وهذه مداخلات في موضوع نشط بعنوان ( ثقافة الأكثرية ) متزامن مع إنعقاد الملتقى .
_________________
المسألة ليست إزدهار ثقافي فقط .. بل معالجة مشكل وجود فراغ إجتماعي بعد إنهيار صورة النخبة الدينية وإنعدام مصداقية تلك الهيئات والتيارات داخل الأنساق الشعبية .
وعدم قدرة الصفوة المتعالمة والثقافية الأشتباك مع وعي الجموع وإستغراقها في خلافات تنظيرية وفضيحة مرجعياتها المضطربةغير المنسجمة مع توجهات المجمتع بل غير قابلة للتطبيق أو على الأقل المنادين بها لا يستطيعون تحمل مسؤوليات تطبيقها .
وهذه الفراغات مرئية لأكثر من أربع سنوات .. لمجموعة من المثقفين الواعين لمشاكل عصرهم ومجتعهم السعودي الديني أو السعودي العربي _ القومي القبيلي _ أو السعودي الديمقرطي ؟! _ .
لهذا كان الفراغ محسوم لصالح القبيلة بوصفها منطومة جاهزة لكل زمان ومكان تستطيع دعم العجلة الوطنية وتحريكها ولو بشكل مؤقت .
وهذا ما أستطاع العتبان التفوق فيه وأختلفوا فيه أشد الإختلاف .. وبالرغم من الثقافة النوعية لمشائخ العتبان في نجد والحجاز إلا أن الرضوخ لمطالب الشباب المتعلم الموثوق به داخل القبيلة يعتبر إجراء واعي ابعد ما يكون عن التفكير المتخلف او العصبي .
لهذا نجحت الفكرة نجاحاً باهراً .. وكانت إنقلاب حقيقي على كل المفاهيم البائدة التي كرس لها مجموعة من المنظرين المحاربين لكل ما يتصل بالبداوة .بدوافع غير معقولة وغير منطقية .
لهذا أستحق حفل الهيلا هذا الحضور وأستطاعت الهيلا تحقيق الصدمة الإجتماعية اللازمة لإعادة توجيه الوعي من جديد وتشكيل تيارات وطنية تحتوي المجتمع في إطار حضاري يحقق الغرض .
وللكلام ذنوب وشجون ..
___________
يا سيدي ..
الحمد لله , كانت مراهناتي في محلها . قبل أكثر من خمس سنوات , لا يوجد حيز فكري قابل للنمو يمكن الإعتماد عليه للإنسجام داخل المجتمع بحيث يعطي للمثقف إنتعاش يسمح له بالبقاء .
فكانت القبيلة هي الإختيار الوحيد , لا يوجد بديل للإنتماء القبلي .
_ أفترض قيام حرب أهلية ؟! أين أتجه ؟!
_ أفترض سقوط المنطومة الإدارية الحاكمة ؟أين أتجه؟
_ أفترض دخول المجتمع في أنفاق سياسية خارجية , إين أتجه ؟
التيارات الدينية أثبتت فشلها , ولا يمكن الإعتماد عليها لضمان البقاء على قيد الحياة أو الموت لأجل قضية شريفة . والإخوه _ السكارى _ مع إحترامي لكل المزاجيين . تطبيقاتهم الثقافية لا تتعدى طاولات المقاهي .. وإختلافاتهم مائعة ومرنة حد الإهتراء .. لا ترى فتية يؤمنون بشيء __ أياً كان ,, لا يهم هذا الشيء ما يكون ولكن لا يوجد إتحاء مؤمن بتطبيق مبدأ ..
هذائين ..
بمعنى أدق " المرجلة قليلة في الوجوده الثقافية المنصوبة إعلامياً وكل الدوائر ذات العلاقة " ناس يفشلونك لو تعزم الواحد عند ربعك ..
بعضهم ضعيف جداً في معرفة مواقع المدن والطرق والإتجاهات وأبجد هوز المعرفة الطبيعية .. ولكن يحبون .. هيجل , وفوكو , سارتر ...إلخ .
وهم فقراء أيضاً .. وضعفاء وبلا إيمان حقيقي .
القبيلة ليست فخراً بذاتها , بل تفخر بإنجازاتها ..
أستلم التيار الديني زمام الأمور كلها ... أنتجت هذه المنظومات نماذج إرهابية متطورة جداً , حاول المنظر تطبيق فكرة الديمقراطية فشلت , لأن المجتمع لا يثق بها , بل أن الديمقراطية أرتبطت بسياسة الإحتلال الموجودة حالياً في المنطقة .
تمت ترقية بعض الرموز العلمانية والليبرالية لإستلام مهام إجتماعية وسياسية , ولم تستطع هذه الرموز إلا النظر بعين واقعية في طبيعة هذا المجتمع .
فكانت القبيلة حاضن طبيعي بعد هذه الإضطرابات في وجدان المجتمع . والقبيلة ليست تميزاً بالنسب والعرق .
هذا الشاعر الذويبي ,, يعيد النسب إلى ثابت بن بكر , ومن كان لا يتصل به فهو ليس عتيبياً بالنسب . ولكن الهيلا أسم جامع لكل العتبان ومن حالفهم وحبهم وتأخى معهم .
فهي دعوة إخاء وإحترام للأخر وترحيب به ..
أنظر للأسماء التي شاركت في الحفل , يوجد أسماء لم نتوقع إعترافها بالإنتماء القبلي , عادوا من جديد للقبيلة . منهم إعضاء في مجالس نيابية , ورجال أعمال مشهورين .. حتى الشربتلي تبرع بأربعة ملايين ريال لأن أبنته متزوجه عتيبي تعرف عليها في أمريكا ..
لماذا ... لأن الجميع يريد أن يتحد أن يتحالف أن يتماسك أن يجد نفسه ضمن قوة ثقافية معنوية عسكرية إجتماعية ... المهم أن لا يعيش الشتات ويكون الناس كالغنم المسبوعة كل فرقة في واد ..
في غضون شهر وبإرتجالية أستطاعت القبيلة أن تحشد وتجهز بنى تحتية يمكن تحويلها لمعسكرات دفاع , من خلال بروفة أو تمرين , أو مشروع تدريبي .. تحسباً لكل ما يخشاه العاقل اللبيب .. مستقبلاً .
وهذه رسالة تقرأ بكل اللغات ..
وإن ما يقوم به الأشقاء في العراق .. لا يوازي ربع ما يمكن أن نقوم به فيما لو فكر أحدهم في إختراق المجتمع عسكرياً ..
البقاء للاقوى .. وسوف ترى !! من يصمد ومن يتأرجح ومن يهبط ومن يرتقى .. وهذه سجلات شرف وإنجازات صفحاتها بيضاء تنتظر حدوث ما يستحق تقييده للتاريخ .
القبيلة تماسك ... ومواجهة أخطار , وليست حفلة مترفة ,, القبيلة تعي متطلبات المرحلة بشعور حقيقي , ولا تحتاج إلى وصاية منظرين علماء دين أو متفكرين أخرين في أفلاك أخرى ..
إذا حضرت , الله يحيك في مخيم الروسان في لغف النفود فوق الموقع , أول ما تدخل النفود متجه شرقاً . وحاول أن تجهز نفسك لان الإزدحام كثيف جداً . ويوجد غبار قد يسبب حساسية والبعض يستخدم كمامات عندما يضطر للخروج من المخيمات .
الحضور المتوقع للحفل الختامي كان 60 ألف زائر والرقم تم تحطيمه قبل حفل الإفتتاح , ويتوقع أن يصل الحضور إلى مليون زائر ..
وإن كان لديك سيارة دفع رباعي أنصحك بتجربة الوصول بدون طريق عبر نفود السر إلى الموقع .
وأقسم بالله .. إن الموجود حالياً يعتبر مدينة مؤقته والمخيمات تحيط بالمقر الرئيسي بدائرة نصف قطرها يتجاوز 10 كيلو متر .
من ناحية الأكل .. يوجد أكثر من 50 مخيم أصغرها إستيعاباً يخدم خمسة ألاف زائز والبوفيهات مفتوحة أربع وعشرين ساعة .
ومشروع حفظ النعمة يستلم مأكولات لم تمسها الأيدي ,, الغني والفقير والمسافر يشبع ..
والمخيمات الدعوية هي الأنشط حضوراً .
والعتبان .. ما يأخذون باقي النقود .. يعني لو تشتري بريال ببسي وتعطي البائع خمسة ريال .. لا تأخذ الباقي ..
وكومة الحطب اللي بخمسين ريال يجي من يشيلها بـ 200 ريال .
وأنواع الطنخات .. وكل مخيم تمر عليه تجد من يتمسك فيك ويدعوك للدخول لضيافتك وأنت تمشي في الشارع .