلى الله عليه وآله وسلم ، اللواء الأبيض وسلمه لحمزة بن عبد المطلب ، وجعل سعد بن عبادة الخزرجي على المدينة وخرج في ستين رجلا من المهاجرين . لاعتراض المشركين ، ولما وصل إلى " ودان " {3} كانت قافلة قريش فاتته فلم يحصل قتال ، لكن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عقد صلحا مع بني ضمرة ، على أنهم لا يغزونه ولا يعينون عليه عدوا ، وبالمقابل فإنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم . كذلك خرج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم في شهر ربيع الأول ، مع مئتي رجل من المهاجرين ليعترض قافلة تجارية ، عليها أمية بن خلف في مائه رجل ن فلم يراها لأنها قد فاتته ، فعاد من هذه الغزوة ن التي سميت بغزوة " بواط " {4} إلى المدينة بحفظ الله ورعايته . وفي غزوة " العشيرة " {5} ، خرج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، في جمادى الأولى ي مئة وخمسين رجلا من المهاجرين ، ليعترض عيرا لقريش ن عليها أبو سفيان بن حرب الأموي ، وغيره من المشركين ، حتى وصل العشيرة ، فلم يجد هذه القافلة التجارية ، لأنها غادرت المكان قبل وصوله ، والتي كانت السبب المباشر لحرب يوم بدر الكبرى . وفي جادى الثانية ، خرج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، في بعض أصحابه ، في طلب كرز بن جابر الفهري ، الذي غزا المدينة وسرق ماشيتها ، حتى وصل إلى " صفوان " {6} لكن كرز استطاع الفرار فعاد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم دون حرب . وبعد عودة رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، من غزوة بدر الأولى وفي شهر رجب ، بعث عبد الله بن جحش في سرية ، عدد رجالها ثمانية فقط ، وزوده بكتاب ، أمره أن لا ينظر فيه إلى بعد مسيرة يومين ، وخرج عبد الله ومعه رفاقه حتى مضت المدة ففتح الكتاب ، وإذ به يأمره أن ينزل " نخلة " {7} ليرصد قريش ويعلم أخبارها فقط ، وفي نخلة مرت بهم قافلة قريش ، فيها عمرو بن الحضرمي وغيره ، فأطل عليهم أحد المسلمين فرآه المشركون ن فقالوا : إن هؤلاء معتمرون ، فاتفق عبد الله بن جحش مع أصحابه على قتال المسلمين في الشهر الحرام ، فكان إن انهزم المشركون ن وغنم المسلمون تجارتهم وأسروا رجلين ن وعندما عاد عبد الله بن جحش إلى المدينة ، وأعلم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بما كان ، استنكر عمل عبد الله ن لأنه لم يأمره بقتال المشركين ، أما قريش فقد قالت : إن محمدا وأصحابه أستحلوا الشهر الحرام ، وسفكوا فيه الدم ، لكن الله سبحانه وتعالى أيد عبد الله وأصحابه فأنزل قوله

يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه ؟ قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل 8

فقبض عندئذ رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم بعد نزول الحكم الإلهي الغنائم والأسيرين

غزوة بدر الكبرى يوم الفرقان

خرج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم بأصحابه من المهاجرين وأنصار وعددهم لا يتجاوز ثلاثمائة رجل لملاقاه قافلة تجارية ، كان على رأسها أبو سفيان الأموي ، وهي عائدة من الشام ، ولما عرف أبو سفيان بخروج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ، استأجر " ضمضم بن عمرو الغفاري " ليستنفر قريشا لنجدة القافلة ن وخرجت قريش بعد أن أخذت استعدادها ، ولم يتخلف من أشرافها إلا : أبو لهب عبد العزى بن عبد المطلب ، وأمية بن خلف ، على رأس جيش مؤلف من ألف رجل بين راجل وفارس ، وتمركز جيشها بالعدوة القصوى ، أما رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم فقد تابع سيره حتى نزل في واد اسمه " ذفران " ، وهناك استشار رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أصحابه في طلب العير والنفير ، وكان العير أحب إليهم لشراء الخيل والسلاح ، حتى قال بعضهم : هلا ذكرت يا رسول الله لنتأهب له ؟ إنا خرجنا للعير ، فعليك بها ودع عنك النفير ، فأنزل الله تعالى قوله في عتابهم

كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون 1

وعندئذ تكلم عدد من الصحابة ، ومن بينهم القداد بن الأسود الكندي رضي الله عنه قال ك يا رسول الله ، امض لما أراك الله فنحن معك فو الله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ن ولكنا نقول لك اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ، وكذلك وقف سيد الأوس : سعد بن معاذ قائلا: امض يا رسول الله فنحن معك ، عندئذ اطمأن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فاتجه بجيشه نحو بدر {2} حتى نزل قريبا منها ، وهناك قبل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، رأى أحد الصحابة ، فنزل على أقرب ماء ، وردمت الآبار الأخرى ، كي لا يستفيد منها العدو ، ثم جمع بعض المعلومات عن جيش قريش ، وفي اللحظة الحاسمة ، وفي السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة ، احتمت المعركة بين جيش المسلمين وجيش المشركين ، وكانت قد بدأت المبارزة ، فقد بارز عبيدة بن الحارث عتبة بن ربيعة ، وبارز حمزة بن عبد المطلب شيبة بن ربيعة ، وبارز علي بن أبي طالب الوليد بن عتبة ، فقتل هؤلاء المشركون على يد الأبطال المسلمين ، ودارت الدوائر على المشركين ، وأنزل الله سبحانه وتعالى ملائكته ، ليعينوا المسلمين في قتالهم ، حيث يقول سبحانه وتعالى

إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين 3

وانهزم المشركون وقتل من قتل ن وأسر من أسر ، وكان عدد قتلى المشركين سبعين رجلا وعدد أسراهم سبعين أيضا ، وهكذا نصر الله عز وجل المؤمنين ، رغم قلة عددهم ، إذ يقول سبحانه وتعالى

ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة (4) . صدق الله العظيم 5

وغنم المسلمون غنائم عظيمة ، وعادوا إلى المدينة يلهجون بحمد الله وشكره ن ثم افتدت قريش أسراها بالمال ، ومن لم يكن معه المال ، أعطوه عشرة صبيان من المسلمين ليعلمهم القراءة والكتابة أما قريش فقد عادت إلى مكة تجر أذيال الخيبة والهزيمة ، بعد أن فقدت أرافها وقادتها ، هذا وقد فقد المسلمون في تلك المعركة الحاسمة أربعة عشر شهيدا من بينهم : عبيدة بن الحارث بن المطلب ، وعمير بن أبي وقاص ، وصفوان بن وهب الفهري
غلت قلوب مشركي المدينة ويهودها حقدا وغيظا ن بعد النصر المؤزر الذي حققه المسلمون في معركة بدر ، فأخذ يهود بني قينقاع {1} يطلقون الإشاعات الكاذبة ، ويسيئون إلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يكتفوا بذلك بل نبذوا العهود ، وخانوا الوعود ، ورفضوا دعوة رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى الإسلام ، وأخذوا يفاخرون بقوتهم ، وبأن المسلمين غير قادرين على قتالهم ن فهم أهل قوة وبأس ، وأصحاب مران وخبرة ، لا كقوم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم لا علم لهم بالحرب ولهذا أنزل الله سبحانه وتعالى فيهم

وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين 2

عندئذ تبرأ منهم عبادة بن الصامت الذي كان حليفهم ، أما حليفهم الثاني : عبد الله بن أبي رأس المنافقين ، فقد دافع عنهم وطلب من رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم أن يصفح عنهم ، وذلك عندما حاصرهم في حصونهم خمس عشرة ليلة ، وقال له : أتقتل سبعمائة رجل منعوني ودافعوا عني ؟ فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم: " هم لك لا بارك الله لك فيهم " والتفت إلى أصحابه وقال لهم : " خلوهم لعنهم الله ولعنه معهم " . وهكذا خرج يهود بني قينقاع من المدينة المنورة بعد أن تركوا أموالهم غنيمة للمسلمين ، وذهبوا إلى أذرعات {3} حيث لم يمض عليهم العام حتى هلكوا جميعا ببركة دعاء النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم

غزوة أحد

حاول المشركون بعد هزيمتهم المنكرة في بدر ، وخاصة أولئك الذين قتل آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ، أن ينتقموا ويأخذوا بثأر قتلاهم ، فمشوا إلى أبي سفيان بن حرب يطلبون منه المعونة على حرب محمد ، صلى الله عليه وآله وسلم . فجمعت قريش جموعها ومن انضم إليهم من العرب ، وخرجوا ومعهم كثير من النسوة مثل هند بنت عتبة ، وأم حكيم بنت الحارث ، وفاطمة بنت الوليد وغيرهن ، ليحرضوا المشركين ويحثوهم على القتال ، ولما سمع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بخروج المشركين على رأس آلاف مقاتل بقيادة أبي سفيان بن حرب الأموي ونزولهم عند أحد استشار أصحابه ، أيخرج إليهم أم يبقى في المدينة ؟ لكنهم فضلوا الخروج وخاصة أولئك الشباب المتحمسون الذين لم يحضروا بدرا ، فوافقهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وخرج إليهم متقلدا سيفه ن لابسا درعه ، واتجه بجيشه المؤلف من ألف مقاتل إلى أحد ، وفي الطريق استعرض جيشه فرد الصغار منه ، مثل عبد الله بن عمر ، وأسامة ابن زيد ، وزيد بن أرقم ، وأبو سعيد الخدري ... وقبل وصوله إلى أحد تخاذل بعض المنافقين وعلى رأسهم عبد الله بن أبي فانسحب ومعه ثلاثمائة رجل ، فأصبح عدد المسلمين سبعمائة رجل فقط ، ومضى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى وصل إلى أحد فانتقى خمسين راميا من جنده ، وأمرهم أن يرتفعوا إلى جبل عينين أو جبل الرماة ، وذلك ليحموا ظهور المسلمين ، كما أكد لهم أن يبقوا مكانهم لا يبرحونه ، حتى وإن هزم المسلمون أو انتصروا ، وتقدم الجيش حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب ، وعمر بن الخطاب ، والزبير بن العوام وغيرهم من الأبطال الصناديد رضي الله عنهم وهؤلاء من المهاجرين ، وسعد بن معاذ ، وسعد بن عبادة ، وغيرهم من الأنصار ، أما جيش المشركين فقد كان على ميمنته قائد سلاح الفرسان خالد بن الوليد ، وعلى ميسرته عكرمة ابن أبي جهل ، أما قائد المشاة فكان صفوان ابن أمية ، وقارماة النبال عبد الله بن ربيعة ، واحتدمت المعركة بين جيش الحق ، وعلا صهيل الخيول ، وارتفع صوت قعقعة السلاح ، ثم دب الذعر والخوف في صفوف المشركين ، وتخاذلوا على كثرتهم أمام المسلمين على قلتهم وولوا هاربين ، بعد أن قتل من قتل منهم من رؤوس الكفر والطغيان ، لكن المسلمين ورغم النصر المبين الذي حققوه ، شعروا بالحزن والكآبة عندما فقدوا بطلا من أعظم أبطالهم هو أسد الله : حمزة بن عبد المطلب ، عم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي قتله رجل يسمى وحشي غدرا وغيلة ، والذي سارع ليخبر هندا بنت عتبة التي قدمت إليه ، وبقرت بطنه وأخرجت أمعاءه ، ولاكت كبده ، وشارفت المعركة على الانتهاء ، عندما بدأ المسلمون يطاردون فلول الأعداء ، ويجمعون الغنائم ، فلما رأى الرماة في أعلى هذا النصر وانهزام المشركين ، تركوا أماكنهم ، وانطلقوا يجمعون الغنائم ن مخالفين أمر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما رأى خالد بن الوليد نزول الرماة ، عاد بجيشه ، مطوقا جيش المسلمين من الخلف ، فدبت الفوضى في صفوف المسلمين ، وقتل أحد المشركين مصعب بن عمير حامل لواء المسلمين ، ثم أخذ يصيح : لقد قتلت محمدا ، وعندما شاع النبأ بين صفوف المسلمين ، ارتبكوا وتزعزعوا ، وهم بعض المسلمين بالرجوع إلى المدينة ، لولا صعود رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى جبل ينادى : " أنا رسول الله " ، عندئذ عادت الحمية إليهم وكروا على المشركين يدافعون عن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ويحمونه بأجسادهم ، عندما تركزت هجمات المشركين على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يريدون قتله ، فكسرت رباعيته اليمنى وشقت شفته ، وجرحت وجنته وسال الدم الطاهر على وجهه الكريم ، ولم ينقذ الموقف إلى الفارس البطل علي بن أبي طالب ، الذي فرق جموع المشركين ، وسعد بن أبي وقاص الذي رمى ألف سهم عليهم ، ثم بدأ المسلمون يلملمون جموعهم عائدين إلى المدينة المنورة ، بعد أن فقدوا عدد من الصحابة الكرام أمثال: حمزة بن عبد المطلب ، وعبد الله بن جحش ، ومصعب بن عمير ، وسعد بن الربيع ، وجميع الرماة وقائدهم عبد الله بن جبير وغيرهم وكان ذلك في الخامس عشر من شوال من السنة الثالثة للهجرة النبوية

غزوة الخندق

ملأ الحقد قلوب اليهود من بني قينقاع وبني النضير ، عندما طردهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة المنورة ، وازدادوا حقدا بعد الانتصارات المتلاحقة التي حققها المسلمون ، فلجؤوا إلى المكيدة الخداع وحياكة المؤامرات ورأوا أن كل قبيلة بمفردها لا تستطيع محاربة المسلمين فشكلوا وفدا ذهب إلى أبي سفيان ، واتفقوا معه على ضرورة التخلص من الدعوة الإسلامية وأهلها ، ثم اتجهوا نحو القبائل العربية ، يوغرون صدورهم ويملؤه بالعداوة والبغضاء على النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وأصحابه ن واستطاعوا تشكيل جيش عرف باسم الأحزاب ، مؤلف من ستة آلاف مقاتل ، ولما سمع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، نبأ المشركين وتحزب الأحزاب ، جمع أصحابه من مهاجرين وأنصار ومن بينهم سلمان الفارسي ن وطلب منهم المشورة ، عندئذ قام سلمان الفارسي وعرض على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يحفر المسلمون خندقا حول المدينة ، يمنع المشركين من احتلال المدينة أو دخولها ، فلاقت هذه الفكرة استحسانا من رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وأمر بحفر الخندق ، وساهم المسلمون جميعا بهمة عالية ، في حفر الخندق ، وكان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يحفر بنفسه ، حتى صادفته صخرة قاسية ن عجز المسلمون عن تحطيمها ، فأمسك رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، المعول ، وقال : " باسم الله " ثم ضربها ضربة ، فخرج منها نور شديد ، ثم ضربها الضربة الثانية ، فتفتت ، ثم وبعد انتهاء حفر الخندق ، أصبحت المدينة كالحصن الحصين ، جلس خلفها ألف مقاتل ، ينتظرون قدوم الأحزاب ، وفي الخامس من شوال من السنة الخامسة للهجرة ، تقدم جيش الأحزاب المؤلف من عشرة آلاف مقاتل ، بعد أن انضم إليه أربعة آلاف قرشي ، ودهشوا عندما رأوا الخندق يحيط بالمدينة كما يحيط السوار بالمعصم ، فباءت خططهم بالفشل ، إلا أنهم قرروا حصار المدينة ، ولم يبق أمامهم أمل لدخول المدينة ، سوي بني قريظة ، الذين نقضوا العهود والمواثيق ، فبات المسلمون في خطر محدق ، إلا أن الله سبحانه وتعالى رد كيد بني قريظة إلى نحورهم عندما خافوا من جيش المسلمين ، وخشوا أن يحل بهم مثلما حل ببني النضير وبني قينقاع ، ثم دارت بين المتحاربين مناوشات بالنبال والسهام ، واقتحم عدد من المشركين الخندق ، إلا أن أبطال الإسلام ، كعلي بن أبي طالب وغيره كانوا لهم بالمرصاد ، ويئس المشركون من طول الحصار دون أن يتمكنوا من دخول المدينة ، وخاصة بعد فقدان الثقة بين قريش وبني قريظة ، حتى توقع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن ينسحب المشركون بين لحظة وأخرى ، إلا أن الله سبحانه وتعالى أجبرهم على الانسحاب ، بعد أن أرسل عليهم ريحا عاتية ، اقتلعت خيامهم وقلبت قدورهم ، وأعمت عيونهم ، فبدأ الخوف والجزع ، ، يدب في أوصالهم ، فما كان من قائد هم الأعلى أبو سفيان بن حرب ، إلا أن سارع في الانسحاب ، عائدا إلى مكة يجر ذيول الخيبة والخسران ، هذا وبعد خروج الأحزاب توجه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى بني قريظة ، لمعاقبتهم فحاصرهم في حصونهم حتى استسلموا ، فخرجوا صاغرين {4} ، فحكم عليهم سعد بن معاذ بالقتل ، ونفذ هذا الحكم العادل ، في سبعمائة يهوي أو يزيد . وهكذا كفى الله المسلمين القتال وغلب الأحزاب وحده ، هذا وقد اشترك المسلمون في غزوات أخرى ، في السنة السادسة من الهجرة حتى كانت غزوة الحديبة ، ثم تلاها غزوات وسرايا أخرى ، حتى كان يوم الفتح المبين

مراسلة الملوك والأمراء

بعد غزوة الحديبية ، والتي جرت في السنة السادسة للهجرة ، والتي أراد فيها رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يزور بيت الله الحرام ، ولم يأت إليه مقاتلا بل جاء إليه معتمرا ، ومبايعة {1} بني النجار من الخزرج لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، على القتال حتى الموت ، خشيت قريش أن يحصل مالا يحمد عقباه فرضيت بالصلح الذي نص : أن يرجع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، هذا العام من غير عمرة ، على أن يأتي العام المقبل ، وأن لا تقع حرب بين الجانبين لمدة عشرة سنوات ، وأن يرد محمد من يأتيه مؤمنا إلى قريش ن فإذا ارتد مؤمن عن الإسلام فعلى أهل مكة أن يتركوه فيما بينهم ولا يردوه ، وإذا أرادت القبائل أن تدخل في حلف مع محمد فلتدخل دون معارضة من قريش ، وإذا أرادت أن تدخل في حلف مع قريش فلتدخل دون معارضة من محمد ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عندئذ عاد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة ، بعد أن حقق فوزا مؤزرا ، وبعد غزوة الحديبية هذه ، التفت المسلمون ن بعد أن أمنوا شر المشركين والمنافقين ، إلى نشر الدعوة الإسلامية ، في العالم الخارجي عن قريش ، فبعث رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بعد أن اتخذ خاتما لختم رسائله ، إلى الملوك والأمراء ، يدعوهم إلى الإسلام ، وبدأ بقيصر الروم قائلا له

بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد بن عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم ، سلام على من أتبع الهدى ، أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم ، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإنما عليك أثم الأريسيين {2} ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا أربابا من دون الله ، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون


ثم توجه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، الحارث بن عمير الأزدي بكتاب إلى أمير بصرى ، فخرج الحارث حتى بلغ مؤتة ، فتعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني ، بعد أن عرف أنه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فقتله ، كما وجه ، صلى الله عليه وآله وسلم ، كتابا إلى أمير دمشق من قبل الروم ، دعاه فيه إلى الإسلام ، ثم بعث رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عبد الله بن حذافة بكتاب إلى كسرى أبرويز ملك الفرس قال فيه

بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس ، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله ، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، أدعوك بدعاية الله عز وجل ، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ن أسلم تسلم ، فإن أبيت فعليك إثم المجوس


كذلك أرسل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، كتبا مماثلة إلى النجاشي ملك الحبشة ، وإلى هوذة بن علي ملك اليمامة ن وإلى المنذر التميمي ملك البحرين ، وإلى المقوقس عظيم القبط في مصر ن الذي أرسل مع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، مجموعة من الهدايا وجاريتين بينهما مارية القبطية التي تزوجها رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنجب منها إبراهيم ، الذي توفي ولما يتجاوز السنتين . وهكذا استطاع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، من خلال هذه الرسائل ، أن يحقق مكاسب جديدة ، فمن هؤلاء الذين أرسل لهم من دخل في الإسلام ، ومنهم استطاع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، من خلال ردهم على رسائله ، أن يعرف سياسة هؤلاء الملوك والأمراء نحوه . والذين أطيح بهم جميعا فيما بعد

غزوة خيبر

في شهر محرم من السنة السابعة الهجرية ، خرج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، على رأس ألف وأربعمائة مقاتل ، بعد أن سلم الراية لسعد بن عبادة سيد الخزرج ، يريد غزو خيبر ، التي كان أهلها من اليهود الذين فروا إليها بعد غزوة بني النضير وبني قينقاع وبني قريظة ، والذين أخذوا يحرضون العرب ويحالفونهم ، أمثال قبيلة غطفان ، على حرب النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وما إن وصل جيش المسلمين إلى حصون خيبر ، حتى أرتفعت أصواتهم بالتكبير والدعاء ، ولما رأى بعض اليهود ، جيش محمد وهو يحاصر قريتهم ، انطلقوا هاربين إلى حصونهم فنادى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " الله أكبر ، خرجت خيبر ، الله أكبر هلكت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين " . ثم بدأت المعركة بين الجانبين ، واستطاع المسلمون أن يقتلوا أحد قادة اليهود وهو : سلام بن مشكم ، وأن يفتحوا بعض الحصون ، ثم أعطى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، الراية إلى علي بن أبي طالب ، وتوجه لفتح باقي حصون اليهود ، وهناك في ساحة الوغى ، جندل {3} علي بن أبي طالب ، عددا كبيرا من فرسان اليهود وأبطالهم ، حتى استطاع المسلمون دخول حصون اليهود وفتحها ، عندئذ نزل كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق ، صاحب حصن القموص ، وطلب الصلح من رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فقبله على أن يجلى اليهود ويطردوا ، وأن يأخذوا معهم من الأموال ما تستطيع حملها جمالهم ، أما الباقي فتبقى غنيمة المسلمين ، وبعد استقرار النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، في خيبر تقدمت إليه : زينب بنت الحارث ، وزوجة سلام بن مشكم ، وقدمت إليه : ذراع شاة مسمومة ، انتقاما منه لقتل زوجها وأخيها وأبيها قائد اليهود الحارث بن أبي زينب ، وما إن وضع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم اللقمة في فمه ، حتى أخبره العظم بأنها مسمومة ، فلفظ رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم اللقمة قبل أن يبتلعها ، كذلك أمر أصحابه أن يلفظوا ما أكلوه ، إلا أن بشر بن البراء ابتلع اللقمة فمات ، رضي الله عنه وعندما استدعى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، زينب وسألها عن سبب فعلتها النكراء تلك ، أجابت بقولها : إن كنت نبيا حقا يطلعك الله تعالى ، وإن كنت ملكا كاذبا أرحت الناس منك ، ولما أطلعك الله عرفت أنك نبي مرسل ، وها أنا ذا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أنك رسول الله . فعفا عنها ، وكذلك عفا عنها أولياء بشر بن البراء
عمرة القضاء

عندما دخل شهر ذي القعدة ، في العام السابع للهجرة ن أخذ رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بالاستعداد للذهاب إلى مكة المكرمة ، ليعتمر عمرة القضاء {1} في الشهر الذي صده فيه المشركون بالحديبية في العام السادس من الهجرة من قابل ، ثم أمر ألا يتخلف أحد ممن شهد الحديبية ، وخرج ، بعد أن أحرم من باب مسجده الشريف ، في ألفي رجل ، واختار مئة فرس ، وأخرج منها مفرزة ، جعل قيادتها لمحمد بن مسلمة الأوسي ن وبذل سعد بن عبادة سيد الخزرج ، أموالا كثيرة لإطعام المعتمرين ، وبدأ المسلمون بالتلبية ومعهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وهم يقولون : لا إله إلا الله ، صدق وعده ، ونصر عبده ن وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده ، ودخل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى الحرم ثم طاف ومعه المسلمون يطوفون حول البيت سبع مرات ، ثم خرج إلى الصفا وسعي بينه وبين المروة ، ثم رأسه ونحر هديه ، وأتم المسلمون طوافهم بالبيت آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين كما قال تعالى

لقد صدق الله رسوله بالرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا (2) قريبا 3

وأقام رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، في مكة المكرمة ثلاث أيام ، حسب شرطه مع قريش في الهدنة المعقودة بينه وبينهم في الحديبية ، ولم يمهله المشركون ، حتى يتم زواجه من ميمونة في منطقة سرف القريبة من مكة المكرمة . ومن ثم رجع إلى المدينة المنورة

غزوة الفتح الأعظم

سبق هذه الغزوات أخرى ، إلا أن أهم غزوة سبقت غزوة الفتح الأعظم ، هي غزوة مؤتة {4} ، وذلك أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، غضب غضبا شديدا عندما قتل شرحبيل بن عمرو الغساني رسول النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى أمير بصرى ن في السنة السادسة للهجرة . فصبر عليه الصلاة والسلام حتى تهيأت له أسباب القصاص ، عندئذ ، حض المسلمين على الخروج ، فاجتمع له ثلاثة آلاف مقاتل ، ووقف فيهم قائلا : " زيد بن حارثة أمير الناس ، فإن أصيب زيد فالأمير جعفر بن أبي طالب ، وإن أصيب جعفر فالأمير عبد الله بن رواحة ، وإن أصيب عبد الله فليرتض المسلمون رجلا من بينهم " . ثم أمرهم بأن يدعوا الناس هناك للإسلام ، فإن رفضوا قاتلوهم ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم قبل رحيل الجيش : " أويكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيرا غزوا باسم الله في سبيل الله ، فقاتلوا من كفر بالله ، ولا تغدروا ولا تغلوا ، ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ، ولا كبيرا فانيا ، ولا منعزلا بصومعة ، ولا تقربوا نخلا ، ولا تقطعوا شجرة ، ولا تهدموا بناء ، وإذا لقيتم العدو فادعوه إلى الإسلام فإن قبلوه فأخبروهم ما لهم وما عليهم ، وإن أبوا فاستعينوا بالله عليهم وقاتلوهم ..... " . وانطلق جيش المسلمين حتى وصل إلى مؤتة ، فلما سمع شرحبيل بن عمرو الغساني بمقدم جيش المسلمين ، قام وجمع أكثر من مئة ألف محارب من الروم ، وضم إليهم خمسين ألف من القبائل العربية المنتصرة ، وخلف الجميع كان هرقل نفسه ، يراقب سير الأحداث . وكانت ساعة الصفر ، حيث بدأ القتال بين قوتين غير متكافئتين عددا وعددا ، فاستشهد زيد بن حارثة طعنا برماح الروم ، فأخذ اللواء جعفربن أبي طالب ، وخاض غمار الحرب ببسالة منقطعة النظير ، حتى جاءته ضربة قطعت يمينه ، فأخذ اللواء بشماله ، فجاءته ضربة أخرى قطعت شماله ، فحمل اللواء بعضديه حتى استشهد ، فأخذ اللواء عبد الله بن رواحة ، وخاض المعركة القاسية التي يشيب من هولها الغلمان ، حتى استشهد ن وسقط اللواء ، فهرب المسلمون ، إلا أنهم عادوا عندما رفع الراية خالد بن الوليد {5} ، رضي الله عنه ، الذي استطاع بحنكته الحربية ، أن يجمع شمل المسلمين وينقذهم ، بعد أن قرر الانسحاب من هذه المعركة الغير متكافئة ، وشكل قوة لحماية الانسحاب ، وعندما نظر الروم إلى جيشه الذي عاد ثانية إلى القتال ظنوا بأن المدد قد وصل إلى المسلمين ، فدخل الرعب إلى قلوبهم ، ثم رجع خالد بن الوليد بالمسلمين إلى الوراء ، ورجع الروم ، وكفى الله المسلمين شر هذه المعركة ، وعادوا إلى المدينة بالنصر المؤزر . والآن عزيزي القارئ تعال إلى حديث الفتح الأعظم ، الذي كان حدثا تاريخيا أزال وإلى الأبد ، عبادة الأوثان والأصنام ، وفتح الباب أمام انطلاق الإسلام إلى ربوع الجزيرة العربية كلها ، ومن ثم إلى خارج نطاق الجزيرة العربية . فقد نقضت قريش بنود معاهدة الحديبية {6} ، عندما نصرت بني بكر على بني خزاعة ، الذين كانوا بيت نصح لله ورسوله وللمؤمنين وهم الذين قال فيهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " خزاعة مني وأنا منهم " . شعرت قريش بالحرج ، وتوقعت أن يغزوها رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن لم يتداركوا الأمر ، فبعث أبا سفيان بن حرب ، ليفاوض الرسول الكريم ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ويتفق معه على تجديد المعاهدة وتمديدها إن أمكن ذلك ، ولكن أبا سفيان عاد إلى مكة خائبا ، فلقي من المشركين ومن زوجته هند بنت عتبة تعنيفا وتوبيخا ، عندئذ أوعز رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم إلى جميع القبائل بالقدوم إلى مكة ، حتى تكامل العدد الذي يريد ، ليزحف به على مكة ، ثم جمع قادة جيشة من المهاجرين والأنصار ، واستشارهم في غزو مكة ، بعد أن أوضح لهم ، أن قريشا نقضت عهدها وغدرت بحلفائه بني خزاعة ، فوافقوه جميعا ومن بينهم عمر بن الخطاب الذي وقف قائلا : يا رسول الله إن قريشا رأس الكفر ، والله لا تدين العرب بدينك إلا إذا دانت قريش .. ثم انصرف الصحابة يتجهزون حتى يصدر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أمره بالخروج . وفي يوم الاثنين وفي التاسع من رمضان وفي السنة الثامنة للهجرة ، خرج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، على رأس جيش مؤلف من عشرة آلاف مقاتل يريد مكة ، بعد أن جعل كلثوم بن حصين الغفاري أميرا على المدينة المنورة لحفظها وحمايتها ، واستخلف على الصلاة عبد الله ابن أم كلثوم ، وأعطى اللواء الأعظم للزبير بن العوام ، وراية المهاجرين لعمر بن الخطاب ، وراية الخزرج لسعد بن عبادة ، وراية الأوس لأسيد بن حضير ، وتابع مسيره حتى وصل إلى مشارف مكة ، حيث قدم إليه مخرمة ابن نوفل وعمه العباس بن عبد المطلب ، فآمنا وأعلنا إسلامهما ، وتابع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى أن وصل إلى منطقة قريبة من مكة تدعى : مر الظهران ، فعسكر هناك للاستراحة ، بعد أن أشعل المسلمون نيرانا كثيرة ، فأسرع أبو سفيان بن حرب ، وحكيم بن حزام ، وبديل بن ورقاء ، ليستطلعوا الأمر ، وكان أن هداهم الله تعالى إلى هذا ، ليعلنوا إسلامهم وإيمانهم ، وهنا قال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم قولته المشهورة : " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن ألقي سلاحه فهو آمن " . ولهذا انطلق أبو سفيان ن وقبل دخول المسلمين إلى مكة ، وهو مبهور مذعور ، ليحذر قريشا قائلا : يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به ، فمن دخل داري فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ... فخاف الناس وارتعدوا وتفرقوا إلى دورهم ، وإلى المسجد الحرام ، وإلى دار أبي سفيان ، ودخل جيش الهدى والإيمان ، جيش الرحمة والإنسانية ، إلى مكة مظفرا ن دون أن يلقى أية مقاومة تذكر ، في العشرين من شهر رمضان عام ثمانية هجرية ، يتقدمهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم على ناقته القصواء {7} ، يحف به كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار ، حتى بلغ الكعبة ، ثم كبر فكبر المسلمون ، ثم طاف بالبيت سبعا ، ثم انهال على الأصنام المنصوبة حول الكعبة ، وأخذ يكسرها ويحطمها وهو يقول



قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا 8





ثم اتجه إلى المسجد أمام الكعبة وقال مخاطبا أهل مكة : يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيرا ، ، أخ كريم وابن أخ كريم فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم الذي لم يكن يغضب لنفسه ، بل كان غصبه وضاه لله تعالى : اذهبوا فأنتم الطلقاء أحرارا آمنون ولا أقول إلا ما قال يوسف لإخوته

لا تثريب (9) عليكم ، اليوم يغفر الله لكم ، وهو أرحم الراحمين 10

ثم بايع أهل مكة ، رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، على السمع والطاعة لله ولرسوله ، ومن جملتهم معاوية ويزيد ابنا أبي سفيان ، أما النساء فقد بايعن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم

على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن (11) ولا يعصينك في معروف 12

غزوة حنين

أقام النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم في مكة يبعث السرايا لهدم الأصنام ، ونشر الإسلام ، ومنها سرية خالد بن الوليد إلى نخلة {1} لهدم العزى ، وسرية عمرو بن العاص لهدم سواع ، وسرايا أخرى لنشر الإسلام ، لكن أشهر غزوة بعد فتح مكة ، كانت غزوة حنين ، التي وقعت يوم العاشر من شوال في السنة الثامنة . إذ اعتقدت قبيلة هوزان ، وقبيلة ثقيف ، أن محمدا لا يستطيع التغلب على جميع العرب ، ولذلك اختار هؤلاء المشركون القتال على الإسلام ، فحشدوا حشودهم التي بلغت عشرين ألف محارب ونزلوا في وادي حنين ، أما المسلمون فقد بلغ عددهم اثنا عشر ألفا ، والذين توجهوا نحو أرض المعركة ، بقلوب عامرة بالإيمان ، فشن خالد بن الوليد ، رضي الله عنه الغارة على المشركين ، فانهزم بنو هوزان ، إلا أن بعض المسلمين انشغلوا عن المعركة ، فأمطرهم المشركون بوابل من النبل السخي ، فانهزم بعض المسلمين ، وأصيب خالد بن الوليد بجراحات بليغة ، إلا أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وقف رابط الجأش ، ثابت الجنان {2} ، يفكر بخطة ينقذ فيها المسلمين ، فأمر عمه العباس أن ينادي بالأنصار ، أصحاب بيعة الشجرة يوم الحديبية ، فاجتمع حوله عدد من أبطال الأنصار فتقدمهم نحو المشركين قائلا

أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب

فدب الرعب في قلوب الأعداء ، بعد أن أنزل الله ملائكته ، يذودون {3} عن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم وعن المسلمين ، حتى ولى المشركون هاربين ، وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى

لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ، ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين 4

وهكذا دانت القبائل العربية لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم بأسرها ، وأعلنت إسلامها فانتهى بذلك عهد الصراع والقتال

حجة الوداع ووفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

في الخامس من ذي القعدة ، من السنة العاشرة للهجرة ، حج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، حجة الوداع ، أو حجة البلاغ ، وفي عرفة ، خطب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، خطبة الوداع فقال فيها : " أيها الناس ، اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا ، أيها الناس ، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم " ثم نزل قوله تعالى

اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا 5

ثم عاد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة ، وفي السنة الحادية عشرة للهجرة ، اشتد المرض على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فانتقل إلى بيت عائشة أم المؤمنين ، رضي الله عنها ، بعد أن استأذن نساءه ، ثم قال في أبي بكر رضي الله عنه " إن عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ما عند الله " فقال أبي بكر بعد أن بكي : بل نحن نفديك بأنفسنا وأبنائنا ، ثم أوصى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم بالأنصار خيرا ، ولما دنا الأجل ، ونودي إلى الصلاة . قال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " مروا أبا بكر فليصل بالناس " . وفي الثاني عشر من ربيع الأول انتقل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى الرفيق الأعلى ، فاضطرب الناس واشتد هولهم {6} ، فخرج عليهم أبو بكر ، رضي الله عنه ن فحمد الله وأثنى عليه قائلا : " أيها الناس إنه من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت " . ثم تلا هذه الآية

وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم 7

وهكذا انتهت سيرة خاتم الأنبياء والمرسلين ، بعد أن أدى الأمانة خير أداء ، عن عمر يبلغ ثلاثا وستين سنة ، فصل الله عليك يا حبيبي يا رسول الله ، وعلى آلك وأصحابك أجمعين -

معجزات النبي محمد (ص):

كان لرسول الله (ص) معاجز كثيرة بهرت العقول وحيّرت الألباب، وأبرز هذه المعاجز على الاطلاق القران الكريم الذي عجز فصحاء العرب عن أن يأتوا بسورة من مثله ومن معاجزه أيضاً الاسراء والمعراج والغمامة التي كانت تظلله فضلاً عن شفاء المرضى واستجابة الدعاء والإخبار بالمغيبات


انشقاق القمر

طلب المشركون من رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يأتيهم بآية أو دليل على صدق دعوته ، وذلك قبل الهجرة إلى المدينة المنورة فطلبوا منه أن يشق القمر فرقتين ، فأعطاه الله تعالى هذه المعجزة ، التي تعتبر من أعظم المعجزات الحسية ، وعندما رأى المشركون المعاندون هذه الآية العظيمة قالوا : لقد سحركم ابن أبي كبشة {1} . وقد ذكر الله تعالى هذه المعجزة في كتابه العزيز إذ قال

اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا أية يعرضوا ويقولون سحر مستمر 2

وقد روى قصة انشقاق القمر ، عدد من الصحابة الكرام منهم : عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود ، فعن ابن مسعود قال : " انشق القمر على عهد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم شقتين حتى نظروا إليه فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : اشهدوا

تكثير الماء

كانت مكة المكرمة ، كما هو معروف ، أرضا جدباء لا ماء فيها ولا زرع ، ولهذا كان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ، يفقدون الماء في كثير من الأوقات . فقد حدث أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، خرج ذات يوم لبعض مخارجه معه ناس من أصحابه فانطلقوا يسيرون ، فحضرت الصلاة {3} فلم يجد القوم ما يتوضئون به فقالوا : يا رسول الله ، ما نجد ما نتوضأ به ، ورأى في وجوه أصحابه كراهية لذلك ، فانطلق رجل من القوم ، فجاء بقدح من ماء يسير ، فأخذ نبي الله ، فنوضأ منه . ثم مد أصابعه الأربع على القدح ، ثم قال : هلموا {4} فتوضؤا ، فتوضأ القوم حتى بلغوا فيما يريدون من الوضوء

تكثير الطعام

ومما يروى في ذلك ، أن أبا هريرة كان يقول : والله إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر أبو بكر ، فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ، ما سألته إلا ليستتبعني {5} فلم يفعل ، فمر عمر رضي الله عنه فسألته عن آية من كتاب الله ، ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل ، فمر أبو القاسم ، صلى الله عليه وآله وسلم فعرف ما في وجهي ، وما في نفسي فقال : أبا هريرة ، قلت له : لبيك يا رسول الله . فقال : الحق استأذنت فأذن لي ، فوجدت لبنا {6} في القدح ، قال : من أين لكم هذا اللبن ؟ قالوا : أهداه لنا فلان ، قال : أبا هريرة {7} : قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : انطلق إلى أهل الصفة ، فادعهم لي ، قال أبو هريرة : وأهل الصفة أضياف الإسلام ، لم يأووا إلى أهل ولا مال {8} ، إذا جاءت رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، هدية أصاب منها ، وبعث إليهم منها ، وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها . ويتابع أبو هريرة رضي الله عنه حديثه فيقول : وأحزنني ذلك {9} ، وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي ، وقال أبو هريرة رضي الله عنه : أنا الرسول {10} فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم وقال ك ما يبقي لي من هذا اللبن ، ولم يكن من طاعة الله ورسوله بد ، فانطلقت فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فأخذوا مجالسهم من البيت ، ثم قال : أبا هر {11} خذ فأعطهم ، فأخذت القدح فجعلت أعطيهم ، فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروي ، ثم يرد القدح حتى أتيت على أخرهم ، ودفعت إلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فأخذ القدح فوضعه في يده وبقي فيه فضلة {12} ، ثم رفع رأسه ونظر إلي وتبسم وقال : أبا هر ، فقلت : لبيك يا رسول الله ، قال : بقيت أنا وأنت ، فقلت : صدقت يا رسول الله ، قال : فاقعد فاشرب ، فقعد أبو هريرة فشرب ، ثم قال : اشرب ، فشرب أبو هريرة فما زال يقول لي : اشرب فأشرب حتى قلت : لا والذي بعثك بالحق ما أجد له في مسلكا ، قال : ناولني القدح ، فرددت إليه القدح ، فشرب من الفضلة

انقياد الشجر

يحدثنا جابر بن عبد الله ، رضي الله عنه فيقول : سرنا مع النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى نزلنا واديا أفيح {13} ، فذهب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم يقضي حاجته فاتبعته بإداوة {14} من ماء ، فنظر فلم ير شيئا يستتر به ، وإذا شجرتان بأسفل الوادي فانطلق إلى إحداهما ، فأخذ بغصن من أغصانها ، وقال : " انقادي علي بإذن الله " ، فانقادت معه ... حتى أتي الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها ، وقال : انقادي علي بإذن الله ، فانقادت معه ، حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما ، قال التئما علي بإذن الله فالتأمتا .... وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كنا مع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم في سفر ، فأقبل أعرابي ، فلما دنا منه قال له رسول الله : أين تريد ؟ قال : إلى أهلي ، قال : هل لك إلى خير ؟ قال : ما هو ؟ قال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، قال : هل من شاهد على ما أقول ؟ قال : هذه الشجرة ، فدعاها رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وهي على شاطئ الوادي ، فأقبلت تخذ {15} الأرض خدا ، فقامت بين يديه ، فاستشهادها ثلاثا ، فشهدت أنه كما قال ، ثم إنها رجعت إلى منبتها ، ورجع الأعرابي إلى قومه وقال : إن يتبعوني أتيتك بهم ن وإلا رجعت إليك وكنت معك



حنين الجذع


كان النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، قبل صنع المنبر الشريف ، يخطب قائما ، معتمدا على جذع نخل ، فإذا طال وقوفه ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أو شعر بتعب ، وضع يده الشريفة على ذلك الجذع . فلما كثر عدد المصلين وضاق المسجد بأهله ، كان كثير من الناس ، لا يرون رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وخاصة من كان يجلس في آخر المسجد ، إضافة إلى تقدم العمر برسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فأشفق عليه الصحابة ، فاقترحوا عليه أن يصنعوا له منبرا ، فصنعوه ، فلما كان يوم الجمعة ، خرج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يريد المنبر ، ليخطب عليه ، فلما تجاوز الجذع الذي كان يخطب عنده ، صرخ الجذع صرخا شديدا ، شوقا وحنينا إلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فنزل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم عن المنبر ، فوضع يده الشريفة على الجذع ومسحه ، فهدأ الجذع ، ثم خيره رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بين أن يكون شجرة في الجنة ، وبين أن يعود شجرة مثمرة في الدنيا ن فاختار الجذع أن يكون شجرة في الجنة ، ثم قال عليه وآله الصلاة والسلام : والذي نفسي بيده لو لم التزمه لبقي يحن إلى قيام الساعة

استجابة جبل أحد

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، كان على حراء ، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير ، فتحركت الصخرة ، واهتز الجبل ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : هدأ ، فما عليك إى نبي أو صديق أو شهيد 16

إخبار الشاة المسمومة

لما انتهت غزوة خيبر ، وانتصر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم على اليهود ، ودخل حصونهم ، وغنم غنائمهم ، تقدمت اليهود وسألت عن أحب الأعضاء إلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم من الشاة ، فلما أخبرت بذلك ، عمدت إلى الشاة فذبحتها ثم طبختها وسمتها وزادت السم في الذراع ، وقدمتها لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما جلس ومعه بعض أصحابه ، وهم بأن يأكل من الذراع ، أخبرته الذراع بأنها مسمومة ، وإن الشاة كلها مسمومة ، فقال لأصحابه : ارفعوا أيديكم ، ثم دعا اليهودية فسألها عن فعلتها . فقالت : أردت الوثوق منك ، فإن كنت نبيا أخبرتك الشاة ، وإن كنت كاذبا أرحت الناس منك ، ثم قالت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله .. وهناك عزيزي القارئ معجزات أخرى كثيرة ، أردنا فقط أن نضرب لك مثلا لتكون على علم بما منح الله عز وجل رسوله محمدا بن عبد الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، من معجزات دالة على صدق نبوته ورسالته



ارتحال النبي الأكرم:


وفي السنة الحادية عشرة للهجرة وأثناء تجهيز جيش بقيادة أسامة بن زيد لغزو الروم فجع المسلمون بوفاة النبي (ص) إثر مرض شديد ألمّ به، ففاضت روحه الطاهرة في حجر علي بن أبي طالب.

نبى غفر له ذنبه ما تقدم منه وما تاخر


جمعت لك ماتيسر من سيرة الرسول الكريم حمد بن بعد الله صلى الله وعليه وسلم 0الذى يعجز ان تجمع جميع ماثرة العطرة

وهديه لمنتداء عتيبه الهيلاء للفائد
جمعه: متعب بن ناصر
اشرف عليه :
ابو ضيف الله
والمرشدي















رد مع اقتباس
غير مقروء 12-Feb-2006, 04:40 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
روق والسماء فوق

رابطة محبي الهيلا


الصورة الرمزية روق والسماء فوق

إحصائية العضو







روق والسماء فوق غير متواجد حالياً

افتراضي

مشكور اخوي غشـــــــــــــــــام نجد
ويقال انهم في اسبوع خسارتهم تقدر بـ 2مليار يورو
وفي سبعه اشهرتقدر خسارتهم بـ 32مليار يورو
وارجوا من جميع الاخوه في المنتدى وجميع المسلمين مقاطعه بضائع الدنامرك

وشــــــــــــكـــــــــــــراااا















رد مع اقتباس
غير مقروء 13-Feb-2006, 05:04 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
غشام نجد
مشرف سابق
إحصائية العضو







غشام نجد غير متواجد حالياً

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الاخ :روق والسماء فوق
في الوقت الذي قرر الكثير من ابناء أمتنا المقاطعه كردة فعل قوية على من حاول الاساءة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس بالمقاطعة فقط بل الدعوة اليها والعمل على نشرها في المنتديات وتوضيح السلع التي ينبغي علينا مقاطعتها والاهتمام بتلك المواضيع وتفعيلها ونقلها والردود عليها كل ذلك من اجل الذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه ولعل ان يكتب الله لنا الأجر في ذلك .
أقول بأنه في هذا الوقت نرى بأنه هناك مواضيع ظهرت فجأه وتعمل في الاتجاه المعاكس وان تم تجميلها وتنميقها حتى يظهر لك كاتبها برائته وحسن نيته - وربما يكون ذلك وأنا لا أعلم بما في النفوس

الحمد لله الكبير المتعال القوي العزيز المنتقم الملك الجبار المتكبر ، ثم الصلاة والسلام على أشرف الخلق وإمام الأنبياء وسيد المرسلين محمد رسول رب العالمين خير من عبد الله في العلانية والسّر ، وعلى أنبياء الله وآل نبينا وأصاحبه ومن جاهد لهذا الدين مقبلاً غير مدبر ، ومن تبعهم بإحسان في اليسر والعُسر .. أما بعد ..

قال تعالى على لسان نبيه الكريم عيسى بن مريم عليه السلام {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} (مريم : 30 – 33) ، وقال تعالى {وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} (البقرة : 253) ، وقال تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ..} (البقرة : 87) .. وقال تعالى {قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (البقرة : 136)

فهذه هي العقيدة الحقة في أنبياء الله ورسله ومن اصطفى من خلقه ، وتلك هي الأخلاق التي علمنا إياها كتاب ربنا وشدد عليها نبينا صلى الله عليه وسلم : من احترام للأنبياء ومعرفة حقهم وذكرهم بكل خير والذب عنهم ونصرتهم وتأييدهم ، فكل نبي بعثه الله للخلق هو نبي للمؤمنين يحبونه ويوقرونه ولا يصح إسلام مسلم بغير هذا ، فنوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وأيوب وداود وسليمان وعيس وغيرهم من الأنبياء والمرسلين مصابيح الدجى ومنارات الهدى ملكوا علينا شغاف القلب نحبهم أشد من حبنا أبنائنا وآبائنا وأنفسنا ، فعليهم من الله أفضل الصلاة والسلام ..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "فينبغي للعاقل أن يعلم أن قيام دين الله في الأرض إنما هو بواسطة المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، فلولا الرسل لما عُبِد الله وحده لا شريك له ، ولما علم الناس أكثر ما يستحقه سبحانه من الأسماء الحسنى والصفات العلى ، ولا كانت له شريعة في الأرض .... والقدر الذي تعجز العقول عن إدراكه علموهم إياه ، وأنبأوهم به ؛ فالطعن فيهم طعن في توحيد الله وأسمائه وصفاته وكلامه ودينه وشرائعه وأنبيائه وثوابه وعقابه وعامة الأسباب التي بينه وبين خلقه ... " (مختصر من الصارم المسلول : ج1)

ولذلك كان النيل من هؤلاء الأنبياء من أشد الجرم وأعظم الشناعة في الأرض ، وليس هذا خاص بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، بل هو عام في جميع الرسل ، قال الإمام أحمد بن عبد الحليم الحراني شيخ الإسلام رحمه الله "والحكم في سب سائر الأنبياء كالحكم في سبِّ نبينا ، فمن سبِّ نبيًّا مسمى بإسمه من الأنبياء المعروفين كالمذكورين في القرآن أو موصوفاً بالنبوة - مثل أن يَذكر حديثاً أن نبيًّا فعل كذا أو قال كذا ، فيسب ذلك القائل أو الفاعل ، مع العلم بأنهُ نبيٌّ ، وإن لم يعلم من هو ، أو يسب نوعَ الأنبياءِ على الإطلاق - فالحكمُ في هذا كما تقدم [القتل ، وسيأتي بيانه] ، لأن الإيمان بهم واجبٌ عُموماً ، وواجبٌ الإيمانُ خصوصاً بمن قصه اللهُ علينا في كتابه ، وسبهم كفرٌ ورِدةٌ إن كان من مسلمٍ، ومحاربةٌ إن كان من ذميّ." (الصارم : ج2)

إن هذا الدين المحرف الذي عند النصارى واليهود لم يكن ليهديهم لغير هذه الأخلاق الذميمة ، لأن التحريف أتى على صفاء العقيدة وروح الشريعة فطغى بنتنه وقبحه على جمال الوحي فكان أن تحولت القلوب إلى القسوة ، والأدب إلى خسة ، والحياء إلى وقاحة ، وهذا ما بينه الله في كتابه حين قال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ أُولاَءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (آل عمران : 118 - 119) ، فهذا الذي ظهر من استهزاء وسخرية بالنبي صلى الله عليه وسلم - قبل بضعة أشهر - هو غيض من فيض ما في تلك الصدور المريضة من حقد وكراهية للحق وأهله ..

ولكن : هل يكتفي المسلمون بالنحيب والشجب والبكاء !! ما دورنا نحن المسلمون ، وما موقفنا من هذه الجرأة على نبي البشرية وخير البرية ، بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ..

إن الذي لا يشك فيه مسلم - ولا ينبغي له - أن النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن يكون أحب الناس إليه ، قال عليه الصلاة والسلام "فوالذي نفسي بيده ، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده" (البخاري) ، وقال صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" (البخاري) ..

بل يجب أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أحب إلى نفسه من نفسه ، وهذا ما علّمه النبي صلى الله عليه وسلم صحابته وهو ما ترجموه عمليا وجعلوه واقعا في حياتهم ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم آخذ بيد عمر بن الخطاب ، فقال له عمر : يا رسول الله ، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا ، والذي نفسي بيده ، حتى أكون أحب إليك من نفسك" . فقال له عمر : فإنه الآن ، والله لأنت أحب إليّ من نفسي" ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "الآن يا عمر" (البخاري) ..

اللهُ تعالى يكفي نبيَّه المستهزئين

إن الله سبحانه وتعالى ناصر رسله والذين آمنوا ، وقد آذن من عادى أوليائه : بالحرب ، وليس أكرم عليه في خلقه من الأنبياء ، وليس نبي أكرم عند الله من خليله محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد أخبرنا رب العزة بأنه يكفيه المتستهزئين وأن من شانه فإنما تدور الدائرة عليه .. قال تعالى { إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهزِئِين } ، وقال تعالى {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} ..

أخرج البزار والطبراني في الأوسط عن أنس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على أناس بمكة، فجعلوا يغمزون في قفاه ويقولون: هذا الذي يزعم أنه نبي ومعه جبريل. فغمز جبريل بأصبعه فوقع مثل الظفر في أجسادهم، فصارت قروحا نتنة. فلم يستطع أحد أن يدنوا منهم. وأنزل الله {إنا كفيناك المستهزئين}.

قال السعدي رحمه الله : {إنا كفيناك المستهزئين} بك وبما جئت به , وهذا وعد من الله لرسوله , أن لا يضره المستهزئون , وأن يكفيه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة. {الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} : وقد فعل تعالى , فإنه ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إلا أهلكه الله , وقتله شر قتلة" (تيسير الكريم الرحمن) ..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "ومن سنة الله أن من لم يمكن المؤمنون أن يعذبوه من الذين يؤذون الله ورسوله؛ فإن الله سبحانه ينتقم منه لرسوله ويكفيه إياه ، كما قدمنا بعض ذلك في قصة الكاتب المفتَري، وكما قال سبحانه : {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِيَن * إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهزِئِين}.

وقال شيخ الإسلام رحمه الله في قوله تعالى {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} : فكل من شنأه وأبغضه وعاداه فإن الله تعالى يقطع دابره ، ويمحق عينه وأثره" (الصارم المسلول : ج1) ، وقال في موضع آخر "فبيّن الله أن الذي يشنأه هو الأبتر لا هو ، والشنآنُ منه ما هو باطنٌ في القلبِ لم يظهر ومنه ما يظهر على اللسان ، وهو أعظم الشنآنِ وأشدهُ ، وكل جرمٍ استحق فاعلهُ عقوبةً من اللهِ إذا أظهر ذلك الجرم عندنا وجب أن نعاقبهُ ونقيمَ عليه حدَّ الله ، فيجبُ أن نبتر من أظهر شنآنه وأبدى عداوته ، وإذا كان ذلك واجباً وجب قتلهُ ، وإن أظهر التوبةَ بعد القدرةِ ، وإلا لما انبترَ لهُ شَانِئٌ بأيدينا في غالب الأمر ، لأنه لا يشاءُ شانئٌ أن يُظهر شنآنه ثم يُظهر المتاب بعد رؤية السيف إلا فعل ، فإن ذلك سهلٌ على من يخاف السيف. (الصارم : ج2)

ومثال هذا ما روى البخاري في "صحيحه" عن عبدالعزيز بن صهيب عن أنس قال: كان رجلاً نصرانياً ، فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ، فعاد نصرانياً، فكان يقول: لا يدري محمد إلا ما كتبتُ له، فأماته الله، فدفنوه، فأصبح وقد لَفَظَتْه الأرض، فقالوا: هذا فِعْلُ محمدٍ وأصحابه، نَبَشُوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له و أعمقوا في الأرض ما استطاعوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس، فألقوه" .. قال ابن تيمية رحمه الله " فهذا الملعون الذي افترى على النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما كان يدري إلا ما كتب له ، قصمه الله وفضحه بأن أخرجه من القبر بعد أن دُفن مراراً ، وهذا أمر خارج عن العادة ، يدل كل أحد على أن هذا عقوبة لما قاله ، وأنه كان كاذباً ؛ إذ كان عامة الموتى لا يصيبهم مثل هذا ، وأن هذا الجرم أعظم من مجرد الارتداد ؛ إذ كان عامة المرتدين يموتون ولا يصيبهم مثل هذا ، وأن الله منتقم لرسوله ممن طعن عليه وسبه ، ومظهر لدينه ولكذب الكاذب ؛ إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد" ثم قال رحمه الله "ونظير هذا ما حدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه حتى إذا تعرض أهله لسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والوقيعة في عِرْضِه، تعجلنا فتحه وتيسر ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك، ثم يُفتح المكان عَنْوَة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا: حتى إن كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوه فيه. وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل المغرب حالهم مع النصارى كذلك، ومن سنة الله أن يعذب أعداءه تارة بعذاب من عنده، وتارة بأيدي عباده المؤمنين. (الصارم المسلول) ..















رد مع اقتباس
غير مقروء 17-Feb-2006, 09:39 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
غشام نجد
مشرف سابق
إحصائية العضو







غشام نجد غير متواجد حالياً

افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وبعد
هذة تغطيه العدسه لدفاع المسلمين عن نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وتفاعلهم الصادق اتجاة الازمه القذرة من قبل الدنمرك ومعاونيهم من الغرب. تقرير ورقام وصور عن الاحداث والتطورات الجاريه وردود الافعال .

http://www.aljazeera.net/nr/exeres/c...ba278218bf.htm















رد مع اقتباس
غير مقروء 11-Mar-2006, 01:05 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
غشام نجد
مشرف سابق
إحصائية العضو







غشام نجد غير متواجد حالياً

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشرف العزيز : ابو ضيف الله

تواصلك معي في هذا الموضوع القيم جعل منه عمل رائع اسئل الله الغفور الرحيم ان ينفع به من اراد شى عن الرسول واسئل الله ان يكتب لك الاجر على هذا الاستمرار 0
هذ اهدى خاص لك قصائد مدح ورثا في الرسول صلي الله عليه وسلم
http://abyat.com/poems_of_subject.php?subject_id=2

سعادت المشرف آن يهدي الله بك رجلا خير مما طلعت عليه الشمس

نصيحة أبتغى فيها ما عند الله تعالى
أخي أختي في الله .. الأجر العظيم أتاكم .. كن سبب في
اسلام انسان وأخدم هذا الدين وأعمل بما امرك الله فقط
أنشر هذا كتاب وموقع يدعو ويعرف بالأسلام احرص على نشره
في أماكن الغير ناطقين بالعربيه..ولا تتهاون في ذلك
ابداً
أكتبه على طريقه الستيكرز والصقه على سيارتك إن أمكن
وكونوا السبب بعد الله سبحانه وتعالى في إخراج انسان من
النار إلى الجنه إنشاء الله أخي أختي في الله اجتهد
ليس لأحد فقط لربك وخالقك الله

عنوان الموقع


للغة الانجليزية

http://www.islam-guide.com/

للغه الفرنسيه

http://www.islam-guide.com/fr

للغه الأيطاليه

http://www.islam-guide.com/it

للغه الأسبانيه
http://www.islam-guide.com/es

للغه اليابانيه
http://www.islam-guide.com/jp/

للغه الالمانيه
http://www.islam-guide.com/de/

موقع الكتاب على الانترنيت

http://www.islam-guide.com/

http://www.i-g.org/

بعـــض طـــرق النشـــر للموقـــع

- ارسله لكــل من تعرفهـم لا تتـرك أحد منهـم
- ضعه في موقعك الشخصي
- ضعه في منتديات
- ضعه في توقيعك اسفل الرسائل او المشاركات او على
التوبك او على رسائل الترحيب
- اكتبه في غرف وبرامج المحادثه
- ارسله في رساله بالجوال..واطلب من قارئها بأن يقوم
بنشرها
- أكتبه على طريقه الستيكرز والصقه على سيارتك إن أمكن
شارك في الأجر .. بإذن الله .. وأنشر هذه الرساله قدر
استطاعتك
اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم
سلطانك
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
منقول للفائدة جزى الله خيراً كل من ساهم فى نشرهذه الرساله


وهذا موقع آخر للتعريف بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وبعشر لغات وبتصميم عصري ومتطور
English - Français -Italiano- Norsk -Dansk - Deutsch - Svensk - Nederlands - русский - Español

http://www.islamway.com/mohammad/

ارسلها لغير المسلمين لعل الله يهدي على يديك العشرات والمئات إنه على كل شي قدير .

لإن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُـمر النـَعم


هذا باور بوينت بالانجليزية رااائع جدا عن نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

مستشهدا فيه بأقوال كثير من الغربيين المنصفين عنه عليه الصلاة والسلام
http://www.aqeedeh.com/books/prophetmuhammad[PBUH].pps

موقع إسلامي جديد باللغة الانجليزية راائع لغير المسلمين يشرف عليه الاخ إبراهيم أبو حرب صاحب كتاب دليل مصور لفهم الاسلام

http://www.i-g.org/

وتحت رعاية مكتب الدعوة والارشاد بالروضة بالرياض

أترككم مع الموقع الجديد

The Religion of Islam

http://www.islamreligion.com/

لكم مني كل التحية والتقدير


عن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه : رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم أحد رجلين عليهما ثياب بياض ،مارأيتهما قبل ولا بعد ،يعني جبريل وميكائيل عليهما السلام . وفي روايه يقاتلان عنه كأشد القتال .
من اسما الرسول
1- محمد : وهو أشهرها ، وبه سُمّيَ في التوراة صريحاً - أنظر جلاء الإفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام لابن القيّم 0

2- أحمد : وهو الإسم الذي سمّاه بهِ المسيح ، قال تعالى في سورة الصف :- وإذ قال عيسى إبن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد )) 0

والفرق بين محمد وأحمد من وجهين

الوجه الأول : أن محمداً هو المحمود حمداً بعد حمد فهو دال على كثرة حمد الحامدين له ، وذلك يستلزم كثرة موجبات الحمد فيه ، وأحمد تفضيل من الحمد يدل على أنه الحمد الذي يستحقه أفضل مما يستحقه غيره ، فمحمد زيادة حمد في الكمية وأحمد زيادة في الكيفية ، فيحمد أكثر حمد وأفضل حمد حمده البشر 0

والوجه الثاني : أن محمداً هو المحمود حمداً متكرراً كما تقدم ، وأحمد هو الذي حمده لربه أفضل من حمد الحامدين غيره ، فدلَّ أحد الإسمين وهو محمد على كونه محموداً ودل الأسم الثاني وهو أحمد على كونه أحمد الحامدين لربه ..

3- المتوكل : وهو الذي يتوكل على ربه في كل حالة 0

4- الحاشر : وهو الذي يحشر الناس على قدمه ، فكأنه بُعِثَ ليحشر الناس 0

5- الماحي : وهو الذي محا الله به الكفر 0

6- العاقب : وهو الذي عقب الأنبياء0

7- المقفّي : وهو الذي قضّى على آثار من تقدمه من الرسل 0

8- نبي التوبة : وهو الذي فتح الله به باب التوبة على أهل الأرض 0

9- نبي الملحمة : وهو الذي بعث بجهاد أعداء الله 0

10- الفاتح : وهو الذي فتح الله بهِ باب الهدى وفتح بهِ الأعين العمي والآذان الصم والقلوب الغلف ، وفتح الله بهِ أمصار الكفار وأبواب الجنة وطرق العلم والعمل الصالح 0

11- الأمين : هو أمين الله على وحيه ودينه وهو أمين من في السماوات والأرض 0

ويلحق بهذه الاسماء :

12- البشير : هو المبشر لمن أطاعه بالثواب 0

13- النذير : هو المنذر لمن عصاهُ بالعقاب 0

14- السراج المنير : هو الذي ينير من غير إحراق بخلاف الوهاج فإن فيه نوع إحراق وتوهج 0

15- سيد ولد آدم : فقد روى مسلم في صحيحه أنه قال صلى الله عليه وسلم : (( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة )) وفي زيادة عند الترمذي (( ولا فخر )) (2516) وغيره 0

16- الضحوك والقتّال : وهما إسمان مزدوجان لايفرد أحدهما عن الآخر فإنه ضحوك في وجوه المؤمنين غير عابس ولا مقطب ، ولا غضوب ، ولا فظ ، قتّال لاعداء الله ، لاتأخذه فيهم لومة لائم 0

وهو القاسم ، وعبدالله ، وصاحب لواء الحمد ، وصاحب المقام المحمود ، وغير ذلك من الأسماء ، لأن أسماءَه إذا كانت أوصاف مدح ، فإن له من كل وصف إسم لكن ينبغي أن يفرّق بين الوصف المختص بهِ ، أو الغالب عليه ويشتق له منه إسم ، وبين الوصف المشترك ، فلا يكون له منه إسم يخصه 0

وعن جبير بن مطعم قال : سمّي لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أسماء فقال : (( أنا محمد وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يُحشَرُ الناس على قدمي ، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي )) رواه البخاري (3268) ومسلم (4343) 0

وأسماؤه صلى الله عليه وسلم نوعان : -

النوع الأول : خاص به لا يشاركه فيه أحد غيره من الرسل كمحمد وأحمد والعاقب والحاشر والمقفي ونبي الملحمة 0

والنوع الثاني : ما يشاركه في معناه غيره من الرسل ، ولكن له منه كماله فهو مختص بكماله دون أصله ، كرسول الله ونبيه وعبده والشاهد والمبشر والنذير ، ونبي الرحمه ونبي التوبة 0وأما إن جُعِلَ له من كل وصف من أوصافه إسم تجاوزت أسماؤه المائتين كالصادق والمصدوق والرؤوف والرحيم إلى أمثال ذلك ، وفي هذا قال من قال من الناس إنا لله عز وجل ألف اسم وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم ، قاله أبو الخطاب بن دحية ومقصودة الاوصاف 0 بتصرف من زاد المعاد(1/57-59)0

كنيتـــه :-

كان صلى الله عليه وسلم يكنّى أبا القاسم بولده القاسم وكان أكبر أولاده 0

وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم في السوق فقال رجل يا أبا القاسم ، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : سمّوا بإسمي ولاتكنوا بكنيتي )) رواه البخاري (6/647) المناقب 0

قال الحافظ : وقد إختلف في جواز التكني بكنيته صلى الله عليه وسلم ، فالمشهور عن الشافعي المنع على ظاهر الحديث ، وقيل يختص ذلك بزمانه وقيل بمن تسمى باسمه 0 فتح الباري (6/648).

.















رد مع اقتباس
غير مقروء 11-Mar-2006, 01:14 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
غشام نجد
مشرف سابق
إحصائية العضو







غشام نجد غير متواجد حالياً

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي :سند الخوي
مرورك على الموضوع محل احترام وتقدير خاصه وانها اول مشاركه لك كنك سجلت لشارك في نصرة الرسول صلي الله عليه وسلم تقبل خالص الشكر والاتبخل علينا بمشاركاتك بالمنتديات 0

احبك يا رسول الله

بقلم الشاعر |عيسى هجري
2|1|1427















رد مع اقتباس
غير مقروء 17-Mar-2006, 12:51 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ابو ضيف الله
مشرف عـام

الصورة الرمزية ابو ضيف الله

إحصائية العضو






ابو ضيف الله غير متواجد حالياً

افتراضي موضوع قـيـم لرجـل فـاهـم

الشيخ عبد العزيز الجليل

المسلم / الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن ما يشهده العالم الإسلامي هذه الأيام من غضبة عارمة، وحملة مباركة لنصرة سيد البشر نبينا _صلى الله عليه وسلم_، والدفاع عن عرضه الشريف أمام الهجمة الشرسة القذرة التي يشنها الغرب الصليبي الكافر على نبينا محمد _صلى الله عليه وسلم_، وتتولى كبرها بلاد الدنمارك الحاقدة. إن في هذه القومة المباركة لنصرة نبينا _صلى الله عليه وسلم_ ما يثلج الصدر، ويسر الخاطر ويبث الأمل في النفوس ويؤكد أن امة الإسلام أمة مباركة ومرحومة ولازال فيها الخير، والرصيد العظيم في مقاومة أعدائها والنكاية فيهم حتى ولو كانت ذليلة مستضعفه؛ فكيف لو كانت قوية ومتمكنة.
ولقد ظهر في هذه الحملة قدرة الأمة على النهوض والتكاتف والتعاون على إلحاق الأذى الشديد بالعدو المتربص. وقد ظهر ذلك في هذه القومة الشاملة لمختلف شرائح الأمة رجالاً ونساءً, صغاراً وكباراً, أغنياء وفقراء, وعوام ومثقفون . وذلك في الكتابات الكثيرة المتنوعة لنصرة النبي _صلى الله عليه وسلم_ , وكذلك في المقاطعة المباركة التي آتت أكلها وثمارها في إنهاك اقتصاد المعتدين.

أسأل الله _عز وجل_ أن يبارك في جهود القائمين بهذه النصرة سواء من كتب أو خطب أو قاطع وهجر منتجات القوم. وليس هذا بكثير في نصرة نبينا محمد _صلى الله عليه وسلم_ الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، والذي هو أولى بنا من أنفسنا، والذي قال لنا ربنا _سبحانه_ عنه: "لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ"[ (128) سورة التوبة]. والذي بلغ الكمال الإنساني في الشمائل والأخلاق وفي عبادة ربه _سبحانه وتعالى_ ، وكل هذا يفرض علينا أن يكون أحب إلينا من أنفسنا وأهلنا وأولادنا وأموالنا، وأن نفديه بالنفوس والمهج والأولاد والأموال .
وبما أن الحديث عن نصرة النبي _صلى الله عليه وسلم_ وعن حقوقه، وحقيقة أعدائه وحقدهم قد قام به المسلمون في شتى بلدان المسلمين بأقوالهم ورسائلهم وكتاباتهم ومقاطعتهم، فلن أكرر ما كتب وقيل ففيه إن شاء الله الكفاية. غير أن هناك بعض الوصايا التي أنصح بها نفسي وإخواني المسلمين في ضوء هذا الحدث الجلل أرى أنها من حقوق المصطفى _عليه الصلاة والسلام_، وهي من لوازم نصرته وموجبات محبته، ولكن قد تغيب عن بعضنا وتنسى في زحمة الردود واشتعال المشاعر والعواطف.

الوصية الأولى:
قال الرسول _صلى الله عليه وسلم_:"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" ]البخاري:1[ وعندما سئل النبي _صلى الله عليه وسلم_ عن الرجل يقاتل شجاعة, ويقاتل حمية, ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله ؟ فقال:"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" البخاري (2810),مسلم (1904)
والمقصود من إيراد هذين الحديثين الشريفين أن يحاسب كل منا نفسه، وهو يشارك في هذه الحملة المباركة للدفاع عن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ ويتفقد نيته في قومته هذه، هل هي خالصة لله _تعالى_؟ أم أن هناك شائبة من شوائب الدنيا قد خالطت نيته كأن يظهر للناس غيرته وحرصه على الدين وعلى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، أو تكون مجرد حمية وعصبية ومفاخرة أو إرادة دنياً ومكانة بين الناس، أو غير ذلك من الأغراض، وهذا عمل قلبي لا يعلمه إلا الله _عز وجل_، ومع إحسان الظن بالقائمين بهذه النصرة وأنهم إن شاء الله تعالى إنما قاموا بذلك حباً لله _تعالى_ ولرسوله _صلى الله عليه وسلم_ . إلا أن محاسبة النفس في هذا الشأن، وغيره من العبادات أمر واجب على كل مسلم حتى يبارك الله _عز وجل_ في الأعمال، ويحصل منها الأجر والثواب، وإلا ذهبت هباءً منثوراً؛ إن لم يأثم صاحبها ويعاقب على ذلك.

الوصية الثانية:
قال الله _تعالى_:" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " [(31) سورة آل عمران] .
ويقول الرسول _صلى الله عليه وسلم_: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به".
[يقول الأمام أبن كثير _رحمه الله تعالى_ عند آية آل عمران .هذه الآية الكريمة حاكمه على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي، والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله وأحواله كما ثبت في الصحيح عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ". ولهذا قال: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه, وهو محبته إياكم؛ وهو أعظم من الأول, كما قال بعض الحكماء العلماء ؛ليس الشأن أن تُحِبَّ, إنما الشأن أن تُحَبَّ . وقال الحسن البصري وغيره من السلف زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ"[ (31) سورة آل عمران ].

ويقول الأمام أبن القيم _رحمه الله تعالى_: " لما كثر المدعون للمحبة طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى؛ فلو يعطى الناس بدعواهم لادعى الخلي حرقة الشجي. فتنوع المدعون في الشهود. فقيل لا تٌقبل الدعوى إلا ببينة " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ " (31) سورة آل عمران فتأخر الخلق كلهم, وثبت أتباع الحبيب في أفعاله وأخلاقه"] من مدارج السالكين 3/9[.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله تعالى_:"فكل من ادعى أنه يحب الله ولم يتبع الرسول فقد كذب, ليست محبته لله وحده, بل إن كان يحبه فهي محبة شرك, فإنما يتبع ما يهواه كدعوى اليهود والنصارى محبة الله, فإنهم لو أخلصوا له المحبة لم يحبوا إلا ما أحب, فكانوا يتبعون الرسول, فلما أحبوا ما أبغض الله مع دعواهم حبه كانت محبتهم من جنس محبة المشركين , وهكذا أهل البدع فمن قال إنه من المريدين لله المحبين له، وهو لا يقصد اتباع الرسول والعمل بما أمر به وترك ما نهى عنه, فمحبته فيها شوب من محبة المشركين واليهود والنصارى, بحسب ما فيه من البدعة. فان البدع التي ليست مشروعة، وليست مما دعا إليه الرسول لا يحبها الله، فإن الرسول دعا إلي كل ما يحبه الله . فأمر بكل معروف ونهى عن كل منكر"] الفتاوى 8/361,360[.

والمقصود من إيراد الآية التي في سورة آل عمران وكلام أهل العلم عندها, وكذلك الحديث، التنبيه في هذه الحملة المباركة إلى أن يراجع كل منا نفسه ويختبر صدق محبته لله تعالى ولرسوله _صلى الله عليه وسلم_ في قومته ونصرته لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ إذ أن علامة حبنا لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وصدقنا في نصرته أن نكون متبعين لشرعه وسنته، وأن لا يكون في حياتنا أمور تسيء إلى الرسول _صلى الله عليه وسلم_ وتؤذيه، فنقع في التناقض بين مانقوم به من النصرة لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وبين أحوالنا، فيقع الفصام النكد بين القول والعمل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ {2} كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ" [(2 -3 ) سورة الصف ] .
• فيا أيها الذي تعبد الله _تعالى_ بغير ما شرع الرسول _صلى الله عليه وسلم_، وقام لنصرة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ :زادك الله غيرة وغضباً لله تعالى، ولرسوله _صلى الله عليه وسلم_ . ولكن اعلم أن الذي قمت لنصرته هو القائل • "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" [البخاري:2697] وعليه فإن أي ابتداع في الدين، سواء كان ذلك في الأقوال أو الأعمال لمما يؤذي نبينا محمداً _صلى الله عليه وسلم_ ويسيء إليه. فاحذر أن تكون ممن يدعي محبة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وهو في نفس الوقت يؤذيه و يعصيه؛ فإن هذا يقدح في صدق المحبة والإتباع , ويتناقض مع نصرته ونصرة سنته. وأشنع من هذا من يدعي محبة الرسول _صلى الله عليه وسلم_ ونصرته ثم هو يقع في الشرك الأكبر ويدعوه أو يدعو علياً والحسين وغيرهم من الأولياء من دون الله . أو يؤذي رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ بسب أزواجه أو أصحابه فإن كل ذلك يدل على كذب أولئك المدعين .
• ويا أرباب البيوت والأسر الذين قمتم لنصرة الرسول _صلى الله عليه وسلم_.إن هذا منكم لعمل طيب مشكور؛ ولكن تفقدوا أنفسكم فلعل عندكم وفي بيوتكم وبين أهليكم ما يغضب الله _عز وجل_ ورسوله _صلى الله عليه وسلم_ من آلات اللهو، وقنوات الإفساد ومجلات اللهو والمجون. فإن كان كذلك فاعلموا أن إصراركم عليها واستمراءكم لها لمما يسيء إلى الرسول ويؤذيه، ويتناقض مع صدق محبته. إذ أن صدق المحبة له تقتضي طاعته و اتباعه؛ لأن المحب لمن يحب مطيع.

• ويا أيها التاجر الذي أنعم الله _تعالى_ عليه بالمال والتجارة. إنه لعمل شريف، وكرم نبيل أن تهب لنصرة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وتهجر وتقاطع منتجات القوم الكفرة الذين أساءوا إلى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وآذوه، ولكن تفقد نفسك ومالك عسى أن لا تكون ممن يستمرئ الربا في تنمية أمواله، أو ممن يقع في البيوع المحرمة، أو يبيع السلع المحرمة التي تضر بأخلاق المسلمين وأعراضهم وعقولهم . فإن كنت كذلك فحاسب نفسك وراجع صدق محبتك للرسول _صلى الله عليه وسلم_ الذي قمت لنصرته .ألا تعلم أنك بأكلك الربا تعد محارباً لله تعالى ولرسوله _صلى الله عليه وسلم_، وصدق القيام لنصرته قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ"] (279),(278)سورة البقرة[ ألا تعلم أن الأولى بالمقاطعة والهجر هو هجر ما حرم الله _عز وجل_ من الربا والبيوع المحرمة والسلع المحرمة التي قد استمرأها الكثير من التجار؟ قال الرسول _صلى الله عليه وسلم_ "المهاجر من هجر ما نهى الله عنه"[البخاري :10] . ولا يعني هذا التهوين من مقاطعة منتجات القوم بل أرى الصمود في ذلك، ولكن أردت التنبيه إلى ضرورة تخليص حياتنا من هذه الازدواجية، وعدم المصداقية.

• ويا أيها القائمون على المؤسسات الإعلامية من صحافة؛ وإذاعات وتلفا، وقنوات فضائيه في بلدان المسلمين. إنه لعمل مشكور هذا الذي تشاركون به في حملة الانتصار لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ . ولكن ألا يعلم بعضكم أنه يعيش حاله من التناقض، إن لم يكن ضرباً من النفاق، وذلك عندما يدعي محبة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ونصرته ممن أساء إليه من الكفرة، ثم هو في نفس الوقت يبث في صحيفته أو إذاعته أو تلفازه أو قناته الفضائية ما يسيء إلى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ويؤذيه، وذلك مما حرم الله عز وجل وحرمه رسوله _صلى الله عليه وسلم_ من إشاعة الفاحشة، وتحسين الرذيلة، وبث الشبهات، والشهوات، و النيل من أولياء الله عز وجل وأولياء رسوله _صلى الله عليه وسلم_ والاستهزاء بهم وبسمتهم وهديهم وعقيدتهم والله _عز وجل_ يقول: "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب"[البخاري:11/292] فكيف تعرضون أنفسكم لحرب الله عز وجل وأنتم تدعون نصرة نبيه _صلى الله عليه وسلم_ والذب عنه . إن الذب عن نبينا _صلى الله عليه وسلم_ انما تكون بالتزام سنته، والذب عنها والتوبة من كل ما يقدح فيها، والتزام طاعته _صلى الله عليه وسلم_ والصدق في محبته , وإلا كان هذا الانتصار مجرد ادعاء، ومفاخرة ونفاق _نعوذ بالله من ذلك_.

• ويا أصحاب الحل والعقد في بدان المسلمين إن أمانتكم لثقيلة فالحكم والتحاكم بأيديكم , والإعلام و الاقتصاد بأيديكم ،والتربية والتعليم بأيديكم، وحماية أمن المجتمع، وحماية الثغور بأيديكم فما أعظم أمانتكم ومسؤوليتكم أمام ربكم عز وجل وأمام أمتكم , فهل تعلمون أن من رفض منكم الحكم بما أنزل الله _عز وجل_ وأستحل ما حرم الله _عز وجل_ إنما هو من أعظم المسيئين إلى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ والمناوئين له؟ وأن من أقام اقتصاده على الربا والمعاملات المصرفية المحرمة إنما هو من المؤذين والمحاربين لله _عز وجل_، ولرسوله _صلى الله عليه وسلم_ ؟ وأن من مكن لأهل الشر والإفساد والشبهات والشهوات في إعلام الأمة ليفسدوا عقائد الناس وعقولهم وأعراضهم إنما هو من أشد المؤذين والمبغضين لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ . وأن من تولى الكفرة و وادهم وقربهم من دون المؤمنين فهو من المحادين لله تعالى ولرسوله _صلى الله عليه وسلم_ ؟ إذا علمنا جميعاً هذه المسلمات , وعلمنا أن هذه الممارسات المسيئة لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ موجودة في أكثر بلدان المسلمين اليوم فما قيمة أن يقوم بعض حكام هذه البلدان بإظهار الشجب والغضب لمن أساء إلى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ في أعلام الغرب الكافر، وهم من أعظم المسيئين إليه _عليه الصلاة والسلام_، برفض شرعه و موادة أعدائه؟ إن هذا لعمر الله لهوا التناقض والنفاق والتدليس والتلبيس,إذ أن من كان صادقاً في حبه لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وصادقاً في غضبه وانتصاره ممن أساء إليه يكون من أول المتبعين لسنته _صلى الله عليه وسلم_ وشريعته لا من الرافضين والمناوئين لها !!

وفي ختام هذه الوصية أرجو أن لا يفهم من كلامي أني أهون من هذه الحملة القوية لنصرة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، والدفاع عن عرضه الشريف أو أني أدعو إلى تأجيلها حتى تصلح أحوالنا حكاماً ومحكومين . كلا بل إني أدعو إلى مزيد من هذا الانتصار والمقاطعة والتعاون في ذلك كما هو الحاصل الآن والحمد لله رب العالمين، ولكنني أردت أيضاً الالتفات إلى أحوالنا وتفقد إيماننا، وصدقنا في محبتنا لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_، والانتصار له، بأن نبرهن على ذلك بطاعته عليه الصلاة والسلام واتباعنا لشريعته والذب عنها والاستسلام لها باطناً وظاهراً قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" (208) سورة البقرة. وقال تعالى: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا" (36) سورة الأحزاب . وقال تعالى: "فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا"[ (65) سورة النساء] .

الوصية الثالثة:
إن ما حصل من إساءة إلى الرسول _صلى الله عليه وسلم_ في الإعلام الدنماركي، والنرويجي جرم عظيم ينم عن حقد متأصل في قلوب القوم ,ولكن ينبغي أن لا تنسينا مدافعة هؤلاء القوم من هو أشد منهم خبثاً وحقداً وضرراً على المسلمين، ألا وهي طاغية العصر أمريكا حيث جمعت الشر كله، فوقعت فيما وقع فيه هؤلاء من الإساءة إلى نبينا محمد _صلى الله عليه وسلم_، و إهانة كتاب ربنا سبحانه وتنجيسه وتمزيقه على مرأى من العالم، وزادت على القوم بقتل أهلنا ونسائنا وأطفالنا في أفغانستان والعراق وفلسطين، وسامت الدعاة والمجاهدين سوء العذاب في أبي غريب وأفغانستان، وسجونها السرية في الغرب والشرق، فيجب أن يكون لها الحظ الأكبر من البراءة والانتصار منها لربنا _عز وجل_ ولكتابه سبحانه ولرسوله _صلى الله عليه وسلم_، وأن ننبه الناس في هذه الحملة الميمونة إلى هذا العدو الأكبر وأنه يجب أن يكون في حقه من إظهار العداوة له والبراءة منه ومقطاعته كما كان في حق الدنمارك بل أكثر وأشد .

وأتوجه بهذه المناسبة إلى المنادين بمصطلح (نحن والآخر) والمطالبين بالتسامح مع الآخر الكافر وعدم إظهار الكراهية له، لأقول لهم : هذا هو الأخر الذي تطلبون وده وتتحرجون من تسميته بالكافر . إنه يرفض ودكم، ويعلن كراهيته لديننا ونبينا، وكتاب ربنا سبحانه فماذا أنتم قائلون؟! وهذا من عدونا غيض من فيض وصدق ربنا سبحانه إذ يقول في وصفهم "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ" [(118) سورة آل عمران] .

الوصية الرابعة: إن من علامة صدق النصرة لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أن لا نفرق في بغضنا وغضبتنا بين جنس وآخر ممن آذى نبينا _عليه الصلاة والسلام_، وأساء إليه أو إلى دين الإسلام؛ بل يجب أن تكون غضبتنا لله تعالى وتكون عداوتنا لكل من أساء إلى ربنا أو ديننا أو نبينا _صلى الله عليه وسلم_ من أي جنس كان ولو كان من بني جلدتنا ويتكلم بألسنتنا . كما هو الحاصل من بعض كتاب الصحافة، والرواية، وشعراء الحداثة، والذين يلمحون تارة ويصرحون تارة أخرى بالنيل من أحكام ديننا وعقيدتنا، وإيذاء نبينا _صلى الله عليه وسلم_، بل وصل أذاهم وسبهم للذات الإلهية العلية تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا. فأين غضبتنا على هؤلاء، وأين الذين ينتصرون لله تعالى، ودينه، ورسوله _صلى الله عليه وسلم_ من فضح هؤلاء والمطالبة باقامة حكم الله فيهم ليكونوا عبرة لغيرهم ؟ إن الانتصار من هؤلاء لا يقل شأناً من الانتصار ممن سب ديننا ونبينا محمد _صلى الله عليه وسلم_ في دول الغرب الكافر يقول الله _عز وجل_ "لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"[ (22) سورة المجادلة] .

الوصية الخامسة:
يقول الله _عز وجل_ : "وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً" [(36) سورة الإسراء]. يقول الإمام أبن كثير _رحمه الله تعالى_ عند هذه الآية بعد أن ذكر أقوال أهل العلم: "ومضمون ما ذكروه أن الله تعالى نهى عن القول بلا علم .بل بالظن الذي هو التوهم والخيال، كما قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ " [(12) سورة الحجرات ]. وفي الحديث "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث" وفي سنن أبي داود "بئس مطية الرجل زعموا".... وقوله: "كل أولئك" أي هذه الصفات من السمع والبصر والفؤاد "كان عنه مسؤولا" أي سيسأل العبد عنها يوم القيامة وتسأل عنه وعما عمل فيها ) أ.هـ .
وفي ضوء هذه الآية الكريمة وما ورد في معناها نخرج بمنهج عادل وقويم في التعامل مع الأحداث، والمواقف ينصحنا الله عز وجل به، حتى لا تزل الأقدام، وتضل الأفهام، وحتى لا يقع المسلم في عاقبة تهوره وعجلته. وذلك بأن لا ينساق وراء عاطفته، وحماسته الفائرة دون علم وتثبت مما رأى أو سمع فيقول بلا علم أو يتخذ موقفاً دون تثبت وتروي.


إن المسلم المستسلم لشريعة ربه سبحانه محكوم في جميع أقواله ومواقفه وحبه وبغضه، ورضاه وسخطه بما جاء في الكتاب والسنة من الميزان العدل، والقسطاس المستقيم. فإن لم يضبط المسلم عاطفته وحماسه بالعلم الشرعي والعقل والتروي فإن حماسته هذه قد تجره إلى أمور قد يندم على عجلته فيها.
والمقصود هنا التحذير من العجلة، والجور في الأحكام، والمواقف خاصة عندما تكثر الشائعات ويخوض فيها الخائضون بلا علم أو عدل. بل لابد من التثبت ومشاورة أهل العلم والشرع وأهل الفهم بالواقع.
ومن أمثلة هذه المواقف المتسرعة في هذا الحدث مما تناقلته بعض المطويات ورسائل الجوال من وجوب المقاطعة لبضائع كثيرة بعضها ليست من منتجات القوم المقصودين بالمقاطعة , ومن ذلك التسرع في الحكم على من لم يقاطع بأنه آثم لا يحب رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وكما جاء في قول القائل (قاطع من لم يقاطع ). ومن ذلك الإكثار من الرؤى و المنامات , والاستناد عليها في تصحيح موقف ما أو تخطئته.

وبعد: فهذا ما يسره الله _عز وجل_ من هذه الوصايا التي أخص بها نفسي وإخواني المسلمين في كل مكان؛ مع التأكيد على ضرورة الصمود و المصابرة في البراءة من القوم، ومقاطعة منتجاتهم فما كان في هذه الوصايا من صواب فمن الله _عز وجل_ فهو المان بذلك. وما كان فيها من خطأ فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله _عز وجل_ وأتوب إليه والحمد لله رب العالمين.















رد مع اقتباس
غير مقروء 23-Mar-2006, 10:14 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
غشام نجد
مشرف سابق
إحصائية العضو







غشام نجد غير متواجد حالياً

افتراضي الأ رسول الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على خير عباد الله
اخوتي هذا الموضوع أجدة خير موضوع شاركت به في موقع عتيبة الهيلاء وهو لنصرة خير من أشرقت عليه الشمس وغربت0
عندما بدت الحملة الشعبية من قبل شعوب ألامه الاسلاميه لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 0
أعادت للنظار المظاهرات التى تقوم بها الجماهير الاسلاميه
ضد الحرب الاسرائيليه على فلسطين واغتصاب المسجد الأقصى
وإحراقه الذي أشعل فتيل ألازمه على الصعيدين العربي والإسلامي
حتى ان الشعوب اتحد في التنديد والمظاهرات 0
والاننساء المظاهرات لمقتل محمد الدرة التى جمعت الشعوب صف واحد واستمرت المظاهرات في جميع إنحاء العالم الإسلامي 0
ثم ضد حرب افعانستان واجتياح العراق 0
لكن مع احترامي لما يقوم به المسلمين وانأ واحد منهم إننا نتظاهر وحكوماتنا تستنكر ثم ننخمد ولو بعد حين وكن شي لم يكن ثم ننشغل بالدنياء0
الحملة لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم لفتت أنظار العالم واشغلت السياسيون حتى ان الغرب خاف من العواقب الوخيمة لهذه الحملة التى اتحدت فيها الشعوب الاسلاميه يجمعهم دين واحد ومشاعر واحدة 0
عندما تتحرك الشعوب يصعب السيطرة عليها والشعوب الاسلاميه لم تتحرك من قبل كما تحركت لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم كما انها اتحدت في كلمتها ونشر السيرة النبوية بجميع اللغات واسلم جمع غفير بسبب هذه في أنحا متفرقة من العالم 0
اخوتي في عتيبه الهيلاء
لم أجد المشاركة التي ينظر على انها من المشاركات الفعالة لنصرة الرسول في هذا الصرح الشامخ مقارنه بالمواقع الاخري رغم مايوجد فيها من فجور وفسق تجدها خصصت منتداء لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم وشارك فيه الجميع من مشرفين واعضاء ولازالوا مستمرين
وهي اغلب المواقع العربية والاسلاميه وبجميع اللغات 0
موقع مثل عتيبه الهيلاءتجاوزالاعضاء فيه تسعه الإلف عضوا رقم كبير في لغة النت لكن تخصيص رابط لنصرة الرسول ومشاركت الجميع لم تتم لنصرة الرسول بالشكل الذي يليق بهذا الموقع وهذة القبيلة الاسلاميه السنيه العريقه قبيلة قادةالاخوان مجددين التوحيد مع الموحد الملك عبد العزيز ال سعود0 رحمهم الله جميعا0
قلت هذا الكلام لننا توقفنا عن الكلام عن الرسول صلى الله عليه وسلم
ونشغلنا بالشعر والمحورات ونقل موضيع ما انزل الله بها من سلطان 0

اشكر الأخوة الأعزاء مراة أخرى لمشاركتهم في هذا الموضوع ومرورهم المشرف
اشكر الأخ المشرف: ابو ضيف الله
على متابعته الجيدة هذا الموضوع ومشاركاته المستمرة وجزاة الله خير الجزى وكتب له الأجر في ميزان حسناته واشكره على تثبيت الموضوع الذي يدل عد زواره على قيمته واختيارة الصائب للتثبيت 0

كما اشكرالاخوة:
mohsen3040
خيال الهيلاء الذى له عدة مشاركات مشرفه لنصرت الرسول صلى الله عليه وسلم
المرشدي المشرف المراقب
فلان 999
ابن حيلان
وليد الزراقي
ابو مشاري
جهبذاوي
روق والسماء فوق
سند الخوي صاحب المشاركه الاولى في الموقع وتعادل الف مشاركه عندي وياليته يستمر معناء


هكذا كان صلى الله عليه وسلم

* كان آخر كلام النبي صلى الله عليه وسلم : " الصلاة الصلاة ، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم "

* كان أبغض الخلق إليه الكذب

* كان أحب العمل إليه مادووم عليه وإن قل

* كان أحسن الناس ، وأجود الناس ، وأشجع الناس

* كان أخف الناس صلاة على الناس ، وأطول الناس صلاة لنفسه

* كان إذا أخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن

* كان إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض

* كان إذا أراد أن ينام وهو جُنُب غسل فرجه وتوضأ وضوءه للصلاة

* كان إذا جاءه أمر يسر به خر ساجدا شكرا لله تعالى

* كان إذا خاف قوما قال : اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم

* كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك

* كان إذا دخل على مريض يعوده قال : لا بأس طهور إن شاء الله

* كان إذا رأى ما يحب قال : الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وإذا رأى مايكره قال : الحمد لله على كل حال

* كان إذا دعا بدأ بنفسه

* كان إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن

* كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال : استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل

* كان إذا مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات

* كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده

* كان أرحم الناس بالصبيان والعيال

* كان أشد حياء من العذراء في خدرها

* كان أكثر دعوة يدعو بها ( ربنا ءاتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )

* كان طويل الصمت قليل الضحك

* كان لايدع قيام الليل وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدا

* كان لايدع صوم أيام البيض في سفر ولا حضر

* كان لاينام إلا والسواك عند رأسه فإذا استيقظ بدأ بالسواك

* كان لا ينام حتى يقرأ ( الم ، تنزيل ) السجدة و ( تبارك الذي بيده الملك )

* كان يأكل بثلاث أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها

* كان يحب التيامن ما استطاع في طهوره وتنعله وترجله وفي شأنه كله

* كان يذكر الله تعالى على كل أحيانه

* كان يصلي الضحى أربعا ويزيد ماشاء الله

* كان يقبل الهدية ويثيب عليها

* كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم

* كان يتحرى صيام الأثنين والخميس

وبعد هذا أسألك سؤال فأقول : هل تحب نبيك صلى الله عليه وسلم ؟ لا شك أنك ستقول : نعم ، بكل قوة وبدون تردد
إذا فلماذا لا تهتدي بهديه وتستن بسنته وتطيعه ولا تعصيه ، حتى تكون من أهل سنته





http://www.islamweb.net/flash/rasol.htm

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=50266

فلاش عن المنتجات الدنمركيه ونصرة الرسول
http://www.anashed.net/flash/rasool.swf


قلـوبٌ ردَّدتْ وشـفـاه ============== نُحبُـك يـا حبيـب الله
ونهوى ذكـرَك الباقـي ============== و ليس يُلامُ مـن يهـواه
ألا يا خير مـن وطِئـتْ ============== و من تطَأُ الثرى قدمـاه
فداك أبـي و أمـي بـلْ ============== و نفسي يـا رسـول الله
نعم ... أنت الذي تَبِعـتْ ============== قلوبُ المسلميـن خُطـاه
و قلـبٌ أنـت قـدوتُـه ============== ظلامُ الليلِ لـنْ يغشـاه
دليلٌ المؤمـنِ السـاري ============== إذا ما تاهَ فـي مسـراه
تقـيٌ مـا رأيـتُ ولـنْ ============== أرى في الناسِ مثل تُقـاه
نقـيٌ طاهـرٌ تَعِـبـتْ ============== حروفُ الوصفِ في معناه
و رَغم عِنادها عجِـزتْ ============== سطوري عن بلوغِ مـداه
أتتْ بالحـبِ أشعـاري ============== تُـردِّدُ للدُنـا ذكــراه
يداعبهـا الحنيـنُ لــهُ ============== و شـوقٌ عـارمٌ لـرؤاه
حبيبٌ ليـس فـي قلبـي ============== حبيبٌ في الورى سـاواه
يغارُ النجـمُ منـه و لـمْ ============== يجارِ سنا النجومِ سنـاه
غـدا بالديـنِ و العلـمِ ============== كنورِ البدرِ فـي عليـاه
بـهِ خُـتِـمَ النبيـونـا ============== و تمَّ الدينُ فـي مسعـاه
و بـالإسـلامِ أرسـلـه ============== إلهـي رحمـةً مُـهـداه
إذا ذكــروه أزجيـنـا ============== سلاما نحـوهُ و صـلاه
لـه حبـي و لـو أنـي ============== بدنيا النـاسِ لـم ألقـاه
فِـداه الـروحُ راضيـةً ============== و كـلُّ المسلميـن فـداه
قصيده تحوي جميع المنتجات الدانمركيه للمقاطعه 0



هذه أقل مساهمة أقدمها لنصرة رسولنا صلى الله عليه وسلم ..

جمعتها بمجهود شخصي وأتمنى من يعرف منتج دانمركي أن يراسلني ..

لو أتحد المسلمون وقاطعنا هذه المنتجات لركعت الدانمارك ..

لنقاطع فنحن أمة المليار ولو قاطعنا بقلب واحد لظهرت النتائح ..

أضغط هنا و ارسل اي منتج دانمركي او اسم شركة وسنضعها إن شاء الله

قائمة مبدئه وبالصور لمنتجات دانمركية يجب أن تتم مقاطعتها..

وبعد أن كنت أظن أن سلاح المقاطعة غير مجدي للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم , تبين لي أن على المسلم أن يعمل مهما كان كلن ومقدرته لنصرة نبيه الكريم ..

ولعلي قبل أن أبدا بعرض المنتجات أعرض لكم هذه القصة :

اليوم في سوق كبير صادفت رجل كبير في السن وقد حمل بعض الأغراض والأكياس رأيت من بينها " زبدة لورباك " ينتظر دوره عند المحاسب , فقلت له : لم يا عم تشتري هذه الزبدة , فقال طلبها لعيالي مني فاليوم العشاء " جريش " ونحن معتادين عليها وسألني عن السبب , فأخبرته بأسلوب مبسط قصة تعرض النبي صلى الله عليه وسلم للسخرية والاستهزاء وتناول عرضه صلوات الله عليه وسلامه , وانه من واجبنا أن نقاطع كل منتج يساعد اقتصاد أولئك , ولم أنتهي من حديثي إلا والرجل يفرغ الأكياس من هذا الصنف وهو يدعو عليهم شر دعاء . يقول : يابني أنا لي خمسة وخمسين سنه أصلي من أجل الله ومن أجل لقاء الحبيب صلى الله عليه وسلم في الجنة .. أبيع الرسول بزبدة بقيمة ريالين !! تركته بعدها وهو يهم بالرجوع لشراء صنف أخر ..

هذا واجبنا أيها الأحبة أن نخبر كل من نصادف بما يحاك ضد ديننا وضد رسولنا صلى الله عليه وسلم لأنه ليس الجميع يقرأ الصحف ولا يطالع الإنترنت ..



المنتجات والشركات الدانمركية التي ينبغي مقاطعتها ونرجو من الأخوة المشاركة بإرسال اي منتج في الأسواق حتى نضيفه للقائمة..



أولا : مقاطعة رجال الأعمال وأصحاب الشركات..

1-أجهزة تصنيع ومعالجة مزارع الأبقار في المملكة كلها تستورد أجهزة ومعدات من الدانمرك.

2- الشركات المساهمة أو من تدخل مع شركات كشريك مثل الشركة الكيميائية السعودية التي تشارك مع شركات دانمركية في مجال الأدوية وغيرها .. وليت الأخوة المساهمون أن يبادروا بسحب أسهمهم وبيعها من هذه الشركة .

3- شركات الأدوية مثل شركة Lundbeck الدنماركية،المختصة بأدوية الأكتئاب ومعالجة الأمراض النفسية.

4- على جميع أصحاب الأسواق الكبيرة والبقالات الصغيرة عدم عرض أي منتج دانمركي فالبديل والحمد لله موجود.

5- عدم التعامل مع شركات الالبان الدانمركية كــ شركة البان الكويتية الدانمركية .

ثانيا : المقاطعة الفردية الواجبة على كل مسلم ..

1-ـحليب نيدو.

2-حليب أنكور.

3-زبدة لور باك.

4-جبنة البقرات الثلاث.

5-جبنة الدنماركية البيضاء.

6- جبنة الموزاريلا.

7-جبنة بوك.



8- جميع منتجات مخابز وشركة صوفي دى فرانس لصنع الفطائر والمعجنات الدانمركية



ثالثا : مقاطعة الأندية الرياضية..

يجب على القائمين على الأندية الرياضية المساهمة الفعالة بنصرة الحبيب المصطفى وذلك بعدة طرق منها

1- إيقاف استقدام المدربين لمختلف الألعاب من الدانمرك .

2- إيقاف استقدام ألاعبين الأجانب من هذه الدولة .

3- إيقاف استقدام المدلكين والأطباء خصوصا أن أكثر الأندية تستعين بأخصائيين علاج طبيعي من الدانمرك

4- عدم أجراء أي لقاءات ودية مع الأندية الدنمركية في كافة الألعاب .

إن لم تقاطع الأندية جلب المدربين والمدلكين من الدانمرك

فهي دعوة للجمهور الرياضي بمقاطعة المدرجات حتى يشعر مسئولي الأندية بعظم الجرم .

رابعا : المقاطعة النسائية أدوات عطور وتجميل ونحوها ..

منتجات شركة بيزون وهي شركة دانمركية مشهورة في عالم التجميل

صور لبعض المنتجات ..

العطور ..



بعض أدويات المكياج ..

" دعوة للفتيات لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم شراء اي منتج من هذه الشركة."



جل للشعر ..



كريم وصابون تفتيح بشرة



رغوة وشامبو ..



عناية بالقدم .. قاطع .. قاطع ... ودس بقدمك على من لايحترم نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ..




صابون وكريمات تفتيح البشرة ..





مزيل العرق ..



مبرد للقدم : لاحظ شعار واسم الشركة عليه ..



سبراي بخاخ ..




جل للشعر ..





ملمع شفاه شازاد



أخي، أيهـــا العربيُّ الأبيُّ



أرى اليوم موعدنا لا الغـدا

أخي، أقبل الشرقُ في أمــةٍ



تردُّ الضلال وتُحيي الهُـدى


رسالتي الأخيرة لمن أضاع دينه وصلاته أو وقته بمتابعة قنوات الفساد الفضائي

والإستماع إلى الأغاني والمجون ..

أما حان الوقت لتفيق !!!!

نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يستهزأ به ويسخر منه وأنت في لهو وطغيان..

أقسم بالله أننا جميعنا سنسال عن تقصيرنا وتخاذلنا في مثل هذه المواقف ..

ولنتذكر الآيه التي كانت سبباً في شيب لحية ورأس الرسول صلى الله عليه وسلم ..

الرسول لم يصبه الشيب بكبر سن أو بتتابع الأيام ..

شاب في ليلة واحدة بعد نزول آيه من القرآن الكريم ..

لقد ظهر الشيب في راس ولحية الرسول في ليلة واحدة فجأة بسبب يذكره لنا الرسول في هذا الحديث " شيبتني هود وأخوتها قبل المشيب " ظهر الشيب في رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما نزلت عليه هذه الآيه من سورة هود " فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" , قال له أصحابه " يا رسول الله قد شاب رأسك في ليله ، قال: شيبتني هود وأخواتها " أي سورة هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت.


بأبي أنت وامي يارسول الله ..

كل مسلم على ثغر ..


ما أطيبك حياً ...

وما اطيبك ميتا ..

وصدق رسولنا الكريم-عليه الصلاة والسلام- حينما قال : "توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت"
















رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »10:56 AM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي