أبن العم القثامي سدده الله ...
لعل أهل الحواضر (المتعلمين) يكرهون العود للوراء زمن الجهل الذي أنقذهم الله منه قبل بني عمهم "وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء"..
ولما رأو أبناء عمهم ركبوا سفينة العلم وجدفو بها نحو المعالي والمجد ولحقو ببني عمهم (الحواضر) فرحو بهم واستبشرو خيرا فحدث ما سألت عنه بإستغرب ..
كثير من أهل (الحاضرة) العتبان يعلمون جيداً أن النسب مع الجهل
لا يُجدي شيئًا كما قال الشاعر:
العلم ينهض بالخسيس إلى العُلا ***والجهل يقعد بالفتى المنسوب
وما أحسن أن يجمع المرء بين شرف النسب وشرف العلم والأدب، ويكون كالمتوكل الليثي حين قال:
لسنا وإن أحسابنا كرمت *** ممن على الأحساب يتكل
نبني كما كانت أوائلنا *** تبني ونفعل مثل ما فعلوا
ولتعلم وفقك الله أن انتحال الفضائل، التي ربما قصر عنها المرا منقصة
واعلم أن من ذي القدر والحسب والنسب، والشرف في الأصل ؟ هدم ما بناه له أهله وشيدوه! وخفض ما رفعوه؟ وحط ما علوه وعمدوه،بسبب جهلة ؟وتعديه! وحمقه !؟
فكيف يفتخر بفعله

ولقد أحسن ابن الرومي في قوله:
فلا تفتخر إلا بما أنت فاعل *** ولا تحسبن المجد يورث كالنسب
وليس يسود المرء إلا بفعله *** وإن عد آباء كراماً ذوي حسب
إذا العود لم يثمر وإن كان شعبة *** من المثمرات اعتده الناس في الحطب
فانقسم أبناء القبيلة لقسمين قسم أتكل على مجد آبائه
والآخر بدأ يبني كما كانت أوائله تبني ، وفعل مثل ما فعلوا وجاهد نفسه ليرتقي بنفسه لمراقي العلم فتشرفت به قبيلتة ..
فالحمد لله على مننه وفضله ..