عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 06-Dec-2006, 06:09 AM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
راعي الحرقا
موقوف لمخالفة الأنظمة
إحصائية العضو






راعي الحرقا غير متواجد حالياً

افتراضي

الحاقا للموضوع "
منقول عن الشيخ سلطان بن جهجاه بن حميد

جزاه الله عنا وعنكم كل خير

يقول "
كانت جزيرة العرب في القديم ، لا تعرف اسم الدولة أو الدول، ما عدا دولتان إلى شماليها هما ، الغساسنة في الشام، والمناذرة في العراق، وكان سكان الجزيرة العربية عبارة عن قبائل تتصارع فيما بينها على البقاء في الحياة ، وكانت ولاية البيت الحرام بمكة، تحت إدارة قبيلة جرهم التي تقوت ولايتها بعد وجود اسماعيل عليه السلام، وبعد قرون ، تحولت ولاية البيت الحرام إلى قبيلة خزاعة ، رئيس خزاعة كان يسمى ميشان الخزاعي، وكانت القوافل عندها رحلتان في الشتاء والصيف، رحلة الشتاء إلى اليمن ، ورحلة الصيف إلى الشام، وكانت هذه القوافل معرضة للسبي والنهب ، ولذلك ، أَولَمَ ميشان الخزاعي وليمة في مكة دعا إليها الغساسنة من الشام ، فوافق الغساسنة على وليمة ميشان، وقبلت خزاعة، وفعلًا تكفلوا بعزيمة ضخمة ، وكان في مكة أربعة مصانع للخمور آنذاك، وقد جرت العادة أن توضع الخمور على موائد الأكل ، وعندما أرادوا تحضير الخمور من هذه المصانع ، وجدوا أن قصي بن كلاب الكناني، قد اشترى هذه المصانع ، فاضطرت خزاعة أن تساوم على بيعها الخمور من قصي، فرفض قصي بيعهم إلا بشرط أن يبيعوه ولاية البيت الحرام بمكة، وكانوا سكارى,, فقد اشتروا مصانع الخمور بولاية البيت ، فيقول الشاعر منتقداً هذا البيع :



باعت خزاعة البيت إذ سكرت
بزق خمر فبئس قيمة الشاري


حلف الإيلاف
*وماذا حدث بعد ذلك,,؟
يواصل الشيخ سلطان حديثه قائلاً : فاستدعى قصي بن كلاب الكناني أبناءه الستة وقال لهم : كل يتحمل مسؤوليته ، ساعدوني على ولاية هذا البيت ، فقالوا: لا يهم ,, نحن مستعدون لما حملتناه ، وندرك الأمر، فحدد موعد حفل عظيم لقبائل العرب في الجزيرة العربية بعد ثلاثة أشهر من حفلة خزاعة للغساسنة في الشام، وعندما حضرت هذه الوفود في مكة المكرمة، أشاع فيهم أن ولاية البيت انتقلت من قبيلة خزاعة إلى قبيلة كنانة، وطلب من القبائل أن تتحالف مع بعضها في حلف سموه حلف الإيلاف، الذي هو ورد فيه من رب العالمين : قال تعالى : (لإيلاف قريش ، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف),, فكان هذا الحلف بمثابة تأمين على قوافلهم ، وحماية لها من السلب والنهب، فدخلت قبائل الجزيرة العربية في هذا الحلف وأخذوا على هذا المنوال وقتاً طويلاً ، وكان العرب قد شرعوا لأنفسهم تشريع غابة بعد نبينا نوح عليه السلام، وفي الوفاء بالوعد والعهد وإكرام الضيف والمحافظة على الجار والصدق والأمانة ، وهذه الأخلاق كانت موجودة في العرب قبل الإسلام، فقد قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، وهذا دليل على وجودها ، فاشتهرت قريش بعد ذلك,
حلف الفضول ,.
*لكن كيف ظهر بعد ذلك حلف الفضول,,؟
- يقول : كانت مكة موقعاً للتجارة استراتيجياً في الجزيرة العربية، فعادت قبائل العرب واجتمعت في بيت عبدالله بن جدعان في مكة، وتحالفوا حلفاً يسمى حلف الفضول, وفيه : أنه : في حالة حدوث ضغوط على الضعفاء من العرب ، تجتمع هذه القبائل على نصرة الضعيف من القوي، وهو الآن ما يسمى حديثاً (حقوق الإنسان),, ولكنه بخلاف ما كان يطبق في الجاهلية ، لأن هذا الحلف كان يحض على قيم وأخلاق سامية ، أما الآن فحدث ولا حرج ,, يقول الشاعر العربي :



ذهبت تلك السنون بأهلها
فكأنها وكأنهم أحلام


ويقول الشاعر الشعبي (العتيبي ):



حنا العرب والعرب واصل العرب منا
منا العروبة تفرعها ومنشاها
يا الله لك الحمد ,,منا حكمنا فينا
ولا فيه يمناً تبي تقطع بيسراها


وجاء سوق عكاظ؟؟
*ثم جاء بعد ذلك سوق عكاظ ,,؟
يواصل كلامه قائلاً :
ثم ,, اجتمعت القبائل العربية بعد حلف الفضول، وعملت سوقاً يسمى بسوق عكاظ، الذي يقع شمالي الطائف والحوية بالقرب من عشيرة، وقد كان سوق عكاظ مشهوراً أدبياً وتجارياً في قلب الجزيرة العربية، وكانت حمايته على القبائل، كل عام تتولى قبيلة هذه المهمة ، وحددوا وقت تجمع يكون كل سنة أربعة أشهر في الصيف، تأتي القوافل من الشام أو من العراق ومن اليمن للتسويق والبيع والشراء، ويؤخذ على هذه القوافل أتاوة لحمايتها من القبائل، وإظهار محاسن القبائل بعضها لبعض,
هوازن ,, وعتيبة
*وحتى هذا التاريخ ,, فإن هوازن ، هي هوازن ؟
- قال :
أعود إلى قبيلتي (هوازن ) ومسمى عتيبة,, يقول الشاعر الشعبي العتيبي :



أنا عتيبي من سلالة هوازن
ربعي عوايدها الفخر من جودها
رسمنا ثلاث بيض في الجاهلية
وأقرها الإسلام واثبت حدودها


والثلاث هي : الجار ، الضيف ، والخوي، ,.
ويقول الشاعر العتيبي أيضاً ، عندما كان في حفل في ديرة عتيبة ، وجاءهم شعراء من السدارى ,, يقول:



مرحباً بالسدارى يا خوال الملوك
في حلة عتيبة الهيلا خوال النبي


ويقول الشاعر العتيبي أيضاً :



أنا عتيبي عريب الجد والخال
قوماً تدوس الافاعي مع عقاربها


عتيبة الرحال ,,.
*وعتيبة ,, كيف جاء هذا الاسم ,,؟
يقول محدثي :
- نعود إلى اسم عتيبة من هوازن ,, فعندما بدأ سوق عكاظ ، كان المناذرة قد جهزوا القوافل في العراق، لسوق عكاظ ، وكان عندهم وفود من قبائل العرب، فقالوا:أفي المناذرة في العراق من يأخذ القوافل بحقها؟ أي الأتاوة ,, ويحميها إلى سوق عكاظ؟ فقال وفد كنانة : نحن نأخذها ونحميها من قريش حتى نصل سوق عكاظ, فقال المناذرة : لا ,, نريد الذي يحميها من القبائل كلها , فقال (عتيبة الرحال) ، رئيس وفد هوازن : أنا آخذ القوافل وأحميها من أهل القيصوم وأهل الشيح , (القيصوم شجرة تنبت في نجد , ويقال أن نسبة القصيم إلى القيصوم,, أما الشيخ فهو نسبة إلى قبائل الحجاز) فغضب الكناني وقال : تحمي القوافل من قريش,, ؟ قال أحميها من العرب كلها , فأخذ عتيبة الرحال القوافل ، وأغضب بذلك الكناني الذي بَيَّتَ لعتيبة الرحال شراً لم يعلم به ، وعندما قيل في (واره) في الكويت ، سطا عليه الكناني وقتله، وأخذ القوافل وهرب بها إلى خيبر ، وأرسل رسولاً من عنده إلى كبار قريش في سوق عكاظ، بأنه قتل عتيبة الرحال ، وأخذ القوافل, وقال ما عليكم إلا أن تهربوا من سوق عكاظ وترجعون إلى مكة ، حيث مكة لا تسفك الدماء فيها، وعندما جاء إلى قريش رسول الكناني، أذاعت قريش في سوق عكاظ، أن مشكلة في مكة وقعت، وأن هذه المشكلة لا تنتهي إلا بوجودها متذرعين بهذا العذر ,,! وأنها سوف تعود إذا انتهت المشكلة، وانصرفت قريش من سوق عكاظ , وفي ساعتها جاء الخبر إلىهوازن ,, أن عتيبة الرحال قتل، وهو رجل شاعر من هوازن محبوب في قومه، وأبناؤه موجودون عددهم ثلاثة عشر رجلاً في سوق عكاظ ، فصاحت هوازن وتناخوا (تكفون يا عيال عتيبة) فلحقوا بقريش حتى أدركوهم في وادي نخلة المسمى حالياً بالسيل الكبير,, فتقاتلوا ، وطردوهم حتى دخلوا مكة، فتوقف القتال، وتعاهدوا - هوازن وقريش - على القتال في السنة المقبلة خارج مكة، فأوفوا بما تعاهدوا عليه ، ودارت رحى الحرب بينهم خمس سنوات ، يقال لها حرب الفُجار في عكاظ ، وتبلور هذا الاسم إلى عتيبة ، فهذا ما اتسع له الوقت ، واتسعت له الجريدة، مع أني ملتزم بما قاله رب العالمين : (ولا تزكوا أنفسكم ولكن الله يزكي من يشاء) .
المصدر جريدة الجزيرة

وفي حديث الشيخ تركي الجواب لكل التساؤلات السابقة واللاحقه

ولكم تحياتي
اخوكم
راعي المهره الحرقا