الخبر
: قال الرئيس الأمريكي جورج بوش في كلمة ألقاها أمام مؤسسة فريدوم هاوس أن دعم حكومة حماس أمر لا معنى له – وأن واشنطن تدعم الديمقراطية وإجراء الانتخابات لكن هذا لا يعني أنه يتعين عليها دعم الحكومات المنتخبة نتيجة الديمقراطية .
التعليق
ليس جديداً على الولايات المتحدة أن تقول كلاماً وتسلك سلوكاً آخر أو حتى تقول كلاماً يتناقض مع أبسط قواعد المنطق ، وليس جديداً على الولايات المتحدة أن تخون عهودها التي قطعتها على نفسها ، بل ليس جديداً على جورج بوش نفسه أن يقول كلاماً بلا معنى أو مضحكاً ، بل لعل هذه إحدى صفات جورج بوش المشهورة والتي يتندر عليها الأمريكيون أنفسهم .
في يوم واحد هو يوم 30 مارس 2006 قال الرئيس جورج بوش في كلمة ألقاها أمام مؤسسة فريدوم هاوس أن تدعيمنا للديمقراطية لا يعني تأييدنا للحكومات المنتخبة . . . إذن ماذا يعني دعمك للديمقراطية يا سيد بوش هل يعني هذا الدعم اشتراط أن تختار الشعوب ما تريده الولايات المتحدة من حكومات وممثلين وإلا كانت هذه الشعوب جاهلة أو لا تستحق الدعم بل تستحق العقاب ، بالطبع جورج بوش يقصد هنا حركة حماس التي أعلن في نفس الكلمة أنه أوقف الاتصالات معها تماماً ، وأنه أرسل تعليمات بالبريد الإلكتروني إلى الدبلوماسيين الأمريكيين والمسئولين الآخرين في المنطقة تحظر عليهم بأثر فوري إجراء اتصالات مع الوزراء الذين عينتهم حماس سواء كانوا أعضاء في الحركة أم لا . بل إن متحدثاً باسم وزارة الخارجية الأمريكية ' شون ماك ' قال أيضاً أن وقف الاتصالات سيشمل أيضاً الدبلوماسيين الفلسطينيين الذين تعينهم حركة حماس في كل أرجاء العالم .
في نفس اليوم قالت الوزيرة كونداليزا رايس وزير الخارجية الأمريكية أن واشنطن يمكن أن تقبل قيام إسرائيل برسم حدودها النهائية في الضفة الغربية بشكل أحادي الجانب أي دون التشاور مع الفلسطينيين ، وهذا يعني مباشرة أن الحكومة الأمريكية خانت عهودها للفلسطينيين فيما يسمى بخارطة الطريق ، واستهترت بتعهداتها لكل الزعماء العرب ذوي العلاقات الطيبة مع واشنطن أو حلفاء واشنطن من الحكومات العربية . وهي بذلك لا تكشف عن الغدر الأمريكي ، ولا عن الدعم اللا محدود واللا مشروط لإسرائيل ، بل عن مدى تجاهلها لهؤلاء ورؤيتها المطابقة لإسرائيل في أنه لا يوجد هناك طرف باسم الشعب الفلسطيني ! ! .