عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 29-Aug-2014, 08:36 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو عبد الملك الرويس
عضو ماسي

الصورة الرمزية أبو عبد الملك الرويس

إحصائية العضو





التوقيت


أبو عبد الملك الرويس غير متواجد حالياً

Exclamation لمَ أوقفَ اليهود دَكّ غزّة فجأة ؟

لمَ أوقفَ اليهود دَكّ غزّة فجأة ؟! *


وجوابًا عن هذا السؤال المهمّ للمهتمّ لفَهم المُناخ السياسيّ الآن وتوجّهاته وعواقبه في منطقتنا العربيّة التي تهمّنا وَحدنا فقد جاءت عدّة إجابات له ؛ فبعضها زعم أنّ الوضع السياسيّ في الكيان اليهوديّ قد سوّي بين أطرافه المتنافسة على السلطة الذي كان غزو غزّة حلّا مؤقّتًا له وإشغالاً لعامّة اليهود ومحكوميهم عن هذا الوضع السياسيّ ، إلا أنّ هذه الإجابة غير مقنعة إذا نُظر إلى الخسارة التي لحقت هذا الكيان جرّاه مِن ظهوره بمظهر المتخبّط الذي لا يعرف ماذا يفعل ، وقد كان يزعم أنّه المخطّط والسياسيّ والعسكريّ الألمعيّ !

وإجابة غيرها يزعم مروّجوها أنّ اليهود قد خافوا مِن حماس والجماعات الأخرى بما تملك مِن صواريخ يدويّة الصنع لا تُعد أمام ما يملكه اليهود مِن ترسانة عسكريّة ذات تقَنيّة عالية وصواريخ نوويّة إلا كصواريخ الألعاب الناريّة ؛ فلذا هذه الإجابة ساقطة مِن أوّل نظرة خاصّة عند استحضار تعطّش اليهود لدمّ العرب السنّة شفاء غلّ صدورهم بإذلالهم !

وتأتي إجابة أخرى يزعم قائلوها أنّ اليهود أوقفوا عدوانهم وتدميرهم وقتلهم وتشريدهم لأهل غزّة بضغط مِن بعض الدول العربيّة كمصر الشقيقة ، إلا أنّ التأريخ والواقع ينكر هذه الإجابة السطحيّة ؛ لأنّ اليهود متى رضخوا لضغوط الدول العربيّة ، أو حّتى عبؤوا بها ولو طرفة عين لا مصر ولا غيرها !

ونصل هنا إلى إجابة مفادها أنّ اليهود أوقفوا مشروعهم التدميريّ في غزّة فجأة ؛ لأنّهم رأوا أنّه على كلّ حال ، ومع الوصول إلى أيّ نتيجة كانت سيؤثّر هذا الغزو بنتائجه وآثاره أيًّا كان المستفيد منه على مشروعهم الأكبر ومقصدهم الأهمّ وهو مشروع أسيادهم في الغرب مِن قبلهم ألا وهو تقسيم دول المنطقة العربيّة إلى دويلات أصغر وشعوب أقزم وَفق المشروع المعروف للدانيّ والقاصيّ الذي العمل عليه كان ومازال في المنطقة والمحافل الدوليّة على قدم وساق سياسيًا وعسكريًّا وفكريًا وإعلاميًّا ، وكلّ يوم يتحقّق منه جزءٌ وبعده آخر رويدًا رويدًا وَفق الخطّة المعدّة ، وذلك بإعادة شعوب المنطقة إلى التفكير في قضيّتهم التأريخيّة والأمّ قضيّة فلسطين والقدس وجهادهم ضدّ اليهود مغتصبيها ، والانشغال بها فكريًا وإعلاميًا وشعبيًا وسياسيًا ، وهذا سيوحّد موقفهم وكلمتهم ، وإن كان مِن دون قصد بعضهم ، على قضيّة وجوب جهاد اليهود ، وسيوقف بعض أفراد الشعوب وأحزابه وجماعاته كثيرًا أو قليلاً عن المساهمة الجادّة في مشروع الغرب الاستدماريّ الجديد الخادم أعظم خدمة لليهود بتفكيك دولهم وشعوبهم وتفتيتها وتفريقها وتدميرها بالمؤامرات والأحزاب والثورات والحروب ؛ لتصبح أصغر وأحقر وأسهل وألذّ التهامًا للراغب مِن الغرب مِن ذي قبل سواء بالقول ، أم بالفعل ، وهذا ما لا يريده اليهود ولا الغرب وراءهم البتّة ؛ لأنّ سيفشل مشروعهم هذا كليّة أو سيؤخّره وتمامه !

وأعتقد ـ بلا تردّد ـ أنّ هذه الإجابة هي الأقرب والأقبل عند النظر والتأمّل .



*أبو عبد الملك الرويس .
3 / 11 / 1435هـ















رد مع اقتباس