عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 27-Mar-2010, 05:08 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
متعب المجيولي
رئيس اللجنه الاعلاميه
إحصائية العضو







متعب المجيولي غير متواجد حالياً

افتراضي

ــ رهاط22
قال عرّام بن الأصبغ في ذكر رهاط والحديبية : " يطيف بشمنصير من القرى قرية كبيرة يقال لها رهاط وهي بواد يسمى غران وأنشد:
فإنّ غرانا بطن واد أحبه ******* لساكنه علي عهد وثيق
وبغربيّه قرية يقال لها الحديبية ليست بالكبيرة وبحذائها جبيل يقال له ضعاضع وعنده حبس كبير والحبس حجارة مجتمعة يوضع بعضها على بعض قال الشاعر:
وان التفاتي نحو حبس ضعاضع ******* وإقبال عيني في الظبا لطويل
فهؤلاء القريّات لسعد وبني مسروح وهم الذين نشا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ولهذيل فيها شيء ولفهم أيضا ومياههم بثور وهي أحساء وعيون ليست بآبار " ونقله الحازمي وأبو الفرج ابن الجوزي ( ت 597 هــ ) وياقوت الحموي ( ت 626 هــ ) والفيروز أبادي ( ت 817 هــ ) والسمهودي ( ت 911 هــ ) ( 193 ) وقال البكري ( ت 487 هــ ) فيما نقله من رواية السكّوني عن أبي الأشعث عبد الرحمن بن عبد الملك الكندي الذي أملى عليه عرّام رسالته في ذكر رهاط والحديبية : " هذه القريّات لسعد ومسروح وفي سعد هذه نشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذيل وفهم فيها شيء ومياههم بثور وهي أحساء وعيون وليست بآبار " قال البكري : " هكذا قال عرّام بن الأصبغ " ( 194 ) وقال ياقوت فيما نقله عن عرّام في ذكر القريتين : " وهاتان القريتان لبني سعد بن بكر أظآر النبي عليه الصلاة والسلام " ( 195 ) وقال الحميري في ذكر القريتين أيضا : " وهذه القريّات لسعد ومسروح وفي سعد هذه نشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم " ( 196 ) وقال الفيروز أبادي في ذكر ضعاضع : " وهناك قرى لبني سعد أظآر النبي صلى الله عليه وسلم " ( 197 ) ، قال السمهودي ( ت 911 هــ ) : " ضعاضع بضادين وعينين معجمتين : جبل قرب شمنصير عنده قرى لبني سعد بن بكر أظآر النبي صلى الله عليه وسلم "198) )
قلت : فالنص واضح لا لبس فيه ويدلّ صراحة على أن بني سعد هؤلاء هم سعد بن بكر بن هوازن وقد أفادنا نصّ عرّام أن القبائل التالية وهي:
1ــ بنو سعد
ــ بنو مسروح2
ــ هذيل3
ــ فهم 4
تقطن قريتي رهاط في شمال شرق مكة المكرمة والحديبية غرب مكة
قلت : يستفاد من نصّ عرّامٍ أنّ بني سعد يقطنون قريتي رهاط والحديبية وقد نصّ عرّام صراحة على أن بني سعد هؤلاء هم سعد هوازن فنصّه في ذكر قريتي رهاط والحديبية يقول : ( هؤلاء القريّات لسعد وبني مسروح وهم الذين نشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ) والنبي صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم نشا في بني سعد بن بكر بن هوازن بل جاء فيما نقله البكري تصريح لا لبس فيه وهو قول عرّام : ( وفي سعد هذه نشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ونصّ عرّام يفيدنا أنّ بني سعد يقطنون رهاط والحديبية ونلاحظ أنّ قبيلتي مسروح وهذيل تجاوران بني سعد حيث يساكنونهم في قريتي رهاط والحديبية قال ياقوت الحموي : " وادي رهاط في بلاد هذيل " ( 199 ) وفي رهاط اتخذت هذيل سواع ربّا في الجاهلية ( 200 ) وقال الزبيدي في ذكر رهاط : " وهو نجدي من بلاد بني هلال ويقال وادي رهاط ببلاد هذيل " ( 201 ) وتجاور هذيل بني سعد في خيف سلام المجاور لخيف ذي القبر . وهذا التجاور يعني أن بني سعد التي تقطن قرى رهاط والحديبية وخيف ذي القبر في وادي نخلة الشامية هي ذات القبيلة وهم بنو سعد بن بكر بن هوازن جيران هذيل في هذه الأنحاء وهذا يتوافق مع نصوص ابن شبّة ولغدة والهمداني الآنف ذكرها . ويقع رهاط بأعلى وادي غران على نحو 150 كيلا إلى الشمال الشرقي من مكّة المكرّمة وأما الحديبية فموضع يقع إلى الغرب من مكّة المكرّمة على نحو 22 كيلا وكانا من منازل بني سعد في القرن الثالث للهجرة

معجم ما أستعجم ، ج 1 ، ص 87(91)
صفة جزيرة العرب ، ص 385(92)
معجم ما أستعجم : حرة هلال بن عامر(93)
معجم البلدان : حرة بني هلال(94)
معجم ما أستعجم ، ج 3 ، ص 953 ، معجم البلدان : رسم العقيق(95)
المصدر السابق ، ج 1 ، ص 88(96)
الإكليل ، الهمداني ، ج 2 ، ص 332(97)
صفة جزيرة العرب ص 288(98)
بلاد العرب ، ص 23(99)
المصدر السابق ، ص 13 ــ 14(100)
(101)المصدر السابق ، ص 24 ، معجم البلدان : أبام ، أبيّم وعنده : بذاك الجزع بدلا من : بهذا الشعب
معجم معالم الحجاز : ج 1 ، ص 27 ــ 28(102)
(103)شعر أبي وجزة السعدي ، ص 53 و 161 ، معجم ما أستعجم : رسم أظلم ، لسان العرب : رسم ظلم
معجم ما أستعجم ج1 ص 169(104)
معجم البلدان : بيشة(105)
الأمكنة والجبال والمياه ، ص 174(106)
معجم البلدان ، رسم : الأعوض(107)
معجم معالم الحجاز ، ج 10 ، ص 68(108)
شعر أبي وجزة السعدي ، ص 50 و 69 و 115 ، العرب ، سنة 28 ، ص 59(109)
شرح أشعار الهذليّين ، ج 1 ، ص 363(110)
المصدر السابق ، ج 1 ، ص 164 ، و ج 2 ، ص 748 ــ 749 و 828 و 782(111)
معالم مكة التاريخية والأثرية ، ص 111(112)
(113)معجم البلدان : رسم الأوطاس ، العرب ، سنة 30 ، ص 621 ، شعر أبي وجزة السعدي ، ص 49 و 73 و 100
المناسك ، ص 347(114)
المغازي ج 2 ص 869 (115)
معجم معالم الحجاز ، ج 1 ، ص 182(116)
شعر أبي وجزة السعدي ، ص 116 ، العرب سنة 28 ص 59(117)
معجم البلدان : رسم بحرة(118)
العرب ، سنة 20 ، ص 560(119)
شرح أشعار الهذليين ، ج 2 ، ص 863 ، وانظر ص 689(120)
المصدر السابق ، ج 2 ، ص 860 ــ 862 و 863(121)
المصدر السابق ، ج 1 ، ص 382 ــ 383(122)
معجم معالم الحجاز ، ج 1 ، ص 220(123)
بلاد العرب ، ص 12 ــ 13 ، معجم البلدان : رسم بسّ(124)
معجم البلدان : رسم بسّ(125)
معجم معالم الحجاز ، ج 1 ، ص 222(126)
المصدر السابق ، ج 6 ، ص 109(127)
معجم ما أستعجم ، ج 1 ، ص 250(128)
العرب ، سنة 23 ، ص 470(129)
معجم معالم الحجاز ، ج 1 ، ص 258(130)
المصدر السابق ، ج 4 ، ص 266 و 267(131)
بلاد العرب ، ص 27(132)
معجم البلدان : رسم البوباة(133)
المصدر السابق : رسم قرن(134)
(135)إتحاف الورى بأخبار أم القرى ، ج 4 ، ص 227 ، غاية المرام ، ج 2 ، ص 428 ــ 429
شعر أبي وجزة السعدي ، ص 50 و 69 و 115 ، العرب ، سنة 28 ، ص 59(136)
(137)المصدر السابق ، ص 53 و 161 ، معجم ما أستعجم : رسم أظلم ، لسان العرب : رسم ظلم
معجم ما أستعجم ، ج1 ، ص 169(138)
معجم البلدان : بيشة(139)
معجم ما أستعجم ، ج 1 ، ص 87 (140)
في قلب جزيرة العرب ، ص 118(141)
(142)المغازي ، ج 2 ، ص 722 ، الطبقات الكبرى ، ج 2 ، ص 117 ، سير أعلام النبلاء ( السيرة النبوية ) ( 2 ) ، ص 95 ، تاريخ الإسلام ( المغازي ) ، ص 446 ــ 447 ، السيرة الحلبية ، ج 3 ، 191 ، تاريخ الخميس ، ج 2 ، ص 60 ، تاريخ الطبري ، ج 2 ، ص 141 ، البداية والنهاية ، ج 4 ، ص 221 ، عيون الأثر ، ج 2 ، ص 153 ، المنتظم ، ج 3 ، ص 201 ، سبل الهدى والرشاد ، ج 6 ، ص 130 ، وقد أشار إليها إبن هشام في السيرة النبوية ، ج 4 ، ص 257 ، كما أشار إليها البيهقي في دلائل النبوة ، ج 5 ، ص 464
أنساب الأشراف ، ج 1 ، ص 486 (143)
معجم البلدان ، رسم زبية ، الأمكنة والجبال والمياه ، ص 142(144)
معجم ما أستعجم ، ج 1 ، ص 9 (145)
العرب ، سنة 28 ، ص 59 ، شعر أبي وجزة السعدي ، ص 50 و 75 و 116(146)
المصدر السابق ، سنة 20 ، ص 559(147)
المصدر السابق ، سنة 20 ، ص 566 (148)
سبل الهدى والرشاد ، ج 5 ، ص 333 ، وأنظر السيرة الحلبية ، ج 3 ن ص 93(149)
معالم مكة التأريخية والأثرية ، ص 64 و 65(150)
(151)المحكم والمحيط الأعظم : رسم جرهم ، لسان العرب : رسم جمهر ، تاج العروس : رسم جمهر
معجم البلدان : رسم الجمهور(152)
المحكم والمحيط الأعظم : رسم ودع ، لسان العرب : رم ودع ، تاج العروس : رسم ودع(153)
معجم البلدان : رسم الحرّة(154)
التعليقات والنوادر ، قسم 3 ، ص 1387 ــ 1388(155)
معجم معالم الحجاز ج7 ص 85(156)
المناسك ص 354(157)
شفاء الغرام ج 1 ص 38(158)
معجم البلدان : البردان(159)
العرب ، سنة 26 ، ص 627(160)
نوادر المخطوطات ، ج 2 ، ص 414(161)
المصدر السابق ، ج 2 ، ص 433(162)
معجم البلدان : رسم الغار(163)
تاريخ الطبري ج 5 ص 278(164)
المصدر السابق ، المجلّد الخامس ، ص 278 و 280 و281(165)
مجلة المجمع العلمي العربي ، مجلد 28 ، ج 3 ، ص 399(166)
معالم مكة التأريخية والأثرية ، ص 111(167)
لسان العرب : سبع ، تاج العروس : سبع (168)
معجم الأدباء ، ج 3 ، ص 23 و 17(169)
شرح أشعار الهذليين ، ج 1 ، ص197 و 149 و 164(170)
معجم معالم الحجاز ، ج 4 ، ص 180(171)
شرح أشعار الهذليّين ، ج 1 ، ص 65(172)
معجم معالم الحجاز ، ج 5 ، ص 158(173)
المصدر السابق ، ج 5 ، ص 196(174)
معجم البلدان ، رسم زبية ، الأمكنة والجبال والمياه ، ص 142 (175)
معجم ما أستعجم ، ج 1 ، ص 9(176)
المصدر السابق ، ج 1 ، ص 294(177)
في قلب جزيرة العرب ، ص 156(178)
تاريخ خليفة ، ص 49(179)
أخبار مكة ، ج 1 ، ص 127(180)
المصدر السابق ، ج 1 ، ص 149(181)
أنساب الأشراف ، ج 2 ، ص 191(182)
البرهان في علوم القرآن ، ج 1 ، ص 283(183)
(184)العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده ، أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ، دار الجيل : بيروت ، لبنان ، ط 5 ، 1401 ، 1981 م ، ج 1 ، ص 89 ، وأنظر المزهر في علوم اللغة ، ج 1 ، ص 211
(185)المزهر في علوم اللغة ، ج 1 ، ص 210 ، البرهان ، ج 1 ، حاشية ص 283
الاستذكار ، ج 8 ، ص 39(186)
المصدر السابق ، ج 8 ، ص 39(187)
شرح أشعار الهذليين ، ج 3 ، ص 1204(188)
الأغاني ، ج 21 ، ص 212(189)
شرح أشعار الهذليّين ، ج 1 ، ص 394(190)
تفسير الطبري ، ج 1 ، ص 48(191)
العقد الفريد ، ج 4 ، ص 251(192)
(193)نوادر المخطوطات ج 2 ص 409 ــ 410 ، الأماكن ، ج 2 ، ص 713 ، المنتظم ، ج1 ، ص 146 ، معجم البلدان : رسم رهاط ، المغانم المطابة في معالم طابة ص 166 ، وفاء الوفا ج 4 ص 304
معجم ما أستعجم ج 3 ص 810 ــ 811(194)
معجم البلدان : ضعاضع(195)
الروض المعطار ص 345(196)
المغانم المطابة في معالم طابة ص 232(197)
وفاء الوفا ج 4 ص 304(198)
معجم البلدان : رسم رهاط(199)
المصدر السابق : رسم سواع(200)
تاج العروس : رهط(201)
23ــ الزيمة:

الزيمة موضع من مواضع وادي نخلة اليمانية قال البلادي : " الزيمة عين ثرّة عذبة الماء بوادي نخلة اليمانية " وقال : " يمرّ بها طريق مكّة إلى الطائف المارّ بنخلة اليمانية على 45 كيلا " ( 202 ) وكانت الزيمة من مواضع بني سعد في وادي نخلة اليمانية قال الهمداني : " الزيمة موضع فيه بستان عبد الله بن عبيد الله الهاشمي وكان في أيام المقتدر على غاية العمارة وكان يغلّ خمسة آلاف دينار مثقال وفيه حصن للمقاتلة مبني بالصخر ويحميه بنو سعد من ساكنة عروان وعدد جذوعه ألوف وفيه غيل مستخرج من وادي نخلة غزير يفضي إلى فوّارة في وسط الحائط تحت حنيّة إلى مأجل كبير وفيه الموز والحنّا وأنواع البقول " ( 203 ) وعبد الله صاحب البستان حجّ بالناس سنة 212 و 213 و و 215 و 216 هــ قال الطبري في ذكر حوادث سنة 216 هــ في ذكر عبد الله بن عبيد الله : " كان المامون ولاّه اليمن وجعل إليه ولاية كلّ بلدة يدخلها حتى يدخل إلى اليمن " قال فشخص من بغداد يوم الاثنين لليلة خلت من ذي القعدة واقام الحج للناس " ( 204 ) وقال الهمداني في ذكره : " عبد الله بن عبيد الله صاحب حائط الزيمة باسفل وادي نخلة " ( 205 ) والحائط هو البستان قال الزبيدي : " الحائط : البستان من النخل إذا كان عليه جدار " ( 206 ) وهذا النصّ يبيّن لنا أنّ بني سعد أهل الزيمة في وادي نخلة هم من هوازن فالهمداني ذكر وجود هوازن في وادي نخلة وفي هذا النصّ يتبيّن لنا أنّ بني سعد يقطنون الزيمة في وادي نخلة بل وأضاف الهمداني إضافة مهمة جدّا وهي أنّ بني سعد أهل عروان وبني سعد في الزيمة هم قبيلة واحدة فإذا علمنا أنّ هوازن تنزل في وادي نخلة وعلمنا أنّ الذين يجاورون هذيلا من هوازن هم عجز هوازن وهم بنو جشم وبنو سعد وبنو نصر وعلمنا أن الذين يجاورون هذيلا خاصّة من عجز هوازن هم بنو سعد بن بكر فإن هذا يعني أنّ بني سعد الذين ذكرهم الهمداني هم بنو سعد بن بكر بن هوازن . وسياتني مزيد بيان في حديثنا عن عروان
ــ السرر : أنظر ذا المجاز24
ــ شرورى : أنظر أظلم25
ــ ضعاضع26
جاء ذكر ضعاضع في ذكر عرّام للحديبية ورهاط فقد قال في ذكر رهاط : " ... وبحذائها جبيل يقال له ضعاضع وعنده حبس كبير " ( 207 ) وقال الفيروز أبادي ( ت 817 هــ ) في ذكر ضعاضع : " وهناك قرى لبني سعد أظآر النبي صلى الله عليه وسلم " ( 208 ) وقال السمهودي فيما نقله عن عرّام : " ضغاضغ بضادين وغينين معجمات جبل قرب شمنصير ، عنده قرى لبني سعد بن بكر أضآر الني صلى الله عليه وسلّم " ( 209)
قلت : ضغاضغ تصحيف ضعاضع
وقد أفادنا شعر أبي وجزة السعدي أن ضعاضع من ديار بني سعد فقد قال وهو يذكر بعض منازل بني سعد :
فبحرة مسحو مائه فضعاضع ***** فصوتة ذات الربا والمنادح ( 210)
ــ الطائف27
الطائف هو البلد المعروف الواقع إلى الشرق من مكّة المكرّمة وقد كان بنو سعد يقطنون بلاد الطائف ، قال عرّام بن الأصبغ في ذكر الطائف : " جلّ أهل الطائف ثقيف وحمير وقوم من قريش وغوث من اليمن وهي من أمّهات القرى " ( 211 ) ، قال الجاسر : " وردت في بعض النسخ ( غويث ) " قال : " وغويث من القبائل التي كانت تسكن الطائف وهي من بني سعد أحد فروع هوازن " ( 212 ) وقوله : ( اليمن ) أي الجنوب وكانت ديار بني سعد تمتد إلى الجنوب من الطائف
ــ طوى 28
وادي طوى هو أحد أودية مكّة ، قال البلادي : " هو الوادي الذي يمرّ بين الحجون وريع الكحل مارّا بجرول حتى يجتمع بوادي إبراهيم في المسفلة أعلاه ريع كان يسمّى ريع اللصوص ثمّ أطلق عليه ريع السدّ وفي وسط الوادي حيّ العتيبية وأسفله جرول ثمّ التنضباوي " ( 213 ) وكان هذا الوادي من الأماكن التي نزلتها قبيلة بني سعد فقد روى ابن إسحاق بسنده عن جعفر بن عمرو بن أميّة الضمري في خبر ذهابه هو وعبيد الله بن عديّ بن الخيار أحد بني نوفل بن عبد مناف في زمن معاوية بن أبي سفيان إلى وحشي بن حرب في حمص لسؤاله عن قتله حمزة بن عبد المطّلب رضي الله عنه وفي الخبر : " ... فرفع رأسه إلى عبد الله بن عديّ فقال : ابن عديّ بن الخيار أنت ؟ قال نعم ، قال : أما والله ما رأيتك منذ ناولتك أمّك السعدية التي أرضعتك بذي طوى فإنّي ناولتكها وهي على بعيرها فأخذتك بعرضيك فلمعت لي قدماك حتّى رفعتك إليها فوالله ما هو إلاّ أن وقفت عليّ فعرفتهما .... " ( 214 ) وفي رواية للبخاري : " إنّي أعلم أن عديّ بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أمّ قتال بنت أبي العيص فولدت له غلاما بمكّة فكنت أسترضع له فحملت ذلك الغلام مع أمّه فناولتها إيّاه فلكأنّي نظرت إلى قدميك ... " ( 215 ) وقد كانت قريش تدفع أطفالها إلى نساء بني سعد بن بكر للرضاعة وممّن أرضعتهم نساء بني سعد أيضا حمزة بن عبد المطّلب رضي الله عنه عمّ النبي صلى الله عليه وسلّم ( 216 ) وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب ابن عمّ النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه في الرضاعة ( 217 ) وعمرو بن وقدان المعروف بالسعدي وهو ابن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن قريش ( 218)
وقد دخل بعض بني سعد في قريش أهل مكة المكرّمة في الإسلام ، قال ابن حبيب : " من دخل في قريش في الإسلام بغير حلف إلا بصهر أو بصداقة أو برحم أو بجوار أو ولاء : فمن أولئك في بني هاشم آل أبي مسروح بن عمرو هم من بني سعد بن بكر دخلوا لصهرهم إلى العبّاس والمقوّم ابني عبد المطّلب ، كانت عند أبي مسروح ابنة المقوّم فولدت له عبد الله بن أبي مسروح فتزوّج عبد الله بنت العبّاس بن عبد المطلب " ( 219)
قلت : والظاهر أن بني مسروح الذين ذكرهم عرّام بن الأصبغ السلمي في القرن الثالث للهجرة هم هؤلاء حيث وجدناهم يساكنون بني سعد حيثما كانوا في خيف ذي القبر في وادي نخلة وفي قريتي رهاط والحديبية كما مرّ بيانه والله تعالى أعلم
قلت : وقد كان الطريق الذي يمرّ بوادي السرر ويسير نحو الطائف هو الطريق الذي سلكته حليمة السعدية برسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الأستاذ محمد حسين هيكل فيما كتبه عام 1936 م في ذكر الطريق من مكّة إلى الطائف الذي يمرّ بنعمان فشدّاد فجبل كراء صعودا إلى جبل كرّ فالطائف قال : " هذا الطريق الذي رأى محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) يطارده قومه .... هو الطريق الذي رآه وليدا يوم حملته حليمة معها من مكّة ذاهبة إلى الطائف في طريقها إلى قبيلة بني سعد بن بكر ... تتخطّى به بين الجبال ثم تصعد به سفوح كرّ وكراء وتتخطّى به بوادي الطائف حتى تصل به إلى قومها " وقال : " منازل بني سعد الذي استرضع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فيهم قريبة من الطائف دون ؟! بل هي من باديتها " وقال في ذكر سدّ السملقي : " قال صاحبي ( يعني محمد صالح القزّاز أمين أموال الدولة بالطائف ) : تقع ديار بني سعد حيث استرضع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) على عشرة أميال من هذا المكان وأغلب الظنّ أن قد جاء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في طفولته إلى هنا مع الرعاة من بني سعد بن بكر " ( 220 ) وقال الشريف محمد بن منصور آل عبد الله بن سرور في ذكر حليمة السعدية : " أخبرني بعض العارفين أنّ مكان بيتها الآن مسجدا ولكنّه قديم خرب "( 221 ) وقد شاع بين العوام أن بيت حليمة يقع في بلاد بني سعد جنوب الطائف قال الدكتور عيّاد بن عيد الثبيتي : " ... ما تناقله الناس من أن مكانا في جنوب الطائف هو بيت حليمة " 222) )
قلت : ليس بين أيدينا أي قرينة تشير إلى أنّ حليمة السعدية قد سارت بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الأنحاء واستقّرت به فيها مع كونها من ديار بني سعد بن بكر ولكنّ هذا غير مستبعد فقبيلة بني سعد بن بكر قبيلة ذات حل وترحال وقد مرّ بنا آنفا أن أوطاس كان من منازل حليمة وقومها حيث قيل أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد رضع في تلك الأنحاء كما وجدنا خبرا آخر عن رضاعه صلى الله عليه وسلم في وادي السرر تقدّم ذكره
ــ العالية29
العالية هي عالية نجد أي اعلى بلاد نجد قال ياقوت الحموي في ذكر العالية : " العالية ما جاوز الرمّة إلى مكة وهم عكل وتميم وطائفة من بني ضبّة .... وعجز هوازن ومحارب كلها وغطفان كلها علويون نجديون " ( 223 )
وفي ذكر ديار بني سعد بن بكر قال لغدة ( ت 310 هــ ) : " وأما بنو سعد بن بكر فليست لهم أعداد أنّما مياههم أوشال ، بمنزلة مياه هذيل وهم جيران هذيل ، إلا أنّهم ربّما جلسوا إلى فروع نجد وهذيل لا تفارق تهامة " ( 224 )
قلت : الأعداد جمع عدّ وهو الماء القديم قال إبن منظور : " قال الأصمعي : الماء العدّ الدائم الذي له مادّة لا انقطاع لها مثل ماء العين وماء البئر وجمع العدّ أعداد " ( 225 ) ، وأما الأوشال فهي جمع وشل وهو الماء القليل قال إبن منظور : " الوشل بالتحريك : الماء القليل يتحلب من جبل أو صخرة يقطر منه قليلا قليلا ، لا يتصل قطره " ( 226 )
قلت : يتبين لنا ممّا سبق بيانه أنّ بني سعد بن بكر يجلسون أي يأتون نجدا قال إبن السكيت : " جلس القوم إذا أتوا نجدا " ( 227 ) ، وليس لسعد مياه دائمة غزيرة بل مياههم أوشال وهي المياه القليلة
قلت : والحاصل من هذا كله أن بني سعد تهاميون نجديون
ــ ذات عرق30
يقع جبل ذات عرق إلى الشمال الشرقي من مكّة المكرّمة ، قال البلادي : " ذات عرق جبل يقع على قرابة 100 كيل من مكّة شمالا شرقيا " قال : " وجبل ذات عرق يظلّل المحرم صباحا وهذا هو الميقات الذي وقّته عمر لأهل نجد ومن مرّ به من غيرهم " ( 228 ) وكانت منطقة ذات عرق من مساكن بني سعد قال أبو عمرو بن العلاء ( ت 154 هــ ) : " سألت رجلا من سعد بن بكر من أهل ذات عرق فقلت : هذا الكوكب الضخم ما تسمّونه ؟ قال : الدريّ وكان من أفصح الناس " ( 229 ) ويجاورهم في منطقة ذات عرق بنو هلال فقد جاء في المناسك في ذكر ذات عرق : " هي لبني هلال بن عامر " ( 230 ) وقال أبو زياد الكلابي ( ت 200 هــ ) فيما نقله عنه ياقوت الحموي : " ... وتسمّى النخلة الأخرى الشامية وهي ذات عرق التي تسمّى ذات عرق وأمّا أعلى نخلة ذات عرق فهي لبني سعد بن بكر الذين أرضعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي كثيرة النخل وأسفلها بستان إبن عامر " ( 231)
قلت : أبو عمرو زبان بن عمار التميمي من رجال القرنين الأول والثاني الهجريين فقد ولد عام 70 للهجرة وتوفي عام 154 للهجرة ، ونصّه هذا يفيدنا أنّ بني سعد كانوا خلال القرن الثاني وما قبله يقطنون منطقة ذات عرق
ــ عروان31
عروان سراة تقع على رأسها مدينة الطائف وقد تصحّف هذا الاسم إلى غزوان وهو جبل عظيم تقع الطائف على ذروته وهو من منازل بني سعد وهذيل قال الهمداني وهو يعدد منازل قبيلة هذيل : " .... وغزوان فأخرجهم منه بنو سعد أخرجوها في وقتنا هذا بمعونة عجّ بن شاخ سلطان مكة " ( 232 ) وفي هذا النصّ تصحيفان هما
ــ غزوان : وهو تصحيف عروان بالعين المهملة 1
2ــ شاخ : وهو تصحيف حاج فسلطان مكة المكرمة هو عجّ بن حاج الذي تولى سلطنة مكة سنة 281 هــ وتوفي سنة 306 هــ وهذا يعني أن واقعة بني سعد مع هذيل كانت في فترة سلطنة عجّ بن حاج المذكور بين سنة 281 و 306 هــ وقد أدّت هذه الواقعة إلى انفراد بني سعد بجبل عروان وهو جبل الطائف ، إلا أن انفرادهم بهذا الجبل لم يدم طويلا فقد ذكر غير واحد من العلماء وجود هذيل فيه بعد زمن هذه الواقعة قال إلاصطخري ( ت 346 هــ ) وابن حوقل ( ت 367 هــ ) : " بغزوان ديار بني سعد وسائر قبائل هذيل " ( 233 ) وقال الإدريسي ( 463 ــ 560 هــ ) : " على ظهر جبل غزوان ديار بني سعد المضروب بهم المثل في كثرة العدد وبه جملة من قبائل هذيل " ( 234 ) ويبدو أن أصل هذا النصّ هو لأبي زيد البلخي الذي نقل عنه إلاصطخري في كتابه كما هو معلوم وكان أبو زيد البلخي قد زار بلاد العراق راجلا مع الحجاج وأقام بها ثماني سنين وجازها فطاف البلدان المتاخمة لها وكان ذلك في عنفوان شبابه وطراءة زمانه وأول حداثته ( 235 ) ، قال الشيخ حمد الجاسر رحمه الله تعالى : " أي فيما يقرب من سنة 265هــ " ( 236 ) ومن البلاد التي أقام بها الحجاز ( 237 ) وقال سبط ابن الجوزي ( ت 654 هــ ) : " غزوان جبل بالطائف وعليه ديار بني سعد وليس بالحجاز مكان يبرد فيه الماء ويجمد سواه " ( 238 ) ، وقد علّق الشيخ حمد الجاسر على نصّ الإدريسي بان بني سعد المذكورون هم من هذيل أو هوازن فقال : " بنو سعد هؤلاء من هذيل أومن هوازن " ( 239)
قلت : الصحيح أنهم من هوازن فقد ميّزت نصوص الهمداني والإصطخري وابن حوقل والإدريسي بين بني سعد وهذيل وقد وقعت الحرب بينهما كما ذكره الهمداني ، وقال البيهقي : " سراة هذيل متصلة بجبل غزوان الذي يتّصل به جبل الطائف " ( 240 ) ونقله ابن خلدون ( 241 ) وهذا يعني وجود بني سعد في جبال السراة كما يعني اتّصال سراة هذيل بسراة بني سعد في جبال عروان ويشاركهم في الديار المجاورة لسراة هذيل بنو جشم بن معاوية بن بكر قال ابن خلدون في ذكر بني جشم : " ومواطنهم بالسروات " قال : " وسروات جشم متّصلة بسروات هذيل " ( 242 ) . وقد كان يجاور بني سعد في منطقة عروان بنو هلال ونلاحظ أن بني هلال يجاورون بني سعد في جهات عروان وفي رهاط وذات عرق كما سيأتي بيانه ، وبنو سعد هؤلاء هم ذات القبيلة التي تقطن وادي نخلة كما نصّ عليه الهمداني وهم بنو سعد بن بكر كما نصّ عليه شمر بن حمدويه الذي نشأ فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نصّ عليه عرّام بن الأصبغ وقد ذكر المستشرق الألماني أوبنهايم أنّ بني سعد هؤلاء هم بنو سعد بن بكر بن هوازن فقال في حديثه عن بني سعد بن بكر : " حسّنت وضعها في مطلع العصور الوسطى " وقال في بيان هذا أنهم : " طردوا في عام 900 م بمساعدة حاكم مكّة هذيلا من غزوان " ( 243 ) وغزوان هنا تصحيف عروان وللتعريف بجبل عروان نقول : قال الهمداني في ذكر جبل عروان : " غزوان من أمنع جبال الحجاز وأكثرها صيدا وعسلا " وسمّاه : " عروان يلملم " ( 244 ) ويبدو أنه كان يقترب من جبل عرفات قال الهمداني : " غزوان جبل عرفة العالي " ( 245 ) وقال : " جبل عروان في أعلى عرفات " ( 246 ) وذكر أن جبل عروان من جبال العرب المشهورة المذكورة في أشعارها " ( 247 ) قال الراجز :
يا ناق سيري قد بدا يسومان ******* واطويهما يبدو قنان عروان ( 248)
ونلاحظ في نصوص الهمداني أنّ اسم الجبل ورد تارة برسم غزوان بالغين والزاي المعجمتين وتارة أخرى بالعين والراء المهملتين قال الشيخ حمد الجاسر رحمه الله تتعالى وقد أورد نصّ ياقوت الحموي حول عروان وغزوان بالمهملتين والمعجمتين قال : " ومثل هذا في كتاب صفة جزيرة العرب أي بالغين والزاي المعجمتين ولعلّ الصواب عروان بالعين والراء المهملتين الذي تكرّر ذكره في شعر هذيل ويطلق اسم عروان الآن على جبل من جبال هذيل بين وادي عرفات ويلملم ويبعد عن مكة جنوبا شرقيا بنحو ستين كيلا وهو متصل بسراة الطائف فلعلّ الاسم كان يشمل السراة ثم اقتصر على هذا الجانب من الجبل " ( 249 ) وقال الشيخ عاتق بن غيث البلادي في ذكر غزوان : " أخشى أن يكون تصحيفا من عروان " ( 250 ) ثمّ جزم بأنّ غزوان تصحيف عروان فقال : " وقد تصحّف على بعضهم فأعجم الأول والثاني " ( 251 ) وقال : " يبعد عروان قرابة 65 كيلا جنوب مكة إلى الشرق " ( 252 ) وقال الأستاذ حمّاد بن حامد السالمي وقد أورد الرجز السابق : " جاء في بيت الشعر أعلاه وهو من أرجوزة الرداعي الشهيرة قوله : انه رأى يسومان عندما أقبل على قرن المنازل فإذا طواهما بدت قنان غزوان جمع قنّة أي قممه فغزوان هو بهذا الوصف من شمالي غربي الطائف بين بلاد هذيل وبلاد طويرق ولكنه لا يعرف اليوم لا هو ولا غزوان " ( 253 ) يعني في هذه الناحية وقد ذكر القزويني اسمه صحيحا فقال في ذكر الطائف : " بها جبل عروان يسكنه قبائل هذيل " وقال : " يجمد به الماء " ( 254 ) وذكره نصر السكندري ( ت بعد 560 هــ ) صحيحا بلا تصحيف فقال : " عروان جبل بمكة وهو الجبل الذي في ذروته الطائف وتسكنه قبائل هذيل " وقال: " وقيل إنّ الماء يجمد به " ( 255 ) ولجبل عروان سراة تعرف بسراة عروان قال الهجري : " قاوة فرع : وهي راحة به المحارث من سراة عروان بثنيّة الحمار من اللّصب " ( 256 ) والقاوة هذه موضع جنوب الطائف ذكرها البلادي فقال : " القاوة : هو صدر وادي خماس يبعد 22 كيلا جنوب غربيّ الطائف يسيل من جبل الفرع قرب دكا " ( 257 ) وقال في ذكر الفرع : " الفرع جبل أحمر مكسوا بأشجار العرعر والشتّ يسيل منه وادي قاوة إلى الشرق ويسيل منه إلى الغرب الغريف ، يقع جنوب غربي الطائف قرب جبل دكا والريان " ( 258 ) وقد تصحّف اسم عروان إلى غزوان عند عدد من العلماء منهم المقدسي والإصطخري وابن حوقل والإدريسي وياقوت الحموي والحميري وأبو الفداء والقرماني والزبيدي والصاغاني والسخاوي والجزيري ( 259 ) وتصحف إلى غروان بالعين المعجمة أوله ثم راء مهملة عند القزويني الذي قال في ذكره : " جبل غروان في ذروة الطائف ليس بجميع الحجاز موضع أبرز منه قالوا إنّ الماء يبرد فيه ومن هذا الجبل اعتدال هواء الطائف وليس بالحجاز موضع يجمد الماء به إلا غروان " ( 260 ) والملاحظ أن عبارات هؤلاء العلماء واحدة ينقلها لاحقهم عن سابقهم وهي أن الطائف على ظهر جبل غزوان وفي ذكره قال البلادي : " ربّما كان الاسم يشمل منابع وجّ وليّة ثم اقتصر " ( 261 ) ومنابع ليّة تسيل من شفا بني سفيان وشفا هذيل فيما تسيل منابع وجّ من شفا هذيل جنوب الطائف وقال البلادي في ذكر عروان : " إنّ الاسم كان شاملا لسراة الطائف ثم اقتصر على هذا الجبل الذي يبعد قرابة خمسين كيلا جنوبا غربيّا من الطائف " ( 262 ) وقال الأستاذ محمد بن علي بن هلال الحتيرشي الهذلي : " عروان جبل كبير في وادي دفاق ويصب فيه ومتصل بجبل فصعان وفيه مقاري نحل كثير " ( 263 ) ويتّصل بعروان من جهة الغرب جبال راية في سفوح السراة الغربية بين يلملم ودفاق ( 264 ) وقال الأستاذ شكيب أرسلان : " إنّ جبل الفرع وجبل الشرف وجميع الشعاب والشناخيب التي هناك داخلة تحت اسم عروان " ( 265 ) ومما تقدّم بيانه يتبيّن لنا أنّ ديار بني سعد تشمل سراة عروان وأنّ سراة عروان سراة عظيمة يشمل اسمها جبال الطائف إلى جهات وادي مركوب في الجنوب الغربي وبعض الجبال القريبة من مكة في الجنوب الشرقي منها ــ من مكّة ــ والجبال الواقعة بين مكّة المكرّمة والطائف ويلي بني سعد شرقا بنو هلال قال ابن خلدون : " بنو هلال في غزوان عند الطائف" ( 266 ) وفي تحديد أكثر دقة قال : " بنو هلال بن عامر في بسائط الطائف ما بينه وبين جبل غزوان " ( 267 ) وهذا يعني أنّ المنطقة الممتدة من سراة هذيل إلى بلاد بني هلال في بسائط الطائف مما يلي عروان تعرف باسم سراة عروان وكانت بلاد بني هلال في وادي جلدان جنوب الطائف قال الهمداني : " وادي جلدان منقلب إلى نجد في شرقي الطائف يسكنه بنو هلال " ( 268 ) وقال : " جلذان موضع قاع واسع "( 269 ) وهو منطقة تقع بين وادي ليّة ووادي تربة قال الهجري : " جلدان إذا خرجت ودبرت ليّة تعديت في جلدان غائط أبيض ، رقّة بيضاء آخره كلاخ " وقال : " جلدان بين القنن وتربة أرض سهلة " ( 270 ) وتربة من ديار بني هلال ( 271 ) ويفيدنا نصّ الهجري أنّ جلدان يمتدّ من وادي ليّة إلى كلاخ على نحو 40 كيلا شرقي الطائف وقد كان اسم عروان يشمل منابع وج ولية وهذا يدلنا على الامتداد العظيم لسراة عروان من ديار هذيل إلى ديار بني هلال في جلدان الممتد من ليّة إلى كلاخ وقد امتدّت ديار بني هلال شمالا إلى ذات عرق ففي المناسك في ذكر ذات عرق : " هي لبني هلال بن عامر " ( 272 ) بل وامتدّوا إلى رهاط قال الزبيدي في ذكر رهاط : " وهو نجدي من بلاد بني هلال ويقال وادي رهاط ببلاد هذيل " ( 273 ) وهذا يبيّن لنا الاختلاط والتداخل فيما بين قبائل بني سعد وبني هلال في الديار امتدادا من منطقة تربة إلى جبل عروان إلى رهاط
قلت : ومما سبق بيانه يتبين لنا أن ديار بني سعد تقع جنوب ديار هذيل ثم إلى الشرق منها في سراة عروان ثمّ تمتدّ شمالا بين ديار بني هلال شرقا وديار هذيل غربا وسياتي نصّ أبي زيد البلخي وغيره أنّ الغالب على نواحي مكّة ممّا يلي المشرق بنو هلال وبنو سعد وبعض قبائل هذيل وقد توسّعت ديار بني سعد في هذه الأنحاء على حساب ديار هذيل ثمّ على حساب ديار بني هلال فمن ديار بني سعد في شمال شرق مكة الزيمة قرب التنضب في وادي نخلة
قلت : وللهمداني إشارة نفيسة تفيد بأنّ بني سعد أهل عروان هم بنو سعد بن بكر من قيس عيلان وفيما يلي بيان ذلك:
أورد الهمداني في حديثه عن أنساب خولان أنّ حربا وقعت بين بني سعد بن سعد وأخوتهم الربيعة بن سعد وقد أهاج هذه الحرب عمرو بن يزيد بن عبد الله بن الحارث الحربي من بني الفيّاض بن حرب بن سعد بن سعد ( 274 ) فلما قتل هو وأخوته ( 275 ) قام بأمر الفتنة من بعده عمرو بن يزيد الغالبي سيّد بني غالب ( 276 ) ، قال الهمداني : " ولم يبرح عمرو في رياسته حتى ظعن في بني غالب وظعن أكثر بني حرب إلى الحجاز لوقائع تواترت عليهم الربيعة ولإبن أبان ، فأمّا بنو حرب فقصدت العرج وأمّا بنو غالب فقصدت جبل يسوم من وادي نخلة وجبل عروان في أعلى عرفات " ( 277 ) وقد استقرّ عمرو بن يزيد الغالبي مع قومه هناك بعد أن جاور عددا من القبائل قال الهمداني : " جاور عمرو بن يزيد في زبيد وقتا ثمّ في خثعم ثمّ في بني هلال ثمّ لحق ببني غالب إلى يسوم وعروان " ( 278 ) وكان جلاء بني غالب قد تمّ سنة 131 هــ أجلاهم محمد بن أبان بن حريز الخنفري قال الهمداني في ذكره ابن ابان : " هو الذي أخرج بني حرب بن سعد وبني غالب بن سعد إلى عروان وإلى العرج " ( 279 ) وقال : " قالت علماء صعدة : إنّ بني حرب أجلت عن صعدة في سنة إحدى وثلاثين ومائة " ( 280 ) فلما ضاق الأمر بعمرو بن يزيد الغالبي جعل يناشد ابن خالته جرير بن حجر سيّد الربيعة ( 281 ) أن يسمح له بالعودة ، قال الهمداني : " كان يقول أشعارا يسأل جرير بن حجر ــ وكان ابن خالته ــ فيها العودة فرقّ له وأعاده " ( 282 ) ويبدو أنّ هذه العودة كانت قبل نهاية القرن الثاني للهجرة فقد ذكر الهمداني أن يعلى بن عمرو بن يزيد الحربي قد رأس قال : " وهو الذي قام مع ابراهيم بن موسى العلوي بصعدة " ( 283 ) وكان ابراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن ابي طالب قد حرج باليمن سنة 200 هــ ( 284 ) وممّا جاء في شعرعمرو بن يزيد الغالبي يذكر حاله مع قبائل قيس:
فاصبحت قد ودّعت قومي ومعشري ***** وحالفت همّا ما أزال أصاوله
رهين ذلّ بين ترج ومكّة ***** كذلك من قامت عليه قبائله
فوالله ما خلّيت داري بمعشري ***** بطوع وربّ البغي والعرش خاذله
اقارع كيدا من سليم وعامر ***** وحقدهم تغلي عليه مراجله ( 285)
وقال في ذكر حاله وحال قومه بني غالب الذين كانوا قد استقرّوا في عروان ويسوم في وادي نخلة:
من سرّ سعد بن سعد في مركّبها ***** أهل الحفائظ بعد العسر في القرم
وحيّ قيس يسوم الذلّ سادتنا ***** قد أمسكوا بعرى الأنفاس والكظم
لا قرّب الله قراكم فليس لكم ***** عطف جميل بمحمود من الشيم
أنتم زعمتم باعلى ذروة رفعت ***** من سرّ خولان منسوبون بالكرم
ونحن في حيّ قيس يبرمون لنا ***** سوء الحديث ونخشى زلّة القدم
ظعائن من ذوي خولان رتّبها ***** طيب العفاف شربن الذلّ بالرغم
قطعتم حرمة من حقّهنّ فما ***** ترعون قربى ولا نصرا مظّلم ( 286)
وهنا نرى أن عمرو بن يزيد الغالبي يبيّن حال قومه وحال سادتهم ونسائهم وما يلقونه من حيّ قيس هناك وقد نصّ الهمداني أن الذين ينزلون عروان ووادي نخلة هم بنو سعد أي أنّ بني سعد هؤلاء هم من قبائل قيس وهذا يتّفق مع نصّ عرّام بأنّهم بنو سعد بن بكر الذين حضنوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم




يتبع















التوقيع
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
رد مع اقتباس