وعن عبيد الله بن محصن الأنصاري الخطمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها" ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن))
قال بن القيم في كتابه العجيب الفوائد:
النعم ثلاثة: نعمة حاصلة يعلم بها العبد، ونعمة منتظرة يرجوها ، ونعمة هو فيها لا يشعر بها ، فاذا اراد الله اتمام نعمته على عبده عرفه نعمته الحاضرة واعطاه من شكره قيدا يقيدها به حتى لا تشرد،فانها تشرد بالمعصية وتقيد بالشكر. ووفقه لعمل يستجلب به النعمة المنتظرة وبصَّره بالطرق التي تسدها وتقطع طريقها ووفقه لاجتنابها. واذا بها قد وافت اليه على اتم الوجوه، وعرفه النعم التي هو فيها ولا يشعر بها.
ويحكى ان اعرابيا دخل على الرشيد، فقال : يا امير المؤمنين ثبت الله عليك النعم التي انت فيها بادامة شكرها، وحقق لك النعم التي ترجوها بحسن الظن به ودوام طاعته، وعرفك النعم التي انت فيها ولا تعرفها لتشكرها. فاعجبه ذلك منه وقال: ما احسن تقسيمه. أهـ