إن الفكر العلمانى الذى يدعو إليه الغرب هو فى حقيقتة تعطيل للشريعة ومحو للهوية الدينية، فهم يدعون إلى أن يكون الدين والتدين شئ شخصي وعبادة خاصة يقوم بها من يريد فى المساجد ودور العبادة، من دون أن يكون للدين دور أو رأى فى بقية أنحاء الحياة من قضاء واقتصاد وسياسات وعلاقات اجتماعية، وأن لايكون للدولة الحق فى التوجيه الدينى للرعية أو الإلزام بأي واجب دينى.
والخلافة فى الأرض التى أرادها الله للبشر، وخلقهم ليقوموا بها بعد نزول سيدنا آدم إلى الأرض،هى عكس ما يدعو إليه هؤلاء .
يقول الله تعالى فى سورة البقرة {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة30
فالاستخلاف معناه إقامة منهج الله فى الأرض وتعمير الأرض وفق منهج الله وشرعه الذى هو الخير والمصلحة للبشرية .
أما القوانين الوضعية التى وضعها البشر، فتصيب وتخطئ، وقد تنفع فى زمن ثم تصبح غير ذات فائدة فى زمان أو مكان آخر . أما شرع الله الذى أنزله العليم بأمور البشر المطلع على مصالحهم، الحكيم الذى يضع الحكم فى موضعه، فهو معجزة الله لهذه الأمة .وإعجازه فى أنه صالح لكل زمان ومكان، وحل لكل مشاكل الأمة، بل هو رحمة للعالمين لو استناروا بنوره والتزموا أمره.
آخر تعديل قول وفعل. يوم 08-Jul-2008 في 01:58 PM.