عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 13-Aug-2011, 08:43 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
خ ـيـال
عضو
إحصائية العضو







خ ـيـال غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى خ ـيـال
افتراضي


الورقة رقم (2)

لا أذكر أني ابتعدت عن (وطني) عنيزة لأكثر من 4 أيام!
وجدت نفسي أمام إختبار صعب, ما بين القبول بالأمر والاستمرار في تنفيذ إجراءات التدريب
وما بين التأنّي والالتفات حولي لربما اظفر بفرصة تدريب أقرب من تلك الجهة المخيفة!
كانت أشبه بالمجازفة! , أنا الذي لم يسبق لي أن رميت بنفسي عارياً في مدينة لا أعرف عنها حتى اسم أحد شوارعها أو مطاعمها!

المدة هي الأخرى لم تكن بالسهلة, أتحدث هنا عن سبعة أشهر كاملة,
سبعة أشهر خارج أسوار عنيزة , وبعيداً عن جدران منزلي
منزلي الذي لا أغادره الا قليلاً , واستلذ بأمتع أوقاتي فيه

كانت سعادة والدي لا توصف, لديه تصور جيّد عن هذه الخطوط, يجد خلالها رونقاً خاصاً عندنا يتحدث مع أصدقائه
بفخر عن ابنه "المهندس" الراحل الى جدة , ليعمل على الطائرات ومحركاتها, ويشخص مشاكلها ويعرف كيفية صيانتها.

كان يريدني أن اذهب! أن استكشف عالماً غير هذا "القصيم" الذي لا يريد أن يثني ذراعيه المحيطة بي
أن اغادر المنزل الذي امكث فيه اكثر من اي شخص آخر, أن أمارس تجربة جديدة أضيفها إلى رصيد تجاربي في الحياة!
(يخيل إلي الآن أن من سيقرأ هذا النص سيعتقد أني مقبل على السفر إلى منطقة في آخر العالم! كـ نيوزيلندا أو جزر الكاريبي!)

قررت , "بعد ان قررت ان اغادر المنزل!" أن اذهب الى جدة وأجرب أجواءاً جديدة غير أجواء هذه المدينة التي سكنتني
وأن أغير اسطوانة حياتي التي لا تنفك عن الدوران وعن إعادة نفس السيمفونية كل ليلة وضحاها!


استعدت جيداً للرحيل, وحزمت ما ينبغي لي أن احزمه ورصفت ما أحتاجه إلى جانب الحاجيات المقبلة على الرحيل
مساء يوم الخميس الموافق 25 فبراير, في تمام الساعة السابعة بعد المغرب.. كنت أضع قبلاتي المودّعة على جبين
أمي التي اندهشت لتماسكها وعلى قدرتها على رسم ابتسامة عميقة تكفي لأن تعيد روحاً ميتة الى الحياة! بينما أبي الذي لم يتمالك نفسه,
عجز عن كبح دموعه التي هطلت بلا انقطاع والذي أجترني معه في هذا المشهد الدرامي المثير

كان عبدالعزيز لا ينفك يتصل بي ويأكّد على موعد انطلاقنا المتفق عليه, وصلت إليه على الموعد , الساعة السابعة وعشرون دقيقة تقريباً,
كان ينتظرني عند الساعة (الساعة هذا رمز أو علم "سمّه ما شئت" من أبرز الاعلام السياحية في عنيزة يتمركز في منتصف عنيزة)
ركن أخي السيارة خلف الكامري ذات الموديل 2002 , ونزلت اصطحب معي حقائبي التي ساعدني أخي على حملها وايداعها في (دبّة) الكامري,
حييت عبدالعزيز وانا اكفكف ما تبقى من دموع ابي المتبقية على ملامحي, وأحاول ان اصنع على وجهي علامات الاستعداد والحماس للسفر, وكان متحمساً بدوره للسفر ايضاً.

ودّعت أخي وتمنيت له السلامة , وانقبض قلبي حينها بعنف!
(لا أحد يلومني, فأنا ممن لم يجرب لوعة البعد والسفر وشحوب أيام الغربة)


نهاية الورقة رقم (2)















رد مع اقتباس