.......
..........
(( لا شك أن الملك عبدالعزيز كان لاعباً مُحترفاً .. استطاع قلب الواقع - آنذاك - والإستفادة من كل العوامل والمتناقضات . فطموحه السياسي ، وخوفه من آل رشيد في حائل ، وعداؤه التقليدي مع أشراف الحجاز ، وأخيراً كماشة الحلف الثلاثي ( عتيبة – مطير – العجمان ) حول عاصمته الرياض ، جعلته يعمد إلى ( مراجعة ) و ( تغيير ) منهجيته .. وإلا لتبدّلت الصورة ، وتغير المنهج تماما ، وكنا اليوم في وضع سياسي مغاير عمّا نعيشه اليوم.
= الفكرة كانت الدين نفسه .. فكرة بسيطة وطبيعية وسلسة ، ولكنها كانت المخرج والمطية ، والحل الأوحد لقلب الصورة والاستفادة من كل العوامل والمتناقضات .
= الملك عبدالعزيز يتقارب ويتوّدد للحلف الثلاثي على لحمية الدين ..
= الملك يـُقدم نفسه وريثاً وحيداً للبيت الذي تحالف مع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ( هذا في حد ذاته يضع له وزناً كبيراً في المفاهيم والإعتبارات ) ..
= الملك عبدالعزيز يجعل التحالف رباعياً بخلفيات تاريخ الدرعية ..
= الملك عبدالعزيز يـُفرغ طموحه ويطرح فكرته في ضرورة نشر الدين ، وصُنع دولة على مناهجه وأحكامه..
= الملك عبدالعزيز يقود الفكرة ( فكرة بناء الدولة ) إسلامية الزخم والطعم .. وينتهز فرصة أعراف الحلف الثلاثي وتقاليده في احترام المشيخات ، وعدم انصياع أحدهم لقيادة الآخر ، وتصبح قيادته هو مقبولة من أطراف الحلف الثلاثي .
= كل هذه التركيبة وملابساتها أثّرت في ( الإخوان ) وجعلتهم في النهاية ينضوون تحت لواء الملك عبدالعزيز ، وخاصة ( ابن بجاد ) الذي أفرغ قوته في تحقيق الفكرة ( فكرة الملك عبدالعزيز ) والتاريخ يشهد أن ابن بجاد انطلق بقواته الكاسحة يمسح له الحجاز ، ويلقي بحسين بن علي في عرض البحر . ومن قبل حرّكت (الفكرة ) قوى التحالف الثلاثي فقضت على حائل وآل رشيد وجرّدت شمر ( القبيلة الضخمة ) من كل قواها . قوات متجردة لا تأتي على شيء إلا جعلته كالرميم!!!
= ومع ذلك كل ، ومن منظور الخوف وعدم الثقة .. ودواعي الحيطة والحذر لكيلا يسطو ابن بجاد بالأمر من دونه .. لاصق الملك عبدالعزيز معه ( خالد بن لؤى ) ينازعه الامارة والقيادة ويسد به الطريق .. تحسُباً لأية آمال أو مطامح . رحمهم الله جميعاً وغفر لهم .
= ذاك هو التاريخ .......
أما الحاضر فهو قبيحٌ ومؤلم . استبداد ، وتسلُط ، وتفرد كامل بحياة المواطن الذي ضحّى أجداده بحياتهم لبناء هذا الوطن. ))