ألا تتفقون معي أن من يدين بهذه الأشياء ومن يقول هذا القول أنه ليس من المسلمين؟ ألا يحق لنا بعد هذا أن نقول: إن من دان بهذه الأمور فإنه غير مسلم؛ لأن هذه الأمور ليست من دين الإسلام؟ وأنه لا يحق لنا أن نقول: مذهب الشيعة بل نقول: دين الشيعة؟
الذي يدين بهذا لا يقال عنه مسلم بل هذا دين آخر غير الإسلام لا نعرفه أبداً، الذي نعرفه من دين الإسلام يخالف هذا كله، فنحن لا نكفر الشيعة بأعيانهم يهمنا هذا الأمر ولكن الذي يهمنا أن من يقول هذا الكلام لا شك أنه ليس بمسلم.
من يعتقد هذا الاعتقاد لا شك أنه ليس من دين الله تبارك وتعالى في شيء، وانظروا واسمعوا أقوال أهل العلم فيمن يدين بهذا الدين:
قال الإمام مالك: الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس له نصيب في الإسلام.
وقال أيضاً: من يغتاظ من الصحابة فهو كافر بدليل آية الفتح: (( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ ))[الفتح:29]، ثم ماذا قال؟ ((لِيَغِيظَ بِهِمُ)) لم يقل ليغيظ بهم –ربهم- محمداً رسول الله والذين معه، وإنما قال: ((لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)). وهذا في كتاب السنة للخلال الجزء الثاني صفحة (557).
وقال الإمام أحمد: من يشتم أبا بكر وعمر وعائشة ما أراهم على الإسلام. وهذا في كتاب السنة للخلال صفحة (558).
وقال: من شتم صحابياً أخاف عليه الكفر مثل الروافض، لا نأمن أن يكون مرق من الدين. وهذا أيضاً في كتاب السنة.
وقال الإمام أحمد أيضاً: وليست الرافضة من الإسلام في شيء. كتاب السنة للإمام أحمد في صفحة (82).
وقال الإمام أبو زرعة: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاعلم أنه زنديق. كتاب الفرق بين الفرق صفحة (356).
وقال القاضي عياض: نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم: إن الأئمة أفضل من الأنبياء. كلام القاضي عياض في الإلماع . أقول: بل أوصلوهم إلى مرتبة الألوهية، يحيون ويميتون ويتصرفون بالكون، وعندهم علم الغيب.
وقال أبو حامد المقدسي: لا يمضي على ذي بصيرة من المسلمين أن أكثر ما قدمناه في الباب قبله من تكفير هذه الطائفة الرافضة على اختلاف أصنافها كفراً صريحاً، وعناء مع جهل قبيح لا يتوقف الواقف عليه من تكفيرهم والحكم عليهم بالمروق من دين الإسلام. هذا قاله في رسالة له في الرد على الرافضة صفحة (200).
وقال الإمام الشوكاني: إن أصل دعوة الروافض كياد الدين ومخالفة الإسلام وبهذا يتبين أن كل رافضي خبيث يصير كافراً بتكفيره لصحابي واحد، فكيف بمن يكفر كل الصحابة واستثنى أفراداً قلة. هذا قاله في نثر الجوهر على حديث أبي ذر.
وقال الألوسي: ذهب معظم علماء ما وراء النهر إلى كفر الاثني عشرية. قاله في كتاب منهج السلامة.
وقال ابن باز: الرافضة الذين يسمون الإمامية والجعفرية والخمينية اليوم كفار خارجون عن ملة الإسلام.
بعد هذا كله لا شك أن من يعتقد هذه المعتقدات فإنه كافر.
قد يقول قائل: طيب الشيعة الموجودين الآن؟ فأقول: نحن لا نتكلم عن أفراد أبداً، بل نقول كما قال أئمة المسلمين: من يعتقد هذه المعتقدات فهو كافر.
إن جاءنا رجل وقال: أنا أعتقد هذه. قلنا له: أنت كافر ولكن ذلك بعد أن تقام عليه الحجة طبعاً، وهناك بعض الأمور التي قد لا تحتاج إلى إقامة حجة، فالقصد: أن كل من يدين بهذا الاعتقاد يقال عنه بأنه كافر.
فنحن نرحب بكل من دان بدين الله تبارك وتعالى، ونشمئز وننفر من كل من خالف هذا الدين. هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
منقول