اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نواف العصيمي
لاهنت ,, والله يصلح حال الأمه وينصر شعب فلسطين ..
|
مشكور أخي نوف على المرور
وفيما يلي مقال آخر حول نفس الموضوع:
حائط البراق - من زمن هرتزل.. الى «لجنة شو».. الى المشهد المقدسي الراهن...!
نواف الزرو
05-12-2010
بدعوته السلطة الفلسطينية إلى نبذ وإدانة الدراسة الصادرة عنها التي تدحض المزاعم الإسرائيلية بشأن حائط البراق، الجدار الغربي للمسجد الأقصى والذي تسميه إسرائيل "حائط المبكى" يتقدم رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو خطوة جديدة في حربه التهويدية التزييفية التي يشنها على المدينة المقدسة، وزعم بيان صادر عن مكتب نتنياهو "إن إنكار العلاقة بين الشعب اليهودي وحائط المبكى من قبل وزارة الإعلام الفلسطينية أمر باطل من أساسه ويشكل فضيحة حقيقية".
وفي هذا النطاق فاننا لا نستغرب المزاعم وردود الفعل الاسرائيلية التصعيدية بهذا الصدد، غير ان الغرابة في ان تلتحق الادارة الامريكية هكذا انجرارا باطلا وراء المواقف الاسرائيلية، والواضح ان الموقف الامريكي على لسان بي.جيه.كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، الذي وافق فيه على الطرح الاسرائيلي، محاولة لاستدعاء وعد بوش لشارون الذي اعترف بحقائق الامر الواقع التهويدي في القدس والضفة.
تستدعي هذه المزاعم الاسرائيلية - الامريكية المتعلقة بالعلاقة الروحية بين اليهود والقدس، شيئا من ادبياتهم واساطيرهم المزيفة للمشهد المقدسي ، فقد كان ثيودورهرتزل مؤسس الحركة الصهيونية اول من ادعى مثل هذه العلاقة ، فقال في إحدى خطبه في المؤتمر الصهيوني الأول [ 92 - /13 أغسطس - آب ـ 1897 ]: "إذا حصلنا يوماً على القدس وكنت لا أزال حياً وقادراً على القيام بأي شيء.. فسوف أزيل كل شيء ليس مقدساً لدى اليهود فيها ، وسأحرق الآثار التي مرت عليها قرون".
وما بين زمن وتمنيات هرتزل، الى احداث عام 1929 حول البراق، تعود بنا الدراسة الفلسطينية الى الاضطرابات وثورة البراق عام 1929، التي اجبرت الحكومة البريطانية على ارسال لجنة للتحقيق عرفت باسم "لجنة شو"، نسبة إلى رئيسها، وبين جملة توصياته، أوصى شو بإرسال لجنة دولية للتحقيق في موضوع حقوق العرب واليهود في البراق. وفي 15 أيار من العام 1930، وافق مجلس عصبة الأمم على الأشخاص الذين تم ترشيحهم من قبل بريطانيا لعضوية اللجنة. ووصلت لجنة التحقيق الدولية إلى القدس في 19 حزيران من العام نفسه ، وأقامت فيها شهراً بكامله، عقدت خلاله 23 جلسة ، اتبعت خلالها الأصول القضائية المعهودة في المحاكم البريطانية، واستمعت إلى ممثلي الطرفين العربي واليهودي ، وإلى 52 شاهداً (30 استدعاهم العرب و 22 استدعاهم اليهود)، وأبرز الطرفان أثناء الجلسات 61 وثيقة (26وثيقة قدمها العرب و 35 وثيقة قدمها اليهود)، وكان دفاع الفريق العربي عن حقه في القدس يثير الإعجاب، واشترك في هذا الدفاع نخبة من رجالات البلاد من ذوي الاطلاع الواسع على الوضع الراهن للأماكن المقدسة.
وقد اختممت اللجنة الدولية تقريرها بالنتيجة التالية: "للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي ولهم الحق العيني فيه، لكونه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف، التي هي من أملاك الوقف الإسلامي. وللمسلمين أيضاً تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط، وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة، لكونه موقوفاً حسب أحكام الشرع الإسلامي".
واليوم ايضا، وما بين زمن هرتزل وزمن نتنياهو، اي بعد نحو قرن وثلاثة عشر عاما، فان العنوان الذي يتسيد المشهد المقدسي هو: ان القدس باتت تحتضر تهويداً وتزييفا وتغييرا لمعالمها التاريخية والحضارية والدينية والتراثية ، واصبح نتنياهو يعتلي المنبر السياسي الايديولوجي الصهيوني ليعلن تباعا: "اليوم لن اتحدث عن فك الارتباط، وانما عن الارتباط بتراثنا وبالصهيونية وبماضينا وعن مستقبلنا هنا في ارض اجدادنا التي هي ارض ابنائنا واحفادنا، ومن اجل ان نواصل السيطرة على مصيرنا يجب ان نؤسس قدراتنا الشاملة في الامن والاقتصاد والثقافة والتعليم، واذا اردنا ان نتحدث عن شىء اكثر اساسية فانني ساتحدث عن ثقافة قيم الهوية والتراث، ثقافة معرفة جذور شعبنا، ثقافة تعميق ارتباطانا الواحد مع الآخر في هذا المكان، واعتقد ان الثقافة تبدأ اولا في التناخ. لدينا حوال 30 الف معلم تاريخي يهودي يجب ان نحييها من جديد، ان شعبا لا يتذكر ماضيه، فان حاضره ومتقبله يبقى ضبابيا- نتنياهو امام هرتسليا- الاربعاء". وليواصل بعد ذلك مسلسل تصريحاته التي تحمل في احشائها موقفا صريحا يخلد الاحتلال ويزيف الرواية والحقائق التاريخية، فيقول على سبيل المثال: "أن القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل وليست مستوطنة"، زاعما في كلمة أمام اجتماع لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية ما يسمى "إيباك" إن "الشعب اليهودي بنى القدس منذ ثلاثة آلاف سنة ، وهو يبني القدس اليوم- وكالات- 23- 03- 2010". واذا ما اضفنا لكل ذلك هذا التصعيد الاخير من قبل نتنياهو بخصوص حائط البراق، فان النوايا والمخططات والاهداف الاسرائيلية المبيتة ضد القدس والاقصى والبراق جزء لا يتجزأ منها تغدو واضحة صريحة لا تحتتج الى اي تردد او شك فلسطيني او عربي. والواضح ان الغطرسة الاسرائيلية التي يجسدها نتنياهو في تصريحاته ومواقفه الاستخفافية بالعرب وحقوقهم التاريخية في فلسطين لم تكن لتحصل لو كان للعرب دور وحضور آخر مختلف ، فالقدس تحتاج الى عربها ومسلميها كي يتم انقاذها من براثن نتنياهو التهويدية...،