ثاني طريقة :
- بدا لي وأنا أقرأ قول الله -تعالى-: ( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ) معنى بديع, وهو أن التعبير بهذه اللفظة ( وَصَاحِبْهُمَا) من ألطف ما يكون في الحثّ على برّ الوالدين؛ ذلك أن الصحبة في هذه الآية تقتضي الملازمة, ومن شأن الملازمة الدوام على تقلّب الأحوال؛ فالصحبة الطويلة يعتريها الملل, والفتور؛ فإذا استحضر الولد هذا الإرشاد الإلهي علم أن لوالديه حقاً عظيماً, فيلزم صحبتهما - وهما أحق الناس بحسن صحابته - بالمعروف.
وذلك يشمل الملاطفة, والمشاورة, والمداراة.ويشمل كذلك مراعاة أدب المحادثة مع الوالدين؛ ويشمل كذلك الإكرام بالمال خصوصاً إذا كان الوالد محتاجاً ، ومن حسن الصحبة أن يعين والده على البر والصدقات والإحسان؛ ومن صور الصحبة السفر مع الوالدين.
د. محمد الحمد