((تابع للمقال))
أسباب هجرة القبائل الهلالية إلى تونس:
إن النزوح والانتجاع والإرتحال ضرورة تفرضها طبيعة البيئة التي تكيفت معها نفسية هذه القبائل العربية وأصبح يطبع كيانها، وكان تنقل القبائل لأسباب ضرورية ولظروف قاسية فرضتها قسوة البيئة إضافة إلى الطبيعة القبلية المقاتلة التي كانت تلك المجموعات تتميز بها. كما أن انتشار العرب في الأرض من جزيرتهم كانت في فترات متقدمة، وارتبط الانتشار بالعديد من الأسباب منها الفتح الإسلامي، إذ خرج العرب ينشرون ديانتهم وأوغلوا في البلاد وفتحوا الأمصار. كما أنه “لم يكن زجر عمر ليوقف تيارهم فانساحوا في الأرض حتى نصبوا أعلامهم على ضفاف نهر الكنج شرقا وشواطئ المحيط الأطلسي غربا، وضفاف نهر لورا شمالا وأواسط إفريقيا جنوبا وملؤوا الأرض فتحا ونصرا، واحتلوا مدائن كسرى وقيصر وأقاموا في المدن"[96].
والقبائل التي نشرت الإسلام خارج الجزيرة العربية قبائل مضر وكذلك القبائل العدنانية والقحطانية وأشار إلى ذلك جرجي زيدان "والقبائل التي قامت بنصرة الإسلام ونشره قبائل مضر وأنصارها من العدنانية والقحطانية"[97]. وكان انتشار العرب بعد ظهور الإسلام بالمهاجرة، وكذلك هم هاجروا بأهلهم وخيامهم وأنعامهم حبا للعيش في البلاد العامرة، وعلى سبيل الذكر لا الحصر فقد هاجرت بطون من خزاعة إلى مصر والشام في صدر الإسلام وذلك بسبب جدب الأرض وقلة الأعشاب لحيواناتهم" وكذلك كانت تفعل العرب كلما أصابها جدب، حتى عرفت عندهم أعوام خاصة فيها يخرجون إلى مصر والشام وتلك الأعوام يسمونها أعوام الجلاء"[98].
أ) الأوضاع الاقتصادية في مصر في عهد المستنصر: (427 هـ ـ 487 هـ)
أبو تميم معد الملقب بالمستنصر بالله المولود سنة 420 هـ هو الخامس من خلفاء مصر من بني عبيد ولي الخلافة بعد موت أبيه الظاهر لإعزاز دين الله، وذلك في منتصف شعبان سنة 427 هـ وكان عمره يوم ولي الخلافة سبعة سنين وسبعة وعشرون يوما و"إمتد سلطان الفاطميين في القسم الأول من عهد المستنصر على بلاد الشام وفلسطين والحجاز وصقلية وشمال إفريقية وكان اسمه يذاع على كافة منابر البلاد الممتدة من الأطلسي غربا إلى البحر الأحمر شرقا"[99]. وبقي المستنصر بالله في الخلافة ستين سنة وأربعة أشهر وفي ظل خلافته لم تتمتع مصر طوال هذه المدة بالرخاء والطمأنينة غير مدة قصيرة، سرعان ما جرت فيها أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية أدت إلى تزعزع مركز الخلافة الفاطمية.
وعن المجاعات التي حدثت في عهد المستنصر بالله الفاطمي ينقل لنا الراضي دغفوس عن المقريزي "قد تخللتها مجاعات أعنف وأشد نذكر من بينها مجاعة سنة 444هـ 1052م ثم مجاعة 447هـ 1055م ومجاعة سنة 457هـ 1065م"[100]. وترجع أسباب تلك المجاعات حسب ما أورده المقريزي إلى "قصر مياه النيل منذ سنة 444هـ ثم قلة الغلات في المخازن التجارية آنذاك"[101] لقد ارتفعت الأسعار في خلافة المستنصر وخاصة خلال وزارة اليازوري ويرجع ذلك الغلاء إلى تراجع مياه النيل وخاصة سنة 444هـ وخلو المخازن السلطانية من التموين. فاشتدت الأزمة "وكان لعريف الخبازين دكان يبيع الخبز بها ومحاذيها دكان آخر لصعلوك يبيع الخبز بها ايضا، وسعره يومئذ أربعة أرطال بدرهم وثمن. فرأى الصعلوك أن خبزه قد كان يبرد فأشفق من كساده فنادى عليه أربعة أرطال بدرهم ليرغب الناس فيه فانثال الناس عليه حتى بيع كله لتسامحه، وبقي خبز العريف كاسدا فحنق العريف لذلك، ووكل به عونين من الحسبة أغرماه عشرة دراهم"[102].وعن أسباب مجاعة 444هـ فإنها تعود بصفة خاصة إلى القرارات التي اتخذها الوزير اليازوري وذكر ذلك المقريزي: "فلما مر قاضي القضاة أبو محمد اليازوري عن العرافة ودفع إلى الصعلوك ثلاثين رباعيا من الذهب فكاد عقله يختلط من الفرح، ثم عاد الصعلوك إلى حانوته فإذا عجنته قد خبزت فنادى عليها خمسة أرطال بدرهم فمال الزبون إليه وخاف من سواه من الخبازين برد أخبازهم فباعوا كبيعة فنادى ستة أرطال بدرهم فأدتهم الضرورة إلى إتباعه، فلما رأى إتباعهم له قصد نكاية العريف الأول وغيظه بما يرخص بسعر الخبر فاقبل يزيد رطلا رطلا والخبازون يتبعونه في بيعه خوفا من البوار حتى بلغ النداء عشرة أرطال بدرهم وانتشر ذلك في البلد جميعه وتسامع الناس به فتسارعوا إليه، فلم يخرج قاضي القضاة من الجامع إلى والخبز في جميع البلد عشرة أرطال بدرهم"[103]. و يبين ما سلف أثر النيل على الحياة المصرية وخاصة عند تراجعه وقصره وانعكاس ذلك على الاقتصاد والمجتمع المصري. فكلما قصر النيل تقل الحبوب وترتفع الأسعار فيعم الغلاء والمجاعة ويؤدي ذلك إلى تذمر اجتماعي ومن ثم فوضى سياسية. كما أن مصر شهدت وباء نكبت به وجميع الأمم الإسلامية وهو الممتد من 446 ـ 456هـ، فلقد أعدمت في ذلك الحين الأقوات مما اضطر الناس لأكل القطط والكلاب وأكل بعضهم بعضا، "حتى إنه جلا من مصر خلق كثير لما حصل بها من الغلاء الزائد عن الحد، والجوع الذي لم يعهد مثله في الدنيا، فإنه مات أكثر أهل مصر وأكل بعضهم بعضا"[104] "وليس أدل على الفوضى التي سادت مصر في ذلك العهد من تقلد أربعين وزيرا الوزارة في تسعة سنوات بعد قتل اليازوري في سنة 450هـ، ثم عاد القحط والغلاء وما أعقبه من الوباء والموت في سنة 459هـ، وظلت الحال كذلك إلى سنة 464هـ"[105].
ومن خلال هذه الأزمات التي تعرضت لها مصر يتبين أن أسباب هجرة بني هلال وبني سليم إلى تونس كانت في جزء منها نتيجة الأزمة الاقتصادية التي عاشتها مصر في القرن الخامس للهجرة، خاصة إذا علمنا أن تلك القبائل كانت تقطن في الصعيد المصري وأن مورد رزقها زراعة الأرض، ويتحدث عن ذلك المقريزي "فأنزلهم بلبيس وأمرهم بالزرع ونظر إلى الصدقة من العشور فصرفها إليهم فإشتروا إبلا فكانوا يحملون الطعام إلى القلزم"[106]. وفي ظل التراجع المتتالي لمياه النيل وما نجم عنه من الانعكاسات السلبية على المستوى الزراعي، فإن تلك القبائل أصابتها المجاعة كغيرها وبذلك عادت إلى عادتها القديمة وهي قطع الطرق وأخذ أمتعة الناس.
وتعكس قيمة النقود، ضمنيا، الوضع الاقتصادي الذي كانت عليه مصر إبان الهجرة الهلالية إلى الغرب، ويتجلى الوضع الاقتصادي من خلال ارتفاع وانخفاض العملة، فزيادتها يدل على غناء الدولة ورفاهيتها، وبزيادة قيمة العملة تكسب الدولة ثقة الرعية وطاعتها وانصياعها لها، أما انخفاض العملة فيرمز إلى تدهور الحالة الاقتصادية في البلاد وينجر عنه تردي الأوضاع المعيشية للسكان وتنخفض رواتب الموظفين ويزيد مقدار الضرائب. وتبين دراسة الدكتور الراضي دغفوس لتطور الدينار أن الحد الأقصى له وصل 4,39 غرام سنة 451هـ 1059م وحدّه الأدنى الذي بلغ 2,90 غرام سنة 429هـ 1037م، ومن ناحية أخرى "فإن وزنه انحط إلى مستوى 3,88 غرام سنة 444هـ 1052م وهو وزن ضعيف بالنسبة للمعدل العام"[107]. كما شهد الدينار انخفاضا سنة 445هـ 1053م حيث وصل إلى 3,88 غرام، عقبه استقرار في الوزن فاستمر إلى حد سنة 451هـ 1059م حيث وصل وزنه إلى 4,39 غرام وبعد ذلك انحدر الوزن من جديد بداية من سنة 456هـ 1063م إذ بلغ 3,49 غرام وبقي الحال على ذلك.
وتزامنت هذه المجاعة ـ مجاعة 444هـ ـ مع هجرة بني هلال وبني سليم، تلك الهجرة التي تمت على مراحل وأخذت فترة زمنية وعن ذلك يقول عبد الرحمان قيقة “ومن أشد المحن التي أصابت مصر في القرن الخامس الهجري تلك المجاعة الهائلة التي إجتاحت مصر إبتداءا من سنة 444هـ ودامت سنوات عديدة، وكانت معاصرة لزحف بني هلال وغيرها من قبائل الأعراب المستوطنة في صعيد مصر، لم تغادر الضفة الشرقية لنهر النيل قاصدة إفريقية دفعة واحدة ولكن جماعات مدة عشرة سنوات على الأقل"[108].
وساهم النيل باعتباره النهر الوحيد الحيوي الذي يعبر مصر في التأثير على حياة الأهالي، وإن أثر النيل يتجلى من خلال تقلبات مياهه ويعرف عنه أن زيادته تكون في شدة الحر وعند نقص الأنهار الأخرى، وبداية نقصانه عند زيادة الأنهار وفيضانها، وأول زيادة لنهر النيل تكون من بداية يونيو، ومعدل الماء 16 ذراعا إذا ارتفع عن ذلك ذراعا كان العام خير وصلاح للسكان، وإذا ارتفع ذراعين فإنه يضر بالمزروعات، أما إذا نقص مردود النيل بذراعين عن المعدل المذكور يتضرر السكان بذلك. وهنالك معدل مثالي تصله مياه النيل ويكون بذلك الرخاء للسلطان والرعية ويتحدث المقريزي عن تقلبات مياه النيل وابن تغري، فهذا الأخير يبين لنا ارتفاع النيل وانخفاضه في عهد المستنصر بالذراع والأصابع[109]. وعن زيادة مياه النيل أيام الهجرة يمكن القول أنه في 440 هـ تساوي 17,17 ذراعا وفي سنة 441 هـ يساوي 17,9 ذراعا وفي سنة 442 هـ يساوي 17,16 ذراعا وفي سنة 443هت يساوي 17,12 ذراعا أما في سنة 444هـ يساوي 17,16 ذراعا. وكذلك الحال بالنسبة لسنة 452 هـ حيث بلغ 16,9 ذراعا، أما بين 440هـ والسنة المذكورة سابقا فإن مستوى المياه لم ينزل عن 17 ذراعا، وخلال هذه السنوات كانت الهجرة الهلالية قد بدأت من مصر إلى إفريقية. أي أنه هنالك توافق بين سنوات فيضان النيل ولا سيما سنة 441 هـ و444 هـ و446 هـ وسنوات الغلاء في مصر من ناحية، وسنوات انطلاق هجرة بني هلال وبني سليم إلى إفريقية من ناحية أخرى[110]. فخلال السنوات المذكورة حدثت المجاعات وأهمها مجاعة 444هـ ومجاعة 445هـ كما أنه خلال هذه السنوات أيضا انحدر وزن الدينار، فلقد كان وزنه سنة 438هـ يساوي 4,10 غرامات، وأصبح سنة 440 هـ يساوي 4,08 غرامات ليصل سنة 443هـ يساوي 4غرامات، بينما في شدة الأزمة التي مرت بمصر سنة 445هـ كان يساوي 3,88 غراما. ولتقابل هذه المعايير المادية للاقتصاد المصري (مياه النيل، وزن الدينار...) يتجلى لنا الدور الفعال الذي لعبه الوضع الاقتصادي في الهجرة الهلالية إلى تونس.
وإذا كان العامل الاقتصادي يعتبر من بين العوامل الهامة التي دفعت الهجرة الهلالية إلى تونس، فقد كان هناك عوامل أخرى كانت بمثابة المكمل والمتمم لهذا العامل منها العامل الديني والصراع بين الشيعة والسنة في العالم الإسلامي. فلقد أعلنت منطقة الحجاز استقلالها عن الدولة الفاطمية وأصبح أئمتها في خطبهم المنبرية يدعون للعباسيين، ولا سيما بعد أن عجز المستنصر بالله الفاطمي عن كساء الكعبة من جراء الأزمة الاقتصادية التي مرت بها مصر، ويصف لنا ابن التغري تلك القطيعة "وكل هذه الأشياء كان ابن حمدان سببها، ووافق ذلك انقطاع النيل، وضاقت يد أبي هاشم محمد أمير مكة بانقطاع ما كان يأتيه من مصر واخذ قناديل الكعبة وستورها وصفائح الباب والميزان"[111]. وعلى نمط هذه القطيعة سار الشمال الإفريقي، فقام بقطع الخطبة للمستنصر بالله الفاطمي في زمن المعز بن باديس في سنة 441هـ. هذه القطيعة من المشرق والمغرب ستربك المستنصر نفسيا إذا أضفنا إلى ذلك الأزمة الاقتصادية التي كان يتخبط فيها الحكم المصري، مما جعل الخليفة الفاطمي يشجع القبائل الهلالية على الهجرة إلى تونس. ولأن السلطان الفاطمي كان قبل قدومه إلى مصر يفكر في توحيد المغرب والمشرق تحت سلطانه، وفي حين غفلة وجد البلاط الفاطمي خصمه ـ العباسيين ـ قد كسب معركة الولاء. وليس الوضع الاقتصادي والصراع بين الشيعة والسنة هما السببان الرئيسيان وراء هجرة القبائل الهلالية إلى تونس، بل أن هناك خاصية افتقدتها هذه القبائل أثناء وجودها في الصعيد المصري وحشرها في منطقة معينة مخصصة للرعي والانتجاع. فنحن نعرف أن تلك القبائل من خاصيتها النجوع والارتحال، فبفقدانها لتلك الخاصية ستندفع إلى الهجرة خاصة وأنها أرغمت سابقا على الزراعة والتجارة ذلك النمط الذي لم تألفه طيلة رحلتها من الحجاز إلى الشام، وبذلك يكون هذا العامل مكملا للعوامل السالفة الذكر، وبذلك تكون العوامل كلها مجتمعة سببا في هجرة القبائل الهلالية إلى تونس.
2ـ تدهور العلاقة بين الفاطميين والزيرين:
كان رحيل العبيديين إلى مصر بعد أن عمروا في تونس ولا سيما عاصمتهم المهدية التي أسسوها 303هـ 921م، ومن المهدية عم سلطان الفاطميين كامل الشمال الإفريقي تقريبا وأصبح الجميع يدين لهم ولو نظريا بالولاء وبعد ذلك أرادوا أن يكون لدعوتهم صدى عالميا، فتوجهوا إلى مصر خاصة بعد اتجاه قائد جيوشهم جوهر الصقلي إليها سنة 969م "وأسس الفاطميون عاصمة جديدة هي القاهرة وانتقلوا إليها سنة 972م"[112]. وكان رحيل الفاطميين إلى مصر في السنة المذكورة سابقا على أمل أن يتولوا زعامة العالم الإسلامي بعد افتكاك مصر من الدولة العباسيين. وانتقال الفاطميين من المغرب إلى المشرق وتأسيسهم لعاصمتهم الجديدة يعتبر منعرجا هاما في تاريخ إفريقية وكامل الشمال الإفريقي، وسيحدث في تلك المنطقة تغيرات على كافة الأصعدة خاصة على المستوى السياسي والديني والإجتماعي.
عندما انتقل الفاطميون إلى مصر سنة 972م سلموا أمر إفريقية إلى بلكين بن زيري بن مناد، وكان اختيار المعز لبني زيري يرتكز على موالاتهم للشيعة، فتم اختيار بلكين بن زيري بجميع إفريقية والمغرب، وفوض إليه أمر البلاد وإدارة شؤونها، وسماه يوسف وكناه أبو الفتوح ولقب سيف العزيز بالله يعني نزار بن معد[113]. وظل حكم إفريقية في يد بني زيري فبعد بلكين جاء ابنه المنصور، وبعد موت المنصور جاء ابنه بادين بن المنصور، وخلفه على الحكم ابنه المعز بن باديس، وكان هذا الأخير قد تولى السلطة وهو ابن ثمانية سنين، وفي صغره ترك أبوه تربيته لوزيره "كان المعز بن باديس صغيرا إذ ولي وهو ابن ثمانية أعوام، وقيل ابن سبعة أعوام، ربي في حجر وزير أبيه الحسن بن أبي الرجال، وكان ورعا زاهدا وكانت إفريقية كلها والقيروان على مذهب الشيعة. فحرص ابن أبي الرجال على تعليم المعز ابن باديس وتأديبه، ودله على مذهب مالك وعلى عقائد السنة والجماعة، والشيعة لا يعلمون ذلك ولا أهل القيروان"[114].
وكان لإعلان المعز اعتناقه لمذهب مالك بن أنس أثر طيب في نفوس أهل القيروان الذين كانوا يخفون مذهبهم السني، " ... وتمادى الأمر على ذلك حتى قطع أهل القيروان صلاة الجمعة فرارا من دعوتهم وتبديعا لإقامتها باسمائهم ـ أي العبيديين ـ فكان بعضهم إذا بلغ إلى المسجد، قال سرا اللهم أشهد اللهم أشهد! ثم ينصرف فيصلي ظهرا أربعا، إلى أن تناهي الحال حتى لم يحضر الجمعة من أهل القيروان أحد، فتعطلت الجمعة دهرا وأقام ذلك مدة إلى أن رأى المعز بن باديس قطع دعوتهم فكان بالقيروان لذلك سرور عظيم"[115]. وبعد هذا الإعلان ومحاولة الشيعة قتل المعز بن باديس، قام أهل القيروان بقتل الشيعة والتنكيل بهم فقتل منهم ثلاثة آلاف وفرت البقية إلى الغرب. ورغم الحماية الصورية التي قدمها المعز لصالح الشيعة إلا أن أهل السنة استمروا في التنكيل بهم انتقاما لما لحقهم على أيديهم من اضطهاد وظلم"[116]. كما قطع المعز حي على خير العمل من الأذان. وقد تكون هذه الحادثة أيام الظاهر العبيدي والد المستنصر ولكن القطيعة لم تظهر على شكلها الحقيقي إلا في عهد المستنصر بالله، وما يجعل الإلباس في ذلك هو وزارة الجرجرائي تلك الوزارة التي امتدت حتى تاريخ ليس بالقصير من خلافة المستنصر، وأن المعز ظل في مهادنة الفاطميين منذ عهد الوزير الجرجرائي وليس اليزوري، ويذكر ذلك صاحب كتاب الاستقصاء عندما يقول: "واستمر ابن باديس على إقامة الدعوة لهم والمهاداة معهم، وفي أثناء ذلك يكاتب وزيرهم القائم بأمور دولتهم أبي القاسم علي بن أحمد الجرجرائي ويستميله ويعرض ببني عبيد وشيعتهم ويغض منهم"[117] ويمكن القول أن الخلاف اشتد بين المعز بن باديس والمستنصر بالله الفاطمي عند تولى اليازوري الوزارة، فلقد كان المعز بن باديس يخاطب العبيديين في كتاباته "عبدكم"، وأصبح فيما بعد يخاطبهم بـ "صنيعكم" بل ذهب إلى أكثر من ذلك بأن صار يناديه باسم "فلاح" استنقاصا من شأنه، لأن اليازوري كان ابن فلاح من قرية قرى فلسطين ولم يكن من أهل الوزارة بل من أهل الفلاحة. وإنقطع المعز بن باديس عن الدعوة للعبيديين سنة 440هـ، إذ خاطبه وزيرهم أبو القاسم الجرجرائي محذرا المعز بن باديس داعيا إياه إلى التراجع عن القدح والتعريض بخلفائه، إلا أن المعز بن باديس استمر في مقاطعته لهم مما وتر العلاقات بين مصر وإفريقية وقتها وذلك سنة 440هـ في عهد الخليفة المستنصر بالله الفاطمي[118]. ويذكر ابن الأثير نفس التاريخ "وقطع خطبة المستنصر العلوي صاحب مصر سنة أربعين وأربع مائة، فلما فعل ذلك كتب إليه المستنصر العلوي يتهدده فأغلظ المعز في الجواب"[119]، ويذكر نفس تاريخ القطيعة أيضا ابن أبي دينار "وفي سنة خمسة وثلاثين وأربعمائة أظهر الدعوة لبني العباس وورد عليه عهد من الإمام القائم بأمر الله العباسي، وفي سنة أربعين وأربعمائة قطع خطبة بني عبيد وقطع بنودهم وأحرقها بالنار"[120]. إلا أن صاحب كتاب الاستقصاء يذكر غير ذلك التاريخ "… فقطع بن باديس الخطبة بهم على منابره سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة"[121]. في حين نجد أن ابن عذاري المراكشي يذكر التاريخ الذي ذكره ابن خلدون سنة 440 هـ إلا أن هناك من يذهب إلى أن القطيعة كانت سنة 441هـ "ما كاد المعز بن باديس يعلن استقلاله في عام 441هـ ويقطع الدعوة للفاطميين حتى فكرت الخلافة الفاطمية بمصر في الانتقام منه"[122] ومن المؤرخين من يذهب إلى القول أن القطيعة حصلت في سنة 350هـ "فحمل المعز بن باديس رعاياه على التمسك بمذهب (مالك بن أنس) خاصة وقد قطع ذكر الفاطميين من الخطبة في الجوامع وعوض أسماءهم فيها باسم الخليفة العباسي في بغداد سنة 350 هـ (973م)"[123]. والراجح أن القطيعة وقعت سنة 440 هـ لأن هذه هي السنة التي أرسل فيها المستنصر وزيره اليازوري يحث بني هلال وبني سليم بالهجرة إلى تونس، وظل المستنصر يتهدد المعز بتسليمه إليهم، إلا أن هذا الأخير رد عليهم بأنهم أصحاب المغرب قبل أن يكون للعبيديين ذكر. كان قطع خطبة سنة 440 هـ وحرق البنود وقتل الشيعة القشة التي قسمت ظهر البعير بين المعز والمستنصر، فعمل هذا الأخير كل ما في وسعه لإرجاع هذا الجزء من مملكته إلى الحظيرة إلا أن ذلك لم يكن بوسعه لبعد المسافة، ولكثرة المصائب التي حلت بالمستنصر واستعصى حلها عليه. ففي الداخل تفاقمت الأزمة الاقتصادية وفي الخارج خروج سلطان الحجاز عليه وإعلانه الولاء للعباسيين، وتمرد بني زيري عليه فأراد الانتقام من هؤلاء، ولكن ما هو السبيل الأنجع إلى ذلك؟
استشار المستنصر بالله الفاطمي وزيره في كيفية القصاص من المعز بن باديس فقدم له النصيحة حسب الناصري بما يلي: "فأشار عليه بأن يسرح له العرب من بني هلال وبني جشم الذين بالصعيد، وأن يتقدم لهم بالاصطناع ويستميل مشايخهم بالعطاء وتولية أعمال إفريقية وتقليدهم أمرها بدلا من صنهاجة الذين بها لينصروا الشيعة ويدافعوا عنهم، فإن صدقت المخيلة في ظفرهم بابن باديس وقومه صنهاجة كانوا أولياء للدولة وعمالا بتلك القاصية، وإرتفع عدوانهم من مساحة الخلافة وإن كانت الأخرى فلها ما بعدها، وأمر العرب على كل حال أهون على الدولة من أمر صنهاجة الملوك"[124]. ورضي الخليفة بهذا الرأي وعمل على تنفيذه قبل فوات الأوان، فأرسل الوزير اليازوري إلى أحياء العرب رجل يعرف بأبي علي الحسن بن علي بن ملهم بن دينار العقيل، وعرف بالفصاحة وطلاقة اللسان وحسن التبليغ كما أنه يعرف بأمير الأمراء في الدولة الفاطمية. وذهب أبو علي الحسن إلى أحياء زغبة ورياح المرابطة بالصعيد المصري، يحمل معه هدايا قيمة وجوائز ثمينة إلى أمراء القبائل، وعمل أبو علي في فض النزاعات التي كانت موجودة بين القبائل وصالح بينهم. ومما يسر في ذلك الصلح هو وعده لهم بأن الدولة الفاطمية تتحمل دية القتلى من الطرفين. وخرجت القبائل وعبرت النيل وهي تحمل عقود إقطاع من المستنصر بالله الفاطمي قصد التنكيل بالمعز بن باديس، وتم العبور بعد أن أمدهم ببعير ودينار لكل واحد، إضافة إلى أن كل واحد عبر النيل أقسم على يعامل المعز معاملة العدو، وقال المستنصر لهذه القبائل "قد اعطيناكم المغرب وملك ابن باديس العبد الآبق فلا تفترقون بعدها! وكتب اليازوري إلى المعز: "أما بعد فقد أنفذنا إليكم خيولا فحولا وأرسلنا عليها رجالا كهولا، ليقضي الله أمرا كان مفعولا"[125].
فرحت القبائل العربية بذلك الترخيص الذي نالته من المستنصر لعدة أسباب، لعل أولها المجاعة التي شهدتها هذه القبائل مثل غيرها من المجموعات القاطنة في مصر، والسبب الثاني هو ما علمته هذه القبائل عن خيرات إفريقية إذ تحدث الرواية الشعبية أن بني هلال أرسلوا سرية إلى إفريقية للإطلاع على خيراتها وخاصة بعد الحصار الذي عانوه في مكة سابقا. وعبرت القبائل الهلالية النيل وبقي منها بالصعيد وعندما وصلوا إلى برقة وجدوا بلادا كثيرة المرعى، فاستباحوا البلاد لكثرة خيراتها وجودة مرعاها فراسلوا إخوانهم في شرق النيل يدعونهم ويرغبونهم في القدوم، فاجتاز هؤلاء النيل بعد أن دفعوا مقابل عبورهم على كل راس دينارين فاخذ منهم المستنصر أضعاف ما أنفقه على غيرهم[126]، ويقول ابن أبي دينار في ذلك ".. وأباح لهم من برقة إلى ما بعدها وأعانهم على ذلك بمال وهم رياح وزغبة وعدي بطون من بني عامر بن صعصعة، فلما وصلوا إلى إفريقية عاثوا فيها كيف شاءوا وملئت أيديهم من النهب، فتسامعت بنو عمهم بذلك فطلبوا من الخليفة اللحاق بمن تقدمهم فمنعهم من ذلك إلا أن يعطوه شيئا من أموالهم فأخذ منهم أضعاف ما أعطاه لبني عمهم"[127]. وبقيت القبائل الهلالية بالجبال والسهول القريبة من أرض طرابلس حتى شهر الربيع ترعى أغنامهم بتلك السهول والجبال معجبين بكثرة الأعشاب، وكان المعز بن باديس يحقد على القبائل الموجودة بتلك المنطقة وكان أمير المهدية المعز بن باديس يحقد على سكان هذه الجهات فأعجب بإذلالهم من طرف بني هلال واتصل به بعض أمراء بني هلال ففرح بهم وقربهم إليه، وأول من استقبله منهم هو مؤنس بن يحي الصنبري (من قبيلة رياح)، فزوجه المعز بن باديس ابنته وأكرمه وأنزله القيروان[128]. وحثه على استقدام بني عمه إلا أن هذا الأخير رفض قائلا بأن القبائل لا تخضع لسلطان ولا وال، وظن المعز بن باديس أن مؤنس بن يحي يريد الاستئثار بالأرض لقبيلته دون غيرها من القبائل. ولما رأي مؤنس بن يحي إلحاح المعز عليه رجع واستنفر القبائل وحثهم على دخول إفريقية واصفا لهم ترحيب المعز إضافة إلى خيراتها وصلاحية مرعاها لمواشيهم[129].
وعن تاريخ الدخول يقول ابن خلدون سنة 443هـ "وأقامت هيب بن سيلم وأحلافها رواحة وناصرة وغمرة بأرض برقة، وصارت قبائل دياب وعوف وزغب وجميع بطون هلال إلى إفريقية كالجراد المنتشر لا يمرون بشيء إلا أتوا عليه، حتى وصلوا إلى إفريقية سنة ثلاثة وأربعين"[130]. أما ابن الأثير فيقول: "ثم دخلت سنة اثنين وأربعين وأربعمائة… ذكر دخول العرب إلى إفريقية"[131]، ويذكر نفس التاريخ النويري عندما يقول: "فدخلت العرب إلى بلاد المغرب في سنة إثنتين وأربعين وأربعمائة"[132]. من خلال ما هو مكتوب لا يمكن الوقوف عند تاريخ محدد بذاته لدخول العرب إلى إفريقية، وإنما يمكن حصر ذلك ما بين 440 هـ و443 هـ. وكانت أهم القبائل التي دخلت إفريقية هي رياح وزغبة وعدي بطون من بني عامر بن صعصعة. واستعد المعز ليرد القبائل إلى مواقعها في جيش من ثلاثين ألفا بما فيهم العبيد وعرب الفتح وصنهاجة، وجيش القبائل الهلالية يساوي ثلاثة آلاف وعرفت تلك المعركة بمعركة حيدران، ويسميها ابن الأثير جندران "… إحتفل المعز وجمع عساكره وكانوا ثلاثين ألف فارس ومثلها رجالة وسار حتى أتى جندران، وهو جبل بينه وبين القيروان ثلاثة أيام وكانت عدة العرب ثلاثة آلاف فارس"[133]. وعندما رأي العرب كثرة جيش المعز المتكون من صنهاجة وعرب الفتح والعبيد، استبعدوا النصر والتغلب على المعز بن باديس وجيشه إلا أن زعيمهم مؤنس بن يحي قال لهم إن هذا اليوم ليس يوم فرار، واستعدوا إلى ذلك بعد أن لبسوا ملابس الحرب وتشاوروا بينهم في طريقة القتال فقال لهم أن يكون الطعن في أعينهم، فسمي ذلك اليوم يوم العين. وفي معركة حيدران اتفقت جموع من صنهاجة على التخلي عن المعز وتركه وعبيده داخل المعركة، فساهم خروج هؤلاء في الإسراع بالهزيمة. وسبب تخلي هؤلاء عن المعز هو الخلافات القائمة بينهم بسبب غضب العناصر البربرية من استئثار العبيد ببعض المناصب[134]. وقتل في تلك المعركة جمع كبير من صنهاجة ورجع المعز إلى القيروان مهزوما وحزينا على كثرة من مات في المعركة، وما أخذته العرب من الخيل والخيام والمال وغير ذلك ويذكر ابن الأثير ذلك "وقتل من صنهاجة أمة عظيمة ودخل المعز القيروان مهزوما على كثرة من معه وأخذت العرب الخيل والخيام وما فيها من مال وغيره وفيه يقول بعض الشعراء:
وإن ابن باديس لأفضل مالكا ولكن لعمري مالديه رجال
ثلاثون ألفا منهم غلبتهم ثلاثة آلاف إن ذا لمحال"[135]
كانت معركة حيدران بين مدينتي قابس والقيروان وذلك في 11 ذي الحجة 443هـ (14 ابريل 1052م)[136]. وكانت بين المعز بن باديس والعرب عدة معارك، منها معركة يوم النحر حيث جمع المعز سبعة وعشرين ألف فارس وسار إليهم وهاجمهم وهم في صلاة العيد، فركب العرب خيولهم ونشب القتال حتى انهزمت صنهاجة فقتل منهم خلق كثير، وعن ذلك تحدث إبن عذاري المراكشي "لما كان ثاني عيد الأضحى في هذه السنة، كانت الداهية العظمى والمصيبة الكبرى، وذلك أن السلطان عيد يوم الاثنين، ومشى صباح اليوم إلى ناحية قرية تعرف ببني هلال، فلما كان نصف النهار أتته الأخبار أن القوم قد قربوا منه بأجمعهم، فامر بالنزول في أوعار وأودية فلم يستتم النزول حتى حمل العرب حملة رجل واحد فانهزم العسكر[137]. ولما يئس المعز بن باديس وانهزم في معاركه مع العرب ترك القيروان في اتجاه المهدية إذ سبق أن ولى عليها ابنه تميم "… ولما وصل إلى المهدية تلقاه ولده تميم وترجل له وقبل يده وادخل البلد، فسلم الأمر إلى ولده تميم في حياته فقام بأمور الدولة احسن قيام، وتوفي المعز سنة ثلاثة وخمسون وأربع مائة فكانت أيام ولايته تسعا وأربعين سنة"[138]. وكان لدخول العرب إفريقية أحداث مع أبناء المعز بن باديس حتى أنه هناك من يعتبر أن وجودهم قلص سلطة بني زيري فأصبحت تتلاشى إلى أن إندثرت، لتطبع العرب المنطقة بطابع خاص بعد الأحداث التي جرت لها.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] د. الراضي دغفوس، "مراحل تايخ الهلالية في المشرق: مسار قبائل بني هلال وبني سليم من الحجاز ونجد إلى إفريقية والمغرب"، المؤرخ العربي، (بغداد: الأمانة العامة لإتحاد المؤرخين العرب العراق عدد 11)، 209.
[2] المصدر السابق.
[3] أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ود. عبد الحليم عويس، بنو هلال أصحاب التغريبة في التاريخ والأدب، (الرياض: دار العلوم، شارع الستين1981)، 17.
[4] "فأما بنو هلال فإنهم بنو هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان ويقال قيس إبن عيلان بالعين المعملة بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وبني هلال بطن من بني عامر وكانوا أهل بلاد الصعيد إلى عيذاب، وبإخميم منهم بنو قرة وبساقية قلتة منهم بنو عمرو، وفي بني هلال عدة بطون منهم بنو ربيعة وبنو جدير وبنو عزير، وباصفون وإسنا بنو عقبة وبنو جملية". تقي الدين أبو العباس أحمد بن علي المقريزي (توفي 845هـ / 1441م)، البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب مع دراسة في تاريخ العروبة في واد النيل" تحقيق د. عبد المجيد عابدين، (القاهرة: دار النشر،1961 )، 28.
[5] ابن عبد ربه الأندلسي العقد الفريد، (بيروت: دار الكتاب العربي)، 354.
[6] ابن حزم الأندلسي، جمهرة أنساب العرب، تحقيق عبد السلام محمد هارون، ج 1، (القاهرة: دار المعارف، 1962)، 384.
[7] خير الدين الزركلي: الأعلام: قاموس تراجم لأكثر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، (القاهرة: ادار لفكر، ج9)، 92.
[8] عز الدين بن الأثير، اللباب في تهذيب الانساب، (بغداد: مكتبة المثنى، ج 3)، 396.
[9] الأعلام مصدر سبق ذكره، ج9، 92.
[10] ابن خلدون، كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر أيام العرب والعجم والبربر ومن عاشرهم من ذوي السلطان الأكبر، (بيروت: دار الكتاب اللبناني،1981)، 48.
[11] العبر مصدر سبق ذكره، 50 ـ 51.
[12] المصدر السابق، 48.
[13] المصدر السابق، 54.
[14] المصدر السابق، 54.
[15] المصدر السابق، 53.
[16] المصدر السابق، 54.
[17] عبد الوهاب بن منصور، قبائل المغرب، (الرباط: المطبعة الوطنية، 1968، ج1 )، 419.
[18] العبر مصدر سابق، 54.
[19] المصدر السابق، 55.
[20] المصدر السابق، 58.
[21] قبائل المغرب مرجع سابق، 420.
[22] العبر مصدر سابق، 63.
[23] المصدر السابق.
[24] المصدر السابق، 65.
[25] المصدر السابق، 69.
[26] المصدر السابق، 77.
[27] المصدر السابق، 69.
[28] المصدر السابق، 76.
[29] المصدر السابق، 58.
[30] المصدر السابق، 86.
[31] المصدر السابق.
[32] المصدر السابق، 87.
[33] المصدر السابق، 91.
[34] المصدر السابق، 93.
[35]المصدر السابق، 95.
[36] المصدر السابق، 96.
[37] المصدر السابق، 105.
[38] المصدر السابق، 106.
[39] المصدر السابق، 116.
[40] جمهرة أنساب العرب، 275.
[41] العبر، 118 ـ 119.
[42] المصدر السابق،121.
[43] المصدر السابق، 122.
[44] المصدر السابق، 126.
[45] المصدر السابق، 128.
[46] المصدر السابق، 123.
[47] المصدر السابق، 124.
[48] المصدر السابق، 125.
[49] المصدر السابق، 126.
[50] المصدر السابق،131.
[51] المصدر السابق.
[52] المصدر السابق، 135.
[53] المصدر السابق.
[54] قبائل المغرب، 486.
[55] قبائل المغرب، 427.
[56] البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب، 65.
[57] قبائل المغرب، 429.
[58] أبو محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد التيجاني، رحلة التيجاني، (تونس: الدار العربية للكتاب)، 141.
[59] "وهم بنو عوف بن بهتة بن سليم بن منصور فخذ، وبنو عوف بن بهز بن إمرئ القيس بن بهثة، فخذ وبنو عوف بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن برقة فخذ، وعوف هؤلاء في بلاد الصعيد وفي البحيرة وفي برقة إلى بلاد المغرب منهم أمم لا تحصى كثرة" البيان والإعراب، 48.
[60] قبائل المغرب، 430.
[61] العبر، 162.
[62] المصدر السابق، 167.
[63] رحلة التيجاني، 134.
[64] العبر، 168.
[65] أي اتجاههم إلى الغرب.
[66] مراحل تاريخ الهلالية في المشرق، 212.
[67] العبر، 27.
[68] البيان والإعراب، 28.
[69] بنو هلال أصحاب التغريبة، 79.
[70] مراحل تاريخ الهلالية في المشرق، 45.
[71] بنو هلال أصحاب التغريبة، 45.
[72] المصدر السابق.
[73] المصدر السابق.
[74] تقي الدين أبي العباس أحمد بن علي المقريزي، كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية، (بيروت: دار صادر، ج1)، 80.
[75] مراحل تاريخ الهلالية في المشرق، 220.
[76] الخطط المقريزية، 80.
[77] مراحل تاريخ الهلالية في المشرق،221.
[78] المصدر السابق، 221 - 222.
[79] المصدر السابق، 222
[80] العبر، 27.
[81] مراحل تاريخ الهلالية في المشرق، 222.
[82] المصدر السابق، 223.
[83] بنو هلال أصحاب التغريبة، 45.
[84] بنو هلال أصحاب التغريبة، 77 ـ 78.
[85] المصدر السابق، 79.
[86] المصدر السابق، 80.
[87] بنو هلال أصحاب التغريبة، 84.
[88] البيان والإعراب، 151 ـ 152.
[89] المصدر السابق، 68
[90] العبر، 36.
[91] عبد الرحمن أيوب، أعمال الندوة العالمية حول السيرة الهلالية (تونس الدار التونسية للنشر)،21.
[92] المصدر السابق، 21.
[93] المصدر السابق، 21ـ22.
[94] قبائل المغرب، 414.
[95] صباح إبراهيم، تاريخ الإسلام في إفريقيا وجنوب شرق آسيا، (بغداد: مطبعة التعليم العالي ، ج1)، 58ـ59.
[96] جرجي زيدان، تاريخ التمدن الإسلامي، (بيروت: مكتبة الحياة) ج4، 322.
[97] المصدر السابق، 323.
[98] المصدر السابق.
[99] حسن إبراهيم، تاريخ الدولة الفاطمية في المغرب ومصر وسوريا وبلاد العرب، ط2، (1958)، 170.
[100] الراضي دغفوس،149.
[101] المصدر السابق، 149.
[102] المصدر السابق، 150.
[103] المصدر السابق، 151.
[104] ابن تغري، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، (القاهرة: دار الكتاب المصرية، ج5)، 15.
[105] الراضي دغفوس، 152.
[106] الراضي دغفوس، 153.
[107] الراضي دغفوس، 156.
[108] عبد الرحمان قيقة، من أقاصيص بني هلال، رواية شفوية نقلها الطاهر قيقة ، (تونس: الدار التونسية للنشر ط4)، ص19.
[109] الدولة الفاطمية في المغرب ومصر وسوريا وبلاد العرب، 572.
[110] العوامل الإقتصادية لهجرة بني هلال وبني سليم،161.
[111] ابن تغري، 17ـ18.
[112] ما يجب أن تعرف عن تاريخ تونس، 47.
[113] لسان الدين بن الخطيب، تاريخ المغرب العربي في العصر الوسيط ـ القسم الثالث من كتاب أعمال الأعلام، تحقيق أحمد المختار العبادي ومحمد إبراهيم الكتاني، دار الكتاب، ص65.
[114] ابن عذاري: البيان المعرب في أخبار الأندلس والمغرب، تحقيق ـ ج ـ س كولان واليقي بروقسك، (بيروت: دار الثقافة، ج1)، 273.
[115] إبن عذاري، 74.
[116] Jean foncet, “le mythe de la catastrophe hilalienne”, Annales, (Paris: Etudes superieures continues 22e annee No. 5, Octobre 1967), P.1104.
[117] ابن عذاري، 164.
[118] العبر، 335.
[119] إبن الأثير، الكامل في التاريخ، (بيروت: دار الكتاب العربي، 1967) ج8، 55.
[120] إبن أبي دينار: المؤنس في أخبار إفريقيا وتونس، تحقيق محمد شمام، (تونس:المكتبة العتيقة)، 83.
[121] الناصري، 165.
[122] بنو هلال أصحاب التغريبة، 93.
[123] حسن حسني عبد الوهاب، ورقات عن الحضارة عربية بإفريقية التونسية، (تونس: المنار)، 444ـ445.
[124] الناصري، 165.
[125] المصدر السابق.
[126] المصدر السابق.
[127] المؤنس في أخبار إفريقية وتونس، 84.
[128] من أقاصيص بني هلال مرجع سبق ذكره، ص21.
[129] من أقاصيص بني هلال، مرجع سبق ذكره، ص21.
[130] المصدر السابق، ص31.
[131] الكامل في التاريخ، 55.
[132] أحمد بن عبد الوهاب النويري، من كتاب نهاية الإرب في فنون الأدب، تحقيق مصطفى أبو ضيق، الدار البيضاء: دار النشر المغربية)، 343.
[133] ابن الأثير: الكامل في التاريخ، 56.
[134] Jean Poncet, “Encore a propos des Hilaliens, la mise au point de R. Idriss”, Annales No. 3 Mai- Juin 1968, (Paris: Etudes superieurs continues)
[135] الكامل في التاريخ، 56.
[136] من أقاصيص بني هلال، 22.
[137] إبن عذاري المراكشي، 289.
[138] ابن دينار، 84.
.................................................. ...............
المصدر: موقع تونسي
.................................................. ..............
مع تحيات وتقدير
أخوكم في لله ومحبكم في لله
أبوهمام عبدالهادي بن أحمد بن عبدالهادي بن محمود الدريدي الأثبجي الهلالي التونسي الحجازي
((ابن طيبة الطيبة)).