من القصيم باتجاه المدينة المنوّرة ومكّة المكرّمة : باستثناء المساحة التي تحتلها مطير، وبعض المضارب العائدة لهتيم، فإن المنطقة كلها على مداها مأهولة بالقبيلة القوية حرب، والتي تأتي بالدرجة الثانية بعد عنزة من حيث العدد، والاتحاد المرعب، لدى بدو جزيرة العرب · بني حرب The Bani Harab من الممكن تشكيل جماعة، من المجموع الكلي لهذه القبيلة قوامه ثلاثين إلى أربعين ألف رجل مسلّحين بالبنادق، كما أن قبائلهم ذات قوة كبيرة، إلى الدرجة التي يمكن أن تعتبر كل منها هيئة مستقلّة، ومع هذا فإن الروابط التي تربط كافة المجموعات معاً تبقى أكثر متانة منها لدى قبائل عنزة· وعلى وجه التقريب فإن كل قبيلة قد تبنّت نمطي الحياة كليهما· فهم (بنو حرب) يجنون فائدة ذات اعتبار من قوافل الحجاج المصريّة والسورية، ويمكن أن يوصفوا بأنهم سادة الحجاز · كانت بنو حرب آخر قبيلة استسلمت للوهابيين وهم يمتلكون قليلاً من الخيول جنوب المدينة المنوّرة، ولكن كل ولد منهم مسلّح ببندقية· ويقوم عربان حرب غالباً بحملات غزو للسلب ضد عنزة في مضارب الأخيرة، إلى سهول حوران قرب دمشق · عشائر حرب شرقي المدينة المنوّرة وهم البطون التالية : المزينة Mezeyne بمقدورهم حشد اربعمائة إلى خمسمائة خيّال وحوالي الفي بندقية، وقد اعتنقوا الوهابيّة قبل قبائل حرب الأخرى، وجميعهم بدو. الوهوب Wohoub والغربان Gharban، الجناين Djenayn وبعضهم مستقرون وزرّاع للحقول بين التلال الواقعة شرق المدينة المنوّرة إلى مسافة مسير ما بين يومين إلى ثلاثة أيام ؛ وربما يشتقون اسمهم من ذلك · بني علي : وهم شيعة واتباع لسيدنا علي ( كرّم الله وجهه ) ويبلغ عددهم حوالي خمسمائة مسلّح، وقليل منهم مستقرون، ويمتلكون بعض منابع المياه الواقعة في الأماكن الخصبة fertile spots حيث يزرعون الحنطة والشعير، لكنهم يعيشون في الخيام· ويمضون غالبية الوقت من السنة في الصحراء · عشائر حرب قرب المدينة المنوّرة باتجاه الشرق والجنوب بني صفر، بني عَمّـر Ammer، وهي قبيلة قوامها من الفين إلى ثلاثة آلاف مسلّح، وثلاثمائة فارس خيّال، ويعيشون شرقي وجنوب المدينة المنوّرة، وموصوفون بطباعهم بالجبن، وضعف الإيمان bad faith، ويعمل الكثير منهم زُراعاً· وهم يمتلكون منطقة الفرا Fara والتي يتم تصدير تمرها إلى كافة مناطق الحجاز، والتي يقال أنها خصبة جدّاً، وقد انضم شيخهم ضويني Doyny إلى الجيش التركي، وعندما وصل القصيم عاد إلى الوهابيين · الحميدي el-Hamede وهم يعيشون شرق وجنوب المدينة، وهم مساوون لبني صفر المذكورين اعلاه، بالقوّة، والقليل منهم زرّاع، ويعتبر محمد بن مُطلب في الوقت الحاضر شيخ بني حرب جميعهم، وقد خلف الشيخ جزا Djezye الذي لقي حتفه غدراً في المدينة المنوّرة عام 1814 على يد الحاكم التركي · ويتقاضى بنو حرب فيما بين المدينة المنوّرة، ومكة المكرمة، جزية كبيرة أي صرّة من قوافل الحجاج السوريين والمصريين، ويقال أن الصرّة التي يدفعها المصريون تبلغ ثمانية آلاف دولار حيث يقتسمها الشيوخ فيما بينهم، ويشاركهم بعض الأفراد في ذلك · حرب جنوب المدينة المنوّرة بني سالم· ويقطنون في اودية جديد، وصفرا، في بيوت وسط مزارع النخيل، وقليل منهم بدو، وباستطاعتهم حشد الفين وخمسمائة بندقية وقد وصفوا لي أنهم جنود ممتازون، وهم يتلقون جزية كبيرة من قوافل الحج السوري الذين يمرّون عبر اراضي منطقتهم · الحواسب Howaseb، ويتبع اليهم قرية الحمراء ذات الحقول والحدائق، والواقعة فيما بين جديد، وصفرا، إن الجزء الأكبر من الحواسب بدو · الصبح Sobh، ويستطيعون جمع الفين وخمسمائة رجل مسلحين بالبنادق، ويعتبرون أكثر العشائر المحبّة للحرب من بني حرب ويتبع اليهم بدر والمنطقة المحيطة بها· لقد رأيتهم يجلسون خلال النهار في حوانيتهم الصغيرة في بدر (حيث يقام سوق هناك)، وفي المساء يمتطون جمالهم، ليعودوا إلى عائلاتهم في الصحراء، وأما بعضهم فهو مستقر بصفة دائمة في بدر، ويسكن الجزء الأعظم منهم في جبال صبح Sobh شرقي بدر، والذي يتعذر على الأعداء إجتيازه أو الوصول إليه inaccessible، وكان ملجأ لقبيلة بني حرب ضد الوهابيين الذين عجزوا عن ازاحة بني حرب منه، وتنبت اشجار النخيل والسّنا senna بكميات وفيرة على ذلك الجبل· وهم يقسّمون أنفسهم إلى ثلاثة قبائل فرعية هي: الشقبان shokban، الرحالات Rehalat· والخدرا Khadhera· العوف : وهم أكثر بني حرب جلافة ووحشية، حيث يحتلّون الجبال الواقعة جنوب جبل صبح باتجاه رابغ، ولم يخضعوا تماماً للوهابيّين· إن اسم عوف شيء مرعب إلى حدود مكّة المكرّمة وخاصة للحجاج كافة، ذلك أنهم لصوص مغامرون، وهناك جماعات منهم يعدّون حوالي ثلاثمائة إلى اربعمائة رجل، اعتادوا أن يعتدوا ليلاً على مخيمات الحجاج، ويأخذون بالقوة أحمالاً ثمينة· وهم معتادون على اللحاق ليلاً، بالحجاج أثناء عودتهم من بيت الله الحرام إلى مسافة مسيرة عدة أيام بعد المدينة المنوّرة، وذلك على أمل سلب المقطوعين التائهين من مواكب الحجيج · الهايب / الهيب : el-Haib وهم فرع من بني عوف، وقد هاجروا (كما ذكرت سابقاً) إلى سوريا واحتلّوا لجمالهم المراعي الخصبة على قمم جبل لبنان · ذوي ظاهر Dwy Dhaher وهم يمتدون من رابغ باتجاه مكّة المكرّمة، كما توجد عدة مضارب لهم قرب المدينة المنوّرة، وهم يحتلّون المنطقة إلى وادي فاطمة، وقد قدّم شيخهم غانم، خدمات جُلّى للجيش التركي في المدينة المنوّرة · بني حرب (في المنطقة المنخفضة، أو تهامة أو الغور فيما بين الجبال والبحر) زبيد Zebeyde، وهم يسيطرون على الساحل من جوار ينبع إلى جدة والليث (ويمكن مشاهدة بعض مضارب من هتيم فيما بعد جدّة باتجاه الجنوب نحو الليث)· وهناك العديد من قبيلة زبيد، مستقرون· ويعتبر موقع السوق في خوليز Kholeys، وجواره الخصب، والذي يبعد مسيرة يومين شمال جدّة، محطتهم الرئيسة· وحيث أن منطقتهم فقيرة بوجه عام، فإنهم مضطّرون للبحث عن وسائل أخرى من الثروة substance، بدلاً من الاعتماد على المرعى وحده· فهم صيَّـادوا سمك نشيطون، وبعضهم بحّارة، ويعملون كأدلاء ومرشدين pilots فيما بين ينبع وجدّة · وقد ادّت روابطهم الحميمة مع سكان مدن الحجاز، وممارستهم للتجارة، إلى أن تنظر إليهم بقية قبائل حرب بازدراء· فمثلاً يأبى الرجل من صبح أو بني سالم أن يناديه آخر بقوله : يا زبيدي، معتبراً ذلك أهانة كبيرة له· ويقال أن بعضاً من زبيد قد استقر بهم المقام في منطقة شط العرب اسفل بغداد، ومن النادر أن تجد خيولاً لدى حرب الموجودة فيما بين المدينة المنوّرة ومكّـة، سوى القليل التي يمتلكها اصحابها الرئيسيون · لقد تعرّفت شخصياً إلى غالبية عشائر حرب المذكورة أعلاه، كما أن اسماء العشائر الأخرى، من نفس القبيلة، مألوفة إليّ رغم أنني لا استطيع تذكر أماكن اقامتهم المتعاقبة بالضبط، لكنني اعرف أنهم يقيمون في منطقة المدينة (المنورة) واسماؤهم هي سدّا Sedda، جمّلة Djemmela وسعادين Sadyne · البدو من المدينة المنوّرة باتجاه مكّة المكرّمة والطائف شرقي السلسلة الجبلية الكبيرة: تقيم حرب في هذه الجبال وغريبها باتجاه البحر
وهي خليط من معلومات جغرافيه وسكانيه معروفه واراء واستنتاجات شخصيه تخص الكاتب ولكن لامانع من معرفة رؤية المستشرقين لعرب الجزيره من باب العلم بالشي والا عرب الجزيرة اعرف بانفسهم من غيرهم
وكل القبايل فيها الخير وفيها الصفات العربيه الطيبه وان وجد بعض النماذج السيئة فهم بشر وليسو ملائكه