عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 14-Aug-2011, 06:52 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
خ ـيـال
عضو
إحصائية العضو







خ ـيـال غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى خ ـيـال
افتراضي

.
.

الورقة رقم (4)



جــدّة . . . "أم الرخى والشدة" كما يحب أن يدعوها بها الناس, لم تكن لتستوفي أولى صفاتها في هذا المثل
الدارج عندنا.. فهم لا يعرفون إلا الشـدة! أهل جدة, وأخلاقهم لا تتمركز إلا على أطراف أنوفهم أو هذا ما بدى لي في أول
إنطباع سجلته عن أهلها. بالرغم من هذا, فقد بدت لي مرحّبة, تقوم كما ينبغي لمضيفة أن تقدم كل ما يحلو لضيوفها, متأنّقة.
كما قلت.. هذا ما بدى له في البداية, أو ربما أنني أبالغ في طيبتي وفي جمال نظرتي إلى الأشياء,
لما الإستعجال.. هناك 7 اشهر كفيلة بأن أسجل محضراً كاملاً وشاملاً وكافياً عنها لأعرف ما تخبئ.

يوم الجمعة, كان أول يوم لي في جدة, أول يوم لي في هذا الشوط المرعب من حياتي, الغربة.
كنا نعلم فقط أن مكان تدريبنا يقع على هذا الشارع, أو أحـد فروعه, وكان علينا ان نسأل المسؤول عن التدريب
والتطوير (الأستاذ منصور الغامدي) الذي أعطانا الدكتور إبراهيم معلومات الاتصال به.
اتصلنا به, وكان الاتصال على الشكل التي:

أنا : السلام عليكم.
الأستاذ منصور: وعليكم السلام والرحمة, أهلين.
أنا : كيف حالك؟ معك أحد المتدبين من جامعة القصيم.
الأستاذ منصور : بخير, مرحباً بأهل القصيم.. انت العتيبي ولا المطيري ولا البليهي؟
أنا : معاك العتيبي يا أستاذ. نبي نستفسر عن مكان التدريب تحديداً نبي الوصف كامل لو سمحت.
الأستاذ منصور : مرحباً حبيبي فيصل, مكان التدريب راح يكون في أكاديمية الامير سلطان, وخذ هذا رقم الأستاذ محمد الشهري, وهو المسؤول هناك عن شؤون التدريب في هذه الأكاديمية, وراح يعطيك الوصف.
أنا : شكراً عزيزي, وما قصرت. في أمان الله.
الأستاذ منصور : بالتوفيق لكم, في أمان العزيز.

الأستاذ محمد الشهري, اتصلنا به وأعطانا الوصف لهذه الأكاديمية! وأكّد على أن الحضور يجب أن يكون
في تمام الساعة السابعة, كنا نعتقد أننا سنقضي فترة التدريب في المطار الشمالي (مطار الملك عبدالعزيز) أو الجنوبي (القديم, المعني بصيانة وتوظيب المحركات),
ولكننا فوجئنا أنه سيكون في أكاديمية الأمير سلطان لتقنية وصيانة الطائرات.

صباح يوم السبت, كان صباح جديد في حياتنا.. هذه المرة لسنا نستعد للذهاب الى مدرسة, أو كلية, أو حتى دائرة حكومية!
هذه المرة سنجرب شيئاً جديداً, شيء يحمل سمات العمل الوظيفي.

كان أمامنا خمس وأربعين دقيقة لكي نكون على استعداد كامل للذهاب الى الاكاديمية, كان محمد قد (زهّب) القهوة العربية وارتشف
ما يكفي ليضمن اتزان رأسه, بيما نحن انا وعبدالعزيز كنا نطرد ما تبقى من النوم الذي يغشي اعيوننا ورؤوسنا!
كانت القهوة كفيلة بأن تفعل فعلتها معنا كما فعلت مع محمد, بعدها ذهب كل منا يرتدي ملابسه ويضع اللمسات الاخيرة على الزي
السعودي وترسيمة الشماغ الحمراء, وبعد هذه التكميلة السعودية, كنا قد استنفدنا كامل أناقتنا وإستعدادنا لأول يوم لنا في فترة التدريب التعاوني.


نهاية الورقة رقم (4)
.
.















رد مع اقتباس