الأستاذ عبد الله العتيبي ، مرحبًا بك ..
ولعلنا نتجاوز مسألة المنتحر والانتحار ؛ لأنها ليست ذات قيمة من الأصل وخاصّة في هذ الحوار ، ونلج في المهمّ الذي يكون في الصلب واللبّ ؛ ولذا فهذه الإجابة عن الأسئلة :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله بن دبيس العتيبي
س1/ اذا لم تقم الثورات العربية الداعية للدمقراطية ـ كما قلت ـ هل تنتظر الشعوب تحت وطئت ظلم واستبداد الحكام العلمانيين الذين قهروا الرجال ونشروا الرذيلة والفساد وحاربوا الاسلام بكل شي وحرموا الناس من قوت اولادهم و لقمة عيشهم ؟
|
ج - لا .
>> ( التوضيح ) : لكن تغيّر حالها بالطريقة الشرعية الصحيحة المُثلى المُحافِظة على المُحرّمات و الحرمات والكرامة وعلى الوَحدة والمكتسبات الوطنية ، هذه الطريقة القائمة على إقامة ـ أولاً ـ دين الله حقًا بشرعه من أمره ونهيه وعدله وطُهره في الشعوب نفسها برضاها أفرادًا وجماعات ؛ لينتج من صلاحها هي صلاح حكامها ـ حتمًا ـ بعد توفيق الله ـ مِن خلال الضغط الشعبي المتكرّر ، والمطالبة المُصرّة ، وقبل ذلك الممارسة الحقة للإسلام وشعائره والرضا بها من المجتمع كلّه...
>> و ( لا ) أن يكون تغيّر حالها هذا بـ :
1- الطريقة الغربية العَلمانية الغوغائية طريقة الثورات والمظاهرات والسلب والنهب والقتل والضرب التي تهدم أكثر مما تبني ، وتفسد أكثر مما تصلح ؛ فإن جاءت بمكسب واحد ؛ فليُعلم أنها جائت بألف مَخسر لا على الأفراد ولا على الجماعات ولا حتى على الأوطان سواء في الأمن و الاقتصاد أو غيره !
2- الطريقة الغربية الداعمة والداعية للديمقراطية التي هي الوجه التشريعي والسياسي للعَلمانية ؛ فبهذا تكون هذه الشعوب ثارت ضد نظام علماني ديكتاتوري ، وسقطت بنفسها وبرضاها ومطلبها وبخرس يدها في حضن نظام هو الآخر علماني من خلال كونه ديمقراطيًا ؛ فما المكسب عند كل مسلم مِن الخروج من نظام كفري ووقوع في نظام كفري مثله ؟!
3- الطريقة التي تُحارب الإسلام الدين الإلهي من خلال المطالبة بتطبيق نظام بشري يخالفه ويصادمه ، وهو النظام الديمقراطي العَلماني الذي لا يُمكن أن يطبّق منه شيء إلا مقابل أن يُحذف من الشريعة الإسلامية شيء ..
>> فكيف ندعم ونؤيّد نحن المسلمين ثورات حاربت هي الإسلام بمطالبتها بالديمقراطية العلمانية ؛ كما حارب مَن قامت هذه الثورات ضدّه الإسلام بأنظمته العَلمانية ؟!
*وأقف إلى هنا ، ولعل فيما ذُكر محل نظر عند ذوي البصر ... !
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله بن دبيس العتيبي
س2/ فرضنا ان الثورات العربية لم تكن واستمرت الانظمة على ماهي علية واستمر الاستبداد و مسلسل الدمار والفقر والجوع والبطالة . هل تتوقع ان المواطن العربي سوف يثور للدين في ظل ضعفة وقلة حيلتة ؟
|
ج - نعم ..
( التوضيح ) : لأن المواطن إبّان هذه الثورات قد وصل إلى أضعف وأقل حيلة ، وهذا ما يقوله أهل ومؤيدو هذه الثورات ، وهذا الضعف وقلة الحيلة تلك هي التي دفعت المواطن العربي إلى الثورة ؛فإذا كان هذا الواطن قد قام مع فقره وضعفه وقلة حيلته على هؤلاء الحكام مع قوتهم وتمكّنهم ، ولكنه قام ـ يا للأسف ـ ليطالب بالديمقراطية أن تكون هو النظام الذي يحكم به ويشرّع لمجتمع في كل الأمور وفقه ، وليس ليطالب بالشريعة الإسلامية مع أنه مسلم قبل كل شيء ، وفي هذه الشريعة السمحة الضمان الكامل والعدل التام له في كل شؤون دينه ودنياه ؛ فكما قدر أن يقوم ضد هذه الأنظمة مع ضعفه وقوتها ؛ فهو قادر في كل زمان وكل مكان ، مع ضعفه أن يثور تجاه أي نظام مهما كانت قوته وقدرته ، ولكن الذي أرجوه ومع كل مسلم صادق مخلص أن يكون قيامه للإقامة شرع ربّه على نفسه وعلى مجتمعه ؛ ليفوز في دنياه وآخرته ..
>> فهل أنت معي في هذا الأمر ـ أستاذ عبد الله ـ؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله بن دبيس العتيبي
س3/ اخي عاشق الحقيقة الا تتفق معي ان بعد الثورات العربية اصبح للدين كلمة وهانحن نرى المشايخ وطلاب العلم والحركات الاسلامية وهي بادرة صحية نتفائل بها خيرا ولا تنسى ياخي ( ان المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ) الان المسلمين قوين في البلاد الثائرة .
|
ج- نعم ، في جانب ، ولا ،في جانب آخر ...
>> ( والتوضيح ) : لو أخذنا مصر ـ مثالاً ـ لتوضيح هذه الإجابة ؛ ولوجدنا أن أهمّ حزب يظهر الإسلام استفاد من هذه الثورة في الظاهر والحاضر لا الباطن والمستقبل هو حزب الإخوان المسلمين ، وبعده التكتّل الرافضي في مصر ، ولكنه مستفيد في الظاهر والباطن والحاضر والمستقبل ؛ فقد فتحت للدعوة الرافضية الصفوية بعد هذه الثورة كل الأبواب التي كانت كلها مؤصدة في وجهه ، وأما ما يُسمّون بالسلفيين ، وأنصار السنة المحمدية في مصر ، وهم مسلمون ، وأهل العلم الشرعي السني الحق في مصر ؛ فهم أكبر تكتّل مسلم تضرّر من هذه الثورة ، بل هم الآن تحت الخطر من اعتقال وقتل وغيره ؛ ولذا فلا يمكن لنا البتة أن نقول أن كل الأحزاب والتكتلات والتجمعات الإسلامية قد أصبحت قوية بعد هذه الثورات الديمقراطية ، وليس كل المسلمين قد أصبحوا محترمين بعدها !
وللحقيقة ؛ فأن أكبر كاسب لهذه الثورات ونتائجها هم مَن كان هدفهم الوصول إلى العروش وملء الكروش بالقروش من الأحزاب الإسلامية ، ومَن كان فكره عَلمانيًا محاربًا للإسلام والشريعة الإسلامية ، ومَن كان رافضيًا محاربًا للسنة المحمدية ، ومَن كان فاسقًا عاهرًا كارهًا لمسألة التحريم والتحليل فيما يشتهي ويهتوي ، ومَن كان لا يدين بدين الإسلام في هذه البلاد العربية التي قامت فيها هذه الثورات الديمقراطية .. !
ولذا فإن أي حزب إسلامي أم غير إسلامي بعد هذه الثورات في مصر كان معاديًا للسعودية دينيًا أو سياسيًا أو فكريًا أو اقتصاديًا سيجد الفرصة الآن سانحة له في تنفيذ خططه السيئة تجاهها في ظل هذه الثورات وما أعقبته ... !؟
>> وهذه هي الحقيقة الأكيدة ، ويهمّ أن تُقبل من بعض الأنام ، ولكن الأهمّ أن تُقرأ من ذوي الأفهام والغيرة على الإسلام ؛ ليُقرّروا بعدها موقفهم الحق الموافق للحق في هذه الثورات التي ما نادت يومًا بتطبيق شريعة الإسلام ... !
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله بن دبيس العتيبي
س4/ اجبني بصدق مارأيك بثورة احفاد خالد بن الوليد في سوريا ؟
|
ج- مؤيّد لها ..
>> ( التوضيح ) : تأييدي لها جاء لأسباب :
1- لستُ متأكّدًا بعد أنها لا تريد الشريعة الإسلامية مثل غيرها من الثورات العربية التي صرّحت بأنها تريد الديمقراطية ، هذه المصارحة بالديمقراطية التي مفهوما لا للشريعة الإسلامية .
2-النظام الذي يحكم سورية نظام نصيري ضد السنة ، وشعوبي ضد العروبة ، وعميل مخلص لحكام إيران ودينهم الصفوي العنصري الخبيث ؛ فهو ضد السنة والعروبة ودول الخليج وشعوبها ومنها بلدي السعودية ، وسيقف مع إيران ضدها في كل الأحوال سواء في المصالح الدينية ، أم المصالح الدنوية ، مع أنه ـ مع ذلك كله ـ نظام علماني رأسمالي عميل في الوقت نفسه للأمريكان المتغطرسين الطامعين ، وهو في هذه المسألة الأخيرة يشترك مع غيره من الأنظمة العربية التي أطيح بها في هذه الثورات العربية الأخيرة ...
2- نظام سورية النصيري مناصر لكل حزب يحارب السعودية ...
3-قيام نظام غير هذا النظام النصيري المعادي للسنة والعروبة هذه المعاداة النابعة من معتقده يوفّر جوًّا أفضل للسنة والعروبة عندنا وفي سورية وفي المنطقة عمومًا ، وجوًا أسوأ لإيران الصفوية فيها ، وهذا خلاف النظام التونسي والمصري واليمني مع علمانيتها وعمالتها لأمريكا إلا أنها معادية لإيران وواقف ضدها بسبب أن هذه الأنظمة عروبية وإيران صفوية قومية ، ومؤيدة لنا بحكم العروبة والحرص عليها ، وهناك أمر آخر وهو أن هذه الأنظمة العربية المذكورة ضدّ أي حزب ديني أوسياسي أو فكري
وتكتل يعادي السعودية ، وتاريخها يشهد بذلك .
>> والخلاصة أن نظام سورية لا خير فيه بالمرّة ، مع أن الإطاحة به فيها الخير كلّه شريطة أن يأتي بعده نظام لا يوالي إيران سواء من جماعة الإخوان ، أم من جماعة العلويين المعارضين للنظام بشّار في ظل هذه الأجواء السياسية والفكرية ذات الخطر والشر المعادية لنا في ديننا وعروبتنا ووحدتنا سواء من الشرق ، أم من الغرب ...
وهذا ما أراه أنا ، ولا أنسبه لغيري البتة ولا ألزم غيري به .
والله أعلم بالصواب .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله بن دبيس العتيبي
شكرا اخي عاشق الحقيقة
تحيتي
|
وعفوًا ـ عزيزي ـ ...
ومودّي .
التوقيع |
الآراء كثيرة مُتباينة .. وتبقى الحقيقة واحدة .. تراها العين التى ترَى بالعقل من منظار النقل و الهُدى ، لا العين التي ترَى من منظار الفِسق والهَوى !؟
.
.
|
آخر تعديل عـاشـق الحقـيـقـة يوم 25-Jul-2011 في 08:12 PM.