اختيار تصميم الجوال
|
|
|
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
27-Mar-2003, 09:41 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
النوري بن شعلان وليلة الاعدام
يزخـر تراثنا الشعري بشعراء لم يبلغوا الشهرة التي يستحقونها في هذا المجال لأنهم عرفـوا بميزات أخرى حجبت عنهم الشهرة الأدبية ، وشاعرنا هذا كان شيخاً وزعيمـاً كبيراً ، وأميراً وذا شخصية قوية في البادية :
ذلك هو { النوري بن هزاع بن نايف بن عبدالله بن منيف الشعلان } شيخ الرولة من عنزة وتمتـد حياته ما بين [ 1267-1361هـ ] ، وقد قضى هذا الشيخ أربعاً وثمانين سنة في قيادة الرولة حافلة بأعمال وأحداث كثيرة عاصر خلالها أربعة عهود في بلاد الشـام هي على التوالي : [ العثمانية – الهاشمية – الفرنسية – السورية المستقلـة ] ، وكـانت علاقته بالحكومات بشكل عام تتصف بالود والمسالمة فقد كان ينأى بالرولة عن أتون الحرب مع هذه الدول. ينتمي الأمير نوري بن هزاع بن نايف بن عبدالله بن منيف الشعلان إلى عشيرة الرولة ، من قبيلة عنزة النجدية ، من ضنا مسلم وبطن الجلاس . ولأسرة الشعلان تاريخ كبير وعريق في شئون البادية ومضاربها ووقوفهم إلى جانب القضايا العربية ، ويعود أصولهم على منطقة نجد في المملكة العربية السعودية التي هاجروها في بداية القرن الثامن عشر ميلادي أثر قحط نجد ، وتوجهوا شمالاً حتى وصلوا مناطق الجوف والقريات وما حولها وكذلك منطقة المثلث المعروفة بسلطتهم تاريخياً ، وعبروا بعد ذلك وادي السرحان بعد حرب ضروس مع القبائل الشامية والنجدية المتوجهة إلى بادية الشام لنفس السبب ، واستطاعوا التقدم حتى مناطق درعا وشرق البادية السورية مروراً بمناطق دمشق ومنها بلدة عدرا وصولاً إلى سهول حمص والقريتين وحسية والفركلس ومزارع البصيري ، علماً بأن الأمير نواف ابن الأمير نوري كان قد بنى قلعة حكم في كاف شرق قريات الملح وبدأ يمارس سلطة الحكم منها على تلك المنطقة ، وذلك في بداية القرن العشرين . هذا وقد تقلد الأمير نوري رئاسة الرولة سنة 1894م ، وبدأ عهد جديد لهذه العشيرة الكبيرة بقيادة هذا الأمير الشجاع الحكيم في الشئون العامة . ويقول الكاتب أحمد وصفي زكريا في كتابه عشائر الشام ص375: (( إن الأمير نوري قد رافق أهم الوقائع التي مرت بها ببلاد الشام خلال نصف قرن أو نحوه في عهد السلطان عبدالحميد والسلطان رشاد والاتحاديين ، وسامي باشا الفاروقي ، وجمال باشا قائد الجيش الرابع والملك فيصل بن الحسين ، وعهد الجنرال غورو ، ولما اشتعلت الثورة الشامية الكبرى سنة 1925م ، وما بعدها أبرق النوري إلى المفوض السامي الفرنسي يستنكر هذه الثورة ويعرض ولاءه ومعاونته – تقديم البشير لسنة 1929م ص183 - ، وقد ظل على هذا الولاء طيلة الانتداب الفرنسي . وقد وصف الصحفي عبدالله ماجد الكريدية في مقالته عن البادية في مجلة مساس سنة 1932م ما ملخصه : الأمير نوري سلطان البادية ورائدها دون منازع طوال فترة حياته ، حيث كان يتمتع بشخصية قوية مميزة وذات نفوذ وسلطان على أركانها . ويضيف : كان إذ همس نوري في عدرا تحركت له مضارب الجوف جنوباً مروراً بوادي السرحان وقريات الملح وحوران حتى القريتين وحيسة شمالاً . وأضاف : كنت قد اجتمعت مع الأمير نوري في بيروت وزرته في مضاربه في البادية لأكثر من مرة ، وكذلك في قصره الكبير في دمشق حيث كنت موفداً من قبل الآغا كريدية حاملاً رسالة إليه وكنت في كل زيارة اكتشفت قوة الأمير نوري هذا الرجل الكريم بأخلاقه ، الكبير برجولته وهيبته السموحة وفي إحدى الاجتماعات معه وكان متواجداً ، صدفة ، شيخ قبيلة بني صخر ، اعتقد الشيخ سطام ... أو الشيخ مثقال الفائز ، وشيخ قبيلة الموالي الأبوريشة ، والشيخ بدر بن فندي الملحم ، والشيخ محمد بن تركي الدهامشة العمارات ، وشيخ الأشاجعة جاسم المعجل والسوالمة عارف بن جندل ، وبعد السؤال عن أوضاع الساحل وبيروت قال لي الأمير نوري : طمئن الآغا بأن قوافل لبيارتة إلى الديار المقدسة ستكون بأمان وبحراستنا إن شاء الله في طرق البادية . فقلت له : تقصد القوافل الساحلية لا البيروتية فقط يا أمير . فقال : أقصد ما يراه زعيمكم . سلم عليه كبير وقل له دعوة الأمير نوري قائمة دائماً له . فقلت: ودعوته لكم إلى بيروت كذلك يا أبا خفاجي . هذا وقد استطاع الأمير نوري أن يصمد في وجه التحالف التركي الألماني في بادية الشام ، وتم اعتقاله من قبل السلطات التركية ، وقد قام المستشرق لويس موزل ، المعروف بالشيخ موسى الرويلي التشيكي الأصل ، بالتوسط لدى السلطات الألمانية التركية لفك أسره حين قال لي رجل مسن من الرولة ، عاش تلك الأيام أن الأمير نوري استطاع الهروب من المعتقل وتوجه إلى الصحراء في منطقة الجوف بعد أن حُكم عليه بالإعدام من قبل السلطات التركية . وبعد هذه الحادثة وقف الأمير نوري مع الثورة العربية الكبرى بجهد أكبر ، ودخل مع الملك فيصل ألول دمشق على رأس خيالة كثيرة من الرولة واستحق على ذلك الموقف المنح والرواتب المالية الوفيرة من الملك ، كما تعهد الأمير نوري وعمل على تأمين طرق البادية أمام القوافل التجارية والحجيج ، وكان ذلك من أهم إنجازاته الاجتماعية في ذلك الوقت لعدم وجود وسائل مواصلات حديثة ، وكان أهل المدن بحاجة ماسة لتأمين طرق البادية أمام القوافل البرية . ومن مواقف الأمير نوري الشهيرة موافقته على صلح بادية الشام الكبير بين ضنا عبيد وضنا مسلم والذي عقد في المفوضية الفرنسية العليا في بيروت سنة 1929م ، حيث كان بين الحضور أعيان الشام من بدو وحضر وأغلب فروع عنزة من الفدعان والمهيد والسبعة والحسنة الرولة المحلف والولد علي ، وغيرهم من شيوخ القبائل الشاهدة على الصلح ، أمثال الشيخ طحان النعيمي والجرباء والموالي والعبد القادر والفائز ، ومن العاصمة بيروت ابن الآغا الكريدية وعبدالله بيهم وناجي سرسق وغيرهم من أعيان المدن الشامية ، علماً بأن ذلك الصلح يصب في خانة تأمين طرق البادية . ومن طريف ما يذكر هنا أن القائد التركي سامي باشا أصدر قراراً بإعدام النوري ، وفي ليلة التنفيذ قُتل سامي باشـا وألغى القائد الذي جاء بعده قرار الإعدام وأفرج عن النوري الذي قال : الحمد للي قتل " سامي " ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،الربّ ما احسن تدابيــره أمسيت والموت قدّامــــي ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وأصبحت في نازخ الديره أصدر على القوم بإعدامي ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وذبح ، وصارت لنا خيــره ولما احتل الفرنسيون سورية لم يصطدم معهـم النـوري ، وسيطر على الرولة وحافظ على حياتهم من ويلات الحرب ، فمنحـه الفرنسيون بيتاً قرب الصالحية في دمشق فرممه وطوره حتى تكامل حوله حي كامل في دمشق ما يزال يعرف حتى اليوم بـ " حي الشعلان " فجمع بين حياة البادية والسكن في المدن وحياة السياسة والبرلمانات التي دخلها نائباً عدة مرات . وهناك في دمشق توفي النـوري رحمـه الله في يوليو من سنة 1942م ، واجتمعت دمشق كلهــا لتشييـع جنازته حيث نقل إلى قرية " عذرا " في ضواحي دمشق وورى جسده التراب هناك . كان النوري ذا هيئة مهيبة فلا يرى إلا وهو ملثم الوجه حتى عينيه إلا أنه في ساعات أنسه جميل الحـديث محب للدعابة ، ويقرض الشعر النبطي وله قصائد في شرح معاناته مع الحياة وجهوده الشاقة الطويلة ، ولا ترتاح نفسه إلا عندما كان يرى النار مشتعلــة وحولها دلال القهوة ، ومن قصائده في القهوة : قم سوّ ما يصبغ على الصين يا عيـــد ،،،،،،،،،،،،،،،،،،بدلال ما عنهن سنــا النار طافي واستدن ما يجذب علينـــــــا الملابيد ،،،،،،،،،،،،،،،،،،يكثر علينا " قوّكــــم والعوافــــي " ليا لبّس " المركب " بريش الــهداهيد ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،عدوّنا نودع عظـــامه ســــوافـي ناخذ علي جمع المعـــــــادي ملاكيد ،،،،،،،،،،،،،،،،،ونمشي علي نزل المعادي كشافي ومن القصائد الغزلية التي تنسب للنوري بن شعلان قوله : نطيت أنا المرقاب طالعت واشفيت ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وبيّن لي اللي صنّق من شجرها طرى عليّ صويــــحبي ثـــم ونيـت ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ونّة قصيم الساق ما احدٍ جبرها إن ما تهيّــا مــــن ثمـــانه ترويـــت ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،واعيني اللي ما يبّطل سهـــرها وجدي عليهـا وجد حيٍّ علي ميت ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وقلبي عليها بين الأضلاع يرهــا هذا وقد منح الأمير نوري من الفرنسيين وسام جوقة الشرف من درجة فارس ووسام كوماندور ، بالإضافة إلى مركزه في البرلمان السوري الممثل الدائم لعشيرته ، ومنزلاً فاخراً في منطقة قرب الصالحية في العاصمة السورية عرف فيما بعد بحي الشعلان ، و مضافة الشعلان مازالت قائمة في ذلك الحي حتى الآن ، وقد توفي الأمير نوري سنة 1942م ونقل جثمانه بسيارة عسكرية في مأتم رسمي إلى بلده عدرا حيث مثواه الأخير. تقبلوا تحيات اخوكم العين الحمرا __________________ |
|||
|
|
16-May-2007, 06:31 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
العين الحمراء لك جزيل الشكر على تعريفك بالنوري ابن شعلان الذي قاوم الاستعمار طول حياته
|
|||
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|