وهذه ثالثة الأثافي .. وبعدها توقفت عن الكلام فيما يتعلق بالنخبة والرد بخصوص اللجان التنظيمية والتعرض للأشخاص .. فبما أن التفكير النخبوي الثقافي مطلوب فعلينا أن نفكر بطريقة ثقافية حقيقة ونقبل بالنتائج ونطبقها أيضاً .. ونرى إن كانت واقعية أو غير واقعية .. وقد تعرضت لهجوم شديد وعتب قاسي جداً :d:d
بسم الله الرحمن الرحيم ..
نرى في قوائم المنظمين لحفل ملتقى قبيلة عتيبة لمزاين الإبل , غياب تام للمرأة بوصفها كادر بشري منتج ويمثل نصف المجتمع , أونصف القبيلة , وللمرأة مكانة رفيعة عند العرب الأوائل وبعد الإسلام وفي الوقت الحالي . ولا أجد تفسيراً لهذا الغياب . فهل هو تجاهل أو تهميش ؟ أو مجرد صدفة صنعتها ظروف المناسبة وطبيعة المزاج المتحكم بالحفل ..الذي يمثل القبيلة بشكل عام , فهل يوجد من يقول أن النساء لسن في تعداد القبائل أو إعتبارهن مجرد أدوات تكاثر فقط ؟!
فإن أخذنا المسألة من الجانب الديني الإسلامي , لا نجد موانع أو رفضاً قاطعاً من حيث المبدأ , إذا تحققت الشروط وطبقت القيود التي تكفل عدم وقوع الناس في مخالفات شرعية , في ظل إمكانية السيطرة على الحفل من خلال التنظيم الجيد , سيكون للمراة دورها الفاعل بهذا الخصوص . عندما يخصص مكان للنساء مجهز بكل ما تحتاجه المراة المسلمة , يضمن عدم إطلاع الأخرين عليها , أو مخالطتها للرجال . لكي تشاهد وتتعرف على مجريات الحفل . ويخصص للعائلات أنشطة تهم المرأة كالمعارض والأسواق النسائية والندوات والمحاضرات الدينية والتربوية والتوعوية .
وإن أخذنا المسألة من الجانب الذي يراعي الأعراف والتقاليد القبلية والإجتماعية , فلا ننسى أن للخنساء خيمة سوق عكاظ , تسمع الشعر وتفاضل عليه , هذا عند العرب قبل الإسلام , وللمرأة حضور في الأسواق العربية والإسلامية وفي أسواق القبائل كلها تبيع وتشتري وهي محتشمة ومستترة , وفي الإحتفالات العامة فإننا نرى الكريمات من العائلات العريقة يشاركن في إفتتاح المعارض الثقافية والفنية وحضور الندوات وحفلات التخرج وكافة الأنشطه النسائية التي تكون ضمن إحتفالات عامة . كمهرجان الجنادرية , وإحتفالات العيد , والمحافل الثقافية العامة بأسم البلاد , بدون حرج وبصورة طبيعية جداً .
وفي الإطار الإجتماعي المحدود , كالأعراس والإحتفالات الخاصة , يوجد مكان للمرأة . قاعة للمرأة في صالات الزواج , وفي البيوت مجالس للنساء .
وهذا حفل يمثل كل القبيلة .. رجالاً ونساء ... ويعكس الصورة الحضارية للمجتمع .. وغياب المرأة لن يكون في صالح المظهر الحضاري والثقافي للحفل الذي لأجله يسعى الجميع لخدمة الصالح العام للقبيلة !
ويوجد من يستطيع القدوم بعائلته لقضاء أوقاتاً ماتعة برفقة العائلة , عندما تتوفر التجهيزات الملائمة التي تراعي خصوصية المجتمع والضوابط الشرعية .
لماذا تغيب المرأة عن المشاركة التنظيمية ؟! فإن كان الإعتقاد بعدم وجود كفاءات تنظيمية نسائية فإن الواقع يشهد ويقر بوجود أسماء نسائية بارزة في المجالات الدينية والتربوية , والإجتماعية والطبية و الثقافية , والإعلامية ,وفي الأدب والشعر (الشعبي والفصيح ) , وفي مجال الأعمال .. إلخ
فهل مشاركة المرأة في تنظيم الملتقى , مرفوضة وقد نوقشت في وقت سابق ؟! أم أنها لم تخطر في بال الإخوه المنظمين والمسؤولين عن الملتقى ؟
ألا ترون إن المرأة في القبيلة قدمت خدمات وإنجازات تستحق التكريم وإن لها دور فاعل وقيادي في مجالات وطنية متعددة . أهمها المجال التربوي والثقافي والطبي ؟!
لماذا لا يفسح لها المجال للمشاركة ؟!
__________________
1) إلا أن النظرة الواقعية تتوقف أمام قبول هذه الفكرة من عدمها , فإن كان السياق العام للحفل يتضمن موقف ثقافي وحضاري يدافع عن الصورة الحضارية للقبيلة وظهورها أمام العالم بما "يبيض الوجيه".. وذلك من خلال دعم ( مسابقة مزايين الإبل ) والمناشط المصاحبة للملتقى , وفق النظرة الحضارية والثقافية _ يجب لا ننسى الرؤية الحضارية والثقافية !!
فإن المنطق العلمي التطبيقي يفرض وجود المرأة . أي أن المبدأ صالح للتطبيق وفق هذا التوجه العام . الذي لم يعارض إقحام فعاليات ثقافية ضمن ملتى مزايين إبل !!
موضوعياً .. الحفل من الأس والأساس مخصص لهواة تربية الإبل ! وقبوله بالتوجه الثقافي والحضاري والإعلامي يرغم المنظمين على قبول مبدأ مشاركة المرأة . ومناقشة هذا الجانب والخروج بموقف موثق ورسمي .
عملياً .. وتطبيقياً في الوقت الحالي ووفق التوجه السائد لا اوافق على مشاركة المرأة , وأعتقد بعدم فاعلية إشتراكها في هذا الحفل , ولا يوجد بيئة مناسبة لإحتواء الحضور النسائي سواء بالمشاركة أو ضمن الجماهير ..
ولكن الإتجاه الموضوعي والمنهجي يقبل نظرياً .. وهذا لم يتم تحديده أو التطرق له .
التفكير الحضاري والثقافي لا يعتمد على الإنتقائية في إختيار المواضيع . بل يكون المرء أمام معطيات منهجية تجبره على قبول الفكرة ( بعلاتها ) أو ( رفضها ) .
وهذا من دوعي التحري عن المصداقية ونزاهة الطرح المجرد من الميول والبواعث الشخصية .
التأكيد على هذا المبدأ أو رفضه ينطوي على تبعات مستقبلية وإلتزامات من الصعب التحرر منها .
وأتمنى طرح الفكرة للتصويت أمام شيوخ عشائر القبيلة لأخذ رأيهم في ذلك .!!
( أتخيل المشهد وأشعر بالصدمة التي تسيل الدموع من شدة الضحك ) .
وبالرغم من هذا فان المبدأ يتصل منهجياً بالتوجه العام المعلن عنه . ضحكنا أو غضبنا , أو أنتقدنا .. بالرغم من كل شيء هذه نقطة حقيقية وفي صلب الحدث .
__________________
2)مسألة الإختلاط , والمحرمات , وتبرير عدم الموافقة لدرء الشبهات وسد الأبواب التي يأتي منها فعل حرام ,, ومفهوم الحمى في الدين .. ( الحمى : الهامش الذي يتركه المسلم بينه وبين السلوك المخالف ) كأن يرفض أحدهم دخول السوق , خوفاً من رؤية ما يفتنه ثم يقع الحرام ..
او يخاف أحدهم الوقوع في المال الحرام كالغش أو الربا فيبتعد عن التجارة .. هذا هو الحمى _ حسب فهمي الشخصي , وهو قد يختلف عن الزهد ؟! الزهد هو ترك ما تقدر على إمتلاكه لوجه الله .. وليس بدوافع الخشية من الوقوع فيما يغضب الله .. والله أعلم ( صرت مفتي )
أتمنى أن نكون واضحين في تحديد مواقفنا . هل رفضك لمشاركة المرأة مبنية فقط على درء الشبهات والوقوع في مخالفات شرعية .. ؟!
الغيبة والحديث عن الأخرين بغير علم , وتفتيش نوايا الأخرين أشد جرماً من كل ما تخاف منه .. ومن باب أولى أن يحذر المرء من الغيبة ووصف الناس بما يكرهون سماعه أو الإطلاع عليه عن أنفسهم .. الغيبة وقذف الناس الغافلين المؤمنين في مكانة أفضع وأبشع ومتقدمه عن التولي يوم الزحف في اعظم المحرمات التي تكون بين العبد وربه .. وهي علاقة أقوى من علاقه العبد بالشرع .. والتشريع الإجتهادي والأعراف والتقاليد والسنن الحميدة والسيئة في المجتمعات والناس قاطبة .
___________________
من قال بالإختلاط ؟!
ومن إقترب للمخالفات الشرعية ؟!
وأين وجدت ما يشير إلى وجود رغبة في مخالفة التوجه السائد شعبياً أو تشريعياً ؟!
ولو نظرنا إلى الموضوع إحتكاماً بوجهة نظرك , سوف نجد من باب أولى ( والقياس من باب أولى , يعتبر مصدر تشريع فقهي معترف به في مجال البحث العلمي في مصادر الفقه القانوني ) .
سوف نجد من باب أولى :
عدم وجود إشارة من قريب أو بعيد ( للإسلام أو التوجه الإسلامي للحفل ) في مضمون مسماه وغاية مبتغاه , أو الإعلان الرسمي عن توجهاته وأهدافه .وإن كانت الثوابت والرؤى الدينية لا إختلاف عليها . إلا أن الأهداف التي لأجلها أقيم الحفل ليست دعوية أو إسلامية على وجه الخصوص الحفل أو الملتقى يهدف لأمور لا تخرج عن الإسلام والشريعة ولكن لم يكن إحتفالاً دينياً .. ( يوجد مواسم دينية وأعياد ) وغيرها بدعة .. لا يوافق عليها المسلم العارف .
الحفل من الأساس لتحقيق أكبر فائدة تعود على ملاك الإبل , يبيعون ويشترون ويجذبون الناس إلى هذه المهنة والهواية العريقة في تاريخنا الإنساني . وهي تربية وإمتلاك الإبل .
يعني لو حدث وإن حصل وجود إمرأة تمتلك إبل وتريد المشاركة في الحفل . فلا يوجد مانع منهجي أو منطقي أو مزاجي يرفض مشاركة إبلها في المزاين ( منقية إبل فلانة بنت فلان ) ولا فيها منقود .. وإن حصل بعض الحرج الذي يسببه الحلف أو إعلان الإسم النسائي خوفاً من التميز السلبي ولفت إنتباه الغوغاء من الناس إلى رمزية قابلة للتعلق وهي تتصل بأسم المرأة وسمعتها التي تكون مساوية لحياة ذويها فهذا شأن شخصي وداخلي في رغبات وحريات المشاركين ولم يحدث هذا حتى الآن .. بشكل معلن .. لأن الأب والأبناء تشملهم الملكية , وإن خصص مزاين لإبل نساء القبيلة .. سيكون أمراً محموداً .. في وسط أو ملتقى نسائي زاد أو نقص ..!
فهل إختلاط إبل النساء بإبل الرجال مخالفة شرعية ؟! هذا لا يعقل !
__________
وأيضاً ياجماعة الخير :
الحفل ياسادة : لم يحدد موقف واضح , بالمنع أو الموافقة , يعني وجود إمرأة ضمن الحشود أو نساء أو ( صوالين , عليها مبرقعات كحيلات وقذل شعرهن واضح , ومدلعات النحور , وعبايات فوق الوروك ) مثل نوعية ما قد يشاهده الزائر لبعض المنتزهات البرية الأخرى والطعوس التي تكون قريباً من المدن الكبرى . وعلى هامش بعض الإحتفالات الشعبية الأخرى .. والتي سوف تعكس صورة ( فضيعة ) لأن الجميع سوف ينظر لكل رواد الحفل على أساس أنهم عتبان وحفل عتبان وشفنا نياق العتبان وسيارتهم وخيامهم .. إلخ
ولو كانت نصف المنتجات الإستهلاكية من القوالب الحية المختلفة قادمة من ضواحي المدن الأخرى التي يضيع فيها غير المواطن بالمواطن الحقيقي .. وأبناء القبائل ببعضهم .. ؟!
شخصياً وبكل وضوح وشفافية : رؤية هذه النوعيات من الحضور تمتعني بالنظرة الأولى وما قد يحصل بعدها حسب الظروف وتحرضني على الأمور التي تفتن الإنسان , ولكن في إحتفال بأسم قبيلة العتبان .. لن أكون سعيداً والجميع يعتبر كل شيء وكل تصرف غريب منسوباً للقبيلة ؟! . وكلنا يعرف من بعيد أو قريب نوعيات هذه الأشكال ومرجعياتهم الإجتماعية والمهن التي يتسببون بها . ومن الطبيعي أن يدرجهم الناس في تلك الكرنفاليات ضمن القبيلة .. !
وهذه رؤية متشائمة جداً .. ومتطرفة , ولكن أحملها إليكم بكل إخلاص ووضوح لعلها تكون محتاجه للتصحيح وتفكيري الوسخ هو ما جاء بها ! لا أدعي فضيلة .. ونقاء ,, ولكن لن يشرفني أن يكون حفل العتبان فيه امور وفضائح جنسية _ كذا بالعربي الفصيخ ( بالخاء عمداً ) .
كالمخيمات العائلية البريئة ظاهرياً .. ! ولا ندري عن الصاحي والمجنون ! ..
فلا يوجد ما يمنع الإختلاط يا سادة لكي أطالب به !! .
وهذا هو دليل سلامة هدف الموضوع موضوعياً .
لهذا كنت أشدد على الجوانب الدينية وتخصيص ضوابط !
وأفضل أن يمنع منعاً باتاً , قدوم العوائل للحفل بأي صورة أو شكل , ويصدر قرار بمنع المخيمات العائلية في نفود السر ومحيطها . فترة الحفل , وتستبعد السيارات التي تقلها العوائل عن الطرق المؤدية للإحتفال .
منعاً لحدوث ما لايحمد حصوله .. البعض يتوقع تكرار بعض المخالفات التي تحدث في منتزهات أخرى .
إلا إذا تولت اللجنة التنظيمة مسؤليات عدم حدوث ما يشوه سمعه القبيلة ) وقدوم هذه السيارات المثيرة لعواطف الحشود .. جانب بسيط من السلبيات التي تتكرر دائماً ونراها . ولا أريد التوغل بما أسمع .
لهذا يجب أن يطرح حضور المرأة على: ( مجمل شيوخ القبيلة للتصويت عليه ) !
فإما أن يكون الحضور النسائي مشروط وفق ضوابط يمكن تطبيقها والسيطره عليها , أو رفض حضور النساء والعائلات قطعياُ ومن خلال قرار معلن .في مشاع المسافة المناسبة لموقع الحفل . لأن الحفل في العطلة , والمخيمات في النفود تبدأ من الآن التجهيزات لها .
مثلاً بإصدرا تصاريح للتخييم ,وفق الرؤية الأمنية ,للجنة المنظمة , ( والإقتراحات الأمنية ضرورة ويمليها الموضوع )..
بعيداً عن أفكار الإنفتاح والتحرر .. وعقد النخبة ,, ومشاكل الزعامات ..
المرأة في متن الحفل أو المتلقي بصورة رئيسية وتشرف الجميع والقبيلة ؟ أو تستبعد تماماً بحيث لا نرها على الهامش ؟!من داخل أو خارج القبيلة !! .من الزوار وغيرهم ... ويمنع جلب بضائع نسائية أو مستلزمات نسائية ..حتى لا تكون مبرراً لتغيير مسار الحفل مستقبلاً ..
والله يستر على المسلمين ..
هاذا اللي أنا بغيته .. وانا أخوك ..
وغيري مشغول بفلانة بن فلان وعلانه ..
( شخصياً : لما أشوف واحد يقترب بعائلته إلى هذه الأماكن الإحتفالية النائية التي لا يوجد بها أماكن ودعوات مخصصة لحضور نساء يخطر ببالي إنه يترزق بالفساد) . وأنا أعترف أن مخي يفكر بطريقة خبيثة أحياناً .. ولا عندي حسن نوايا , ولا أستطيع تقبل كل شي برؤيه إيجابية دائماً .. خصوصاً بما يتعلق بتصرفات وأشكال النساء في الأماكن العامة ..
لهذا اللي يقترب بأهله من موقع الحفل .. بكيفه !!!
( هذا جانب من الموضوع .. يستحق النقاش فيه وفق ما لايخالف التوجه العام أو الشعبي والمبدئيات الثقافية العامة والصورة الحضارية والتأكيد على الثوابت .. إلخ )