لن يصلح العطار ما أفسد الدهر
ولا أظن بأن جمعية حقوق إنسان خرجت من رحم وزارة رسمية تمثل المسؤولين في الوزارة ستعمل بكل اخلاص وصدق لصالح قضايا المواطن والوطن ... مسجون أو مديون .. عاطل .. فقير .. .. الخ .. اي مواطن حصل عليه جور من ادارة رسمية .. او وزارة حكومية .... وزارة الصحة .. التعليم ...........الخ الخ الخ ....
خلقت هذه الجميعة لذر الرماد في العيون الغربية الزرقاء فقط .. ليس أكثر من هذا ..... فقد أقلقت صحتنا الحملات الصحفية والحكومية الغربية على تخلف النظام الاجتماعي لدينا .. فلا وجود لأي جهة حقوقية تمثل المواطن وتتبنى قضاياه وتطالب بحقوقه ... لا نقابات مهنية .. لانقابة اطباء .. ولا معلمين ... ولا طلاب... ولا محامين ... ولا عمال ... ولا صحفيين .. ولا .... ولا ..... ..... ولا حقوق نساء ...ولاحقوق شباب ...... ولا جميعات أهلية .......والمواطن تحت مشيئة المسؤول .. إن شاء عذبه .. وإن شاء غفر له هههه ..... إن شاء أعطاه .. وإن شاء منعه .... بيده كافة السلطات والصلاحيات .. والمواطن مسلوب الإرادة ليس أمامه إلا أسلوب التودد والتحبب .... كما تتودد الحاشية الوضيعة لسيدها وولي نعمتها .....وإذا فشل هذا الأسلوب المقرف الذي أدمنت عليه وإستمرءته فئة غير قليلة من القطيع .. أو الرعاع التعساء .... لجأ هذا المواطن التعيس إلى أقوى سلاح منحوه إياه ..وهو سلاح رفع الشكاوي على جهة حكومية ضد جهة حكومية أخرى .... أشكو مسؤولا على مسؤول آخر .. ياللعجب ..وياللهول هههههه .....وتكمل دورتها هذه الشكوى وربما تعود هذه الورقة البائسة في آخر المشوار إلى المسؤول المتهم أو المشكى .....خصوصاً إذا كان مسؤولا رفيع المستوى... ويصبح هو الخصم والحكم ... كما حدث هذا في قضايا كثيرة ... والأمثلة عديدة ..والقصص التي تحكي هذا الواقع قد ملها الناس من تكرارها .... ماهذا البؤس .. وماهذا التخلف .... وكأننا في عصر الإقطاع .. ومجتمعات القرون الوسطى .... ولسنا في العصر الحديث .... وقد سبقتنا كل المجتمعات العربية الفقيرة منها والغنية في هذا الجانب بخطوات ... ونحن لم نبدأ الخطوة الأولى بعد ...
أنا بدوري سأكمل دورتي حول الموضوع .. كما فعلت هذه الورقة البائسة وسأنتهي إلى مابدأت به ...وأؤكد على أن جميعة حقوق الإنسان الحقيقية هي التي تستمد شرعيتها من الشعب أكان ذلك إنتخاباً أو تفويضاً ....وليست جميعة ركبت موجة حقوق الإنسان العالمية وتريد أن تحسن وجه المتخلف أما أعين العالم ... وتوهم العالم بأننا مجتمع متطور لديه مؤسسات مدنية .. وتقف مصداً حائلاً أمام المطالبات الحقوقية العربية والدولية النزيهة .... ولسان حالها يقول أيتها الجهات الحقوقية الخارجية لم يعد هناك حاجة للتدخل في شؤون المواطن فلقد أصبح لدينا جميعة حقوق إنسان وطنية تتبنى قضاياه ...ولم تخلق هذه الجمعية إلا من أجل لعب هذا الدور ....فالرسالة موجهة إلى الخارج وليست موجهة إلى الداخل إطلاقاً .... وإلا فأي نوع هذه الجميعة الممسوخة التي تطالب بحقوق لزبانية العذاب وتوصي بهم خيراً من المسؤولين خوفاً على أخلاقهم و أحاسيسهم ومشاعرهم من أن تتشوه من كثرة إحتكاكهم بسجناء أكثرهم ربما لم يدخل السجن في قضايا مخلة بالشرف والسمعة .... أي جمعية خرقاء .. وأي رئيس هذا ساوى بين الجلاد والضحية .. وبين نزلاء السجن وزبانية عذابه ....من أي نوع أنت أيها الأجوف... والله أستبعد أن يحدث هذا في أي جمعية حقوقية في العالم تحترم نفسها وتفهم طبيعة عملها .... اللهم إلا إذا كانت لاتمثل المواطن بل تمثل الطرف الآخر
كان بودي أن أقول أكثر .. لكن قد مللت الكتابة وطول السهر ياعزيزي صقر النوايا
فرصة سعيدة .. وتشرفت بمشاركتك ومشاركتكم جميعا ......
أستأذنك في الإنصراف
صقر السعودية
آخر تعديل صقر النواصر يوم 09-Jul-2010 في 11:45 PM.