عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 14-Aug-2011, 06:47 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
خ ـيـال
عضو
إحصائية العضو







خ ـيـال غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى خ ـيـال
افتراضي


الورقة رقم (3)

كان طريق المدينة وحده يوحي بالغربة! كان أول المرحبين لي في هذه الدورة الموحشة!,
بعدما قضينا فرضنا (صلاة العشاء) وتأكدنا من أن امبير الوقود يشير إلى الـ Full بإصرار, كنا قد انفردنا أنا وعبدالعزيز والكامري بهذا
الطريق الطويل والمستمر الى المدينة المنورة.

لا أدري لما كان يبدو فارغاً هذا الطريق! عدد قليل من السيارات المتناثرة على أطرافه وشاحنات ضخمة تلزم المسار الأيمن
كل شيء كان يرسم ملامح الغربة بدقة , ويضعها أمامي كـ لوحة عليّ أن أمرن عيني لاعتيادها, عبدالعزيز كان رفيقي في أول
مراحل هذه الغربة , ولم يبدو عليه أنه يأبه بأمرها! هو الذي تجاوز حدود وطنه ليصل إلى أبعد نقطة ممكنة على خارطة العالم,
ليقضي شهرين أو تزيد هناك في نيوزيلندا! لم تكن لتؤثر عليه هذه الـ(ختّه) البسيطة هنا إلى جدة! , محمد بدوره كان قد وصل إلى المدينة,
كان قد ودع بريدة في ساعة مبكرة من مساء يوم الخميس , في الرابعة تقريباً بعد صلاة العصر.

3 ساعات كانت كافية لنبلغ المدينة , كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر قبل منتصف الليل حينما دلفنا إلى أحـد شوارع المدينة
الرئيسية بحثاً عن مطعم يشبع تضور بطوننا جوعاً. وكان كودو على الموعد.

غادرنا المدينة بعد ساعة, وكان الملل والنوم يداعب أجفاننا, وكان علينا أن نقاوم ذلك بأية وسيلة كانت, افتعلنا نقاشاً
وابتكرنا حكايات واسترجعنا ذكرياتاً كانت كفيلة بأن نصل إلى جدة سالمين!

وصلنا (إن لم تخني الذاكرة) الساعة الثالثة والنصف فجر يوم الجمعة الموافق 26 فبراير,
محمد كان قد سبقنا إليها, واستأجر شقة (شقق الحصون) على شارع فلسطين, أحد الشوارع الرئيسية التي تشطر جدة من شرقها إلى غربها!

دخلنا إلى الشقق.. وكان في الاستقبال مصري مسن يتراوح عمره ما بين الخمسين إلى الستين بالنظر إلى الشيب الذي غطى شعر رأسه والتجعدات
التي تحيط بعينيه, وكان مرحبّاً ودوداً أعطانا انطباعاً جيداً عنه في البداية, استفسرنا عن الشقة
رقم (نسيت رقمها!) وأشار إلى أنها تقطن في الدور الثاني, استقلينا المصعد بعدما شكرناه إلى الدور الثاني حيث شقتنا.

كانت الشقة تحتوي على غرفتي نوم وصالة لا بأس بحجمها ومطبخ ودورة مياه (أعزّكم الله).
جلسنا نحن الثلاثة في الصالة نتحمد لبعض على السلامة ونتناقش حول التدريب وأين سيكون ومالذي سنفعله بالتحديد.

لم أكمل الجلسة معهما, كانت الساعة الرابعة والنصف تقريباً عندما خلدت إلى أحد الأسرة الموضوعة في الغرفة.. ونمت حينها بصعوبة!.


نهاية الورقة رقم (3)

.
.















رد مع اقتباس