أيها الناس : هل أتاكم حديث غلام صحيفة الوطن الكذاب ؟

[محب المكارم]

أيها الناس : هل أتاكم حديث غلام صحيفة الوطن الكذاب ؟



الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد :

فيروى عن الاصمعي أنه قال : مر أشعب فجعل الصبيان يلعبون به حتى آذوه قال فقال لهم ويحكم سالم بن عبد الله يقسم تمرا فصدقه الصبيان قال فمر الصبيان يعدون إلي دار سالم قال فعدا أشعب معهم وقال ما يدريني والله لعله حق .

حكاية أشعب هذه لاتبعد كثيرا عن حال الأحداث المراهقين في صحفنا , وهي الصحف التي تسنَّم ظهرها الرويبضات , فجعلوا منها خنجرا للطعن في الفضيلة , والتلفيق على رجالها وحماتها .

لم أعجب عند قراءة الخبر المزوَّر الذي طالعتنا به صحيفة الوطن , والذي أعدَّه الحدث عضوان الأحمري , لأن من تابع وقائع اللقاء مع رئيس تحرير تلك الصحيفة , عبر قناة العربية , يدرك أن التلفيق واحتقار القارىء , والاستخفاف بعقله , ومحاولة خداعه , ربما أضحت من لوازم المهنة , وشروط الإجازة للعمل فيها , وإنه

إذا كان رب البيت بالدف ضاربا *** فشيمة أهل الدار كلهم الرقص

ليس غريبا أن يمتنع الراشد في قناة العربية أو كما يسميها كثير من الناس ( العبرية ) تسمية قتلى المعارك , من المدافعين عن مقدساتهم وأعراضهم وأموالهم وأنفسهم وديارهم شهداء , أو أن تسمي صحيفة الوطن أو كما يسميها كثير من الناس ( الوثن ) , من يقوم بواجب الإنكار والمناصحة بالمتشددين .

كما إنه ليس عجيبا أن يمارس الراشد الكذب عيانا , أو أن يختلق مراسل تلك الصحيفة الإفك والبهتان على الأبرياء , بل كيف يكون هذا عجيبا ورئيس تحرير الصحيفة نفسها يقول إن أغلب كتاب صحيفته من الإسلاميين !!! .

أيها الفضلاء :

نشرت صحيفة الوطن اليوم وفي موقعها على الإنترنت خبرا تحت عنوان (هيئة ناصرية الرياض تتبرأ من 12 متشددا حاولوا إيقاف مسرحية في المركز الثقافي ) وهذا رابطه

http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...9199&groupID=0

والمضحك أنه جاء في مقدمة الخبر مانصه " وعلمت "الوطن" أن من بين الـ 12 شخصا محمد بن أحمد الفراج أحد الذين قادوا "تكسير" العرض المسرحي "وسطي بلا وسطية" الذي عرض في جامعة اليمامة عام 2006."

مع أن الشيخ الفاضل محمد بن أحمد الفراج لم يعلم بأمر المسرحية , ولاماصاحبها من أحداث إلا صباح هذا اليوم , كما أنه كان خارج مدينة الرياض حين عرض مسرحية وسطي بلا وسطية في مستنقع اليمامة , وهذا مايؤكد للقارىء الكريم أن تلك الصحف تتعامل بشفافية تامة , وأنها تنطلق من مصداقية لامثيل لها , حتى إنه ليخيَّل لك هل كان مسيلمة الكذاب صحفيا أو إعلاميا ؟ .

أعلم أن هؤلاء الأحداث الذين أوكلت لهم مهمة نقل الأخبار وتحريرها , لايمتلكون من أصول المهنة مايؤهلهم ولا لصياغة خبر في صحيفة مدرسية في هجرة نائية , بَلْهَ أن يقوموا بصياغة أخبار يطَّلع عليها عامة الناس , كما أنهم لايتحلون بأخلاقيات المهنة التي يُفترض أن يتحلى بها الإعلامي النزيه , من الصدق في الحديث والنقل , والتجرد من التشفي والانتقام والتحريش , واحترام القارىء ونقل المعلومة الدقيقة الهادفة له .

وأعلم أن هؤلاء الأحداث لا يعنيهم ماتسببه تلك النقول الكاذبة من مفاسد دنيوية وأخروية , بقدر مايعنيهم البحث عن الشهرة , وتعبئة الفراغ , ولذلك فلامانع لدى أحدهم أن يدفع الرشوة للحصول على مايحقق له نشوة السبق الصحفي , وهذا ماوقع بالفعل لأحد الأحداث في حادثة لاتخفى , وأدين بها وحكم عليه بموجبها في ديوان المظالم بالمنطقة الشرقية , كما إنه لامانع لدى زميله الحدث الآخر عضوان الأحمري أن يكذب ويتحرى الكذب , ويلفق ويفبرك لكي يأتي بمايرى أن فيه إثارة للقارىء , أو زيادة لعدد الزوار للموقع , ولو كان ذلك في البهتان .

أيها الفضلاء :

إن مشكلتنا مع أغيلمة الصحافة هؤلاء , أنهم لم يلتحقوا بدورات تأهيلية , يتم من خلالها تثقيفهم الثقافة الشرعية أولاً , وتربيتهم على مراعاةالحسَّ الوطني ثانياً , الذي يجعلهم يحفظون لأهل الفضل فضلهم , ولأهل المكانة مكانتهم , ويتعاملون مع الأحداث برويَّة وتعقُّل .

بل كل مافي الأمر , أن كثيرا منهم أخذوا هذه المهنة من أشياخ المدرجات الذي أمضوا من أعمارهم ردحا لايفقهون فيه ولايرددون إلا عبارة " عليهم عليهم " , ولاشك أن من كانت هذه ثقافته التي أمضى نصف عمره في ملازمتها , فلن يتخرج من تحت يديه إلا من هو أسوأ منه , وكل إناء بمافيه ينضح .

كم كنت أتمنى أن يقوم رؤساء التحريربالأخذ على أيدي هؤلاء الصبية الذين لافرق بينهم وبين أطفال البلاي ستيشن والأفلام المتحركة , ولكن حين أقرأ في حقيقة الرؤساء أنفسهم , وكيف يتعاملون من متابعي صحفهم , فإني أشعربأن تلك الأمنية كحال من ينشد ماء في سراب .

أنا لا أستبعد أن يخرج علينا أحدهم بعد هذه الكذبة المجلجلة ويقول : إننا نحتفظ بتسجيل مصور يثبت أن فضيلة الشيخ محمد بن أحمد الفراج كان من بين حضور تلك الواقعة , كما أنه كان من ضمن حضور المسرحية التي أقيمت في مستنقع اليمامة , لأن من كذب في الأولى وصدَّق نفسه , فلن يتردد في الكذب في الثانية ويصدِّق نفسه أيضا , وهذا مايثبت أن عدوى أشعب قد انتقلت لبعض محرري الصحف .

أنا أعرف فضيلة الشيخ محمد , وهو رجل صادق ناصح غيور , وفيه من الحكمة والتؤدة مايعجز عن استيعابه هؤلاء الطغام , فضلا عن أن يتحلوا بشيء منه , وهو ممن يصدع بالحق ولايداهن فيه , أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله تعالى , وحديثي هنا ليس لنفي صفة الاحتساب على المنكرات عنه , فهو ممن يرى ضرورة مزاحمة الأشرار في منتدياتهم , والاحتساب عليهم بالوسائل والسبل الشرعية , والكتابة لذوي الشأن عن المخالفات والتجاوزات , بل حديثي لإثبات حجم المصداقية التي يتحلى بها هؤلاء الأحداث , ومن خلفهم من يقرُّهم على تلفيقاتهم .

وهنا فإني أرجو من الشيخ الفاضل أن يكتب تكذيبا لمانشرته صحيفة الوطن , وأن يطلب منها نشره في نفس الموقع الذي افترت عليه فيه , وذلك ليثبت للمتابعين أمرين :

1 – إذا نشرته فهي كاذبة في دعواها عليه أولاً , ولا تحمل المصداقية أثناء تحرير الأخبار .

2 – إذا امتنعت عن نشره – وهو المتوقع – فيثبت لمن لازال يحسن بهم الظن أنهم لايعرفون من المصداقية إلا هذا الحدَّ من البهتان .

أيها الفضلاء :

النفس تكره أشياء ترى أنها ثقيلة عليها , مؤلمة لها , لكنها تنطوي بفضل الله على خير كثير قد خبأه الله فيها واستودعه , ولهذا قال الله تعالى : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) , وقوله جلَّ في علاه : ( فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) , فنحن بقدر ما آلمنا الافتراء على شيخنا , فقد أفرحنا كشف زيف هؤلاء ومصداقيتهم التي يتغنون بها , مع أن هؤلاء الذين يطنطنون بالحرية والمصداقية ويضربون أمثلة لذلك , ماعليه الغرب الكافر من شفافية , يعلمون أن هذه العينات الفاشلة لو كانت في أفل الصحف مصداقية , لكان مصيرها مزبلة التأريخ , لأن من يحتقر الناس بنقل الأكاذيب لهم , فحقُّه أن يحتقر أبدَ الدهر .

أيها الفضلاء :

ثم إنه إذا كانت تلك الوجوه المتهللة التي نشرت الصحيفة صورتها , تستحق في نظر المحرر الكذاب الوصف بـ " المتشددين " , فقولوا لي بربكم ماذا سيقال عن الفئة التي سلكت منهج العنف والمواجهة ؟ , ثم إذا كان هؤلاء متشددون لقيامهم بواجب الاحتساب على المنكرات التي يستعلن بها السفهاء , أو لمدافعتهم لفساد كثير من المستغربين من بني قومنا , أو لحفاظهم على سفينة الأمة أن يخرقها التائهون , فمن سيكون المعتدل ؟ .

فإن قيل : إن المعتدل هو من وقف في وجه هؤلاء الذين وصفوا بالتشدد .

فيقال حينئذٍ : أين المنحلون المنحرفون ؟ .

إن هذه الوجوه المتهللة التي نحسبها والله حسيبها ولانزكيها على الله , من خيار المجتمع , ومن أهل النصح والغيرة , وممن بذلوا أوقاتهم وكل مايملكون لنصرة هذا الدين , والذود عن حياضة , والأخذ بحجز الظالمين , ومنع السفهاء من الإمعان في الحماقة والبغي , ولهم من الأثر في منع كثير من المفاسد , وتقليل كثير من الأخطار , مالايعلمه إلا الله تعالى , وهم ورب العزة أولى بالتكريم والتوقير من ملء الأرض من سفهاء الإعلام وأغيلمته .

إن هذه الوجوه المتهللة التي قامت بواجب الكفاية في إنكار المنكر خشية أن تأثم الأمة كلها بسببه , يجب أن تكون لها في أنفسنا من المنازل أسماها , ومن الدعوات أصدقها , وأن ندافع عن أعراضهم بقدر مايقومون به من الدفاع عن أمتهم أن تنجرفها تيارات التغريب بزورها وزخرفها .

إن هذه الوجوه المؤمنة الصادقة هي من عرفت قيمة هذا البلد وثقله بين بلاد الدنيا كلها , ولهذا فقد قاومت وسائل التغريب التي أرخى لها الخانعون أسماعهم , وفتحوا لشبهاتها قلوبهم , وسخَّروا للتبشير بها أقلامهم , وبذلوا لنشرها بين الناس أموالهم وأوقاتهم , ولذلك فأولئك هم المواطنون حقَّا , وهم من سيصمد للدفاع عن وطنهم في وجه كل باغٍ ومعتدي , أما من رضي لنفسه أن يكون وعاءً لمخلفات الغرب وأفكاره , فلن يؤمن أن يكون في يوم من الأيام ممن يلوح بأعلام العدو فوق ظهور دباباته الغازية , وليس ما فعله خونة العراق وأفغانستان ببلادهم ببعيد عمَّا يعتمل في نفوس خونة بني قومنا لا أتمَّ الله لهم مايصبون إليه .

أيها الفضلاء :

إن وصف هؤلاء الناصحين بالتشدد من قبل هذا الحدث النزق الذي هو إلى ثقافة الأفلام المتحركة , أقرب منه إلى ثقافة التحرير والنقد , يجب أن تفتح أبصارنا إلى نافذة مهمة يراد فرضها في المجتمع , وتشكيلها على اعتبار أنها ثقافة من ثقافاته , وواحدة من مسلماته .

ووصف المحتسبين بالمتشددين هو أحد الأوصاف التي نتوقعها لمحاولة تشويه سمعتهم بين الناس , ليتحقق للتغريبيين تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم وآمالهم , ولكن هيهات هيهات بحول الله وقوته .

إن التشدد ليس في أن تأخذ بدينك وتعاليمه , وتستمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم , وتطالب المجتمع بالاستمساك به , وإذا كان هذا مقياس التشدد عند هؤلاء السفهاء , فليعلموا أن عامة مجتمعنا ولله الحمد من المتشددين الرافضين للاعتدال الذي من صورته مانرى .

وإذا كان الاعتدال في نظر هؤلاء السفهاء بالاختلاط والمسارح , وقيادة المرأة للسيارة , والتبرج والسفور , وسفر المرأة بلامحرم , وإلغاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة الحرية الشخصية , والتعايش مع الكافر وتسميته بالآخر حتى وإن قتل وسلب وانتهك وأباد , فليعلموا أنني أول كافر بهذا الاعتدال محارب له , وأحسب أن عامة المجتمع مثلي وعلى منهجي .

ولهذا فليقل الأوغاد عن أهل الاحتساب والنصيحة مايحلو لهم , وليصفوهم بما يرونه لائق بهم , فلم ولن يثني المحتسبين ما يصفهم به خصومهم , لأنهم علموا من جنس ماعلموا أن طريق الاحتساب مليء بالعقبات والأذى , وإذا كان فرعون الطاغية قال عن كليم الرحمن موسى عليه السلام : ( إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد ) , فلاغرابة أن يقول أحداث الإعلام , وسفهاء الأحلام , عن مقتفي آثار الأنبياء , ودعاة الخير والصلاح , إنهم متشددون متزمتون .

أيها الفضلاء :

هذا الافتراء الظاهر الذي توشحت به صحيفة الوطن , يكشف لنا مدى مصداقيتها في النقل , ودقتها في متابعة الأحداث , وعلى هذا فقس .

وإذا كان هذا ما نعلمه ونعرفه فكيف بما لا يحظى منا باهتمام ومتابعة , وأعني به ماتورده من أخبار لاتعنينا بصفة مباشرة .

وإذا كان محرروا هذه الصحيفة بين محكوم عليه بالرشوة , وسارق لجهد غيره , وكاذب على الناس , وجريء على أهل الفضل , ومثير للفتنة , ومتطاول على خيار الأمة , ومطالب بمراجعة نصوص الكتاب والسنة , ومعترض عليها , فهل يمكن أن نصدق رئيس تحريرها حين فغر فاه واصفا توجهها بالإسلامي ؟ .

وإن كان من شيء يحسن ذكره هنا , لاسيما والحديث عن خربشات رئيس تحرير صحيفة الوطن , وبما أن الكذب خلق دنيء , فقد اتصلت بالدكتور محمد بن علي الهرفي وسألته عمَّا أورده جمال خاشقجي في برنامج إضاءات , من أنه قد اشترط عليه أن أي مقال يمنع نشره في الصحيفة فإنه لايحق للهرفي نشره في مكان آخر , فأجاب الدكتور محمد : يكذب يكذب , بل العكس هو الصحيح , فقد اشترطت عليه أن أي مقال يمتنعون عن نشره فإن لي الحق أن أنشره حيث أردت .

لذا فلا عجب إن كذب عضوان , وقد كذب قبله جمال , وفي الجملة فالكذب ليس من خلال الرجال , ولا يليق بالكرام .

اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين

اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون .

اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصر مجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .

اللهم كن لإخواننا في غزة مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع .

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .

اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا

اللهم أصلح الراعي والرعية

هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكتبه

سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش
أبو مالك

[هايم العتيبي]

The page cannot be found

الرابط لا يعمل ..