الأخ أبو ضيف الله
قمت أولاً بترجمت صاحب عنوان الموضوع أولا
والأن سوف أقوم بترجمت من ترجمت له
قال الشوكاني في البدر الطالع "
محمد بن يوسف بن على بن يوسف الغرناطي اثير الدين أبو حيان الأندلسى
الإمام الكبير في العربية والتفسير ولد أواخر شوال سنة 654 أربع وخمسين وستمائة وتلا القراآت أفرادا وجمعا على مشائخ الأندلس وسمع الكثير بها وبأفريقيا ثم تقدم الإسكندرية ومصر ولازم ابن النحاس ومن مشايخه الوجيه بن الدهان والقطب القسطلانى وابن الأنماطى وغيرهم حتى قال ان عدة من أخذ عنه أربعمائة وخمسون شخصا وأما من أجاز له فكثير جدا وتبحر في اللغة والعربية والتفسير وفاق الأقران وتفرد بذلك في جميع أقطار الدنيا ولم يكن بعصره من يماثله قال الصفدى لم أره قط إلا يسمع أو يشتغل أو يكتب أو ينظر في كتاب ولم أره على غير ذلك وكان له اقبال على أذكياء الطلبة يعظمهم وينوه بقدرهم وكان كثير النظم ثبتا فيما ينقله عارفا باللغة وأما النحو والتصريف فهو الإمام المطلق فيهما خدم هذا الفن أكثر عمره حتى صار لا يذكر أحد في أقطار الأرض فيها غيره وله اليد الطولى في التفسير والحديث وتراجم الناس ومعرفة طبقاتهم خصوصا المغاربة وله التصانيف التى سارت في آفاق الأرض واشتهرت في حياته
وأخذ الناس عنه طبقة بعد طبقة حتى صار تلاميذه أئمة وأشياخا في حياته وهو الذي رغب الناس إلى قراءة كتب ابن مالك وشرح لهم غامضها وكان يقول ان مقدمة ابن الحاجب نحو الفقهاء وألزم نفسه أن لا يقريء أحدا إلا في كتب سيبويه أو في التسهيل أو في مصنفاته وكان هذا دأبه في آخر أيامه ومن مصنفاته البحر المحيط في التفسير وغريب القرآن في مجلد والأسفار الملخص من كتاب الصغار وشرح التسهيل والتذكرة والموفور والتذكير والمبدع والتقريب والتدريب وغاية الإحسان بالنكت الحسان والشذى في مسئلة كذا واللمحة والشذرة والارتضاء وعقد اللئالى ونكت الإملاء والنافع والمورد الغمر والروض الباسم والمزن الهامر والرمزة وغاية المطلوب والنير الجلى والوهاج مختصر المنهاج والأمر الأحلى في اختصار المحلى والأعلام ويواقيت السحر وتحفة السندس في نحاة الأندلس والإدراك للسان الأتراك منطق الخرس بلسان الفرس نور الغيش في لسان الجيش ومسك الرشد ومنهج السالك ونهاية الإعراب وخلاصة التبيان وغير ذلك مما حكاه ابن حجر في الدر منقولا من خط صاحب الترجمة ومما لم يذكر النهر الماد في التفسير وهو مختصر البحر المحيط المتقدم ذكره قال ابن الخطيب كان سبب رحلته عن غرناطة أنها حملته حدة الشباب على التعرض للأستاذ أبى جعفر بن الطباع وقد وقعت بينه وبين استاذه أبى جعفر بن الزبير وحشة فنال منه وتصدى للتأليف في الرد عليه فرفع أمره إلى السلطان بغرناطة فانتصر له وأمر
باحضار صاحب الترجمة وتنكيله فاختفى ثم لحق بالمشرق وحضر مجلس الشيخ شمس الدين الأصبهانى وكان ظاهريا وبعد ذلك انتمى إلى الشافعى وكان أبو البقاء يقول انه لم يزل ظاهريا قال ابن حجر كان أبو حيان يقول محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه انتهى ولقد صدق في مقاله فمذهب الظاهر هو أول الفكر آخر العمل عند من منح الإنصاف ولم يرد على فطرته ما يغيرها عن أصلها وليس وهو مذهب داود الظاهرى وأتباعه فقط بل هو مذهب أكابر العلماء المتقيدين بنصوص الشرع من عصر الصحابة إلى الآن وداود واحد منهم وإنما اشتهر عنه الجمود في مسائل وقف فيها على الظاهر حيث لا ينبغى الوقوف وأهمل من أنواع القياس مالا ينبغي لمنصف اهماله وبالجملة فمذهب الظاهر وهو العمل بظاهر الكتاب والسنة بجميع الدلالات وطرح التعويل على محض الرأى الذى لا يرجع إليهما بوجه من وجوه الدلالة وأنت اذا أمعنت النظر في مقالات أكابر المجتهدين المشتغلين بالأدلة وجدتها من مذهب الظاهر بعينه بل إذا رزقت الانصاف وعرفت العلوم الاجتهادية كما ينبغى ونظرت في علوم الكتاب والسنة حق النظر كنت ظاهريا أي عاملا بظاهر الشرع منسوبا إليه لا إلى داود الظاهرى فإن نسبتك ونسبته إلى الظاهر متفقة وهذه النسبة هى مساوية للنسبة إلى الإيمان والإسلام وإلى خاتم الرسل عليه أفضل الصلوات التسليم وإلى مذهب الظاهر بالمعنى الذى أوضحناه أشار ابن حزم بقوله ( وما أنا إلا ظاهرى وإننى *** على ما بدا حتى يقوم دليل ) وتصانيف صاحب الترجمة يزيد على الخمسين ومنها منظومة في
القراآت على وزن الشاطبية بغير رموز وفيها فوائد ولكنها لم ترزق حظ الشاطبية وكان عريا من الفلسفة والاعتزال والتجسيم على نمط السلف الصالح كثير الخشوع والتلاوة والعبادة مائلا إلى محبة أمير المؤمنين على ابن أبى طالب كرم الله وجهه متجافيا عن مقاتليه قال الأدفوئى جرى على طريقه كثير من النجاة في حب على حتى قال مرة لبدر الدين بن جماعة قد روى عن النبى قال عهد إلى النبى لا يحبنى إلا مؤمن ولا يبغضنى إلا منافق هل صدق في هذه الرواية فقال له ابن جماعة نعم قال والذين قاتلوه وسلوا السيوف في وجهه كانوا يحبونه أو يبغضونه وكان يجرى على مذهب أهل الأدب في الميل إلى محاسن الشباب وهو مشهور بالبخل حتى كان يفتخر به كما يفتخر الناس بالكرم وأضر قبل موته بقليل ومات في ثامن صفر سنة 745 خمس وأربعين وسبعمائة وله شعر فمنه ( راض حبيبي عارض قد بدا *** ياحسنه من عارض رائض ) ( وضن قوم ان قلبى سلا *** والأصل لا يعتد بالعارض ) ومن شعره ( عداى لهم فضل على ومنة *** فلا صرف الرحمن عنى الأعاديا ) ( هم بحثوا عن زلتى فاجتنبتها *** وهم نافسونى فاكتسبت المعاليا ) ومن شعره المشعر ببخله ( رجاؤك فلسا قد غدا في حبائلى *** قنيصا رجاء للنتاج من العقم ) ( أأتعب في تحصيله وأضيعه *** إذا كنت معتاضا من البرء بالسقم )
انظر (2/279)إلى (2/282)
آخر تعديل السَّمَيْدَعُ يوم 17-Feb-2009 في 09:56 PM.