عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 01-Oct-2007, 05:09 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الهبري الروبس
عضو نشيط
إحصائية العضو






الهبري الروبس غير متواجد حالياً

افتراضي

--------------------------------------------------------------------------------


بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء
إن من المغالطات المكشوفة تسمية الأشياء بغير اسمها تلبيسا على الناس وتغريراً بالجهال ، ومن ذلك تسمية التخريب والاعتداء على الناس وسفك الدماء المحرمة وإتلاف الممتلكات مما تقوم به تلك الفئة الضالة ويسمون ذلك جهادا في سبيل الله ويسمون الانتحار استشهاداً ، وربما ينخدع بعض الناس خصوصاً صغار السن بهذا التضليل وينخرطون معهم في الإفساد في الأرض ونقول لهؤلاء ومن اغتر بهم:
أولاً : الجهاد في سبيل الله هو قتال الكفار والمشركين لإزالة الشرك ونشر التوحيد بعد دعوتهم إلى الله وامتناعهم من قبول الدعوة ، وتنظيم الجهاد والإشراف عليه من صلاحيات إمام المسلمين ، لأن الذي تولاه في عصور الإسلام كلها هم ولاة الأمور، ابتداء بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه ومن جاء بعدهم من ولاة أمور المسلمين ، وليس الجهاد فوضى ، كل يقوم به ويأمر به ، والله تعالى يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ) (38) سورة التوبة ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( وإذا استنفرتم فانفروا ) فلا يجوز للمسلم أن يجاهد إلا إذا استنفر للجهاد والذي يستنفر هو ولي أمر المسلمين ، إذا توفرت شروط الجهاد وزالت موانعه .
ثانيا: الجهاد لا يكون بقتل المسلمين والمستأمنين ، وإنما يكون مع الكفار المحاربين ، وأما قتل المسلمين والكفار المستأمنين فإنه عدوان وظلم ، والله قد حرم العدوان والظلم في حق المسلم والكافر ، وليس هذا العدوان جهادا في سبيل الله ، وإنما هو جهاد في سبيل الشيطان ، والمسلم لا يرضى أن يكون من جند الشيطان ومن أولياء الشيطان .
ثالثا: لا يجوز قتل الكافر المستأمن والمعاهد والذمي بحجة أن الكفار الآن يقتلون المسلمين كما يحتج بذلك الجهال ، لأن الله تعالى يقول : (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )(164) سورة الأنعام ، وهذا من فعل الجاهلية الذين كانوا يقتلون البريء بحجة الانتقام من المجرم ، وأيضا هذا قتل لمن يحرم قتله .
رابعاً: الانتحار ليس استشهاداً لأن المنتحر يتعمد قتل نفسه ، ومن قتل نفسه فهو متوعد بالنار كما صحت بذلك الأحاديث والله تعالى يقول : (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا )(169) سورة آل عمران ، ولم يقل قتلوا أنفسهم ، والمقتول في سبيل الله مأجور ، وقاتل نفسه آثم ففرق بين الحالتين ، ولا يسوي بينهما إلا ملبس أو جاهل .. فنصيحتي لهؤلاء الذين غُرِّر بهم وخدعوا بهذا الفكر المنحرف أن يرجعوا إلى صوابهم ، ويتوبوا إلى ربهم ويلقوا سلاحهم ويضعوا أيديهم بأيدي إخوانهم ، وولاة الأمور - حفظهم الله - قد وعدوا من سلم نفسه تائباً أنه سيعامل معاملة خاصة .. والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
يمكنك تحميل التأصيل الشرعي من موقع السكينة:
http://www.asskeenh.com/















آخر تعديل الهبري الروبس يوم 01-Oct-2007 في 05:12 PM.
رد مع اقتباس