عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 10-Apr-2010, 04:33 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
امرؤ القيس
عضو نشيط
إحصائية العضو






امرؤ القيس غير متواجد حالياً

افتراضي

المحور الثاني: حقيقة الأدلة التي ساقها القداح لإثبات نسب بني شبابة في كنانة ومنازلها.



سيلاحظ القارئ أن القداح استمات في محاولة إثبات رأيه وتعمد بتر النصوص والإضافة عليها ما ليس فيها ليسوقها كأدلة تعضد رأيه وهي في أصلها تنفي ما ذهب إليه ومن ذلك ما يلي:

1- جاء عند القداح [10] في الفصل الثاني المبحث ب :بلاد بني شبابة ونسبها الفقرة 6{قال الهمداني(ت.344هـ) في ذكر كنانة والسروات قرب الطائف:" ثم سراة بجيلة...،وغورها بنو سعد من كنانة، ثم سراة بني شبابة وعدوان..."}انتهى

*أقول حذف القداح ما يدل على استقلال الحديث عن سراة بجيله،فالهمداني كان يتحدث عن كل سراة على حده فيذكر نجدها وغورها ولو رجعنا لنص الهمداني لوجدنا الهمداني يقول"..ثم سراة بجيلة فنجدها بنو المعترف وأصلهم من تميم ،وقال لي بعضهم: انهم من عكل وغورها بنو سعد من كنانة.ثم سراة بني شبابة وعدوان وغورهم الليث ومركوب فيلملم،ونجدهم مما يصلى مطار. ثم سراة الطائف غورها مكة ونجدها ديار هوازن من عكاظ والعبر"[11] فقد تحدث الهمداني عن سراة بجيلة وأن(غورها بنو سعد من كنانة) وهنا انتهى حديثه عن سراة بجيلة ليقول (ثم سراة بني شبابة وعدوان )وبالتالي نخرج بما يلي:


أ- بنو سعد من كنانة ينزلون في غور سراة بجيلة.

ب- لم يذكر الهمداني أن بنو سعد من كنانة في سراة بجيله.

ج - لم يذكر الهمداني أن بنو سعد من كنانة لهم علاقة بسراة شبابة وعدوان.

د- أن الهمداني جمع بين (شبابة وعدوان) وهذا الجمع يدل على أنهم من قبيلة واحدة وهذا ما يؤكده الواقع التاريخي والمكاني حيث دلت كتب الأنساب على شبابة بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان وإخوتهم عدوان بن عمرو بن قيس عيلان ولم تفرق بينهم في منزل كما سيتبين معنا لاحقاً وهذا التقارب في النسب والمكان لا يقتضي التفريق عند ذكرهم ،فيما لو كان هناك فرق لم يسكت عنه الهمداني.

هـ - أن أسلوب الهمداني في النص هو نسب الفروع إلى الأصول التي تحتاج إلى التوضيح والتثبت وما إيراده في النص لجملة(بنو المعترف وأصلهم من تميم ،وقال لي بعضهم: انهم من عكل)إلا دليل على حرصه على المعلومة،كما جاء و في نفس سياق النص قوله(زهران من الازد،لهب وعويل من الازد،بنو المعترف من تميم).


*إذاً هذا الدليل الذي ساقه القداح لا يشير من بعيد أو قريب لوجود (بنو سعد من كنانة) في سراة بني شبابة وعدوان، وإنما مقصود الهمداني في هذا النص يقتصر على بني شبابة بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان وإخوتهم عدوان والسراة عرفت بهم، وحذف القداح لجزء من النص يوهم القارئ بدلالة النص وهذا خلل في منهجية الباحث.



2- جاء عند القداح[12] في الفصل الثاني المبحث ب :بلاد بني شبابة ونسبها الفقرة 10{ قال البكري(ت.487هـ):"حداب بني شبابة، وهي جبال من السراة ينـزلها بنو شبابة... وهذه الحداب وراء شيحاط وشيحاط من الطائف، وهذه الحداب أكثر أرض العرب عسلاً.."وقد علق على هذا بان البكري ناقل عن الدينوري. انتهى

*أقول حذف القداح جزء من النص يدل على أن المعني بشبابة هنا هم شبابة من فهم بن مالك من الازد وليس شبابة من فهم عدوان حسب وجهة نظر البكري،والنص الكامل الذي ورد عند البكري هو" حداب بني شبابة " جمع حدب، وهو الغليظ من الأرض في ارتفاع، كذلك فسر في التنزيل. وهي جبال من السراة ينزلها بنو شبابة من فهم بن مالك، من الازد، وليسوا من فهم عدوان. وهذه الحداب وراء شيحاط، وشيحاط من الطائف. وهذه الحداب أكثر أرض العرب عسلاً ".ويؤكد تواجد شبابة الأزد في السـراة ما جاء عند ابن حزم(ت456) "وولد شبابة بن مالك بن فهم هم بالبصرة والسراة"[13].

*إذاً هذا عيب كبير في منهجية القداح وإخلال بالأمانة العلمية،فقد حذف ما لا يناسبه و أبقى ما يوهم القارئ بصحة ما ذهب إليه.



3- جاء عند القداح [14] في الفصل الثاني المبحث ب :بلاد بني شبابة ونسبها الفقرة 12{قال السمعاني(ت.562هـ):" سراة بني شبابة، وهي من نواحي مكة"انتهى

*أقول لا يوجد ما يشير إلى كنانة في هذا النص، ولكن القداح ما زال يمارس هواية البتر والتدليس واستشهاده مردود عليه من عدة أوجه:

أ- السمعاني يقول أن (شبابة بطن من فهم) وهذا نص ما قال" الشبابي: بفتح الشين المعجمة، والألف بين البائين المنقوطة بواحدة.هذه النسبة إلى بني " شبابة "، وهو بطن من فهم،والمشهور بهذه النسبة: أبو هاشم هانئ بن المتوكل بن إسحاق بن إبراهيم بن حرملة الشبابي، الاسكندراني، مولى بني شبابة من فهم، كان فقيها ونزل الاسكندرية "[15].فالسمعاني ينص على أن شبابة من فهم ولا يوجد ما يشير من بعيد أو قريب إلى كنانة ولكن القداح يحذف( فهم ).لعدم وجود من اسمه فهم من ولد مالك بن كنانة.

ب- القداح جاء عنده"قال ابن حجر العسقلاني:"وشبابة بطن من فهم نزلوا السراة".

*وأقول القداح يتجاهل قول ابن حجر العسقلاني وفي نفس المصدر" هانئ بن المتوكل الإسكندراني الشبابي،نسب إلى شبابة: بطن من فهم. وشبابة : في قيس أيضاً " أي شبابة بن فهم بن عمرو بن قيس ولكن لان توضيح العسقلاني لا يناسب هوى القداح تجاهله .

وبالتدقيق نجد أن أتفاق نصي العسقلاني في كتاب التبصير حيث تقدم القول الأول"وبفتح المعجمة وموحدتين: هانئ بن المتوكل الإسكندراني الشبابي، نسب إلى شبابة: بطن من فهم.وشبابة: في قيس أيضاً."ثم بعد ذلك بعدد من الصفحات يأتي قول ابن حجر" شبابة، بالفتح وموحدتين أولاهما خفيفة بينهما ألف: ابن سوار، من رجال الصحيحين وشبابة بن المعتمر، شيخ كوفي، عن قتادة.وشبابة: بطن من فهم نزلوا السراة.
قلت: منهم: هانئ بن المتوكل مولى بني شبابة بن فهم. انتهى،"[16]

*لاحظ أنها تتفق جميعها على أن شبابة من فهم من قيس وتنزل السـراة ومنها هانئ المتوكل.فأين الأمانة العلمية عند القداح في التعامل مع النصوص؟!



4- جاء عند القداح [17] في الفصل الثاني المبحث ب :بلاد بني شبابة ونسبها الفقرة 15{قال ابن الأثير(ت.630هـ):" الشبابي: ..هذه النسبة إلى سراة بني شبابة، وهي من نواحي مكة،منها أبو جميع عيسى بن الحافظ أبي ذر، روى عنه أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي، وكان يحدّث سنة نيف وستين وأربعمائة".

*أقول الرد عليه من عدة أوجه:

أ-ابن الأثير في هذا النص لم يذكر (كنانة) ولم يفصل الانتساب للآباء وإنما خص الانتساب للمكان.

ب- أن ابن الأثير فصل الانتساب للآباء بعد النص السابق مباشرة وفي هذا النص " الشبابي بفتح الشين المعجمة والباء الموحدة وبعد الألف باء ثانية - هذه النسبة إلى شبابة وهو بطن من فهم وهو شبابة بن مالك بن فهم منهم أبو هاشم هاني بن المتوكل بن إسحاق بن إبراهيم بن حرملة الشبابي مولاهم الاسكندراني الفقيه"[18] فلماذا يتجاهل القداح هذا النص؟!

*لاحظ اتفاق قول ابن الأثير (ت630هـ) مع قول السابق للسمعاني (ت562هـ)على أن شبابة من فهم ثم يأتي ابن حجر العسقلاني (852هـ) ليؤكد ويوضح ذلك بقوله" هانئ بن المتوكل الإسكندراني الشبابي،نسب إلى شبابة: بطن من فهم. وشبابة : في قيس أيضاً ".


ويقول حمد الجاسر"شبابة بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان ،إخوة عدوان وجيرانهم في المنازل ويظهر أنّ السراة كانت لهؤلاء قديمًا"[19] ويقول البلادي " القول بأنّ شبابة هذه من إخوة عدوان أقرب وأصح لأن ديار الأزد كانت بعيدة عن شيحاط "[20].




5- جاء عند القداح [21] في الفصل الثاني المبحث ب :بلاد بني شبابة ونسبها الفقرة 18{ قال الفيروزآبادي (ت817هـ) حيث قال ما هذا نصه:" وشبابة.. نزلوا السراة أو الطائف ".

*أقول ما زال القداح يمارس البتر والتدليس فقد حذف (فهم) والذي جاء عند م الفيروزآبادي (ت817هـ) في كتاب القاموس المحيط:"شبابة : بطن من بني فهم نزلوا السراة أو الطائف ".

*فأين كنانة في النص؟ وإنما القداح يحذف(بني فهم)لأنه لا يوجد في ولد مالك بن كنانة من أسمه(فهم).



6- جاء عند القداح [22] في الفصل الثاني المبحث ب :بلاد بني شبابة ونسبها الفقرة 20{قال الفاسي(ت.821هـ):"... سراة بني شبابة وهي سراة بني سعد، بجهة بجيلة، بمجرى، وما حولها من بلاد بني سعد". ثم يعلق القداح في الهامش ، على ما أورده الفاسي في كتابة(العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ) بقوله "وسراة بني شبابة وردت هكذا: (سراة بني سياه)وهو تصحيف،وقد استدرك ذلك الشيخ حمد الجاسر- رحمه الله - ".

*أقول قول القداح مردود عليه من عدة أوجه:

أ- أن الفاسي لم ينص على أن بني سعد من كنانة.

ب-أن حمد الجاسر عندما صوب هذا الخطأ أشار إلى أن اسم شبابة يطلق قديما على شبابة بن فهم بن عمرو بن قيس بن عيلان "[23]ولم يشر إلى أنهم من كنانة.




6- جاء عند القداح [24] في الفصل الثاني المبحث ب :بلاد بني شبابة ونسبها الفقرة 23{قال جلال الدين السيوطي(ت.911هـ):" الشبابي بموحدتين إلى سراة بني شبابة من نواحي مكة".

*أقول النص مبتور والصحيح" الشبابي‏:‏ بموحدتين إلى سراة بني شبابة من نواحي مكة وشبابة بطن من فهم"[25].

* إذاً القداح يحذف (بني فهم) لأنه لا يوجد في ولد مالك بن كنانة من أسمه (فهم) .



8- جاء عند القداح تعليقا على النصوص السابقة[26]"أن الحداب من بلاد بني شبابة من جبال السراة كما جاء في نصوص الحجاج والفاكهي والدينوري.. "

*أقول قول القداح مردود عليه من عدة أوجه:

أ-جميعهم لم يرد عندهم نص على كنانة.

ب-ما جاء عند أبو حنيفة الدينوري"اما ما ذكره الاصمعي في حديثه عن سليمان بن عبد الملك من حداب بني شبابة فانها جبال بالسراة ينزلها بنو شبابة من فهم بن مالك، من الازد، وليسوا من فهم عدوان وهذه الحداب وراء شيحاط، وشيحاط من الطائف، وواحد الحدبة حدبه ، وحداب بني شبابة أكثر السراة عسلاً وأجوده، والغالب على عسلهم الضرم. وكذلك أخبرني بعض الأزد، وأخبرني أنّ العسل قِرى أضيافهم لكثرته عندهم " [27].

ج – نجد ان الدينوري رجح بين شبابتين فقط :شبابة من فهم أخوة عدوان من قيس وشبابة من فهم الازد ،ووضح ما يحتمل ان يلتبس على القارئ ليؤكد أن المقصود شبابة الازد ولو ان في هذا المكان شبابة أخرى تنتسب لكنانة لذكرها.

د-ان دلالة سياق كلام الدينوري عن العسل الشبابي عندما قال(وكذلك اخبرني بعض الازد واخبرني أن العسل قرى اضيافهم لكثرته عندهم)يدل على اتصال الحديث عن الازد.



9- جاء عند القداح [28] في الفصل الثاني المبحث ب :بلاد بني شبابة ونسبها تعليقا على النصوص السابقة :"د- أنّ بني شبابة تشتهر بالعسل الشبابي المنسوب إليها كما جاء في نص الحجاج بن يوسف،والفاكهي،والبلاذري والدينوري، والأزهري، ومن نقل عنهم "

*أقول نعم بني شبابة تشتهر بالعسل ولكنها لا تخرج عن شبابتين قيسية أو ازدية وما جاء عند الفاكهي (ت272هـ )هو" حدثنا أحمد بن حميد الأنصاري ، عن الأصمعي ، قال : حدثنا أمير الطائف وكان يكنى أبا محمد ، وكان من قريش ، قال" جاء كتاب هشام بن عبد الملك إلى أمير الطائف : سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد ، فأرسل إلي بعسل أخضر ، في وعاء أبيض ، في الإناء من عسل الندع والسما ، من نحل بني شبابة"قال الأصمعي : وبنو شبابة حي من عدوان ينزلون فوق الطائف " .فأين ذكر كنانة إنما النص واضح أن شبابة هنا هي من عدوان أي من فهم إخوة عدوان الذين يتشاركون النسب والمكان وفروعهم متداخلة مع بعض. ولكن الدينوري قال أنهم الازد ووضح ذلك في النقطة السابقة.



10- جاء عند القداح [29] في الفصل الثاني المبحث ب :بلاد بني شبابة ونسبها"قال أبو اليقظان(ت190هـ):"...هم من كنانة،من بني مالك بن كنانة،ينزلون اليمن،وينسب إليهم العسل.فيقال:عسل شبابي"وقال البلاذري(ت279هـ):"ومن بني مالك بن كنانة بنو شبابة وهم ينزلون اليمن وإليهم ينسب العسل الشبابي".

*أقول هذا قول شاذ ولا يعد حجة من عدة أوجه:

أ- ان ابن قتيبة الدينوري(ت276هـ) أورده في كتاب غريب الحديث"جاء في الحديث:أن بعض الخلفاء كتب إلى عامله بالطائف:أرسل إلي بعسلٍ في السقاء،ابيض في الإناء،من عسل الندغ والسحاء،من حداب بني شبابة،وبنو شبابة،قوم بالطائف.قال أبو اليقظان:هم من كنانة من بني مالك بن كنانة،ينزلون اليمن،ينسب اليهم العسل.فيقال:عسل شبابي"[30]

ب-نجد بعد ذلك أن ابن قتيبة الدينوري(ت276هـ) لم يورد قول أبو اليقظان في كتاب(عيون الاخبار) قسم كتاب الطعام ،وإنما ذكره وتوقف عند"...من حداب بني شبابة"[31].

ج- أن النص يخالف ما جاء عند العلماء الآخرين كما مر معنا عندما أوضحوا نسب (شبابة) وحددوا السراة بأنها لـشبابة من فهم إخوة عدوان أو شبابة من الازد فقط.

د-ان البلاذري(ت279هـ) عندما تحدث عن ولد مالك بن كنانة لم يورد ما يدل على أن هناك من أبناء مالك بن كنانة من اسمه فهم أو شبابة ،وعند أهل العلم النص على النسب هو المعتمد،ولو أن ما ذكره البلاذري صحيحا لم يتجاهله في النسب خاصة و أن زمن هؤلاء الأبناء سابق لزمن البلاذري ،وهذا نص ما جاء عند البلاذري في تعديد أبناء مالك بن كنانة ولا وجود لفهم بينهم"وولد مالك بن كنانة بن خزيمة : ثعلبة بن مالك والحارث بن مالك وحُداد بن مالك وشعل بن مالك و ساعِدة بن مالك و حساحسة أو حساسة،شك هشام ابن الكلبي "[32].

*إذاً كيف يعتمد القداح نصا ورد في غريب الحديث و لا يعضده نسباً ولا دلالة مكان، ولم يعتمد عليه البلاذري في ذكر ولد مالك بن كنانة، ولم يذكر في مصادر الأنساب الأخرى المتقدمة على البلاذري أو المزامنة له أو المتأخرة عنه.








يتبع ...















رد مع اقتباس