عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 01-Apr-2006, 05:27 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
النافذ
عضو مهم

الصورة الرمزية النافذ

إحصائية العضو






النافذ غير متواجد حالياً

Lightbulb قادة أمريكا يستنجدون بإيران ومع ذلك لا يقرون بالهزيمة!

في الذكرى الثالثة لبدء العدوان على العراق، وبعد كل الذي حصل في العراق منذ احتلاله، ليس معروفاً ما إذا كان هناك شعب آخر يمكن أن يسلّم مصيره إلى الولايات المتحدة لتخلصه من ديكتاتور دموي وترمي به في متاهات حرب أهلية طاحنة. فما أن وصل الغزاة إلى بغداد واسقطوا النظام وتماثيله حتى راحوا يدمرون كل شيء، الدولة والجيش والمؤسسات [باستثناء ما يتعلق بالنفط] حتى غدوا فوق أطلال بلد، إلى حد أن سلطة الاحتلال ألغت مراكز الشرطة حتى في مناطق لم يكن لها وجود فيها، فلم يعد لها من تتصل به إذا حصل أي طارئ.







هذا الوضع جعل خليل زاد أول من يتحدث عن «كارثة» ما بعد الحرب. لكنه قال إن هدفه من التذكير بـ «الكارثة» حض الأميركيين على تحمل مسؤولياتهم في ضوء الدعوات إلى الانسحاب الذي «سيقود إلى كارثة»، بسبب الاحتقان الطائفي المتزايد.







لكن رامسفيلد أكد إن الاستخبارات تجري «مناورات» تحسباً لوقوع حرب أهلية. وكتب مقالاً نشرته صحيفة «واشنطن بوست» إن «أي انسحاب اميركي من العراق في هذا الوقت سيكون مثل إعادة تسليم ألمانيا للنازيين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية». وقال: «هناك أسباب كثيرة تدفع إلى الاعتقاد بأن الصداميين والإرهابيين سيملؤون الفراغ إذا انسحبنا الآن، ولن يمتلك العالم الحر الإرادة لمواجهتهم من جديد. إن من المعيب إن ندير ظهرنا للعراق الآن ولو فعلنا ذلك فإنه سيشبه مطالبتنا الشعوب التي تحررت في أوروبا الشرقية بالعودة إلى النفوذ السوفيتي لأنه لم يكن لدينا الصبر الكافي للعمل معهم لبناء دول حرة».







وجاءت تصريحات رامسفيلد متطابقة مع تصريحات رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي الذي قال في حديث إلى هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: «للأسف إننا في حرب أهلية. نحن نفقد يومياً في المتوسط 50 أو 60 شخصاً في كل أنحاء البلاد إن لم يكن أكثر. وان لم تكن تلك حرباً أهلية فإن الله وحده يعلم ما هي الحرب الأهلية». وأشار إلى انه حذر من مخاطر الفراغ السياسي في العراق، وعبّر عن مخاوفه من إن يؤدي حل الجيش العراقي إلى هيمنة الميليشيات. وأكد إن «العراق وسط أزمة، ربما لم نبلغ بعد نقطة اللاعودة، لكننا نقترب منها ونواجه الآن حرباً أهلية رهيبة».







ومن الواضح أنه من دروس هذه الحرب أن وزير الدفاع الأميركي، مثلاً، لم يتعلم شيئاً، لا من الخلافات مع الأصدقاء والحلفاء، ولا من فضائح سجن أبو غريب، ولا من استمرار الأمن المتدهور أو المفقود، ولا من تدمير الفلوجة، لذلك أمكن أن نسمعه ، في واحد من تصريحاته الموصوفة، قائلاً إن التخلي عن العراق اليوم سيكون «أشبه بإعادة ألمانيا في فترة ما بعد الحرب إلى النازيين، أو كأننا نطلب من الدول المحررة في أوروبا الشرقية أن تعود إلى الهيمنة السوفيتية». واضح إن أحداً لم يبلغ دونالد رامسفيلد بما حدث منذ الاحتلال حتى الآن، فقبل أسبوع كان متردداً في تأكيد أو استبعاد «احتمال» الحرب الأهلية. وبطبيعة الحال لن يطلب منه أحد أن يعيد العراق إلى «الصداميين والإرهابيين»، لكنه مدعو إلى الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبها الأميركيون ولا يزالون يضيفون إليها، فهذه الأخطاء ساهمت في ترتيب الاندفاع نحو الحرب الأهلية. ثم ما معنى بقاء قوات الاحتلال: منع هذه الحرب الأهلية أم التفرج عليها وإدارتها؟







وقد ساهمت حالة السخط المتزايدة بشأن حرب العراق التي تراجع شعبية بوش إلى أدنى مستوياتها خلال رئاسته. ولقي أكثر من 2300 جندي أمريكي حتفهم في الحرب. وباستثناء 140 جندي فقد قتلوا جميعا بعد إن أعلن بوش في مايو أيار 2003 انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في العراق.







وفي سلسلة من الخطب حاول بوش إقناع المواطنين الأمريكيين المتشككين إن لديه استراتيجية فائزة للعراق لمواجهة المخاوف من أن تتطور حلقة العنف الطائفي الذي لا يلين إلى حرب أهلية طاحنة.







وفي كلمته في كليفلاند قدم بوش تقييما كئيبا للحرب قائلا إن العراق مازال معركة شاقة.







وقال بوش 'في مواجهة التقارير المتواصلة عن حوادث القتل والأعمال الانتقامية افهم كيف إن بعض الأمريكيين وجدوا إن ثقتهم قد اهتزت. وهم يتساءلون ما الذي أراه ولا يرونه.'







وأصر على إن تقدما يتحقق واستشهد على ذلك ببلدة تل عفر. وقال إن قوات أمريكية وعراقية حررت المدينة من قبضة مقاتلي القاعدة والمسلحين وأنها الآن 'مدينة حرة الأمر الذي يبعث الأمل في عراق حر.'







ديك تشيني يرى الحرب على العراق، مثل الحرب على الإرهاب، بأنها «معركة من أجل مستقبل الحضارة». الرجل مسؤول مهم في دولة عظمى، وكلامه كبير، لكنه لم يبرهن انه يفكر إطلاقا على نحو حضاري وإنما خاض مع زمرته حملة حقد موتورة بـ «مفاعيل 11 سبتمبر»، ولذلك فهو وزمرته قادا العالم إلى حالة التمزق الراهنة. وعلى رغم إن الوضع العراقي كشف تقريباً معظم مخاطره ونذره، إلا أن ردود فعل الإدارة الأميركية اقتصرت منذ أكثر من سنة على الانتهاء من حملة علاقات عامة داخلية إلى حملة مماثلة جرّبت فيها كل فنون الكلام وكل خدع البصر والبصيرة، ومع ذلك كانت النتيجة تراجع الشعبية لإدارة بوش، والأهم تراجع الثقة مع الأميركيين بعدما انعدمت مع الأصدقاء والحلفاء في الخارج. فالحال مع «الحليف الأكبر» توني بلير غنية عن الوصف.







ها هي الحيلة الأخيرة قد لمعت في الأذهان، لعلها تساهم في تهدئة أحوال العراق وتسمح للأميركيين بالتحضير لبعض الانسحابات. الهدف ليس تلبية طموح العراقيين وإنما إرضاء الرأي العام الأميركي. هذه الحيلة تقضي بفتح حوار مع إيران بشأن العراق، ولا بأس في توسيط طرف عراقي تحوم حوله شبهات كثيرة بترتيب الاتصالات. ما الذي يأمل به بوش وتشيني ورامسفيلد من إيران فيما هم يلوحون لها بعصا الضربات العسكرية لتدمير كل مقومات الحصول على طاقة نووية وبالتالي على أسلحة نووية. فإذا ساهمت طهران في «تطبيع» الوضع العراقي فإنها ستتوقع تنازلاً اميركياً في مكان آخر، لكن أي مساهمة كهذه ستعني اعترافاً أميركياً بنفوذ إيران ودورها... تصوروا إلام وصل الأمر بالأميركيين الذين لا يزالون يقدمون حربهم على العراق بأنها مشروع للديموقراطية، لكنه لا ينفك ينذر بأنه مشروع لتقسيم العراق.







وبدلا من إن تحتفل واشنطن وحلفاؤها بنجاح مشروعهم في العراق أصبحوا في موقف المدافعين حيث يصرون على إن عملية حرية العراق التي بدأت قبل ثلاث سنوات من اليوم ستنتهي بالنصر رغم أنهم أصبحوا اقل يقينا من ذي قبل.







وقال رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد احد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في الحرب إن 'الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية لم يكن قط سلسا أو سهلا.'



وقال رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري 'لقد عانينا خلال العام الماضي والطريق سيكون شاقا'.







لكنه أضاف في مقال نشره في صحيفة واشنطن بوست قائلا 'لا يجب على المجتمع الدولي إن يتردد في مثل هذه المرحلة الحاسمة من التاريخ.'







ولا يزال قادة العراق في حالة جمود بشأن من يتولى أول حكومة بفترة ولاية كاملة بعد الحرب وذلك بعد ثلاثة أشهر من إجراء انتخابات ديمقراطية كانت تهدف إلى تحقيق هدف رئيسي للغزو.







واعترف وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بأن 'الوضع الأمني في العراق خطير.. وعدد الأشخاص الذين يفقدون أرواحهم يفوق بكل أسف ما كنا نتوقعه قبل ثلاث سنوات.'















رد مع اقتباس