عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 05-Dec-2010, 04:28 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
خلف الروقي

رابطة محبي الهيلا

إحصائية العضو






خلف الروقي غير متواجد حالياً

افتراضي

أمنا خديجة بريئة منك ....!

الْحَمْدُ للهِ القَائِلِ {وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج 25].

وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى الْمَبْعُوثِ رَحْمَةً لِلعَالَمِينَ، وَضِيَاءً لِلسَّالِكِينَ القَائِلِ: ((أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللهِ ثَلاَثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ))[البخاري]. أَمَّا بَعْدُ.

فقد قدَّر الله تعالى أن ندرك زمناً أخبر عنه رسول الهدى محمدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ((إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سِنِينَ خَدَّاعَةً، يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ؛ وَتَتَكَلَّمُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ)). قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: ((الْفُوَيْسِقَةُ تَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ)).[صحيح رواه أحمد وغيره].

وقدَّر اللهُ أن نرى أنواعاً من الرويبضات الفويسقات اللاتي يتكلّمن في أمر العامة دون علم يبصرهن، ولا تقوى تردعهن، ولا حياء يؤطرهن، ولا حمية على دين تقودهن، ويسرن على غير هدىً من الله ورسوله، فمنهن من تربّت في الغرب، وليس لها ما تنتسب به إلى هذه البلاد الطّيّبة إلاَّ بطاقة الهوية التي تحملها، ومنهن من تخرجت في جامعة أمريكية، أو مدرسة فيكتورية، ومنهن من درست في مدارس خاصة لا يقصر حالها عن حال ما سبق، ومنهن من ضعفت ثقتها بنفسها ونهجها فأصبحت تلهث وراء كل ناعق، وإن كانت لم تنل حظ الدراسة في تلك القلاع التغريبية العتيدة.

وقد نشرت بعض وسائل الإعلام خبر عقد مؤتمر تداعت إليه قوى شرٍّ تغريبية كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، يوم أن ترك جمهورنا الاحتساب على أرباب المنكر، تطاولوا وتجرؤا، ولم يجدوا يدَ قوَّةٍ لمنكراتهم حاصدة.

وإنّ هذا المؤتمر الذي ادّعى أربابه أنّه للتنمية ومشاركة المرأة فيها، تتعدد طرائق المعلقين عليه، والناقدين له، والمنكرين عليه، من جماهير رجال ونساء الشعب المسلم السعودي الأبي، الذي يعيش في بلده، تحكمه سنن شرعة ربِّ العالمين، وتعيش عناكب المؤتمر، وأغيلمة الصحافة التي تطبل له في واد سحيق بعيد، لا يشبه السعودية في طعمه ولا ريحه ولا لونه، وذلك أن هذه العناكب، وأولئك الأغيلمة تغيرت طعوم وألوان وريح عقولهم بما سلبها الطهورية، فلم تصح طهارتها، وأصبحوا بحاجة إلى إعادة طهوريتهم، بمكاثرة حقٍّ، أو بنزح باطل يريح المسلمين من شرّه.

وسيكون حديثي عن هذا المؤتمر المشبوه في ضَلال القائمين عليه الطريقَ بانتسابهم إلى طهارة أمنا أمِّ المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها، مع أنهم مصرّون على تنكب طريقها، ومخالفة منهاجها، راضون بما تلطخوا به من أوضار التغريب، داعون أهل الطهارة إلى الولوغ معهم في رَدْغَة الْخَبَال.

وسأعقد –بإذن الله- مقارنة بين انتسابهم، وبين المنتسَب إليها رضي الله عنها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنِ ادَّعَى أَباً فِي الإِسْلاَمِ غَيْرَ أَبِيهِ، يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ، فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ)).[متفق عليه].

فمن هي أمنا أمُّ المؤمنين خديجة رضي الله عنها؟

هي سيدة نساء ربِّ العالمين في زمناها، وممن كمل من النساء، العاقلةُ الجليلة الدَّيّنة المصونة الكريمة، التي سميت في الجاهلية بـ: (الطَّاهرة).

هي من أرسل اللهُ جلَّ جلاله من فوق سبع سماواته جبريلَ عليه السلام ليقرئها السلامَ مِن ربّها عزّ وجلّ، ويبشرها ببيت في الجنة من قصب [لؤلؤ مجوف]، لا صخب فيه ولا نصب.

هي من كان رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم إذا ذكرها لم يكد يسأم من الثناء عليها، والاستغفار لها، ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين، ويبالغ في تعظيمها. كيف لا، وهي حبيبة رسول الله الأمين، وبطانة الصدق للنبي الكريم، التي لم يكن يُقدِّم عليها غيرها.

هي أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، وثبَّتَت جأشه، ولما جاءها وقد رأى جبريل عليه السلام، قال لها: ((لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي))، قَالَتْ لَهُ: كَلاَّ، وَالهَِ، مَا يُخْزِيكَ الهَُ أَبَداً، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ. ثُمَّ ذَهَبَتْ بِهِ إِلَى وَرَقَةَ بْنِ نَوفَلِ بْنِ أَسَدٍ، وَكَانَ شَيْخاً قَدْ عَمِيَ.[متفق عليه].

هذه خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، القرشية الأسدية، أم القاسم بن محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنها.

نسبٌ كالدُّرِّ المتلألئ، وعفافٌ مقدَّسٌ لم يسمع بالخنا، وسمو لا يقترب من السفول، وإباء يستكبر على الخنوع، وولاء لله ولرسوله لا تدور بخلَده الخيانة، وبراءٌ من أعداء الدين لا يمسه خور ولا ملاينة، وعكوفٌ على حسن تربية أبنائها حتى أخرجت لنا سيدات بيت النبوة: رقية، وزينب، وأم كلثوم، وفاطمة؛ سيدة نساء أهل الجنة، رضي الله عنهن.

ملكت المال الوفير، ولكنه لم يملكها، ولم يجد إلى قلبها سبيلاً، ولم تخرج يوماً من أجله تزاحم الرجال، وتغش نواديهم، وتبادلهم الابتسامات والضحكات.

لم تقل يوماً أنا كالرجال، فتخرج تزاحمهم في الأسواق، وتسافر للتجارة مع القوافل، بل بقيت في بيتها مصونة مكرَّمة عفيفة، واستأجرت من يتَّجر لها؛ استأجرت رجالاً من قريشٍ، ثم لما رأت عفاف وصدق وأمانة سيّد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، جعلته هو الذي يتَّجر لها مع مولاها ميسرة، مع أنها رضي الله عنها عاشت وماتت قبل الهجرة بثلاث سنين، قبل نزول الأمر بالحجاب بثمان سنين، وقبل نزول أحكام تعامل النساء مع الرجال، ولكنها فطرة العفاف والتصوّن التي فطرها المولى عزَّ وجلَّ عليها، فاستحقت في الجاهلية لقب: [الطاهرة].

وَلنَنْظُرْ إِلَى وَصفِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَهَا فِي أَوَّلِ البِعْثَةِ حَيْثُ قَالَ:

أَوَّلُ شَيْءٍ عَلِمْتُ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ الهِر ?، قَدِمْتُ مَكَّةَ فِي عُمُومَةٍ لِي، نَبْتَاعُ مِنْهَا مَتَاعاً، وَكَانَ فِي بُغْيَتِنَا شِرَاءُ عِطْرٍ، فَأُرْشِدْنَا عَلَى الْعَبَّاسِ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ جَالِسٌ إِلَى زَمْزَمَ، فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ، فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَابِ الصَّفَا، أَبْيَضُ تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ، لَهُ وَفْرَةٌ، جَعْدٌ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ، أَشَمُّ، أَقْنَى، أَذْلَفُ، بَرَّاقُ الثنَايَا، أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، دَقِيقُ الْمَسْرُبَةَ، شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ، كَأَنَّهُ الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، يَمْشِي عَلَى يَمِينِهِ غُلامٌ أَمْرَدُ، حَسَنُ الْوَجْهِ مُرَاهِقٌ، أَوْ مُحْتَلِمٌ، تَقْفُوهُمُ امْرَأَةٌ قَدْ سَتَرَتْ مَحَاسِنَهَا، حَتَّى قَصَدَ نَحْوَ الْحَجَرِ، فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ اسْتَلَمَ الْغُلامُ، ثُمَّ اسْتَلَمَتِ الْمَرْأَةُ، ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعاً، وَالْغُلامُ وَالْمَرْأَةُ يَطُوفَانِ مَعَهُ، ثُمَّ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَكَبَّرَ، وَقَامَ الْغُلامُ عَنْ يَمِينِهِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَقَامَتِ الْمَرْأَةُ خَلْفَهُمَا فَرَفَعَتْ يَدَيْهَا وَكَبَّرَتْ، وَأَطَالَ الْقُنُوتَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، فَقَنَتَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدَ الْغُلامُ وَالْمَرْأَةُ مَعَهُ، يَصْنَعَانِ مِثْلَ مَا يَصْنَعُ وَيَتَّبِعَانِهِ، قَالَ: فَرَأَيْنَا شَيْئاً لَمْ نَكُنْ نَعْرِفُهُ بِمَكَّةَ، فَأَنْكَرْنَا، فَأَقْبَلْنَا عَلَى الْعَبَّاسِ، فَقُلْنَا: يَا أَبَا الْفَضْلِ، إِنَّ هَذَا الدِّينَ لَمْ نَكُنْ نَعْرِفُهُ فِيكُمْ، أَشَيْءٌ حَدَثَ؟ قَالَ: أَجَلْ وَالهِ،، أَمَا تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لاَ. قَالَ: هَذَا ابْنُ أَخِي مُحَمَّدُ بن عَبْدِالهِك، وَالْغُلامُ عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ، وَالْمَرْأَةُ خَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ، امْرَأَتُهُ، أَمَا وَالهِأ، مَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ يَعْبُدُ الهََ عَلَى هَذَا الدِّينِ إِلا هَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ.[رواه الطبراني بإسناد جيد].

قال الشاعر:

هذي المكارم لا قعبان من لبن *** شيبا بماء فعادا بعد أبوالا

هذه إضاءاتٌ سريعات من سيرة أمنا خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.

فهل هؤلاء القائمون على هذا المركز الذين نسبوه إليها سائرون على خطاها حقّاً؟

إنّ النّاظر إلى أهداف هذا المركز، وإلى تاريخه منذ إقامته لا يكاد يرى إلاّ مخالفةَ سيرتها، والبراءةَ من طريقتها، والسيرَ على خطى أعدائها من مستغربين وغيرهم، وإنّ نظرة سريعة في تاريخ استضافات المركز، وأعماله، وطروحاته تجعل اللبيب يوقن أنه مركز دعيّ، و(الولد للفراش) لا لمن يدعى النسبة إليه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ لاَدَّعَى نَاسٌ دِمَاءَ رِجَالٍ وَأَمْوَالَهُمْ. ذَكِّرُوهَا بِالهِل، وَاقْرَؤُوا عَلَيْهَا { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ الهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ الهُا وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ})).[متفق عليه].

وهؤلاء أمَرَهم الله تعالى بالاعتصام بكتابه وسنة نبيه، قال تعالى {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ}، فأبوا إلى التحلل من شرعه، وتنكب طريق نبيه.

وإنَّ نظرة سريعة في الصور التي بثتها وسائل الإعلام تظهر أنّ هؤلاء القوم لا علاقة لهم بأمنا بخديجة رضي الله عنها، فلا ترى إلاّ اختلاطاً، وتلاحماً بالأجساد، واستعراضاً بالملابس، فالوجه والشعر مكشوفان، بل والسيقان والنحور. وأمنا خديجة في أول البعثة، وقبل نزول الحجاب بثمان عشرة سنة كانت تستر محاسنها، ولا تختلط بالرجال، ولا تغشى نواديهم، ولا تخرج إلى السوق ولا تسافر من أجل تجارة كما تريد القائمات على هذا المنتدى.

ثم ههنا أسئلة تظهر شيئاً من فروق ظاهرة، وبونٍ شاسع يُرينا: "أين الثرى من الثريا"؟:

*ما دخل أمنا خديجة بمغنية مجلوبة تصدح بالغناء ووراءها فرقة موسيقية أمام المجتمعين؟

*وما دخل أمنا خديجة بتدريب فتيات يغنين على أنغام الموسيقى؟

*وما علاقة أمنا خديجة بالتبرج والسفور الذي ملأ ردهات مقر المنتدى؟

*وما وجه الاقتداء بخديجة حين تصرح إحداهن بأنها من خلال منتداها تشكل قوة تضغط على أصحاب القرار لتعيين كبار موظفي وقياديي الدولة؟

*وما وجه الشبه بين أمنا خديجة الْمُصلِحَة وبين المنتدى الذي تصرح القائماتُ عليه أنهن سيغيرن المجتمع شاء أم أبى، وأنهن في طريق فرض ذلك، ولا يهمهن ما يقال عنهن؟

*وهل أمنا خديجة العفيفة المصونة كانت تراسل وزيرات وسفيرات فارس والروم والحبشة وتقيم علاقات معهن، وتستضيفهن، وتطلب من الصحابيات أن يستفدن من تجاربهن في نيل حقوقهن كما فعلت القائمات على المنتدى من جلب من لا تعرف بدين ولا علم لتتحدث عن تجربتها في السعي للتفلت من الدين والخلق؟

*إننا نعرف من سيرة أمنا خديجة رضي الله عنها أنها أسهمت في إصلاح المجتمع؛ بِحَثِّ نسائه على الاعتصام بالكتاب، والاقتداء برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ ليتحقق الإصلاح الحق، وأما المتآمرات فقد خرجن لحث النساء على التفلت من أوامر الكتاب والسنة باسم التقدم، وترك الموروث القديم، والسير في ركب المدنية الغربية، ورفع الصوت لتسمعه المنظمات الدولية للضغط على بلادنا، فأين أفعالكن من أفعال أمنا خديجة؟

*نحن نعلم من سيرة أمنا خديجة رضي الله عنها أنها ما زاحمت الرجالَ يوماً على منصب وزارة، ولا كشافة، ولا جندية، ولا محاسبة، بينما هذه القضايا هي أهم القضايا التي يهرول هذا المركز وراءها لاهثاً، فما علاقة أمنا خديجة بأُمِّكُنَّ (جانيث)؟

*ما علاقة خديجة رضي الله عنها التي لشدّة اعتصامها بكتاب ربها وسنة نبيها نالت شرف سيدة نساء الدنيا، ما علاقتها بالصور الكاريكتورية التي تم توزيعها بين الحاضرات، وفيها استهزاء بالقوامة، والمحرم، وقرار المرأة في بيتها، والحجاب، وكلها أحكام ثابتة بالكتاب والسنة؟

*ثم هل قامت الطاهرة النقية العفيفة أمنا خديجة رضي الله عنها بالضغط ودفع النساء ليعملن أجيرات عند الرجال لنيل حقوقهن كما تطالب المؤتمرات؟

*ونحن نعلم من سيرة أمنا خديجة رضي الله عنها أنها اعتزلت الرجال إلاّ زوجها ومحارمها، وعكفت على تربية بناتها حتى أخرجت لنا سيدات بيت النبوة دون الخوض في لغطِ وصخبِ الأسواق؛ لذلك كافأها الله تعالى بجزاء من جنس عملها، فبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب، بينما نرى المنتدى يدفع بالنساء دفعاً إلى حيث الصخب والنصب، ومزاحمة الرجال بالأكتاف والركب، فكيف يصح هذا الانتساب؟ وقد قال رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ الهَف يَبْغَضُ كُلَّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ، سَخَّابٍ فِي الأَسْوَاقِ، جِيفَةٍ بِاللَّيْلِ، حِمَارٍ بِالنَّهَارِ، عَالِمٍ بِالدُّنْيَا، جَاهِلٍ بِالآخِرَةِ)).[صحيح رواه ابن حبان].

*نحن نعلم أن خديجة رضي الله عنها أصلحت في الأرض بعد إفسادها، أما هذا المنتدى فنراه من وسائل الإفساد في الأرض بعد إصلاحها، فكيف ينسب إليها؟
*أفبعد هذا كلِّه يصح انتساب المنتدى إلى أمنا خديجة رضي الله عنها؟

*إن واحدة مما مرّ ذكره كافية لبراءة أمنا خديجة من هذا المنتدى، فكيف بها مجتمعة؟!

أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يجعلني وإياكم ممن أعزّ أمر الله تعالى فأعزّه، ولجأ إلى مولاه فتولاه، وأن يجعلنا ممن يحيا به الحقّ والسنن، ويموت به الباطل والبدع والإحن، ويندحر به التّشدّد والتّميّع، ويستضئ بنور علمه أهل زمانه، ويقوّي قلوب المؤمنين من إخوانه.

وأسأله تعالى أن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ومن مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين، وأن يردنا إليه ردّاً جميلاً. آمين.

وصلى الله وسلم على نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.


كتبه د. أحمد بن عبدالعزيز الحمدان















رد مع اقتباس