عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 11-Jul-2009, 03:00 PM رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
متعب العصيمي
مشرف سابق
إحصائية العضو







متعب العصيمي غير متواجد حالياً

افتراضي

الحديث الرابع والخمسون

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏من تطبَّب ولم يُعلم منه طِبٌّ، فهو ضامن‏)‏ رواه أبو داود والنسائي‏.‏

هذا الحديث يدلّ بلفظه وفحواه على‏:‏ أنه لا يحل لأحد أن يتعاطى صناعة من الصناعات وهو لا يحسنها، سواء كان طباً أو غيره، وأن من تجرأ على ذلك‏:‏ فهو آثم‏.‏ وما ترتب على عمله من تلف نفس أو عضو أو نحوهما‏:‏ فهو ضامن له‏.‏ وما أخذه من المال في مقابلة تلك الصناعة التي لا يحسنها‏:‏ فهو مردود على باذله؛ لأنه لم يبذله إلا بتغريره وإيهامه أنه يحسن، وهو لا يحسن، فيدخل في الغش‏.‏ و ‏(‏من غشنا فليس منا‏)‏‏.‏

ومثل هذا البنَّاء والنجار والحداد والخراز والنساج ونحوهم ممن نصَب نفسه لذلك، موهماً أنه يحسن الصنعة، وهو كاذب‏.‏

ومفهوم الحديث‏:‏ أن الطبيب الحاذق ونحوه إذا باشر ولم تجن يده وترتب على ذلك تلف، فليس بضامن؛ لأنه مأذون فيه، من المكلف أو وليه‏.‏ فكل ما ترتب على المأذون فيه فهو غير مضمون، وما ترتب على غير ذلك المأذون فيه، فإنه مضمون‏.‏

ويستدل بهذا على‏:‏ أن صناعة الطب من العلوم النافعة المطلوبة شرعاً وعقلاً‏.‏ والله أعلم‏.‏