بل عنتر اشجع الفرسان وهو من قال
واشتاق الى كاسات المنايا اذا صفت
وانهالت علي سهام المصائبي
وهو الذي عاش في زمن العبوديه الظلماء وساد قبيلته وصنع لها امجاد وهو اسود الوجه وقال :
لاتسقني ماء الحياة بذلة
بل فاسقني بالعز كاس الحنظل
موت الفتى في عز خير له
من ان يبيت اسير طرف اكحل
فمن يعيش في تلك العصور الغابره اسود البشره ويحكم ويسود ويعرب نسبه ويفصح لسانه بمعلقه نتداولها الى هذا الزمن بقوله :
هل غادر الشعراء من متردم
أم هل عرفتَ الدارَ بعد توهّمِ
وهو صاحب الخلق العربي الاصيل وصاحب مكارم الاخلاق بقوله:
واغض طرفي مابدت لي جارتي
حتى يواري جارتي مؤواها
اني رجل سمح الخليقة ماجد
لااتبع النفس اللجوج هواها
وهو العربي البدوي الذي تغنى بمحبوبته بوصف الرجوله والشجاعه وقرقعة السيوف والدم
ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني
وبيض الهند تقطر من دم
فوددت تقبيل السيوف لانها
لمعت كبارق ثغرك المتبسم
وهذه ابيات تدل على شجاعة ابا الفوارس ومن ابياته يرد على من يشكك في شجاعته :
أثني عليّ بما علمت فإنني
سمح مخالطتي إذا لم أظلمِ
فإذا ظلمت فإن ظلمي باسلٌ
مر مذاقته كطعم العلقمِ (١)
هلا سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالكٍ
إن كنتِ جاهلة بما لم تعلمِي
يخبرك من شهد الوقيعة أنني
أغشى الوغى وأعف عند المغنمِ
فأرى مغانم لو أشاء حويتها
فيعيدني عنها الحيا وتكرّمي
ولقد شفا نفسي وأبرأ سقمها
قول الفوارس ويك عنتر أقدم
لما رأيتُ القوم أقبل جمعهم
يتذامرونَ كررتُ غيرَ مذممِ
يدعون عنتر والرماح كأنها
اشطان بئرٍ في لبانِ الأدهمِ
مازالتُ أرميهم بثغرةِ نحره
ولبانه حتى تسربل بالدمِ
فازور من وقع القنا بلبانهِ
وشكى إليّ بعبرةً وتحمحمِ
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى
ولكان لو علمَ الكلامَ مكلمي