عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 14-Aug-2011, 07:08 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
خ ـيـال
عضو
إحصائية العضو







خ ـيـال غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى خ ـيـال
افتراضي

.
.

الورقة رقم (7)


استكشاف المدن هو أمر مثير جداً, بالرغم من أنها ليست المرة الأولى التي تطأ بها قدمي أرض هذه المدينة التي فشل الواقع على مواكبة ما ابتدعه خيالي
وما نسج لها من صفات بالـ "جمال, الرقي, النظافة!, التنظيم", ربما يشفع البحر لجمالها فقط, غير ذلك لا يمكن ولا يحق لها أن تطالب بما غالى لها خيالي به,
فـ الإستكشاف بحد ذاته أمر مثير, بغض النظر عن محتوى هذا الإكتشاف.. المثير للإحباط حقاً,

فـ (جدة غير) و(أم الرخى والشدة) عباراة وشعارات أرى أنها لا تختلف كثيراً عن اهازيج جماهير فرق الدرجة الثانية, لا أدري على أي ناحية بنى هؤلاء شعاراتهم تلك!
فهل جدة (غير) لأن شوارعها تتشدق بالحفر وتلعن من يدوسها فوقها من شدة اتساع ثغراتها وتشققاتها التي تجزم من خلال (هزهزة) و(طقطقت) سيارتك فوقها
انها استجابة لـ(دعاوي) أصحاب الورشات لـ فتح واستقبال أرزاقهم؟, أو أن جـدة (غير) بسبب تلك الأرصفة المرمية عبثاً في شوارع لا دور لها في تنظيم حركة
السير!؟ أو تلك المرمية بلا فائدة وبلا عنوان وتشعر أن من وضعها لا يوجد في قوقعة دماغه أدنى معنى للهندسة! ..

كانت هناك حكاية آخرى مع الرجل المسن القابل خلف مكتب الاستقبال في شقق الحصون, كنت حريصا منذ البداية على أن تتوفر قنوات الجزيرة الرياضية
المشفرة كاملة والتي تحتاج إلى إشتراك لمشاهدتها في شقتنا.. ففي البداية عندما دخلت لأول مرة إلى هذه الشقق لمحت قناة الجزيرة +5 على تلفاز بهو الاستقبال
المعلق فوق أحد زاويا بوابة الدخول الرئيسية, واطمأنت نفسي حينها لذلك, بحثت بعدها عن هذه القنوات في تلفازنا في الشقة ولم أجدها! حاولت واعدت برمجة القنوات ولم
أوفق في الحصول عليها, خرجت من الشقة ونزلت إليه اطالبه فيها وكانت إجابته غير منطقية حينها!! اذ قال لي بالحرف الواحـد "ما عندناش اشتراك قزيرة!!" " يا رجل أول ما
دخلت البارح كانت موجودة وشغاله +5 , تقولي الحين مو موجودة!!" كان لا بد لي أن أشاهد مباراة فريقي "فالنسيا" في تلك الليلة,وطال الجدال واحتدم النقاش وأنا اقسم
بأغلظ الإيمان أنه مخطئ وأني شاهدتها بعيني تلك وأنها موجودة, وأنه من حقي أن تتوفر في شقتي! وكيف لا يكون ذلك!؟, وهو يأكد أنه (أبخص) بهذا المكان وأنه
يعرف قنواته جيّداً! استعنّا أخيراً بالحكم, الفني المسؤول عن الريسيفرات والتسليك والامور التقنية. وقال لي أن هذه القناة (+5) كانت تبع اشتراك الشوتايم! وبدأ يوضح
طريقة القنوات الرياضية وسبل الترويج لها وأن لا يوجد لديهم أية اشتراكات حالية, لا في الشوتايم ولا الجزيرة ولا العربية!!, أكتفيت حينها من النقاش وقلت بفم عقلي
المليان (بالطقااق اللي يطقكم) برغم عدم استيعابي لكلامهم, وشاهدت مباراتي أخيراً في مقهى ليس ببعيد عن شقتنا!

في اليوم الثاني في هذه الأكاديمية, كنا قد وصلنا قبل ربع ساعة من الوقت المحدد, أي السابعة وخمس وأربعين دقيقة, دلفنا مباشرة إلى الصالة, ولم يكن هناك حينها
سوى متدربين إثنين, ومن الواضح أن أستاذنا "بـلـخـي" لم يأتِ حتى الآن, اخترنا طاولة وجلسنا إليها بعدما ألقينا التحية على من حضَر. انتظرنا 5 دقائق تقريباً إلى أن جاء
"بـلـخـي", وكان سعيداً لحضورنا قبل الوقت المحدد, وزع علينا أوراق التحضير (إلى الآن لا أدري أي فائدة كان يبتغي بلخي من وراء هذا التحضير!), وطلب منا كتابة الإسم
والتوقيع ورقم الهوية على ما أظن!, بدأ عدد الحاضرين في التزايد, إلى أن اكتمل العدد وبدأ استاذنا يستعد لإستئناف ما بدأ به بالأمس.

لم يختلف يومنا هذا كثيراً عن يوم أمس من ناحية الإسهاب في شرح أدوات السلامة والأمان, واستعراض الإصابات والأضرار الضخمة التي من الممكن أن تنجم عن أبسط
وأتفه الأسباب التي يتغافل عنها من يعمل في المطار و ورش الصيانة, بعد ذلك أمرنا بلخي أن نستعد للذهاب واللحاق به, لأنه يريد أن يرينا شيئاً مثيراً هنا بالأكاديمية,
لحقنا به وسرنا وراءه, توقف حينها عند أحد المباني وفتح احد أبوابها وأمرنا بالدخول. ثم أشعل الإضاءة والمكيفات.. فإذا بنا في ما يشبه المعرض! معرض متوسط الحجم
يحوي قطعاً لمحرك الطائرة, وبعض الطائرات الصغيرة من طراز (بايبر) تلك التي لا تحمل سوى راكبين, اقرب لأن تكون طائرة إستكشافية أو أستطلاعية,
أو طائرة للرحلات خاصة

لا أدري .. سأجعلكم تتعرفون إليها بأنفسكم



[BiMg]http://www.m1111.net//uploads/images/m1111.net-5469a00333.jpg[/BiMg]


هذه هي (أو شبيهتها بالشكل!).. داعبنا أطرافها وجناحيها والـ "فلابس" (التي تتحكم بالاقلاع والهبوط والالتفاف).. وقفز أحد المتدربين إلى داخلها وأمسك بمقودها (إن صح لنا التعبير!) وتظاهر بقيادتها,
شاهدنا أيضاً قلب المحرك .. التوربينه! .. شاهدتها لأول مرة بأم عيني! حقيقية طبيعية واقعية امامي تتحرك وتدور بآلية, لا يفصلني عنها سوى زجاج حماية, محمية كـ القطعة الثمينة!.
لولا ان التصوير كان ممنوعاً هناك بالمعرض, لـكنت أتحفتكم بأجمل الصور للطائرة وقطع المحرك والأكاديمية كاملة.
عدنا بعدها إلى الصالة, واستأنف بـلـخـي ما وقفنا عنده قبل ذهابنا إلى المعرض, وهذا ما حدث في اليوم الثاني.

في اليوم الثالث لم يحدث جديد جدير بالذكر, سوى أنه كان آخر يوم لنا في الأكاديمية, في الساعة الثانية عشر ظهراً, دخل إلى الصالة الأستاذ أحمد الشهري, واستقبله
الأستاذ بلخي ببعض الترحيب والحفاوة, وطلب منا نحن المتدربين الخمسة (تبع الكوآب - 7 أشهر) أن نقترب منه, كان قد جلس إلى طاولة بقرب المنصة, أعطانا الوصف
لمكان تدريبنا الجديد, المطار القديم أو بمسماه الجديد (مركز توظيب وصيانة المحركات), وأن المباشرة بالتدريب ستكون على بداية الأسبوع القادم, "والآن انتهيتوا مني,
وسلمت عهدتي وقمت بدوري,سأحولكم إلى منصور الغامدي"

كنت سعيداً بهذا الأمر, من ناحيتين.. أولاً أننا لن نضطر للتجديد في شقق الحصون ليوم آخـر, وسننتقل مباشرة إلى أقرب شقق مفروشة قريبة من مقر تدريبنا الجديد,
ونشعر بالاستقرار أخيراً, من ناحية آخرى, يعني ذلك أنه سيكون لدي يوم الثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة أفعل خلالها ما يحلو لي, وكان بالغد يوم الثلاثاء (2 مارس)
يصادف افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب, هذا الحدث الذي انتظره من وقت طويل وأعد له العدة, حتماً سأنتقل إلى أقرب مكتب حجز في الخطوط الجوية كي أصل إلى
هناك في أسرع وقت, واستغل هذ الأيام الأربعة في التجول والتسكع بين أروقة هذا المعرض الذي يحتضن أكثر من 400 دار نشر!
لكن للأسف, لم اجد حينها حجزاً قبل الساعة 11 منتصف الليل, مساء يوم الثلاثاء, وكان ذلك بالفعل موعد انطلاق رحلتي وإقلاع طائرتي .. إلى العاصمة الرياض.



نهاية الورقة رقم (7)

.
.















رد مع اقتباس