[ 21 ] وهب بن خالد بن عامر بن غاضرة السعدي مولى عبيد والد أبي وجزة الشاعر مخضرم قال محمد بن سلام الجمحي عن يونس بن عبيد كان عبيد والد أبي وجزة سبى فباعوه بسوق ذي المجاز في الجاهلية فاشتراه وهب بن خالد فأقام عنده زمانا يرعى ابله ثم ان عبيدا ضرب ضرع ناقة لمولاه فأدماها فلطم وهب وجهه فغضب وسار الى عمر مستعديا عليه فقال يا أمير المؤمنين أنا رجل من ظفر أصابني سبى في الجاهلية وأنا معروف النسب ولا رق على عربي في الإسلام فحضر مولاه فقال يا أمير المؤمنين ان غلامي كان يقوم على مالي فأساء فضربته فوالله ما أعلم أني ضربته قط غيرها وان الرجل ليضرب ابنه أشد منها فكيف بعبده وأنا أشهدك أنه حر لوجه الله فقال عمر قد امتن عليك وقطع عنك مؤنة السب فان أحببت فأقم معه فان له عليك منة وان أحببت فالحق بقومك فأقام معه ثم تزوج بزينب بنت عرفطة المزنية فولدت له أبا وجزة وأخاه وقد روى أبو وجزة عن أبيه عن عمر قصة استسقائه في عام الردة
[ 22 ] أبو برقان السعدي عم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة قال أبو موسى ذكره المستغفري ونقل عن محمد بن معن عن عيسى بن يزيد قال دخل أبو برقان عم النبي صلى الله عليه وسلم من بني سعد بن بكر قال يا محمد لقد جئت وما فتى من قومك أحب إليهم ولا أحسن ثناء منك وإنهم يتقممون فقال يا أبا برقان هل تعرف الحيرة قلت نعم قال فإن طالت بك حياة لتسمعنها يرد الوارد من غير خفير قال لا أدري ما تقول غير أني ما أتيتك من ثنية كذا إلا بخفير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لآخذن بيدك يوم القيامة ولأذكرنك ذاك قال فكان عثمان بن عفان يقول يا أبا برقان ما كان ليأخذك إلا وأنت رجل صالح قال أبو برقان قدمت الحيرة فوجدتها على ما وصفت لي قلت عيسى بن يزيد هو المعروف بابن دأب الأخباري وقد كذبوه وقد صحفت هذه الكنية كما سيأتي في الثاء المثلثة
[ 23 ] أبو ثروان بن عبد العزى السعدي عم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ذكره بن سعد في الطبقات في ترجمة حليمة مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم فقال حدثنا محمد بن عمر هو الواقدي عن معمر عن الزهري وعن عبد الله بن جعفر وابن أبي سبرة وغيرهم قالوا قدم وفد هوازن على رسول الله صلى الله عليه وسلم الجعرانة بعد ما قسم الغنائم وفي الوفد عم النبي صلى الله عليه وسلم أبو ثروان فقال يا رسول الله إنما في هذه الحظائر من كان يكفيك من عماتك وخالاتك وأخواتك وقد حضناك في حجورنا وأرضعناك بثدينا وقد رأيتك مرضعا فما رأيت مرضعا خيرا منك ورأيت فطيما فما رأيت فطيما خيرا منك ثم رأيتك شابا فما رأيت شابا خيرا منك ولقد تكاملت فيك خصال الخير ونحن مع ذلك أهلك وعشيرتك فامنن علينا من الله عليك قال وقدم عليهم وفد هوازن بإسلامهم فكان رأس القوم والمتكلم أبا صرد زهير بن صرد فذكر قصته قلت تقدم ذكر هذا العم في حرف الباء الموحدة وأن أبا موسى تبع المستغفري في أنه أبو برقان بموحدة وقاف والذي ذكره الواقدي أولى وأنه بمثلثة وراء وقد ذكره في موضع آخر فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الشيماء أخته من الرضاعة عمن بقى منهم فأخبرت ببقاء عمها وأختها وأخيها وقد مضى أن أخاها عبد الله بن الحارث وأما أختها فاسمه أنيسة وسيأتي ذكرها في كتاب النساء إن شاء الله تعالى
[ 24 ] أبو صحار السعدي كان رجلا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وشهد حنينا مع المشركين ثم أسلم ذكره أبو عبد الله بن الأعرابي في كتاب النوادر وقال قال السروجي قال أبو صحار السعدي سعد أبي بكر بن هوازن وقالت له زوجته أبتع لنا عهنا رخيصا فقال لهما كما أنت حتى تكون الجبال عهنا كما قال أخو قريش فتأخذي عهنا رخيصا قال ودعاه قومه إلى الإسلام بعد ان ظهر الإسلام فأبي وقال في يوم حنين
ألا هل أتاك إن غلبت قريش
هوازن والخطوب لها شروط وقد تقدمت هذه الأبيات وجوابها في ترجمة بن وهب الأسدي قال ثم أسلم أبو صحار بعد ذلك وحسن إسلامه وجاور عبيد الله بن العباس بالبقيع وذكر له معه خبرا وأنشد له فيه مدحا وذكر قصته أيضا أبو عبد الله بن خالويه في كتابه
[ 25 ] أبو كبشة حاضن النبي صلى الله عليه وسلم الذي كانت قريش تنسبه اليه فتقول قال بن أبي كبشة قيل هو الحارث بن عبد العزي السعدي زوج حليمة تقدم في الأسماء وذكر بن الكلبي في كتاب الدقائق عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حدثني حاضني أبو كبشة أنهم لما أرادوا دفن سلول بن حبشية وكان سيدا معظما حفروا له فوقعوا على باب مغلق ففتحوه فإذا سرير عليه رجل وعليه حلل وعند رأسه كتاب أنا أبو شمر ذو النون مأوى المساكين ومستعاذ الغارمين أخذني الموت غصبا وقد أعيا ذلك الجبابرة قبلي قال النبي صلى الله عليه وسلم وأبو شمر هو سيف بن ذي يزن ويقال إن أبا كبشة الذي كان ينسب إليه هو جده من قبل جدة أبيه وهو والد سلمى الأنصارية الخزرجية والدة عبد المطلب وهو بن عمرو بن زيد بن لبيد الخزرجي ووقع في الاستيعاب بدل لبيد أسد وهو تغيير
[ 26 ] أبو وجزة السعدي له إدراك قال بن عساكر أظنه جد أبي وجزة الشاعر الذي روى عنه هشام بن عروة وقدم الشام مع عمر ثم ساق من طريق أبي رجاء التميمي عن السائب بن يزيد المخزومي قال لما أتى عمر الشام نهى الناس أن يمدحوا خالد بن الوليد فدخل أبو وجزة السعدي وخالد عند عمر فقال أههنا خالد فحسر خالد اللثام عنه فقال له أبو وجزة والله إنك لأصبحهم خدا وأكرمهم جدا وأوسعهم مجدا وأبسطهم رفدا قال ثم رآه عمر بالمدينة فقال ألم أنه عن مدح خالد عندي فقال أبو وجزة من أعطانا مدحناه ومن حرمنا سببناه كما يسب العبد سيده فقال عمر يا أبا وجزة وكيف يسب العبد سيده قال من حيث لا يعلم ولا يسمع يا أمير المؤمنين وجوز بن عساكر أن يكون هذا هو الحارث بن أبي وجزة الذي تقدم ذكره في القسم الأول من حرف الحاء وليس بجيد لأن ذاك قرشي وهذا سعدي وسياق القصتين مختلف جدا والله أعلم
[ 27 ] آسية بنت الحارث السعدية أخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ذكرها أبو سعد النيسابوري في شرف المصطفى
[ 28 ] حذافة بنت الحارث السعدية أخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع هي التي يقال لها الشيماء تأتي في الشين المعجمة وقيل اسمها جدامة بالجيم والميم كما تقدم
[ 29 ] حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم هي بنت أبي ذؤيب واسمه عبد الله بن الحارث بن شجنة بكسر المعجمة وسكون الجيم بعدها نون بن رزام بكسر المهملة ثم المنقوطة بن ناضرة بن سعد بن بكر بن هوازن قال أبو عمر أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم ورأت له برهانا تركنا ذكره لشهرته وروى زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال جاءت حليمة ابنة عبد الله أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام إليها وبسط لها رادءه فجلست عليه وروى عنها عبد الله بن جعفر قلت حديثه عنها بقصة إرضاعها أخرجه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه وصرح فيه بالتحديث بين عبد الله وحليمة ووقع في السيرة الكبرى لابن إسحاق بسنده إلى عبد الله بن جعفر قال حدثت عن حليمة والنسب الذي ساقه ذكره بن إسحاق في أول السيرة النبوية وفيه ثم التمس له الرضعاء واسترضع له من حليمة فساق نسبها وأخرج أبو داود وأبو يعلى وغيرهما من طريق عمارة بن ثوبان عن أبي الطفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بالجعرانة يقسم لحما فأقبلت امرأة بدوية فلما دنت من النبي صلى الله عليه وسلم بسط لها رداءه فجلست عليه فقلت من هذه قالوا هذه أمه التي أرضعته ونسبها بن منده إلى جدها فقال حليمة بنت الحارث السعدية وساق الحديث من طريق نوح بن أبي مريم عن بن إسحاق بسنده فقال فيه عن عبد الله بن جعفر عن حليمة بنت الحارث السعدية
[ 30 ] سلمى بنت أبي ذؤيب السعدية أخت حليمة مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم يقال إنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه وقال لها مرحبا بأمي ذكرها أبو موسى في الذيل عن المستغفري بغير سند
[ 31 ] الشيماء بنت الحارث بن عبد العزى بن رفاعة قال أبو نعيم لها ذكر وأوردها أبو سليمان يعني الطبراني ولم يورد لها حديثا وهي أخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وقال أبو عمر الشيماء أو الشماء اسمها حذافة ذكر بن إسحاق من رواية يونس بن بكير وغيره عنه إن إخوة النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة عبد الله وأنيسة وحذيفة بنو الحارث وحذافة هي الشيماء غلب عليها ذلك قال وذكروا أن الشيماء كانت تحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أمها وقال بن إسحاق عن أبي وجزة السعدي إن الشيماء لما انتهت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله إني لأختك من الرضاعة قال وما علامة ذلك قالت عضة عضضتها في ظهري وأنا متوركتك فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم العلامة فبسط لها رداءه ثم قال لها هاهنا فأجلسها عليه وخيرها فقال إن أحببت فأقيمي عندي محببة مكرمة وإن أحببت أن أمتعك فارجعي إلى قومك فقالت بل تمتعني وتردني إلى قومي فمتعها وردها إلى قومها فزعم بنو سعد بن بكر أنه أعطاها غلاما يقال له مكحول وجارية فزوجت إحداهما الآخر فلم يزل فيهم من نسلهم بقية أخرجه المستغفري من طريق سلمة بن الفضل عن بن إسحاق هكذا وقال بن سعد كانت الشيماء تحضن النبي صلى الله عليه وسلم مع أمها وتوركه وقال أبو عمر أغارت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم على هوازن فأخذوها فيما أخذوا من السبي فقالت لهم أنا أخت صاحبكم فلما قدموا بها قالت يا محمد أنا أختك وعرفته بعلامة عرفها فرحب بها وبسط رداءه فأجلسها عليه ودمعت عيناه فقال لها إن أحببت أن ترجعي إلى قومك أوصلتك وإن أحببت فأقيمي مكرمة محببة فقالت بل أرجع فأسلمت وأعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم نعما وشاء وثلاثة أعبد وجارية وذكر محمد بن المعلى الأزدي في كتاب الترقيص قال وقالت الشيماء ترقص النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير
يا ربنا أبق لنا محمدا
حتى أراه يافعا وأمردا
ثم أراه سيدا مسودا
واكبت أعاديه معا والحسدا
وأعطه عزا يدوم أبدا
قال فكان أبو عروة الأزدي إذا أنشد هذا يقول ما أحسن ما أجاب الله دعاءها