شبابٌ ذلّلوا سبلَ المعالي *** وما عرفوا سوى الإسلام دينا.
تعهَّدهم فأنبتهم نباتاً *** كريمًا طابَ في الدنيا غصونا.
إذا شهدوا الوغى كانوا كماةً *** يدكّونَ المعاقلَ والحصونا.
وإن جنَّ المساءُ فلا تراهم *** من الإشفاق إلا ساجدينا.
شباب لم تحطّمه الليالي *** ولم يُسلِم إلى الخصمِ العرينا.
وما عرفوا الأغاني مائعاتٍ *** ولكن العلا صيغتْ لحونا.
فما عرف الخلاعةَ في بناتٍ *** ولا عرف التخنّث في بنينا.
*
ولم يتشدقوا بقشورِ علْمٍ *** ولم يتقلّبوا في الملحدينا.
ولم يتبجّحوا في كل أمرٍ *** خطير كي يقالَ مثقفونا.
كذلك أخرج الإسلام قومي *** شبابًا مخلصًا حرًّا أمينا.
وعلمه الكرامة كيف تبنى *** فيأبى أن يُقيَّد أو يهونا.
دعوني من أمانٍ كاذباتٍ *** فلم أجد المنى إلا ظنونا.
وهاتوا لي من الإيمانِ نورًا *** وقوّوا بين جنبيَّ اليقينا.
أمدُّ يدي فأنتزع الرواسي *** وأبني المجد مؤتلفًا مكينا.